Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 31
الربع رقم 2
quran-border  يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من اهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت اني اعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا قالت انى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم اك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فاجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناداها من تحتها الا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا
Page Number

1

{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)} {خُذِ الْكِتَابَ} قاله زكريا عليه الصلاة والسلام ليحيى حين نشأ، أو قاله الله تعالى حين بلغ، والكتاب: التوراة، أو صحف إبراهيم. {بِقُوَّةٍ} بجد واجتهاد، أو بامتثال الأمر واجتناب المناهي. {الْحُكْمَ} اللب، أو الفهم، أو العلم أو الحكمة، قال له الصبيان: اذهب بنا نلعب فقال: ما للعب خُلقت قيل كان ابن ثلاث سنين.

{وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا (13)} {وَحَنَاناً} رحمة. قال: أبا منذر فاستبق بعضنا *** حنانيك بعض الشر أهون من بعض أو تعطفاً، أو محبة، أو بركة أو تعظيماً، أو آتيناه تحنناً على العباد. {وَزَكَاةً} عملاً زاكياً، أو صدقة به على والديه، أو زكيناه بثنائنا عليه. {تَقِيّاً} مطيعاً، أو براً بوالديه.

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16)} {انتّبَذَتْ} انفردت، أو اتخذت، {شَرْقِيّاً} جهة المشرق فاتخذتها النصارى قبلة أو مشرقة الدار التي تظلها الشمس، أو مكاناً بعيداً.

{فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17)} {حِجَاباً} من الجدران، أو من الشمس جعله الله تعالى لها ساتراً قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو حجاباً من الناس، انفردت في ذلك المكان للعبادة، أو كانت تعتزل فيه أيام حيضها. {رُوحَنَا} الروح الذي خُلق منها المسيح حتى تمثل بشراً، أو جبريل عليه السلام لأنه روحاني لا يشوبه غير الروح، أو لحياة الأرواح به، فنفخ جبريل عليه السلام في جيب درعها وكمها فحملت، أو ما كان إلا أن حملته فولدته، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وكان حملها تسعة أشهر، أو ستة أشهر، أو يوماً واحداً، أو ثمانية أشهر، ولم يعش لثمانية سواه آية له.

{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18)} {تَقِيّاً} اسم رجل إسرائيلي مشهور بالعهر، لما دنا منها جبريل عليه السلام خافت فاستعاذت من ذلك العاهر، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو إن كنت تقياً لله امتنعت خوفاً من استعاذتي به.

{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23)} {فَأَجَآءَهَا} ألجأها، أو جاء بها. {يَالَيْتَنِى مِتُّ} تمنت الموت حياء من التهمة، أو لئلا يأثم الناس بقذفها، أو لأنها لم تر في قومها رشيداً ذا فراسة يبرئها من السوء. {نسياً منسياً} لم أخلق، أو لا يدري من أنا، أو سقطاً، أو إذا ذكرت لم أُطلب، والنسي ما أُغفل من شيء حقير.

{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24)} {فَنَادَاهَا}، جبريل، أو عيسى {مِن تَحْتِهَآ} من مكان أسفل من مكانها، أو من بطنها بالقبطية {سَرِيّاً} عيسى، السروات: الأشراف، أو السري النهر بالنبطية أو العربية من السراية لأن الماء يسري فيه، قيل يطلق السري على ما يعبره الناس من الأنهار وثباً.

{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25)} {النَّخْلَةِ} برنية، أو عجوة، أو صرفانة أو قريناً ولم يكن لها رأس وكان الشتاء فجعلت آية، قيل اخضرت وحملت ونضجت وهي تنظر {جَنِيّاً} مترطب البسر، أو الذي لم يتغير، أو الطري بغبار.