Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 30
الربع رقم 4
quran-border  المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا ويوم نسير الجبال وترى الارض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ما اشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا وراى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا
Page Number

1

{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)} أخرج ابن أبي حاتم والخطيب، عن سفيان الثوري قال: كان يقال إنما سمي المال، لأنه يميل بالناس، وإنما سميت الدنيا لأنها دنت. وأخرج ابن أبي حاتم، عن عياض بن عقبة أنه مات له ابن يقال له يحيى، فلما نزل في قبره قال له رجل: والله إن كان لسيد الجيش فاحتسبه. فقال: وما يمنعني أن أحتسبه؟ وكان أمس من زينة الدنيا، وهو اليوم من الباقيات الصالحات. وأخرج ابن أبي حاتم، عن علي بن أبي طالب قال: {المال والبنون} حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والباقيات الصالحات} قال سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله. والله أكبر. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:استكثروا من الباقيات الصالحات قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد ولا حول ولا قوة إلا بالله». وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وابن مردويه، عن النعمان بن بشير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وأن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر من الباقيات الصالحات». وأخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي، عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خذوا جنتكم قيل: يا رسول الله أمن عدوّ قد حضر قال: لا. بل جنتكم من النار قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات محسنات وهن الباقيات الصالحات». وأخرج الطبراني وابن شاهين في الترغيب في الذكر وابن مردويه، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله هن الباقيات الصالحات وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها وهن من كنوز الجنة». وأخرج ابن مردويه، عن أنس بن مالك قال: «مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشجرة يابسة، فتناول عوداً من أعوادها فتناثر كل ورق عليها فقال: والذي نفسي بيده، إن قائلاً يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لتتناثر الذنوب عن قائلها، كما يتناثر الورق عن هذه الشجرة» قال الله في كتابه: هن {الباقيات الصالحات}. وأخرج أحمد، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات، عن سمرة بن جندب: ما من الكلام شيء أحب إلى الله من الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر هن أربع فلا تكثر علي لا يضرك بأيهن بدأت. وأخرج ابن مردويه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه، والعدوّ، أن تجاهدوه، فلا تعجزوا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات الصالحات». وأخرج ابن مردويه، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا جنتكم من النار، قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن المقدمات، وإنهن المؤخرات، وهن المنجيات، وهن الباقيات الصالحات». وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر وابن مردويه، «عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه خذوا جنتكم مرتين، أو ثلاثاً، قالوا: من عدوّ حضر؟ قال: بل من النار. قولوا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن يجئن يوم القيامة مقدمات ومحسنات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات». وأخرج ابن مردويه، عن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الباقيات الصالحات من قال: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله». وأخرج ابن مردويه من طريق الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن يثبطكم الليل فلم تقوموه، وعجزتم عن النهار، فلم تصوموه، وبخلتم بالمال فلم تعطوه، وجبنتم عن العدوّ فلم تقاتلوه. فأكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن الباقيات الصالحات». وأخرج الطبراني، «عن سعد بن جنادة قال: أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني {قل هو الله أحد} و {إذا زلزلت} و {قل يا أيها الكافرون} وعلمني هؤلاء الكلمات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وقال: هن الباقيات الصالحات». وأخرج أحمد وابن جرير وابن المنذر، عن عثمان بن عفان أنه سئل عن {الباقيات الصالحات} قال: هي لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأخرج البخاري في تاريخه وابن جرير عن ابن عمر أنه سئل عن {الباقيات الصالحات} قال: لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس قال: {والباقيات الصالحات} قال: هي ذكر الله، لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله وتبارك الله ولا حول ولا قوّة إلا بالله وأستغفر الله وصلى الله على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصلاة والصيام والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات التي تبقى لأهلها في الجنة. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، عن سعيد بن المسيب قال: كنا عند سعد بن أبي وقاص، فسكت سكتة فقال: لقد قلت في سكتتي هذه خيراً مما سقى النيل والفرات. قلنا له: وما قلت؟ قال: قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس {والباقيات الصالحات} قال: الكلام الطيب. وأخرج ابن أبي شيبة، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذين يذكرون من جلال الله من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله، يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل، يذكرن بصاحبهن، أو لا يحب أحدكم أن لا يزال عند الرحمن شيء يذكر به». وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبدالله بن أبي أوفى قال: «أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه لا يستطيع أن يأخذ من القرآن شيئاً، وسأله شيئاً يجزئ من القرآن؟ فقال له:قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم، عن موسى بن طلحة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمات إذا قالهن العبد وضعهن ملك في جناحه، ثم عرج بهن فلا يمر على ملأ من الملائكة إلا صلوا عليهن، وعلى قائلهن، حتى يوضعن بين يدي الرحمن، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله وسبحان الله أبرئه عن السوء». وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن البصري قال: رأى رجل في المنام، أن منادياً نادى في السماء، أيها الناس خذوا سلاح فزعكم، فعمد الناس وأخذوا السلاح حتى إن الرجل ليجيء وما معه عصا، فنادى مناد من السماء ليس هذا سلاح فزعكم، فقال رجل من الأرض ما سلاح فزعنا؟ فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وأخرج ابن أبي شيبة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ من أتصدق بعددها دنانير». وأخرج ابن أبي شيبة، عن عبد الله بن عمرو قال: لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ من أن أحمل على عدتها من خيل بأرسانها. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن أبي هريرة قال: من قال من قبل نفسه الحمد لله رب العالمين كتب الله له ثلاثين حسنة، ومحا عنه ثلاثين سيئة، ومن قال: الله أكبر، كتب الله له بها عشرين حسنة، ومحا عنه بها عشرين سيئة، ومن قال: لا إله إلا الله، كتب الله له عشرين حسنة، ومحا عنه بها عشرين سيئة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس أنه قال: في قوله: {والباقيات الصالحات} {والحسنات يذهبن السيئات} الصلوات الخمس. وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {والباقيات الصالحات} قال: كل شيء من طاعة الله فهو من الباقيات الصالحات. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن قتادة أنه سئل، عن {الباقيات الصالحات} فقال: كل ما أريد به وجه الله. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله: {خير عند ربك ثواباً} قال: خير جزاء من جزاء المشركين. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وخير أملاً} قال: إن لكل عامل أملاً يؤمله، وإن المؤمن خير الناس أملاً. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وترى الأرض بارزة} قال: لا عمران فيها ولا علامة. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وترى الأرض بارزة} قال: ليس عليها بناء ولا شجرة. وأخرج ابن منده في التوحيد، عن معاذ بن جبل: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ينادي يوم القيامة يا عبادي، أنا الله لا إله إلا أنا أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين وأسرع الحاسبين، أحضروا حجتكم ويسروا جواباً، فإنكم مسؤولون مُحَاسَبُون، يا ملائكتي أقيموا عبادي صفوفاً على أطراف أنامل أقدامهم للحساب».

18:46

18:46

{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} أخرج البزار، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح، وديوان فيه ذنوبه، وديوان فيه النعم من الله عليه». وأخرج الطبراني، عن سعد بن جنادة قال: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين نزلنا قفرا من الأرض ليس فيه شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اجمعوا من وجد عوداً فليأت، ومن وجد عظماً أو شيئاً فليأت به»قال: فما كان إلا ساعة حتى جعلناه ركاماً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أترون هذا؟ فكذلك تجتمع الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم هذا، فليتق الله رجل لا يذنب صغيرة ولا كبيرة فإنها محصاة عليه». وأخرج ابن مردويه، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياك ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً». وأخرج ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله: {لا يغادر صغيرة ولا كبيرة} قال: الصغيرة التبسم، والكبيرة الضحك. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في الآية قال: الصغيرة التبسم بالاستهزاء بالمؤمنين، والكبيرة القهقهة بذلك. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ويقولون يا ويلتنا} الآية. قال: يشتكي القوم كما تسمعون. الإحصاء، ولم يشتك أحد ظلماً، فإياكم والمحقرات من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري في الآية. قال: سئلوا حتى عن التبسم، فقيل فيم تبسمت يوم كذا وكذا؟!.

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عباس قال: إن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن، فكان إبليس منهم، وكان يوسوس ما بين السماء والأرض، فعصى فسخط الله عليه، فمسخه الله شيطاناً رجيماً. وأخرج ابن جرير، عن ابن عباس في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: كان خازن الجنان فسمي بالجن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن الضحاك قال: اختلف ابن عباس وابن مسعود في إبليس فقال أحدهما: كان من سبط من الملائكة يقال لهم الجن. وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس قال: إن إبليس كان من أشرف الملائكة وأكرمهم قبيلة وكان خازناً على الجنان، وكان له سلطان السماء الدنيا، وكان له مجمع البحرين، بحر الروم وفارس، أحدهما قبل المشرق، والآخر قبل المغرب، وسلطان الأرض، وكان مما سولت نفسه مع قضاء الله، أنه يرى أن له بذلك عظمة وشرفاً على أهل السماء، فوقع في نفسه من ذلك كبر لم يعلم ذلك أحد إلا الله، فلما كان عند السجود لآدم حين أمره الله أن يسجد لآدم، استخرج الله كبره عند السجود، فلعنه إلى يوم القيامة {وكان من الجن} قال ابن عباس: إنما سمي بالجنان، لأنه كان خازناً عليها. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: كان من قبيل من الملائكة يقال لهم الجن، وكان ابن عباس يقول: لو لم يكن من الملائكة، لم يؤمر بالسجود، وكان على خزانة السماء الدنيا. وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ في العظمة، عن الحسن قال: ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن قال: قاتل الله أقواماً يزعمون أن إبليس كان من ملائكة الله، والله تعالى يقول: {كان من الجن}. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: من خزنة الجنان. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن الأنباري في الأضداد من وجه آخر، عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: هم حي من الملائكة لم يزالوا يصوغون حلي أهل الجنة حتى تقوم الساعة. وأخرج البيهقي في الشعب، عن سعيد بن جبير في قوله: {كان من الجن} قال: من الجنانين الذين يعملون في الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن شهاب في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: إبليس أبو الجن، كما أن آدم أبو الإنس، وآدم من الإنس وهو أبوهم. وإبليس من الجن وهو أبوهم، وقد تبين للناس ذلك حين قال الله: {أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني}. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: كان إبليس رئيساً من الملائكة في سماء الدنيا. وأخرج ابن جرير، عن سعيد بن منصور قال: كانت الملائكة تقاتل الجن، فسبي إبليس، وكان صغيراً فكان مع الملائكة فتعبد معها. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن شهر بن حوشب قال: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة، فأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء. وأخرج أبو الشيخ في العظمة، عن قتادة في قوله: {إلا إبليس كان من الجن} قال: أجن من طاعة الله. وأخرج أبو الشيخ، عن سعيد بن جبير قال: لما لعن إبليس تغيرت صورته عن صورة الملائكة، فجزع لذلك فرن رنة، فكل رنة في الدنيا إلى يوم القيامة من رنته. وأخرج أبو الشيخ، عن نوف قال كان إبليس رئيس سماء الدنيا. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ففسق عن أمر ربه} قال: في السجود لآدم. وأخرج ابن المنذر، عن الشعبي أنه سئل عن إبليس هل له زوجة؟ فقال: إن ذلك العرس ما سمعت به. وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: ولد إبليس خمسة: ثبر والأعور وزلنبور ومسوط وداسم، فمسوط صاحب الصخب، والأعور وداسم لا أدري ما يفعلان، والثبر صاحب المصائب، وزلنبور الذي يفرق بين الناس، ويبصر الرجل عيوب أهله. وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ، عن مجاهد في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: باض إبليس خمس بيضات: زلنبور وداسم وثبر ومسوط والأعور، فأما الأعور، فصاحب الزنا، وأما ثبر فصاحب المصائب، وأما مسوط فصاحب أخبار الكذب، يلقيها على أفواه الناس ولا يجدون لها أصلاً، وأما داسم فهو صاحب البيوت إذا دخل بيته ولم يسلم دخل معه، وإذا أكل أكل معه ويريه من متاع البيت ما لا يحصى موضعه، وأما زلنبور فهو صاحب الأسواق ويضع رأسه في كل سوق بين السماء والأرض. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة في قوله: {أفتتخذونه وذريته} قال: هم أولاده يتوالدون كما يتوالد بنو آدم وهم أكثر عدداً. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان قال: باض إبليس خمس بيضات: وذريته من ذلك. قال: وبلغني أنه يجتمع على مؤمن واحد أكثر من ربيعة ومضر. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {بئس للظالمين بدلاً} قال بئسما استبدلوا بعبادة ربهم إذ أطاعوا إبليس لعنه الله تعالى.

{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)} أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم} قال: يقول ما أشهدت الشياطين الذين اتخذتم معي هذا {وما كنت متخذ المضلين} قال: الشياطين {عضداً} قال: ولا اتخذتهم عضداً على شيء عضدوني عليه فأعانوني. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وما كنت متخذ المضلين عضداً} قال: أعواناً. وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {وما كنت متخذ المضلين عضداً} قال: أعواناً. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي، عن ابن عباس في قوله: {وجعلنا بينهم موبقاً} يقول: مهلكاً. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {موبقاً} يقول: مهلكاً. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن مجاهد في قوله: {موبقاً} قال: واد في جهنم. وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث، عن أنس في قوله: {وجعلنا بينهم موبقاً} قال: واد في جهنم من قيح ودم. وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي، عن ابن عمر في قوله: {وجعلنا بينهم موبقاً} قال: هو واد عميق في النار، فرق الله به يوم القيامة بين أهل الهدى والضلالة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عمرو البكالي قال: الموبق الذي ذكر الله، واد في النار بعيد القعر يفرق به يوم القيامة بين أهل الإسلام، وبين من سواهم من الناس. وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله: {موبقاً} قال: هو نهر في النار يسيل ناراً، على حافتيه حيات أمثال البغال الدهم، فإذا ثارت إليهم لتأخذهم استغاثوا بالإقتحام في النار منها. وأخرج ابن أبي حاتم، عن كعب قال: إن في النار أربعة أودية يعذب الله بها أهلها: غليظ، وموبق، وأثام، وغي.

18:51

{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)} أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {فظنوا أنهم مواقعوها} قال: علموا. وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والحاكم وصححه ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينصب الكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا، وأن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة والله أعلم». وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم، «عن علي رضي الله عنه: أن النبي- صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة ليلاً فقال:ألا تصليان فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا. وانصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئاً، ثم سمعته بضرب فخذه ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً}». وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} قال: الجدل الخصومة، خصومة القوم لآنبيائهم، وردهم عليهم ما جاؤوا به، وكل شيء في القرآن من ذكر الجدل، فهو من ذلك الوجه، فيما يخاصمونهم من دينهم، يردون عليهم ما جاؤوا به، والله أعلم.