{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26)} {فَكُلِى} الجني {وَاشْرَبِى} من السري {وَقَرِّى عَيْناً} بالولد، طيبي نفساً، أو لتسكن عينك سروراً أو لتبرد عينك سروراً، دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة {صَوْماً} صمتاً أو صوماً عن الطعام والشراب وصمتاً عن الكلام، تركت الكلام ليتكلم عنها ولدها ببراءتها، أو كان من صام لا يكلم الناس فأُذن لها في هذا القدر من الكلام. |
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27)} {فَرِيّاً} قبيحاً من الافتراء، أو عجيباً، أو عظيماً، أو باطلاً، أو متصنعاً من الفرية وهي الكذب. |
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} {يَا أُخْتَ هَارُونَ} لأبويه أو نسبت إلى رجل صالح كان أسمه هارون تنسب إليه من تعرف بالصلاح مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو نسبت إلى هارون أخي موسى لأنها من ولده كما يقال: يا أخا بني فلان أو كان رجلاً معلناً بالفسق فنسبت إليه. |
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29)} {فَأَشَارَتْ} إلى الله تعالى فلم يفهموا إشارتها، أو إلى عيسى على الأظهر ألهمها الله تعالى ذلك بأنه سيبرئها، أو أمرها به {مَن كَانَ} صلة، أو بمعنى يكون {الْمَهْدِ} سرير الطفل، أوة حجرها غضبوا لما أشارت إليه وقالوا: لسخريتها بنا أعظم من زناها، فلما تكلم قالوا: إنَّ هذا لأمر عظيم. |
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30)} {ءَاتَانِىَ} سيؤتيني {وَجَعَلَنِى} سيجلعني، أو كان وقت كلامه في المهد نبياً كامل العقل، قاله الحسن رضي الله تعالى عنه وكلمهم وهو ابن أربعين يوماً. |
{وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)} {مُبَارَكاً} نفّاعاً، أو معلماً للخير، أو عارفاً بالله تعالى داعياً إليه، أو آمراً بالعُرْف ناهياً عن المنكر. {بِالْصَّلاةِ} ذات الركوع والسجود، أو الدعاء {وَالزَّكَاةِ} للمال، أو التطهير من الذنوب. |
{وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)} {جَبَّاراً} جاهلاً بأحكامه {شَقِيّاً} متكبراً عن عبادته، أو الجبار الذي لا ينصح والشقي الذي لا يقبل النصح. |
{وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)} {وَالْسَّلامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدتُّ} السلامة لي في الدنيا وفي القبر وفي البعث، لأن له أحوالاً ثلاثة: حياة الدنيا والموت مقبوراً والبعث فسلم في هذه من الأحزان، أو سلم في الولادة من همزة الشيطان إذ لا مولود إلا يهمزه {وَيَوْمَ أَمُوتُ} سلامته من ضغطة القبر لأنه غير مدفون في الأرض، ويوم البعث: يحتمل سلامته من العرض والحساب. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ثم انقطع كلامه حتى بلغ مبلغ الغلمان. |
{ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)} {الْحَقِّ} الله، أو عيسى سماه حقاً، لأنه جاء بالحق، أو القول الذي قاله عيسى من قبل {يَمْتَرُونَ} يشكون، أو يختلفون فتقول فرقة هو الله وأخرى هو ابن الله وأخرى هو ثالث ثلاثة هذا قول النصارى، وقال المسلمون: عبد الله ورسوله، وقالت اليهود: لغير رشدة عند من قرأ تمترون. |
|
|
|
{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (38)} {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} اليوم كيف يصنع بهم يوم القيامة، أو عجبه من سماعهم وإبصارهم في الآخرة. |