{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)} {دَّعْوَتُكُمَا} أمن هارون على دعاء موسى عليهما الصلاة والسلام فسماه داعياً، ومعنى آمين: اللهم استجب، أو اسم من أسماء الله تعالى بإضمار حرف النداء تقديره يا آمين استجب، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «آمين خاتم رب العالمين على عبادة المؤمنين» أي يمنع من وصول الأذى والضرر إليهم كما يمنع الختم من الوصول إلى المختوم، أو معناه بعد الدعاء اللهم استجب وبعد الفاتحة كذلك أمنة تكون «ع»، وتأخر فرعون بعد الإجابة أربعين عاماً. {فَاسْتَقِيمَا} فامضيا لأمري فخرجا في قومهما، أو فاستقيما في الدعاء على فرعون وقومه، قيل ليس لنبي أن يدعو إلا بإذن لأن دعاءه يوجب النقمة وقد يكون فيهم من يتوب. |
|
|
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} {نُنَجِّيكَ} نُلقيك على نجوة وهي المكان المرتفع. {بِبَدَنِكَ} بجسدك لا روح فيه، أو بدرعك وكانت من حديد يُعرف بها، وكان من تخلف من قومه ينكر غرقه، فرمي به على الساحل فرآه بنو إسرائيل، وكان قصيراً أحمر كأنه ثور. {خَلْفَكَ} بعدك عبرة وموعظة. |
{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)} {مُبَوَّأَ صِدْقٍ} لأنه كالصدق في الفضل، أو تصدق به عليهم، الشام وبيت المقدس، أو الشام ومصر. {فَمَا اخْتَلَفُواْ} بنو إسرائيل في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم {حَتَّى جَآءَهُمُ الْعِلْمُ} القرآن، أو محمد صلى الله عليه وسلم فيكون العلم بمعنى المعلوم لأنهم عرفوه من كتبهم. |
{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)} {فِى شَكٍّ} من إرسالك، أو من أنك مكتوب في التوراة والإنجيل {الَّذِينَ يَقْرَءُونَ} أهل الصدق والتقوى منهم، أو من آمن كعبد الله بن سلام، خوطب به الرسول صلى الله عليه وسلم والمراد أمته، أو على عادتهم في التنبيه على أسباب الطاعة كقول الوالد لولده: إن كنت ولدي فبرني، والسيد لعبده: إن كنت عبدي فأطعني، ولا يشك في ولده أو عبده، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا أشك ولا أسأل». |
|
|
|