Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 2
الربع رقم 3
quran-border  وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والارض كل له قانتون بديع السماوات والارض واذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تاتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسال عن اصحاب الجحيم
Page Number

1

{وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَئ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَئ} أي على أمر يصح ويعتد به. نزلت لما قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاهم أحبار اليهود فتناظروا وتقاولوا بذلك. {وَهُمْ يَتْلُونَ الكتاب} الواو للحال، والكتاب للجنس أي: قالوا ذلك وهم من أهل العلم والكتاب. {كذلك} مثل ذلك {قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} كعبدة الأصنام، والمعطلة. وبخهم على المكابرة والتشبه بالجهال. فإن قيل: لم وبخهم وقد صدقوا، فإن كلا الدينين بعد النسخ ليس بشيء؟. قلت: لم يقصدوا ذلك، وإنما قصد به كل فريق إبطال دين الآخر من أصله، والكفر بنبيه وكتابه مع أن ما لم ينسخ منهما حق واجب القبول والعمل به {فالله يَحْكُمُ} يفصل {بَيْنَهُمْ} بين الفريقين {يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} بما يقسم لكل فريق ما يليق به من العقاب. وقيل حكمه بينهم أن يكذبهم ويدخلهم النار.

2:113

{وَلِلَّهِ المشرق والمغرب} يريد بهما ناحيتي الأرض، أي له الأرض كلها لا يختص به مكان، دون مكان، فإن منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام، أو الأقصى فقد جعلت لكم الأرض مسجداً. {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ} ففي أي مكان فعلتم التولية شطر القبلة {فَثَمَّ وَجْهُ الله} أي جهته التي أمر بها، فإن إمكان التولية لا يختص بمسجد أو مكان. أو {فَثَمَّ} ذاته: أي هو عالم مطلع بما يفعل فيه {إِنَّ الله واسع} بإحاطته بالأشياء. أو برحمته يريد التوسعة على عباده {عَلِيمٌ} بمصالحهم وأعمالهم في الأماكن كلها وعن ابن عمر رضي الله عنهما وأنها نزلت في صلاة المسافر على الراحلة. وقيل: في قوم عميت عليهم القبلة فصلوا إلى أنحاء مختلفة، فلما أصبحوا تبينوا خطأهم، وعلى هذا لو أخطأ المجتهد ثم تبين له الخطأ لم يلزمه التدارك. وقيل؛ هي توطئة لنسخ القبلة وتنزيه للمعبود أن يكون في حيز وجهة.

{وَقَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا} نزلت لما قال اليهود: {عُزَيْرٌ ابن الله} والنصارى: {المسيح ابن الله} ومشركوا العرب: الملائكة بنات الله، وعطفه على قالت اليهود، أو منع، أو مفهوم قوله تعالى ومن أظلم. وقرأ ابن عامر بغير واو {سبحانه} تنزيه له عن ذلك، فإنه يقتضي التشبيه والحاجة وسرعة الفناء، ألا ترى أن الأجرام الفلكية مع إمكانها وفنائها لما كانت باقية ما دام العالم، لم تتخذ ما يكون لها كالولد اتخاذ الحيوان والنبات، اختياراً أو طبعاً. {بَل لَّهُ مَا فِي السموات والأرض} رد لما قالوه، واستدلال على فساده، والمعنى أنه تعالى خالق ما في السموات والأرض، الذي من جملته الملائكة وعزير والمسيح {كُلٌّ لَّهُ قانتون} منقادون لا يمتنعون عن مشيئته وتكوينه، وكل ما كان بهذه الصفة لم يجانس مكونه الواجب لذاته: فلا يكون له ولد، لأن من حق الولد أن يجانس والده، وإنما جاء بما الذي لغير أولي العلم، وقال قانتون على تغليب أولي العلم تحقيراً لشأنهم، وتنوين كل عوض عن المضاف إليه، أي كل ما فيهما. ويجوز أن يراد كل من جعلوه ولداً له مطيعاً مقرون بالعبودية، فيكون إلزاماً بعد إقامة الحجة، والآية مشعرة على فساد ما قالوه من ثلاثة أوجه، واحتج بها الفقهاء على أن من ملك ولده عتق عليه، لأنه تعالى نفى الولد بإثبات الملك، وذلك يقتضي تنافيهما.

{وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَئ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَئ} أي على أمر يصح ويعتد به. نزلت لما قدم وفد نجران على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاهم أحبار اليهود فتناظروا وتقاولوا بذلك. {وَهُمْ يَتْلُونَ الكتاب} الواو للحال، والكتاب للجنس أي: قالوا ذلك وهم من أهل العلم والكتاب. {كذلك} مثل ذلك {قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} كعبدة الأصنام، والمعطلة. وبخهم على المكابرة والتشبه بالجهال. فإن قيل: لم وبخهم وقد صدقوا، فإن كلا الدينين بعد النسخ ليس بشيء؟. قلت: لم يقصدوا ذلك، وإنما قصد به كل فريق إبطال دين الآخر من أصله، والكفر بنبيه وكتابه مع أن ما لم ينسخ منهما حق واجب القبول والعمل به {فالله يَحْكُمُ} يفصل {بَيْنَهُمْ} بين الفريقين {يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} بما يقسم لكل فريق ما يليق به من العقاب. وقيل حكمه بينهم أن يكذبهم ويدخلهم النار.

{وَقَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} أي جهلة المشركين، أو المتجاهلون من أهل الكتاب. {لَوْلاَ يُكَلّمُنَا الله} هلا يكلمنا الله كما يكلم الملائكة، أو يوحي إلينا بأنك رسوله. {أَوْ تَأْتِينَا آيةٌ} حجة على صدقك، والأول استكبار والثاني جحود، لأن ما أتاهم آيات الله استهانة به وعناداً، {كذلك قَالَ الذين مِن قَبْلِهِم} من الأمم الماضية {مِّثْلَ قَوْلِهِمْ} فقالوا: {أَرِنَا الله جَهْرَةً} {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مّنَ السماء} {تشابهت قُلُوبُهُمْ} قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى والعناد. وقرئ بتشديد الشين. {قَدْ بَيَّنَّا الآيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أي يطلبون اليقين، أو يوقنون الحقائق لا يعتريهم شبهة ولا عناد. وفيه إشارة إلى أنهم ما قالوا ذلك لخفاء في الآيات أو لطلب مزيد اليقين، وإنما قالوه عتواً وعناداً.

{إِنَّا أرسلناك بالحق} متلبساً مؤيداً به. {بَشِيراً وَنَذِيراً} فلا عليك إن أصروا وكابروا. {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أصحاب الجحيم} ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت. وقرأ نافع ويعقوب: لا تَسْأَل، على أنه نهي للرسول صلى الله عليه وسلم عن السؤال عن حال أبويه. أو تعظيم لعقوبة الكفار كأنها لفظاعتها لا يقدر أن يخبر عنها، أو السامع لا يصبر على استماع خبرها فنهاه عن السؤال. والجحيم: المتأجج من النار.