Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 22
الربع رقم 4
quran-border  قال قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك اية وان كثيرا من الناس عن اياتنا لغافلون ولقد بوانا بني اسرائيل مبوا صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسال الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين ان الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم
Page Number

1

{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)} أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قد أجيبت دعوتكما. قال: فاستجاب ربه له وحال بين فرعون وبين الإِيمان. وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان موسى عليه السلام إذا دعا أمن هرون على دعائه يقول: آمين. قال أبو هريرة رضي الله عنه: وهو اسم من أسماء الله تعالى، فذلك قوله: {قد أجيبت دعوتكما}. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {قد أجيبت دعوتكما} قال: دعا موسى عليه السلام وأمن هرون. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان موسى عليه السلام يدعو ويؤمن هرون عليه السلام، فذلك قوله: {قد أجيبت دعوتكما}. وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: كان موسى يدعو وهرون يؤمن، والداعي والمؤمن شريكان. وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: دعا موسى وأمن هرون. وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وأبي العالية والربيع مثله. أخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال: كان هرون عليه السلام يقول: آمين. فقال الله: {قد أجيبت دعوتكما} فصار التأمين دعوة صار شريكه فيها. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يزعمون أن فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة. وأخرج ابن جرير عن ابن جريج. مثله. وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {قال قد أجيبت دعوتكما} قال: بعد أربعين سنة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنه {فاستقيما} فامضيا لأمري وهي الاستقامة.

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)} أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: العدو والعلو والعتوّ في كتاب الله تجبر. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما خرج آخر أصحاب موسى ودخل آخر أصحاب فرعون، أوحى إلى البحر أن أطبق عليهم، فخرجت اصبع فرعون بلا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل. قال جبريل عليه السلام: فعرفت أن الرب رحيم وخفت أن تدركه الرحمة فدمسته بجناحي، وقلت {ءَآلآن وقد عصيت قبل} فلما خرج موسى وأصحابه قال: من تخلف في المدائن من قوم فرعون، ما غرق فرعون ولا أصحابه ولكنهم في جزائر البحر يتصيدون، فأوحى إلى البحر أن الفظ فرعون عرياناً، فلفظه عرياناً أصلع أخنس قصيراً، فهو قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية} لمن قال: إن فرعون لم يغرق، وكانت نجاته عبرة لم تكن نجاة عافية، ثم أوحى إلى البحر أن الفظ ما فيك، فلفظهم على الساحل وكان البحر لا يلفظ غريقاً يبقى في بطنه حتى يأكله السمك، فليس يقبل البحر غريقاً إلى يوم القيامة. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أغرق الله عز وجل فرعون {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال لي جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة». وأخرج الطيالسي والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيِّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة». وأخرج ابن مردويه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن جبريل عليه السلام قال: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه حتى لا يتابع الدعاء لما أعلم من فضل رحمة الله». وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «قال لي جبريل: ما كان على الأرض شيء أبغض إليَّ من فرعون، فلما آمن جعلت احشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدركه الرحمة». وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال لي جبريل: يا محمد لو رأيتني وأنا أغط فرعون بإحدى يدي وأدس من الحال في فيه مخافة أن تدركه الرحمة فيغفر له». وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال لي جبريل: ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال: {ما علمت لكم من إله غيري} [ القصص: 38] {فقال أنا ربكم الأعلى} [ النازعات: 24] فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت احشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة». وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كانت عمامة جبريل عليه السلام يوم غرق فرعون سوداء. وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال لي جبريل: ما أبغضت شيئاً من خلق الله ما أبغضت إبليس يوم أمِرَ بالسجود فأبى أن يسجد، وما أبغضت شيئاً أشد بغضاً من فرعون، فلما كان يوم الغرق خفت أن يعتصم بكلمة الاخلاص فينجو، فأخذت قبضة من حمأة فضربت بها في فيه فوجدت الله عليه أشد غضباً مني، فأمر ميكائيل فأنبه وقال: {ءَآلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}». وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: بعث الله إليه ميكائيل ليعيره فقال: {ءَآلآن وقد عصيت قبل}. وأخرج ابن المنذر والطبراني في الأوسط عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: أخبرت أن فرعون كان أثرم.

10:90

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: أنجى الله فرعون لبني إسرائيل من البحر فنظروا إليه بعدما غرق. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: بجسدك، كذب بعض بني إسرائيل بموت فرعون فألقي على ساحل البحر حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيراً كأنه ثور. وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي الله عنه {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: جسده ألقاه البحر على الساحل. وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: بدرعك، وكانت درعه من لؤلؤ يلاقي فيه الحروب. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صخر رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: البدن الدرع الحديد. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جهيم موسى بن سالم رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: كان لفرعون شيء يلبسه يقال له البدن يتلألأ. وأخرج ابن الأنباري وأبو الشيخ عن يونس بن حبيب النحوي رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك} قال: نجعلك على نجوة من الأرض كي ينظروا فيعرفوا أنك قدمت. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فاليوم ننجيك ببدنك...} الآية. قال: لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله ليكون عظة وآية. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {لتكون لمن خلفك آية} قال: لبني إسرائيل. وأخرج ابن الأنباري عن ابن مسعود أنه قرأ {فاليوم ننجيك بندائك}. وأخرج ابن الأنباري عن محمد بن السميقع اليماني ويزيد البربري أنهما قرآ {فاليوم ننحيك ببدنك} بحاء غير معجمة.

{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)} أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه في وقه {ولقد بوّأنا بني إسرائيل مبوّأ صدق} قال: بوّأهم الله الشام وبيت المقدس. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في وقوله: {مبوّأ صدق} قال: منازل صدق، مصر والشام. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {فما اختلفوا حتى جاءهم العلم} قال: العلم كتاب الله الذي أنزله، وأمره الذي أمرهم به.

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94) وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)} أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} قال: لم يشك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} قال: «ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أشك ولا أسأل». وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} قال: التوراة والإِنجيل الذين أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فآمنوا به يقول: سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم. وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي قال: قلت لابن عباس رضي الله عنهما إني أجد في نفسي ما لا أستطيع أن أتكلم به. فقال: شك؟ قلت: نعم. قال: ما نجا من هذا أحد حتى نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك...} الآية. فإذا أحسست أو وجدت من ذلك شيئاً فقل {هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [ الحديد: 3]. وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الحسن رضي الله عنه قال: خمسة أحرف في القرآن {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} [ إبراهيم: 26] معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال {لو أردنا أن نتخذ لهواً لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين} [ الأنبياء: 17] معناه ما كنا فاعلين {قل إن كان للرحمن ولد} [ الزخرف: 81] معناه ما كان للرحمن ولد {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} [ الأحقاف: 26] معناه في الذين ما مكناكم فيه {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك} معناه فما كنت في شك. وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله: {فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك} قال: سؤالك إياهم نظرك في كتابي كقولك: سل عن آل المهلب دورهم.

10:94

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)} أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون} قال: حق عليهم سخط الله بما عصوه.

10:96