Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 27
الربع رقم 2
quran-border  قال هؤلاء بناتي ان كنتم فاعلين لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون فاخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليهم حجارة من سجيل ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم ان في ذلك لاية للمؤمنين وان كان اصحاب الايكة لظالمين فانتقمنا منهم وانهما لبامام مبين ولقد كذب اصحاب الحجر المرسلين واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين فاخذتهم الصيحة مصبحين فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وان الساعة لاتية فاصفح الصفح الجميل ان ربك هو الخلاق العليم ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقران العظيم لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين وقل اني انا النذير المبين كما انزلنا على المقتسمين
Page Number

1

15:51

15:51

15:51

15:51

15:51

15:51

15:51

{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80) وَآَتَيْنَاهُمْ آَيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (81) وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آَمِنِينَ (82) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83) فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (84) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ (87)} أخرج ابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان مدين وأصحاب الأيكة، أمتان بعث الله إليهما شعيباً». وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس {وإن كان أصحاب الأيكة} قال: قوم شعيب و {الأيكة} ذات آجام وشجر كانوا فيها. وأخرج ابن جرير عن خصيف في قوله: {أصحاب الأيكة} قال: الشجر. وكانوا يأكلون في الصيف الفاكهة الرطبة، وفي الشتاء اليابسة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} ذكر لنا أنهم كانوا أهل غيضة، وكان عامة شجرهم هذا الدوم، وكان رسولهم فيما بلغنا شعيب، أرسل إليهم وإلى أهل مدين، أرسل إلى أمتين من الناس وعذبتا بعذابين شتى. أما أهل مدين، فأخذتهم الصيحة. وأما {أصحاب الأيكة} فكانوا أهل شجرٍ متكاوش. ذكر لنا أنه سلط عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم منه ظل ولا يمنعهم منه شيء، فبعث الله عليهم سحابة فجعلوا يلتمسون الروح منها، فجعلها الله عليهم عذاباً، بعث عليهم ناراً فاضطرمت عليهم فأكلتهم. فذلك {عذاب يوم الظلة أنه كان عذاب يوم عظيم} [ الشعراء: 189]. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {أصحاب الأيكة} قال: الغيضة. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {أصحاب الأيكة} قال: أصحاب غيضة. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: {الأيكة} الشجر الملتف. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {أصحاب الأيكة} أهل مدين. و {الأيكة} الملتفة من الشجر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {الأيكة} مجمع الشجر. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال: إن أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب: أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا منها، فملا خرجوا منها أصابهم فزع شديد، ففرقوا أن يدخلوا البيوت أن تسقط عليهم، فأرسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل فقال: ما رأيت كاليوم ظلاً أطيب ولا أبرد!... هلموا أيها الناس. فدخلوا جميعاً تحت الظلة، فصاح فيهم صيحة واحدة فماتوا جميعاً. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {وإنهما لبإمام مبين} يقول: على الطريق. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {لبإمام مبين} قال: طريق ظاهر. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وإنهما لبإمام مبين} قال: بطريق معلم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {لبإمام مبين} قال: طريق واضح. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن الضحاك في قوله: {لبإمام مبين} قال: بطريق مستبين. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {أصحاب الحجر} قال: أصحاب الوادي. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان {أصحاب الحجر} ثمود، قوم صالح. وأخرج البخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر: «لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين؛ فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم». وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود، فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود، وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم، فأمرهم بإهراق القدور. وعلفوا العجين الإِبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال: «إني أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم، فلا تدخلوا عليهم». وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر: أن الناس لما نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود، استقوا من أبيارها وعجنوا به العجين. فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهرقوا ما استقوا ويعلفوا الإِبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت ترد الناقة. وأخرج ابن مردويه عن سبرة بن معبد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه: «من عمل من هذا الماء شيئاً فليلقه. قال: ومنهم من عجن العجين، ومنهم من حاس الحيس». وأخرج ابن مردويه وابن النجار، عن علي بن أبي طالب في قوله: {فاصفح الصفح الجميل} قال: الرضا بغير عتاب. وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: {فاصفح الصفح الجميل} قال: هو الرضا بغير عتاب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فاصفح الصفح الجميل} قال: هذا الصفح الجميل، كان قبل القتال. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن عمر بن الخطاب قال: السبع المثاني، فاتحة الكتاب. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والدارقطني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طرق، عن علي بن أبي طالب في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: هي فاتحة الكتاب. وأخرج ابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، عن ابن مسعود في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: فاتحة الكتاب {والقرآن العظيم} قال: سائر القرآن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه، والبيهقي في سننه عن ابن عباس: أنه سئل عن السبع المثاني قال: فاتحة الكتاب، استثناها الله لأمة محمد، فرفعها في أم الكتاب فدخرها لهم حتى أخرجها ولم يعطها أحداً قبله. قيل: فأين الآية السابعة؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم. وأخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير مثله. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: دُخرَتْ لنبيكم صلى الله عليه وسلم، لم تُدَّخَرَ لنبي سواه. وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عباس في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: هي أم القرآن، تثنى في كل صلاة. وأخرج ابن الضريس وأبو الشيخ وابن مردويه، عن أبي هريرة قال: السبع المثاني، فاتحة الكتاب. وأخرج ابن جرير عن أبي بن كعب قال: السبع المثاني، الحمد لله رب العالمين. وأخرج ابن الضريس عن يحيى بن يعمر وأبي فاختة في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} قالا: هي فاتحة الكتاب. وأخرج ابن الضريس عن مجاهد في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: هي أم الكتاب. وأخرج ابن جرير عن الحسن مثله. وأخرج ابن الضريس وابن جرير، عن قتادة في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: فاتحة الكتاب، تثنى في كل ركعة مكتوبة وتطوّع. وأخرج ابن الضريس عن أبي صالح في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: هي فاتحة الكتاب، تثنى في كل ركعة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق الربيع، عن أبي العالية في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: فاتحة الكتاب سبع آيات. وإنما سميت {المثاني} لأنه ثنى بها، كلما قرأ القرآن قرأها. قيل للربيع: إنهم يقولون السبع الطول. قال: لقد أنزلت هذه الآية. وما نزل من الطول شيء. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: السبع الطول. وأخرج الفريابي وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن ابن عباس في قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} قال: هي السبع الطول. ولم يُعْطَهُنَّ أحدٌ إلا النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطي موسى منهن اثنتين. وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: أوتي رسول الله صلى الله عليه وسلم {سبعاً من المثاني} الطول. وأوتي موسى ستاً، فلما ألقى الألواح، ذهب اثنتان وبقي أربعة. وأخرج الدارمي وابن مردويه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فاتحة الكتاب هي السبع المثاني». وأخرج ابن الضريس عن ابن عباس في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس. وأخرج سعيد بن منصور وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان، عن سعيد بن جبير في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: السبع الطول: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس. فقيل لابن جبير: ما قوله: {المثاني} قال: ثنى فيها القضاء والقصص. وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والكهف. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان {المثاني} المئين: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف وبراءة والأنفال سورة واحدة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد جبير، عن ابن عباس في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: السبع الطول. قلت: لم سميت {المثاني}؟ قال: يتردد فيهن الخبر والأمثال والعبر. وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير قال: قال ابن عباس في قوله: {سبعاً من المثاني} فاتحة الكتاب والسبع الطول منهن. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن زياد بن أبي مريم في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: أعطيتك سبعاً أخر أؤمر وأنه وبشر وأنذر واضرب الأمثال واعدد النعم واتل نبأ القرون. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر، عن أبي مالك قال: القرآن كله مثاني. وأخرج آدم بن أبي إياس وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي، عن مجاهد في قوله: {سبعاً من المثاني} قال: هي السبع الطول الأول {والقرآن العظيم} سائره. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي، عن ابن عباس قال: {المثاني} ما ثني من القرآن. ألم تسمع لقول الله: {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني} [ الواقعة: 16]. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: {المثاني} القرآن، يذكر الله القصة الواحدة مراراً.

15:78

15:78

15:78

15:78

15:78

15:78

15:78

15:78

15:78

{لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآَنَ عِضِينَ (91) فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {لا تمدن عينيك...} الآية. قال: نهى الرجل أن يتمنى مال صاحبه. وأخرج أبو عبيد وابن المنذر، عن يحيى بن أبي كثير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بإبل حي، يقال لهم بنو الملوح أو بنو المصطلق، قد عنست في أبوالها من السمن. فتقنع بثوبه ومرّ ولم ينظر إليها لقوله: {لا تمدن عينيك..} الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {أزواجاً منهم} قال: الأغنياء، الأمثال، الأشباه. وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال: من أعطي القرآن فمد عينيه إلى شيء منها، فقد صغر القرآن. ألم تسمع قوله: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني....} إلى قوله: {ورزق ربك خير وأبقى} قال: يعني القرآن. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير {واخفض جناحك} قال: اخضع. وأخرج البخاري وسعيد بن منصور والحاكم والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق، عن ابن عباس في قوله: {كما أنزلنا على المقتسمين الذين جعلوا القرآن عضين} قال: هم أهل الكتاب، جزأوه أجزاء فآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه. وأخرج ابن جرير من طريق علي، عن ابن عباس {عضين} فرقا. وأخرج الطبراني في الأوسط، عن ابن عباس قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أرأيت قول الله: {كما أنزلنا على المقتسمين} قال: اليهود والنصارى. قال: {الذين جعلوا القرآن عضين} قال: آمنوا ببعض وكفروا ببعض». وأخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم والبيهقي وأبو نعيم معاً في الدلائل، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش- وكان ذا سن فيهم- وقد حضر الموسم فقال لهم: يا معشر قريش، إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا فاجمعوا فيه رأياً واحداً، ولا تختلفوا فيُكَذِّب بعضكم بعضاً. فقالوا: أنت فقل، وأتم لنا به رأياً نقول به. قال: لا، بل أنتم قولوا لأسمع. قالوا: نقول كاهن. قال: ما هو بكاهن... لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكهان ولا بسجعهم. قالوا: فنقول مجنون. قال: ما هو بمجنون... لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخنقه ولا بحائحه ولا وسوسته. قالوا: فنقول شاعر. قال: ما هو بشاعر.... لقد عرفنا الشعر كله، رَجَزه وهَزَجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر. قالوا: فنقول ساحر. قال: ما هو بساحر لقد رأينا السحار وسحرهم، فما هو بنفثه ولا بعقده. قالوا: فماذا نقول؟ قال: والله إن لقوله حلاوة؛ وإن عليه طلاوة وإن أصله لعذق وإن فرعه لجناء، فما أنتم بقائلين من هذا شيئاً إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول أن تقولوا هو ساحر، يفرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وعشيرته. فتفرقوا عنه بذلك. فأنزل الله في الوليد وذلك من قوله: {ذرني ومن خلقت وحيداً...} [ المدثر: 11] إلى قوله: {سأصليه سقر...} [ المدثر: 26] وأنزل الله في أولئك النفر الذين كانوا معه {الذين جعلوا القرآن عضين} أي أصنافاً {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}. وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} قال: هم رهط من قريش، عضهوا كتاب الله، فزعم بعضهم أنه سحر وزعم بعضهم أنه كهانة وزعم بعضهم أنه أساطير الأوّلين. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن جرير، عن عكرمة يقول: العضه، السحر بلسان قريش. يقولون للساحرة: إنها العاضهة. وأخرج الترمذي وابن جرير وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} قال: يسأل العباد كلهم يوم القيامة عن خلتين: عما كانوا يعبدون، وعما أجابوا به المرسلين. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما {فوربك لنسألنهم أجمعين} وقال: {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} [ الرحمن: 39] قال: لا يسألهم هل عملهم كذا وكذا؛ لأنه أعلم منهم بذلك، ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما {فاصدع بما تؤمر} فامضه. وأخرج ابن جرير عن أبي عبيدة، أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفياً حتى نزل {فاصدع بما تؤمر} فخرج هو وأصحابه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو داود في ناسخه من طريق علي، عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأعرض عن المشركين} قال: نسخه قوله: {اقتلوا المشركين} [ التوبة: 5]. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاصدع بما تؤمر} قال: هذا أمر من الله لنبيه بتبليغ رسالته قومه وجميع من أرسل إليه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فاصدع بما تؤمر} قال: اجهر بالقرآن في الصلاة. وأخرج عن ابن زيد في قوله: {فاصدع بما تؤمر} قال: بالقرآن الذي أوحي إليه أن يبلغهم إياه. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس {فاصدع بما تؤمر} قال: أعلن بما تؤمر. وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق السدي الصغير، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفياً سنين لا يظهر شيئاً مما أنزل الله حتى نزلت {فاصدع بما تؤمر} يعني: أظهر أمرك بمكة، فقد أهلك الله المستهزئين بك وبالقرآن، وهم خمسة رهط. فأتاه جبريل بهذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أراهم أحياء بعد كلهم...». فاهلكوا في يوم واحد وليلة. منهم العاص بن وائل السهمي، خرج في يومه ذلك في يوم مطير فخرج على راحلته يسير وابن له يتنزه ويتغدى، فنزل شعباً من تلك الشعاب. فلما وضع قدمه على الأرض قال: لدغت. فطلبوا فلم يجدوا شيئاً، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير، فمات مكانه. ومنهم الحارث بن قيس السهمي، أكل حوتاً فأصابه غلبة عطش، فلم يزل يشرب عليه من الماء حتى أنقدّ بطنه، فمات وهو يقول: قتلني رب محمد. ومنهم الأسود بن المطلب، وكان له ابن يقال له زمعة بالشام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا على الأب أن يعمى بصره وأن يثكل ولده، فأتاه جبريل بورقة خضراء فرماه بها فذهب بصره. وخرج يلاقي ابنه ومعه غلام له، فأتاه جبريل وهو قاعد في أصل شجرة، فجعل ينطح رأسه ويضرب وجهه بالشوك، فاستغاث بغلامه فقال له غلامه: لا أرى أحداً يصنع بك شيئاً غير نفسك. حتى مات وهو يقول: قتلني رب محمد. ومنهم الوليد بن المغيرة، مرّ على نبل لرجل من خزاعة قد راشها وجعلها في الشمس، فربطها فانكسرت، فتعلق به سهم منها فأصاب أكحله فقتله. ومنهم الأسود بن عبد يغوث، خرج من أهله فأصابه السموم فاسودّ حتى عاد حبشياً، فأتى أهله فلم يعرفوه فاغلقوا دونه الباب حتى مات. وهو يقول: قتلني رب محمد. فقتلهم الله جميعاً، فأظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره وأعلنه بمكة. وأخرج أبو نعيم في الدلائل بسندين ضعيفين، عن ابن عباس في قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} قال: قد سلطت عليهم جبريل وأمرته بقتلهم، فعرض للوليد بن المغيرة فعثر به، فعصره عن نصل في رجله حتى خرج رجيعه من أنفه. وعرض للأسود بن عبد العزى وهو يشرب ماء، فنفخ في ذلك حتى انتفخ جوفه فانشق، واعترض للعاص بن وائل وهو متوجه إلى الطائف، فنخسه بِشَبْرُقَةٍ فجرى سمّها إلى رأسه، وقتل الحارث بن قيس بلكزة، فما زال يفوق حتى مات. وقتل الأسود بن عبد يغوث الزهري. وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في الدلائل وابن مردويه بسند حسن والضياء في المختارة، عن ابن عباس في قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} قال: المستهزئون، الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن عبطل السهمي والعاص بن وائل، فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أرني إياهم، فأراه الوليد. فأومأ جبريل إلى أكحله فقال: ما صنعت شيئاً. قال: كفيتكه. ثم أراه الأسود بن المطلب، فأومأ إلى عينيه فقال: ما صنعت شيئاً. قال: كفيتكه، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث، فأومأ إلى رأسه فقال: ما صنعت شيئاً. قال: كَفَيْتُكَهُ. ثم أراه الحرث، فأومأ إلى بطنه فقال: ما صنعت شيئاً. فقال: كفيتكه. ثم أراه العاص بن وائل، فأومأ إلى أخمصه فقال: ما صنعت شيئاً. فقال: كفيتكه. فأما الوليد، فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً فأصاب أكحله فقطعها. وأما الأسود بن المطلب، فنزل تحت سمرة فجعل يقول: بنيّ، ألا تدفعون عني؟ قد هلكت وَطُعِنْتُ بالشوك في عيني. فجعلوا يقولون: ما نرى شيئاً. فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه. وأما الأسود بن عبد يغوث، فخرج في رأسه قروح فمات منها. وأما الحارث، فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه. وأما العاص، فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل من أخمص قدمه شوكة فقتلته». وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل من طريق جويبر، عن الضحاك عن ابن عباس، أن الوليد بن المغيرة قال: إن محمداً كاهن، يخبر بما يكون قبل أن يكون وقال أبو جهل: محمد ساحر؛ يفرق بين الأب والابن. وقال عقبة بن أبي معيط: محمد مجنون، يهذي في جنونه. وقال أبي بن خلف: محمد كذاب. فأنزل الله: {انا كفيناك المستهزئين} فهلكوا قبل بدر. وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه، عن ابن عباس، أن المستهزئين ثمانية: الوليد بن المغيرة، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، والعاص بن وائل، والحارث بن عدي بن سهم، وعبد العزى بن قصي؛ وهو أبو زمعة، وكلهم هلك قبل بدر بموت أو مرض. والحارث بن قيس من العياطل. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: {المستهزئين} منهم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والحارث بن قيس، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، وأبو هبار بن الأسود. وأخرج ابن مردويه عن علي {إنا كفيناك المستهزئين} قال: خمسة من قريش، كانوا يستهزئون برسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الحارث بن عيطلة والعاص بن وائل والأسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة. وأخرج البزار والطبراني في الأوسط عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على أناس بمكة، فجعلوا يغمزون في قفاه ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبريل. فغمز جبريل بأصبعه فوقع مثل الظفر في أجسادهم، فصارت قروحاً نتنة. فلم يستطع أحد أن يدنو منهم. وأنزل الله: {إنا كفيناك المستهزئين}. وأخرج عبد الرزاق في المصنف، عن عكرمة قال: مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة، منها أربع أو خمس يدعو إلى الإِسلام سراً وهو خائف، حتى بعث الله على الرجال الذين أنزل فيهم {انا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين} والعضين بلسان قريش، والسحر. وأمر بعدوانهم فقال: {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} ثم أمر بالخروج إلى المدينة فقدم في ثمان ليالٍ خلون من شهر ربيع الأول، ثم كانت وقعة بدر. ففيهم أنزل الله: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم} [ الأنفال: 7] وفيهم نزلت {سيهزم الجمع} [ القمر: 45] وفيهم نزلت {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب} [ المؤمنون: 64] وفيهم نزلت {ليقطع طرفاً من الذين كفروا} [ آل عمران: 127] وفيهم نزلت {ليس لك من الأمر شيء} [ آل عمران: 128] أراد الله القوم وأراد رسول الله العير، وفيهم نزلت {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً...} [ إبراهيم: 28] الآية. وفيهم نزلت {قد كان لكم آية في فئتين التقتا} [ آل عمران: 13] في شأن العير {والركب أسفل منكم} [ الأنفال: 42] أخذوا أسفل الوادي. فهذا كله في أهل بدر، وكانت قبل بدر بشهرين سرية يوم قتل ابن الحضرمي، ثم كانت أحد، ثم يوم الأحزاب بعد أحد بسنتين، ثم كانت الحديبية- وهو يوم الشجرة- فصالحهم النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ على أن يعتمر في عام قابل في هذا الشهر. ففيها أنزلت {الشهر الحرام بالشهر الحرام} [ البقرة: 194] فشهر العام الأول بشهر العام فكانت {الحرمات قصاص} ثم كان الفتح بعد العمرة، ففيها نزلت {حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد...} [ المؤمنون: 77] الآية. وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم غزاهم ولم يكونوا أعدوا له أهبة القتال، ولقد قتل من قريش يومئذ اربعة رهط من حلفائهم، ومن بني بكر خمسين أو زيادة. وفيهم نزلت- لما دخلوا في دين الله {هو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار} [ المؤمنون: 78] ثم خرج إلى حنين بعد عشرين ليلة، ثم إلى المدينة، ثم أمر أبا بكر على الحج. ولما رجع أبو بكر من الحج، غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم العام المقبل، ثم ودع الناس، ثم رجع فتوفي لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} قال: هؤلاء فيما سمعنا خمسة رهط، استهزأوا بالنبي صلى الله عليه وسلم. فلما أراد صاحب اليمن أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم، أتاه الوليد بن المغيرة فزعم أن محمداً ساحر. وأتاه العاص بن وائل وأخبره أن محمداً يعلم أساطير الأولين، فجاءه آخر فزعم أنه كاهن، وجاءه آخر فزعم أنه شاعر، وجاء آخر فزعم أنه مجنون فكفى الله محمداً أولئك الرهط في ليلة واحدة، فأهلكهم بألوان من العذاب... كل رجل منهم أصابه عذاب. فأما الوليد، فأتى على رجل من خزاعة وهو يريش نبلاً له، فمر به وهو يتبختر فأصابه منها سهم فقطع أكحله، فأهلكه الله. وأما العاص بن وائل، فإنه دخل في شعب فنزل في حاجة له، فخرجت إليه حية مثل العمود فلدغته فأهلكه الله: وأما الآخر، فكان رجلاً أبيض حسن اللون، خرج عشاء في تلك الليلة فأصابته سموم شديدة الحر، فرجع إلى أهله وهو مثل حبشي، فقالوا: لست بصاحبنا. فقال: أنا صاحبكم!.. فقتلوه. وأما الآخر، فدخل في بئر له فأتاه جبريل فعمه فيها، فقال: إني قد قتلت فأعينوني: فقالوا: والله ما نرى أحداً. فكان كذلك حتى أهلكه الله. وأما الآخر، فذهب إلى إبله ينظر فيها، فأتاه جبريل بشوك القتاد فضربه، فقال: أعينوني فإني قد هلكت. قالوا: والله ما نرى أحداً. فأهلكه الله فكان لهم في ذلك عبرة. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: «جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحنى ظهر الأسود بن عبد يغوث حتى احقوقف صدره. فقال: النبي صلى الله عليه وسلم خالي خالي فقال جبريل: دعه عنك فقد كفيته فهو من المستهزئين. قال: وكانوا يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها». وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن قتادة قال: هؤلاء رهط من قريش، منهم الأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وعدي بن قيس. وأخرج ابن جرير وأبو نعيم، عن أبي بكر الهذلي قال: قيل للزهري إن سعيد بن جبير وعكرمة اختلفا في رجل من المستهزئين، فقال سعيد: الحارث بن عيطلة وقال عكرمة: الحارث بن قيس. فقال: صدقا جميعاً. كانت أمه تسمى عيطلة، وكان أبوه قيساً. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وأبو نعيم، عن الشعبي رضي الله عنه قال: المستهزئون سبعة، فسمى منهم العاص بن وائل، والوليد بن المغيرة، وهبار بن الأسود، وعبد يغوث بن وهب، والحرث بن عيطلة. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم، عن قتادة ومقسم مولى ابن عباس {إنا كفيناك المستهزئين} قال: هم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وعدي بن قيس والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب، مروا رجلاً رجلاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل، فإذا مر به رجل منهم قال له جبريل: كيف محمد هذا؟ فيقول: بئس عبد الله، فيقول جبريل: كَفَيْنَاكَهُ. فأما الوليد، فتردّى فتعلق سهم بردائه، فذهب يجلس فقطع أكحله فنزف حتى مات. وأما الأسود بن عبد يغوث، فأتى بغصن فيه شوك، فضرب به وجهه فسالت حدقتاه على وجهه فمات. وأما العاص، فوطئ على شوكة فتساقط لحمه عن عظامه حتى هلك. وأما الأسود بن المطلب وعدي بن قيس، فأحدهما قام من الليل وهو ظمآن ليشرب من جرة، فلم يزل يشرب حتى انفتق بطنه فمات. وأما الآخر، فلدغته حية فمات.

15:88

15:88