Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 23
الربع رقم 1
quran-border  وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا ولئن قلت انكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين ولئن اخرنا عنهم العذاب الى امة معدودة ليقولن ما يحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليئوس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور الا الذين صبروا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة واجر كبير فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ان يقولوا لولا انزل عليه كنز او جاء معه ملك انما انت نذير والله على كل شيء وكيل
Page Number

1

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)} أخرج أبو الشيخ عن أبي الخير البصري رضي الله عنه قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني وتسيء بي الظن صباحاً ومساء، أما كانت لك عبرة إن شققت سبع أرضين فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} يعني كل دابة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها} يعني ما جاءها من رزق فمن الله، وربما لم يرزقها حتى تموت جوعاً ولكن ما كان لها من رزق فمن الله. وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه «أن الأشعريين أبا موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم، لما هاجروا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أرملوا من الزاد، فأرسلوا رجلاً منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فلما انتهى إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعه يقرأ هذه الآية {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} فقال الرجل: ما الأشعريون بأهون الدواب على الله. فرجع ولم يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: أبشروا أتاكم الغوث ولا يظنون إلا أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعده فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجلان يحملان قصعة بينهما مملوءة خبزاً ولحماً، فأكلوا منها ما شاؤوا ثم قال بعضهم لبعض: لو أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي به حاجته، فقالا للرجلين: اذهبا بهذا الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا قضينا حاجتنا، ثم إنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله ما رأينا طعاماً أكثر ولا أطيب من طعام أرسلت به. قال: ما أرسلت إليكم طعاماً؟ فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم. فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ما صنع وما قال لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيء رزقكموه الله». وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ويعلم مستقرها} قال: حيث تأوي {ومستودعها} قال: حيث تموت. وأخرج أبو الشيخ عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال: مستقرها بالليل ومستودعها حيث تموت. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ويعلم {مستقرها} قال: يأتيها رزقها حيث كانت. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {ويعلم مستقرها ومستودعها} قال: مستقرها في الأرحام، ومستودعها حيث تموت. وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت له إليها حاجة حتى إذا بلغ أقصى أثره منها فيقبض، فتقول الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني».

{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)} أخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال أهل اليمن: يا رسول الله أخبرنا عن أول هذا الأمر كيف كان؟ قال: «كان الله قبل كل شيء وكان عرشه على الماء، وكتب في اللوح المحفوظ ذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض» فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين، فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها. وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات «عن أبي رزين رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه؟ قال: كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، وخلق عرشه على الماء» قال الترمذي رضي الله عنه: العماء: أي ليس معه شيء. وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال: «دخل قوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتفقه في الدين ونسأله عن بدء هذا الأمر. فقال:كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق سبع سموات ثم أتاني آت فقال: هذه ناقتك قد ذهبت. فخرجت والسراب ينقطع دونها، فلوددت أني كنت تركتها». وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما. أنه سئل عن قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} على أي شيء كان؟ قال: على متن الريح. وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وكان عرشه على الماء} قال: قبل أن يخلق شيئاً. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: كان عرشه على الماء، فلما خلق السموات والأرض قسم ذلك الماء قسمين فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور، فلا تقطر منه قطرة حتى ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت منه الأجسام، وجعل النصف الآخر تحت الأرض السفلى. وأخرج داود بن المحبر في كتاب العقل وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم في كتاب التاريخ وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} فقلت: ما معنى ذلك يا رسول الله؟ قال: ليبلوكم أيكم أحسن عقلاً، ثم قال: وأحسنكم عقلاً، أورعكم عن محارم الله، وأعلمكم بطاعة الله». وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: {ليبلوكم} قال: يعني الثقلين. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ليبلوكم} قال: ليختبركم {أيكم أحسن عملاً} قال: أيكم أتم عقلاً. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي الله عنه {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} قال: أزهد في الدنيا. أما قوله تعالى: {ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا} الآية. وأخرج أبو الشيخ عن زائدة رضي الله عنه قال: قرأ سليمان بن موسى في هود عند سبع آيات {ساحر مبين}.

{وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (8) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (10) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11) فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (12) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)} أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: لما نزل {اقترب للناس حسابهم} [ الأنبياء: 1] قال ناس: إن الساعة قد اقتربت فتناهوا، فتناهى القوم قليلاً ثم عادوا إلى أعمالهم أعمال السوء، فأنزل الله: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} [ النحل: 1] فقال أناس: أهل الضلالة هذا أمر الله قد أتى، فتناهى القوم ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء، فأنزل الله هذه الآية {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر إلى أمة معدودة قال: إلى أجل معدود. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {ليقولن ما يحبسه} قال: للتكذيب به وأنه ليس بشيء. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون} يقول: وقع العذاب الذي استهزأوا به. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {ولئن أذقنا الإِنسان منا رحمة...} الآية. قال: يا ابن آدم إذا كانت بك نعمة من الله من السعة والأمن والعافية فكفور لما بك منها، وإذا نزعت منك يبتغي لك فراغك فيؤوس من روح الله قنوط من رحمته، كذلك أمر المنافق والكافر. وفي قوله: {ولئن أذقناه نعماء} إلى قوله: {ذهب السيئات عني} قال: غره بالله وجرأه عليه أنه لفرح والله لا يحب الفرحين، فخور لما أعطى لا يشكر الله، ثم استثنى فقال: {إلا الذين صبروا} يقول: عند البلاء {وعملوا الصالحات} عند النعمة {أولئك لهم مغفرة} لذنوبهم {وأجر كبير} قال: الجنة {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} إن تفعل فيه ما أمرت وتدعو إليه كما أرسلت {أن يقولوا: لولا أنزل عليه كنز} لا ترى معه مالاً {أو جاء معه ملك} ينذر معه {إنما أنت نذير} فبلغ ما أمرت به فإنما أنت رسول {أم يقولون افتراه} قد قالوه {فأتوا بعشر سور مثله} مثل القرآن {وادعوا شهداءكم} يشهدوا إنها مثله. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فهل أنتم مسلمون} قال لأصحاب محمد.

11:8

11:8

11:8

11:8