Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 23
الربع رقم 3
quran-border  قال يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسالن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين قال رب اني اعوذ بك ان اسالك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين والى عاد اخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان انتم الا مفترون يا قوم لا اسالكم عليه اجرا ان اجري الا على الذي فطرني افلا تعقلون ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين
Page Number

1

{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47)} أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن نساء الأنبياء لا يزنين، وكان يقرؤها {إنه عمل غير صالح} يقول: مسألتك إياي يا نوح عمل غير صالح لا أرضاه لك. وأخرج أبو الشيخ من طريق سعيد عن قتادة في الآية قال: إنه لما نهاه أن يرجعه في أحد كان العمل غير صالح مراجعة ربه في قراءة عبدالله {فلا تسألن ما ليس لك به علم} وعن غير قتادة: كان اسم ابن نوح الذي غرق كنعان، وقال قتادة: خالف نوحاً في النية والعمل. وأخرج أبو الشيخ عن أبي جعفر الرازي قال: سألت زيد بن أسلم قلت: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: {عمل غير صالح}. وأخرج ابن المنذر عن علقمة قال: في قراءة عبدالله {إنه عمل غير صالح}. وأخرج ابن جرير {إنه عمل غير صالح} يقال: سؤالك عما ليس لك به علم. وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه من طريق شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {إنه عمل غير صالح}. وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والطبراني والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي الله عنه قالت «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها {إنه عمل غير صالح} قال عبد بن حميد: أم سلمة رضي الله عنها هي أسماء بنت يزيد كلا الحديثين عندي واحد». وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردويه والخطيب من طرق عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ {إنه عمل غير صالح}». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه قرأ {إنه عمل غير صالح}». وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال: في بعض الحروف {إنه عمل عملاً غير صالح}. وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه {إنه عمل غير صالح} قال: كان عمله كفراً بالله. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي الله عنه. أنه قرأ {عمل غير صالح} قال: معصية نبي الله. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فلا تسألن ما ليس لك به علم} قال: بين الله لنوح عليه السلام أنه ليس بابنه. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قال: أن تبلغ بك الجهالة أني لا أفي بوعد وعدتك حتى تسألني. قال: فإنها خطيئة رب إني أعوذ بك أن أسألك الآية. وأخرخ أبو الشيخ عن ابن المبارك رضي الله عنه قال: لو أن رجلاً اتقى مائة شيء ولم يتق شيئاً واحداً لم يكن من المتقين، ولو تورع من مائة شيء ولم يتورع من شيء واحد لم يكن ورعاً، ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين، أما سمعت إلى ما قال نوح عليه السلام {إن ابني من أهلي} قال الله: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}. وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال: بلغني أن نوحاً عليه السلام لما سأل ربه فقال: يا رب إن ابني من أهلي. فأوحى الله إليه. يا نوح ان سؤالك إياي أن ابني من أهلي عمل غير صالح {فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قال: فبلغني أن نوحاً عليه السلام بكى على قول الله: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} أربعين عاماً. وأخرج أحمد في الزهد عن وهيب بن الورد الحضرمي قال: لما عاتب الله نوحاً عليه السلام في ابنه، وأنزل عليه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} بكى ثلاثمائة حتى صارت تحت عينيه مثل الجدول من البكاء.

11:46

{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)} أخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا...} الآية. قال: اهبطوا والله عنهم راض، واهبطوا بسلام من الله كانوا أهل رحمته من أهل ذلك، ثم أخرج منهم نسلاً بعد ذلك أمماً منهم من رحم، ومنهم من عذب وقرأ {وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم} قال: إنما افترقت الأمم من تلك العصابة التي خرجت من ذلك الماء وسلمت. وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك} قال: فما زال الله يأخذ لنا بسهمنا وحظنا، وكذلك يذكرنا من حيث لا نذكر أنفسنا كلما هلكت أمة جعلنا في أصلاب من ينجو بلطفه حتى جعلنا في خير أمة أخرجت للناس. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن السني في الطب النبوي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أوّل شجر غرس نوح عليه السلام حين خرج من السفينة الآس. وأخرج أبو الشيخ عن عثمان بن أبي العاتكة. أن أوّل شيء تكلم به نوح عليه السلام حين استقرت به قدماه على الأرض حين خرج من السفينة أن قال: يا مور اتقن، كلمة بالسريانية: يعني يا مولاي اصلح. وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه قال: لما أغرق الله قوم نوح أوحى إلى نوح عليه السلام أني خلقت خلقاً بيدي وأمرتهم بطاعتي فعصوني واستأثروا غضبي، فعذبت من لم يعصني من خلفي بذنب من عصاني، فبي حلفت وأي شيء مثلي لا أعذب بالغرق العامة بعد هذا، وإني جعلت قوسي أماناً لعبادي وبلادي من الغرق إلى يوم القيامة، وكانت القوس فيها سهم ووتر، فلما فرغ الله من هذا القول إلى نوح نزع الوتر والسهم من القوس وجعلها أماناً لعباده وبلاده من الغرق. وأخرج ابن عساكر عن خصيف قال: لما هبط نوح من السفينة وأشرف من جبل حسماء رأى تل حران بين نهرين فأتى حران فخطها ثم أتى دمشق فخطها، فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق. وأخرج ابن عساكر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال: أول حائط وضع على وجه الأرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال: دخل في ذلك السلام والبركات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، ودخل في ذلك المتاع والعذاب الأليم كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة. وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {وعلى أمم ممن معك} يعني ممن لم يولد أوجب الله لهم البركات لما سبق لهم في علم الله من السعاد {وأمم سنمتعهم} يعني متاع الحياة الدنيا، ثم يمسهم منا عذاب أليم لما سبق لهم في علم الله من الشقاوة. وأخرج أحمد في الزهد عن كعب رضي الله عنه قال: لم يزل بعد نوح عليه السلام في الأرض أربعة عشر يدفع بهم العذاب.

{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه {تلك} يعني هذه {من أنباء} يعني أحاديث. وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه قال: ثم رجع إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقال: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك} يعني العرب من قبل هذا القرآن. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا} أي من قبل القرآن، وما علم محمد صلى الله عليه وسلم وقومه بما صنع نوح وقومه، لولا ما بيَّن الله عز وجل له في كتابه.

{وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آَلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53) إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آَلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {إلا على الذي فطرني} أي خلقني. وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي الله عنه قال: أمسك عن عاد القطر ثلاث سنين فقال لهم هود {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً} فأبوا إلا تمادياً. وأخرج ابن سعد في الطبقات وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وأبن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في سننه عن الشعبي رضي الله عنه قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى يرجع. فقيل له: ما رأيناك استسقيت؟ قال: لقد طلبت المطر بمخاديج السماء التي يستنزل بها المطر، ثم قرأ {ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً} و {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً} [ نوح: 10] {يرسل السماء عليكم مدراراً} [ نوح: 11]. وأخرج أبو الشيخ عن هرون التيمي في قوله: {يرسل السماء عليكم مدراراً} قال: يدر ذلك عليهم مطراً ومطراً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {ويزدكم قوة إلى قوتكم} قال: ولد الولد. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال: أصابتك بالجنون. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال: أصابتك الأوثان بجنون. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ما يحملك على ذم آلهتنا إلا أنه قد أصابك منها سوء. وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال: ما من أحد يخاف لصاً عادياً، أو سبعاً ضارياً، أو شيطاناً مارداً، فيتلو هذه الآية {إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم} إلا صرفه الله عنه. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه {إن ربي على صراط مستقيم} قال: الحق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله: {عذاب غليظ} قال: شديد. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {كل جبار عنيد} المشرك. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال: {كل جبار عنيد} قال: الميثاق. وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي عنيد قال: تمالت عن الحق. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وأُتبعوا في هذه الدنيا لعنة} قال: لم يبعث نبي بعد عاد إلا لُعِنَتْ عاد على لسانه. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وأُتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} قال: لعنة أخرى. وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: تتابعت عليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة.

11:50

11:50

11:50