Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 2
الربع رقم 4
quran-border  واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون
Page Number

1

{وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم القواعد مِنَ البيت} حكاية حال ماضية، و{القواعد} جمع قاعدة وهي الأساس صفة غالبة من القعود، بمعنى الثبات، ولعله مجاز من المقابل للقيام، ومنه قعدك الله، ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع، ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع فوقه ويرفعها بناؤها. وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه، ودعاء الناس إلى حجه. وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها. {وإسماعيل} كان يناوله الحجارة، ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه. وقيل: كانا يبنيان في طرفين، أو على التناوب. {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} أي يقولان ربنا تقبل منا، وقد قرئ به والجملة حال منهما. {إِنَّكَ أَنتَ السميع} لدعائنا {العليم} بنياتنا.

{رَبَّنَا واجعلنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ} مخلصين لك، من أسلم وجهه، أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد، والمراد طلب الزيادة في الإخلاص والإذعان، أو الثبات عليه. وقرئ: {مُسْلِمِينَ} على أن المراد أنفسهما وهاجر. أو أن التثنية من مراتب الجمع. {وَمِن ذُرّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} أي واجعل بعض ذريتنا، وإنما خصا الذرية بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة، ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الأتباع، وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة، وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الإخلاص والإقبال الكلي على الله تعالى، فإنه مما يشوش المعاش، ولذلك قيل: لولا الحمقى لخربت الدنيا، وقيل: أراد بالأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن تكون من للتبيين كقوله تعالى: {وَعَدَ الله الذين ءامَنُواْ مِنْكُمْ} قدم على المبين وفصل به بين العاطف والمعطوف كما في قوله تعالى: {خَلَقَ سَبْعَ سموات وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ}. {وَأَرِنَا} من رأى بمعنى أبصر، أو عرف، ولذلك لم يتجاوز مفعولين {مَنَاسِكَنَا} متعبداتنا في الحج، أو مذابحنا. والنسك في الأصل غاية العبادة، وشاع في الحج لما فيه من الكلفة والبعد عن العادة. وقرأ ابن كثير والسوسي عن أبي عمرو ويعقوب {أَرِنَا}.، قياساً على فخذ في فخذ، وفيه إجحاف لأن الكسرة منقولة من الهمزة الساقطة دليل عليها. وقرأ الدوري عن أبي عمرو بالاختلاس {وَتُبْ عَلَيْنَا} استتابة لذريتهما، أو عما فرط منهما سهواً. ولعلهما قالا هضما لأنفسهما وإرشادً لذريتهما {إِنَّكَ أَنتَ التواب الرحيم} لمن تاب. {رَبَّنَا وابعث فِيهِمْ} في الأمة المسلمة {رَسُولاًمِّنْهُمْ} ولم يبعث من ذريتهما غير محمد صلى الله عليه وسلم، فهو المجاب به دعوتهما كما قال عليه الصلاة والسلام: «أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمي» {يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آياتك} يقرأ عليهم ويبلغهم ما توحي إليه من دلائل التوحيد والنبوة. {وَيُعَلّمُهُمُ الكتاب} القرآن. {والحكمة} ما تكمل به نفوسهم من المعارف والأحكام. {وَيُزَكّيهِمْ} عن الشرك والمعاصي {إِنَّكَ أَنتَ العزيز} الذي لا يقهر ولا يغلب على ما يريد {الحكيم} المحكم له.

2:128

{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِلَّةِ إبراهيم} استبعاد وإِنكار لأن يكون أحد يرغب عن ملته الواضحة الغراء، أي لا يرغب أحد من ملته. {إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ} إلا من استمهنها وأذلها واستخف بها. قال المبرد وثعلب سفه بالكسر متعد وبالضم لازم، ويشهد له ما جاء في الحديث: «الكبر أن تسفه الحق، وتغمص الناس». وقيل: أصله سفه نفسه على الرفع، فنصب على التمييز نحو غبن رأيه وألم رأسه، وقول النابغة الذبياني: وَنأْخُذُ بَعْدَهُ بِذنَابِ عَيْش *** أَجَب الظَّهْرِ ليسَ لَهُ سِنَامُ أو سفه في نفسه، فنصب بنزع الخافض. والمستثنى في محل الرفع على المختار بدلاً من الضمير في يرغب لأنه في معنى النفي. {وَلَقَدِ اصطفيناه فِي الدنيا وَإِنَّهُ فِى الآخرة لَمِنَ الصالحين} حجة وبيان لذلك، فإن من كان صفوة العباد في الدنيا مشهوداً له بالاستقامة والصلاح يوم القيامة، كان حقيقاً بالاتباع له لا يرغب عنه إلا سفيه، أو متسفه أذل نفسه بالجهل والإعراض عن النظر.

{وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم القواعد مِنَ البيت} حكاية حال ماضية، و{القواعد} جمع قاعدة وهي الأساس صفة غالبة من القعود، بمعنى الثبات، ولعله مجاز من المقابل للقيام، ومنه قعدك الله، ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع، ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع فوقه ويرفعها بناؤها. وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه، ودعاء الناس إلى حجه. وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها. {وإسماعيل} كان يناوله الحجارة، ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه. وقيل: كانا يبنيان في طرفين، أو على التناوب. {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} أي يقولان ربنا تقبل منا، وقد قرئ به والجملة حال منهما. {إِنَّكَ أَنتَ السميع} لدعائنا {العليم} بنياتنا.

{ووصى بِهَا إبراهيم بَنِيهِ} التوصية هي التقدم إلى الغير بفعل فيه صلاح وقربة، وأصلها الوصل يقال: وصاه إذا وصله، وفصاه: إذا فصله، كأن الموصي يصل فعله بفعل الموصى، والضمير في بها للملة، أو لقوله أسلمت على تأويل الكلمة، أو الجملة وقرأ نافع وابن عامر وأوصى والأول أبلغ {وَيَعْقُوبَ} عطف على إبراهيم، أي ووصى هو أيضاً بها بنيه. وقرئ بالنصب على أنه ممن وصاه إبراهيم {يَا بَنِيَّ}. على إضمار القول عند البصريين، متعلق بوصى عند الكوفيين لأنه نوع منه ونظيره: رَجُلاَنِ مِنْ ضَبَّةَ أخْبَرَانا *** أَنَّا رأَيْنَا رَجُلاً عريَانا بالكسر، وبنو إبراهيم كانوا أربعة: إسماعيل وإسحاق ومدين ومدان. وقيل: ثمانية. وقيل: أربعة عشر: وبنو يعقوب إثنا عشر: روبيل وشمعون ولاوي ويهوذا ويشسوخور وبولون وتفتوني ودون وكودا وأوشير وبنيامين ويوسف {إِنَّ الله اصطفى لَكُمُ الدين} دين الإسلام الذي هو صفوة الأديان لقوله تعالى: {فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} ظاهره النهي عن الموت على خلاف حال الإِسلام، والمقصود هو النهي عن أن يكونوا على خلاف تلك الحال إذا ماتوا، والأمر بالثبات على الإسلام كقولك: لا تصلِّ إلا وأنت خاشع، وتغيير العبارة للدلالة على أن موتهم لا على الإسلام موت لا خير فيه، وأن من حقه أن لا يحل بهم، ونظيره في الأمر مت وأنت شهيد. وروي أن اليهود قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست تعلم أن يعقوب أوصى بنيه باليهودية يوم مات فنزلت.

{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الموت} أم منقطعة ومعنى الهمزة فيها الإنكار، أي ما كنتم حاضرين إذ حضر يعقوب الموت وقال لبنيه ما قال فلم تدعون اليهودية عليه، أو متصلة بمحذوف تقديره أكنتم غائبين أم كنتم شاهدين. وقيل: الخطاب للمؤمنين والمعنى ما شاهدتم ذلك وإنما علمتموه بالوحي وقرئ: {حَضِرَ} بالكسر. {إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ} بدل من {إِذْ حَضَرَ}. {مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي} أي: شيء تعبدونه، أراد به تقريرهم على التوحيد والإسلام، وأخذ ميثاقهم على الثبات عليهما، وما يسأل به عن كل شيء ما لم يعرف، فإذا عرف خص العقلاء بمن إذا سئل عن تعيينه، وإن سئل عن وصفه قيل: ما زيد أفقيه أم طبيب؟. {قَالُواْ نَعْبُدُ إلهك وإله آبَائِكَ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} المتفق على وجوده وألوهيته ووجوب عبادته، وعد إسماعيل من آبائه تغليباً للأب والجد، أو لأنه كالأب لقوله عليه الصلاة والسلام: «عمُّ الرجل صِنْوُ أبيه» كما قال عليه الصلاة والسلام في العباس رضي الله عنه: «هذا بقية آبائي» وقرئ: {إله أبيك}، على أنه جمع بالواو والنون كما قال: وَلَما تَبَيَّنَّ أَصوَاتَنا *** بَكَيْنَ وَفَدينَنا بالأَبينا أو مفرد و{إبراهيم} وحده عطف بيان. {إلها واحدا} بدل من إله آبائك كقوله تعالى: {بالناصية نَاصِيَةٍ كاذبة} وفائدته التصريح بالتوحيد، ونفي التوهم الناشئ من تكرير المضاف لتعذر العطف على المجرور والتأكيد، أو نصب على الاختصاص {وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} حال من فاعل نعبد، أو مفعوله، أو منهما، ويحتمل أن يكون اعتراضاً.

{وَإِذْ يَرْفَعُ إبراهيم القواعد مِنَ البيت} حكاية حال ماضية، و{القواعد} جمع قاعدة وهي الأساس صفة غالبة من القعود، بمعنى الثبات، ولعله مجاز من المقابل للقيام، ومنه قعدك الله، ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع، ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع فوقه ويرفعها بناؤها. وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه، ودعاء الناس إلى حجه. وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها. {وإسماعيل} كان يناوله الحجارة، ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه. وقيل: كانا يبنيان في طرفين، أو على التناوب. {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا} أي يقولان ربنا تقبل منا، وقد قرئ به والجملة حال منهما. {إِنَّكَ أَنتَ السميع} لدعائنا {العليم} بنياتنا.