Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 31
الربع رقم 3
quran-border  فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا فاتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا اخت هارون ما كان ابوك امرا سوء وما كانت امك بغيا فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اين ما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون وان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم فاختلف الاحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم اسمع بهم وابصر يوم ياتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين
Page Number

1

{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)} أخرج ابن مردويه وابن المنذر وابن عساكر، عن ابن عباس في قوله: {إني نذرت للرحمن صوماً} قال: صمتاً. وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي مثله. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه، عن أنس بن مالك أنه كان يقرأ {إني نذرت للرحمن صوماً} صمتاً. وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأها {إني نذرت للرحمن صوماً} صمتاً وقال: ليس إلا أن حملت فوضعت. وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن زيد في قوله: {إني نذرت للرحمن صوماً} قال: كان من بني إسرائيل من إذا اجتهد صام من الكلام، كما يصوم من الطعام، إلا من ذكر الله. وأخرج ابن أبي حاتم، عن حارثة بن مضرب قال: كنت عند ابن مسعود فجاء رجلان، فسلم أحدهما، ولم يسلم الآخر، ثم جلسا. فقال القوم: ما لصاحبك لم يسلم؟ قال: إنه نذر صوماً لا يكلم اليوم إنسياً. فقال عبد الله: بئس ما قلت! إنما كانت تلك المرأة، فقالت ذلك، ليكون عذراً لها إذا سئلت؟- وكانوا ينكرون أن يكون ولد من غير زوج إلا زنا- فتكلم وأمر بالمعروف وإنه عن المنكر فإنه خير لك. وأخرج ابن الأنباري، عن الشعبي قال: في قراءة أبي بن كعب {إني نذرت للرحمن صوماً} صمتاً.

{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} أخرج سعيد بن منصور وابن عساكر، عن ابن عباس في قوله: {فأتت به قومها تحمله} قال: بعد أربعين يوماً بعد ما تعافت من نفاسها. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {لقد جئت شيئاً فرياً} قال: عظيماً. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، عن قتادة في قوله: {لقد جئت شيئاً فرياً} قال: عظيماً. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان في زمان بني إسرائيل في بيت المقدس عند عين سلوان عين، فكانت المرأة إذا قارفت، أتوها بها فشربت منها، فإن كانت بريئة لم تضرها، وإلا ماتت. فلما حملت مريم أتوها بها على بغلة فعثرت بها، فدعت الله أن يعقم رحمها، فعقم من يومئذ، فلما أتتها شربت منها فلم تزدد إلا خيراً، ثم دعت الله أن لا يفضح بها امرأة مؤمنة، فغارت العين. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، «عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران فقالوا: أرأيت ما تقرأون؟ يا أخت هارون، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا: قال: فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم». وأخرج الخطيب وابن عساكر، عن مجاهد في قوله: {يا أخت هارون} الآية. قال كانت من أهل بيت يعرفون بالصلاح، ولا يعرفون بالفساد في الناس، وفي الناس من يعرف بالصلاح ويتوالدون به، وآخرون يعرفون بالفساد ويتوالدون به، وكان هارون مصلحاً محبباً في عشيرته، وليس بهرون أخي موسى، ولكن هرون آخر. ذكر لنا أنه تبع جنازته يوم مات أربعون ألفاً من بني إسرائيل كلهم يسمون هرون. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سفيان في قوله: {يا أخت هارون} قال: سمعنا أنه اسم وافق اسماً. واخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين قال: نبئت أن كعباً قال: إن قوله: {يا أخت هارون}، ليس بهرون أخي موسى، فقالت له عائشة: كذبت. فقال: يا أم المؤمنين، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله: فهو أعلم وأخبر، وإلا، فإني أجد بينهما ستمائة سنة، فسكتت. وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة في قوله: {يا أخت هارون} قال: نسبت إلى هرون بن عمران لأنها كانت من سبطه، كقولك يا أخا الأنصار. وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي قال: كانت من سبط هرون، فقيل لها: {يا أخت هارون} فدعيت إلى سبطه، كالرجل يقول للرجل: يا أخا بني ليث يا أخا بني فلان. وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير في قوله: {يا أخت هارون} قال: كان هرون من قوم سوء زناة فنسبوها إليهم. وأخرج ابن أبي حاتم، عن أبي بكر بن عيش قال: في قراءة أبي قالوا: يا ذا المهد.

19:27

{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)} أخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {فأشارت إليه} أن كلموه. وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {فأشارت إليه} قال: أمرتهم بكلامه. وفي قوله: {في المهد} قال في الحجر. وأخرج عبد بن حميد، عن عمرو بن ميمون قال: إن مريم لما ولدت أتت به قومها، فأخذوا لها الحجارة ليرموها، فأشارت إليه فتكلم فتركوه. وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة. قال: {المهد} المرباة. قال إبراهيم: المرباة، المرجحة. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن هلال بن يساف قال: لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: صاحب جريج، وعيسى، وصاحب الحبشية. وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال: تكلم في المهد أربعة: عيسى، وصاحب يوسف، وصاحب جريج، وابن ماشطة ابنة فرعون.

{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)} أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عكرمة في قوله: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب} الآية. قال: قضى فيما قضى أن أكون كذلك. وأخرج ابن أبي حاتم، عن أنس قال: كان عيسى قد درس الإنجيل وأحكمه في بطن أمه. فذلك قوله: {إني عبد الله آتاني الكتاب}. وأخرج الإسماعيلي في معجمه وأبو نعيم في الحلية وابن لال في مكارم الأخلاق وابن مردويه وابن النجار في تاريخه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قول عيسى عليه السلام {وجعلني مباركاً أين ما كنت} قال: جعلني نفاعاً للناس أين اتجهت». وأخرج ابن عدي وابن عساكر، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم {وجعلني مباركاً أين ما كنت} قال: معلماً ومؤدباً. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {وجعلني مباركاً أين ما كنت} قال: معلماً للخير. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: الذي يعلم الناس الخير يستغفر له كل دابة حتى الحوت في البحر. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {وجعلني مباركاً} قال: هادياً مهدياً. وأخرج البيهقي في الشعب وابن عساكر، عن مجاهد {وجعلني مباركاً} قال: نفاعاً للناس. وأخرج ابن أبي حاتم عن نوف {وبراً بوالدتي}أي ليس لي أب. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولم يجعلني جباراً شقياً} يقول: عصياً. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال: الجبار الشقي الذي يُقبلُ على الغضب. وأخرج ابن أبي حاتم عن العوام بن حوشب قال: إنك لا تكاد تجد عاقاً، إلا تجده جباراً، ثم قرأ {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً}. وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال: فقرات ابن آدم ثلاث: يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث، وهي التي ذكر عيسى في قوله: {والسلام عليّ} الآية. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق مجاهد، عن ابن عباس قال: ما تكلم عيسى بعد الآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان. وأخرج ابن عساكر عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، أن الله أطلق لسان عيسى مرة أخرى في صباه، فتكلم ثلاث مرات، حتى بلغ ما يبلغ الصبيان يتكلمون، فتكلم محمداً بتحميد لم تسمع الآذان بمثله، حيث أنطقه طفلاً، فقال: اللهم أنت القريب في علوك، المتعالي في دنوك، الرفيع على كل شيء من خلقك، أنت الذي نفذ بصرك في خلقك، وحارت الأبصار دون النظر إليك، أنت الذي أشرقت بضوء نورك دجى الظلام، وتلألأت بعظمتك أركان العرش نوراً، فلم يبلغ أحد بصفته صفتك، فتباركت اللهم خالق الخلق بعزتك، مقدر الأمور بحكمتك مبتدئ الخلق بعظمتك ثم أمسك الله لسانه حتى بلغ.

19:30

19:30

19:30

{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)} أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ذلك عيسى ابن مريم قول الحق} قال: الله عز وجل، الحق. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {الذي فيه يمترون} قال: اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر، أخرج من كل قوم عالمهم فتشاوروا في عيسى حين رُفِعَ، فقال أحدهم: هو الله هبط إلى الأرض فأحيى من أحيى وأمات من أمات، ثم صعد إلى السماء، وهم اليعقوبية فقالت الثلاثة: كذبت. ثم قال اثنان منهم للثالث: قل فيه. فقال: هو ابن الله، وهم النسطورية. فقال اثنان: كذبت. ثم قال أحد الإثنين للآخر: قل فيه. قال: هو ثالث ثلاثة: الله إله، وعيسى إله، وأمه إله. وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى. فقال الرابع: كذبت.. هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته، وهم المسلمون، فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قال، فاقتتلوا فظهر على المسلمين. فذلك قول الله: {ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس} [ آل عمران: 21] قال قتادة: وهم الذين قال الله: {فاختلف الأحزاب من بينهم} قال: اختلفوا فيه فصاروا أحزاباً، فاختلف القوم، فقال المرء المسلم: أنشدكم... هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام، وأن الله لا يطعم الطعام؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فهل تعلمون أن عيسى كان ينام، وأن الله لا ينام؟ قالوا: اللهم نعم. فخصمهم المسلمون فانسل القوم، فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ، وأصيب المسلمون، فأنزل الله في ذلك القرآن {فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم} [ مريم: 37]. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فاختلف الأحزاب من بينهم} قال: هم أهل الكتاب.

19:34

19:34

19:34

{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)} أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {أسمع بهم وأبصر} يقول الكفار يومئذ أسمع شيء وأبصره، وهم اليوم لا يسمعون ولا يبصرون. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله: {أسمع بهم وأبصر} قال: اسمع قوم وأبصر قوم {يوم يأتوننا} قال: ذلك والله يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم في قوله: {أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا} قال: والله ذلك يوم القيامة، سمعوا حين لم ينفعهم السمع، وأبصروا حين لم ينفعهم البصر. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح، فيوقف بين الجنة والنار، فيقال: يا أهل الجنة هل تعرفون هذا؟، فيشرفون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه، ثم يقال يا أهل النار هل تعرفون هذا؟، فيشرفون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت وكلهم قد رآه، فيؤمر به فيذبح، فيقال: يا أهل الجنة خلود بلا موت، ويا أهل النار خلود بلا موت ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وأشار بيده وقال:أهل الدنيا في غفلة». وأخرج النسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة} قال: ينادى يا أهل الجنة، فيشرفون، وينادى يا أهل النار، فيشرفون وينظرون، فيقال: ما تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، فيجاء بالموت في صورة كبش أملح، فيقال: هذا الموت فيقرب ويذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة، خلود لا موت، ويا أهل النار، خلود ولا موت، ثم قرأ {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر}. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة} قال: يصوّر الله الموت في صورة كبش أملح، فيذبح فييأس أهل النار من الموت فيما يرجونه، فتأخذهم الحسرة من أجل الخلود في النار. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، يأتي الموت في صورة كبش أملح حتى يوقف بين الجنة والنار، ثم ينادي مناد يا أهل الجنة، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا، ولا يبقى أحد في عليين ولا في أسفل درجة من الجنة إلا نظر إليه، ثم ينادي يا أهل النار، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا، فلا يبقى أحد في ضحضاح من النار ولا أسفل درك من جهنم إلا نظر إليه، ثم يذبح بين الجنة والنار، ثم ينادي يا أهل الجنة، هو الخلود أبد الآبدين. ويا أهل النار هو الخلود أبد الآبدين، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتاً من فرحة ماتوا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتاً من شهقة ماتوا، فذلك قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر} يقول: إذا ذبح الموت. وأخرج ابن جرير من طريق علي، عن ابن عباس يوم الحسرة، هو من أسماء يوم القيامة. وقرأ {أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله} [ الزمر: 56]. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز: أنه كتب إلى عامله بالكوفة، أما بعد: فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت، فجعل مصيرهم إليه، فقال: فيما أنزل في كتابه الصادق الذي أنزله بعلمه، وأشهد ملائكته على خلقه أنه يرث الأرض ومن عليها وإليه يرجعون.