Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 2
الربع رقم 4
quran-border  واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يعملون
Page Number

1

{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)} أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: القواعد أساس البيت. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن أبي حاتم والجندي وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل عن سعيد بن جبير أنه قال: سلوني يا معشر الشباب فإني قد أوشكت أن أذهب من بين أظهركم، فأكثر الناس مسألته فقال له رجل: أصلحك الله أرأيت المقام أهو كما نتحدث؟ قال: وماذا كنت تتحدث؟ قال: كنا نقول أن إبراهيم حين جاء عرضت عليه امرأة اسماعيل النزول فأبى أن ينزل، فجاءت بهذا الحجر فقال: ليس كذلك فقال سعيد بن جبير: قال ابن عباس: إن أوّل من اتخذ المناطق من النساء أم اسماعيل، اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها اسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء، فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقاً فتبعته أم اسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنس ولا شيء؟ قالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليهما. قالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذاً لا يضيعنا، ثم رجعت. فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه قال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون} [ إبراهيم: 37] وجعلت أم اسماعيل ترضع اسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال: يتلبط. فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً فلم تر أحداً، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإِنسان المجهود حتى جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحداً، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم «فلذلك سعى الناس بينهما». فلما أشرفت على المروة سمعت صوتاً فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت صوتاً أيضاً فقالت: قد اسمعت ان كان عندك غواث، فإذا هي بالملك موضع زمزم، فَنَحَت بعقبه- أو قال بجناحه- حتى ظهر الماء، فجعلت تخوضه بيدها وتغرف من الماء في سقائها وهي تفور بعدما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يرحم الله أم اسماعيل لو تركت زمزم- أو قال- لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً فشربت وأرضعت ولدها». فقال لها الملك: لا تخافي الضيعة فإن هاهنا بيتاً لله عز وجل يبنيه هذا الغلام وأبوه، وأن الله لا يضيع أهله، وكان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كذا، فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائراً عائفاً فقالوا: إن هذا الطائر ليدور على الماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء... ! فأرسلوا جرياً أو جريين فإذا هم بالماء، فرجعوا فأخبروهم بالماء، فأقبلوا قال: وأم اسماعيل عند الماء. فقالوا به: أتأذنين لنا أن ننزل عندك؟ قالت: نعم، ولكن لا حق لكم في الماء، قالوا: نعم. قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم «فألفى ذلك أم اسماعيل وهي تحب الأنس». فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم، وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب، فلمّا أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم اسماعيل، فجاء إبراهيم بعدما تزوج اسماعيل يطالع تركته فلم يجد اسماعيل، فسأل زوجته عنه... ! فقالت: خرج يبتغي لنا. ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بشر نحن في ضيق وشدة وشكت إليه قال: إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئاً فقال: هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم. جاءنا شيخ كذا وكذا، فسألني عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرىء عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك، فطلقها وتزوّج منهم أخرى، فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله، ثم أتاهم بعد ذلك فلم يجده؟ فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا. قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله. فقال: ما طعامكم؟ قالت: اللحم. قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. فقال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم «ولم يكن لهم يومئذ حب، ولو كان لهم حب لدعا لهم فيه. قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه» قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء اسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم، أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا بخير. قال: أما أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، وهو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك، قال: ذاك أبي وأنت العتبة فأمرني أن أمسكك. ثم لبث عنهم ما شاء الله، ثم جاء بعد ذلك واسماعيل يبري نبلاً تحت دوحة قريباً من زمزم، فما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد، ثم قال: يا اسماعيل إن الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك. قال: وتعينني...؟ قال: وأعينك... قال: فإن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتاً، وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال: فعند ذلك رفع القواعد من البيت، فجعل اسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يبني واسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. قال معمر: وسمعت رجلاً يقول: كان إبراهيم يأتيهم على البراق قال معمر: وسمعت رجلاً يذكر أنهما حين التقيا بكيا حتى أجابتهما الطير. وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم يأمره بالمسير إلى بلده الحرام، فركب إبراهيم البراق وجعل اسماعيل أمامه وهو ابن سنتين وهاجر خلفه، ومعه جبريل عليه السلام يدله على موضع البيت حتى قدم به مكة، فأنزل اسماعيل وأمه إلى جانب البيت، ثم انصرف إبراهيم إلى الشام، ثم أوحى الله إلى إبراهيم أن يبني البيت، وهو يومئذ ابن مائة سنة واسماعيل يومئذ ابن ثلاثين فبناه معه، وتوفي اسماعيل بعد أبيه فدفن داخل الحجر مما يلي الكعبة مع أمه هاجر، وولي ثابت بن اسماعيل البيت بعد أبيه مع أخواله جرهم. وأخرج الديلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت...} الآية. قال: «جاءت سحابة على تربيع البيت لها رأس تتكلم، ارتفاع البيت على تربيعي فرفعاه على تربيعها». وأخرج ابن أبي شيبة واسحق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد والحرث بن أبي أسامة وابن جرير وابن أبي حاتم والأزرقي والحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل من طريق خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب. أن رجلاً قال له: ألا تخبرني عن البيت أهو أول بيت وضع في الأرض؟ قال: لا، ولكنه أول بيت وضع للناس فيه البركة والهدى، ومقام إبراهيم، ومن دخله كان آمناً، ثم حدث أن إبراهيم لما أمر ببناء البيت ضاق به ذرعاً فلم يدر كيف يبنيه، فأرسل الله إليه السكينة- وهي ريح خجوج ولها رأسان- فتطوّقت له على موضع البيت، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم، فلمّا بلغ موضع الحجر قال لاسماعيل: اذهب فالتمس لي حجراً أضعه ههنا. فذهب اسماعيل يطوف في الجبال، فنزل جبريل بالحجر فوضعه، فجاء اسماعيل فقال: من أين هذا الحجر؟! قال: جاء به من لم يتكل على بنائي ولا بنائك، فلبث ما شاء الله أن يلبث ثم انهدم فبنته العمالقة، ثم انهدم فبنته جرهم، ثم انهدم فبنته قريش، فلما أرادوا أن يضعوا الحجر تشاحنوا في وضعه فقالوا: أول من يخرج من هذا الباب فهو يضعه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل باب بني شيبة، فأمر بثوب فبسط، فأخذ الحجر فوضعه في وسطه، وأمر من كل فخذ من أفخاذ قريش رجلاً يأخذ بناحية الثوب فرفعوه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فوضعه في موضعه. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والأزرقي والحاكم من طريق سعيد بن المسيب عن علي قال: أقبل إبراهيم على أرمينية ومعه السكينة تدله على موضع البيت كما تبني العنكبوت بيتها، فحفر من تحت السكينة فأبدى عن قواعد البيت، ما يحرك القاعدة منها دون ثلاثين رجلاً. قلت: يا أبا محمد فان الله يقول {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت} قال: كان ذلك بعد. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {يرفع إبراهيم القواعد} قال: القواعد التي كانت قواعد البيت قبل ذلك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والجندي عن عطاء قال: قال آدم: أي رب ما لي لا أسمع أصوات الملائكة؟ قال: لخطيئتك، ولكن اهبط إلى الأرض فابن لي بيتاً ثم احفف به كما رأيت الملائكة تحف ببيتي الذي في السماء، فزعم الناس أنه بناه من خمسة جبال. من حراء، ولبنان، وطورزيتا، وطورسينا، والجودي، فكان هذا بناء آدم حتى بناه إبراهيم بعده. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: لما أهبط الله آدم من الجنة قال: إني مهبط معك بيتاً يطاف حوله كما يطاف حول عرشي، ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي، فلما كان زمن الطوفان رفعه الله إليه، فكانت الأنبياء يحجونه ولا يعلمون مكانه حتى بوّأه الله بعد لإِبراهيم وأعلمه مكانه فبناه من خمسة جبال: حراء، ولبنان، وثيبر، وجبل الطور، وجبل الحمر، وهو جبل بيت المقدس. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: وضع البيت على أركان الماء على أربعة أركان قبل أن تخلق الدنيا بألفي عام، ثم دحيت الأرض من تحت البيت. وأخرج عبد الرزاق والأزرقي في تاريخ مكة والجندي عن مجاهد قال: خلق الله موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق شيئاً من الأرض بألفي سنة، وأركانه في الأرض السابعة. وأخرج ابن أبي حاتم عن علياء بن أحمر أن ذا القرنين قدم مكة فوجد إبراهيم واسماعيل يبنيان قواعد البيت من خمسة جبال فقال: ما لكما ولأرضي؟! فقالا: نحن عبدان مأموران أمرنا ببناء هذه الكعبة. قال: فهاتا بالبينة على ما تدعيان. فقام خمسة أكبش فقلن: نحن نشهد أن إسماعيل وإبراهيم عبدان مأموران أمرا ببناء هذه الكعبة. فقال: قد رضيت وسلمت ثم مضى. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ذكر لنا أن الحرم حرم بحياله إلى العرش، وذكر لنا أن البيت هبط مع آدم حين هبط قال الله له: اهبط معك بيتي يطاف حوله كما يطاف حول عرشي، فطاف آدم حوله ومن كان بعده من المؤمنين، حتى إذا كان زمن الطوفان حين أغرق الله قوم نوح رفعه وطهره فلم تصبه عقوبة أهل الأرض، فتتبع منه آدم أثراً، فبناه على أساس قديم كان قبله. وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال: بني البيت من أربعة جبال. من حراء، وطورزيتا، وطورسينا، ولبنان. وأخرج البيهقي في الدلائل عن السدي قال: خرج آدم من الجنة ومعه حجر في يده وورق في الكف الآخر، فبث الورق في الهند فمنه ما ترون من الطيب، وأما الحجر فكان ياقوتة بيضاء يستضاء بها، فلما بنى إبراهيم البيت فبلغ موضع الحجر قال لاسماعيل: ائتني بحجر أضعه ههنا، فأتاه بحجر من الجبل، فقال: غير هذا. فرده مراراً لا يرضى ما يأتيه به، فذهب مرة وجاء جبريل عليه السلام بحجر من الهند الذي خرج به آدم من الجنة فوضعه، فلما جاء إسماعيل قال: من جاءك بهذا؟! قال: من هو أنشط منك. وأخرج الثعلبي قال: سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد بن حبيب يقول: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن أحمد القطان البلخي وكان عالماً بالقرآن يقول: كان إبراهيم عليه السلام يتكلم بالسريانية، وإسماعيل عليه السلام يتكلم بالعربية، وكل واحد منهما يعرف ما يقول صاحبه ولا يمكنه التفوّه به، فكان إبراهيم يقول لإِسماعيل: هل لي كثيباً- يعني ناولني حجراً- ويقول له إسمعيل: هاك الحجر فخذه. قال: فبقي موضع حجر فذهب إسماعيل يبغيه، فجاء جبريل عليه السلام بحجر من السماء، فأتى إسماعيل وقد ركب إبراهيم الحجر في موضعه فقال: يا أبت من أتاك بهذا؟! قال: أتاني من لم يتكل على بنائك، فأتما البيت. فذلك قوله عز وجل {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}. وأخرج البيهقي عن ابن شهاب قال: «لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلم أجمرت امرأة الكعبة، فطارت شرارة من مجمرتها في ثياب الكعبة فاحترقت فهدموها، حتى إذا بنوها فبلغوا موضع الركن اختصمت قريش في الركن أي القبائل تلي رفعه، فقالوا: تعالوا نحكم أول من يطلع علينا. فطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام عليه وشاح نمرة، فحكموه فأمر بالركن فوضع في ثوب، ثم أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب، ثم ارتقى هو فرفعوا إليه الركن فكان هو يضعه، ثم طفق لا يزداد على الألسن إلا رضي حتى دعوه الأمين قبل أن ينزل عليه الوحي، فطفقوا لا ينحرون جزوراً إلا التمسوه فيدعو لهم فيها». وأخرج أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة عن سعيد بن المسيب قال: قال كعب الأحبار: كانت الكعبة غثاء على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض بأربعين سنة، ومنها دحيت الأرض. وأخرج الأزرقي عن مجاهد قال: خلق الله هذا البيت قبل أن يخلق شيئاً من الأرضين. وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال: لما كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السموات والأرض، بعث الله تعالى ريحاً هفافة فصفقت الريح الماء، فأبرزت عن حشفة في موضع البيت كأنها قبة، فدحا الله تعالى الأرض من تحتها، فمادت ثم مادت فأوتدها الله بالجبال، فكان أول جبل وضع فيه أبو قبيس، فلذلك سميت أم القرى. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: كان البيت على أربعة أركان في الماء قبل أن يخلق السموات والأرض، فدحيت الأرض من تحته. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: دحيت الأرض من تحت الكعبة. وأخرج الأرزقي عن علي بن الحسين. أن رجلاً سأله ما بدء هذا الطواف بهذا البيت؟ لم كان، وأنى كان، وحيث كان، فقال: اما بدء هذا الطواف بهذا البيت فإن الله تعالى قال للملائكة {إني جاعل في ا�

{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)} أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الكريم في قوله تعالى {ربنا واجعلنا مسلمين} قال: مخلصين. أخرج ابن أبي حاتم عن سلام بن أبي مطيع في هذه الآية قال: كانا مسلمين ولكن سألاه الثبات. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ومن ذريتنا أمة مسلمة لك} يعنيان العرب. وأما قوله تعالى: {وأرنا مناسكنا}. أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم والأزرقي عن مجاهد قال: قال إبراهيم عليه السلام: رب أرنا مناسكنا. فاتاه جبريل فأتى به البيت فقال: ارفع القواعد. فرفع القواعد وأتم البنيان، ثم أخذ بيده فأخرجه، فانطلق به إلى الصفا قال: هذا من شعائر الله، ثم انطلق به إلى المروة فقال: وهذا من شعائر الله، ثم انطلق به نحو منى، فلما كان من العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة فقال: كبر وارمه. فكبر ورماه، ثم انطلق إبليس فقام عند الجمرة الوسطى، فلما حاذى به جبريل وإبراهيم قال له: كبر وارمه. فكبر ورمى، فذهب إبليس حتى أتى الجمرة القصوى، فقال له جبريل: كبر وارمه. فكبر ورمى، فذهب إبليس وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئاً فلم يستطع، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام، فقال: هذا المشعر الحرام، ثم ذهب حتى أتى به عرفات قال: قد عرفت ما أريتك؟ قالها ثلاث مرات. قال: نعم. قال: فأذن في الناس بالحج. قال: وكيف أؤذن؟ قال: قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم ثلاث مرات، فأجاب العباد لبيك اللهم ربنا لبيك، فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج. وأخرج ابن جرير من طريق ابن المسيب عن علي قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: قد فعلت أي رب فأرنا مناسكنا، أبرزها لنا، علمناها، فبعث الله جبريل فحج به. وأخرج سعيد بن منصور الأزرقي عن مجاهد قال: حج إبراهيم وإسمعيل وهما ماشيان. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس قال: كان المقام في أصل الكعبة، فقام عليه إبراهيم فتفرجت عنه هذه الجبال أبو قبيس وصاحبه إلى ما بينه وبين عرفات، فأراه مناسكه حتى انتهى إليه، فقال: عرفت؟ قال: نعم. فسميت عرفات. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مجلز في قوله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} [ البقرة: 127] قال: لما فرغ إبراهيم من البيت جاءه جبريل أراه الطواف بالبيت والصفا والمروة، ثم انطلقا إلى العقبة فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات، فرمى وكبَّر وقال لإِبراهيم: ارم وكبر مع كل رمية حتى أمَلَّ الشيطان، ثم انطلقا إلى الجمرة الوسطى فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات فرميا وكبرا مع كل رمية حتى املَّ الشيطان، ثم أتيا الجمرة القصوى فعرض لهما الشيطان، فأخذ جبريل سبع حصيات وأعطى إبراهيم سبع حصيات، وقال: ارم وكبر. فرميا وكبرا مع كل رمية حتى أقل، ثم أتى به إلى منى فقال: هاهنا يحلق الناس رؤوسهم، ثم أتى به جمعاً فقال: هاهنا يجمع الناس الصلاة، ثم أتى به عرفات فقال: عرفت...؟ قال: نعم. فمن ثم سميت عرفات. واخرج الأزرقي عن زهير بن محمد قال: لما فرغ إبراهيم من البيت الحرام قال: أي رب قد فعلت فأرنا مناسكنا، فبعث الله إليه جبريل فحج به، حتى إذا جاء يوم النحر عرض له إبليس فقال: احصب. فحصب سبع حصيات، ثم الغد ثم اليوم الثالث فملأ ما بين الجبلين، ثم علا على منبر فقال: يا عباد الله أجيبوا ربكم، فسمع دعوته من بين الأبحر ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان، قالوا: لبيك اللهم لبيك. قال: ولم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعداً، ولولا ذلك لأهلكت الأرض ومن عليها. قال: وأول من أجاب حين أذن بالحج أهل اليمن. وأخرج الأزرقي عن مجاهد في قوله: {وأرنا مناسكنا} قال: مذابحنا. وأخرج الجندي عن مجاهد قال: قال الله لإِبراهيم عليه السلام «قم فابن لي بيتاً. قال: أي رب أين...؟ قال: سأخبرك» فبعث الله إليه سحابة لها رأس فقالت: يا إبراهيم إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة. قال: فجعل إبراهيم ينظر إلى السحابة ويخط. فقالت: قد فعلت؟ قال: نعم. فارتفعت السحابة فحفر إبراهيم فأبرز عن أساس نابت من الأرض فبنى إبراهيم، فلما فرغ قال: أي رب قد فعلت فأرنا مناسكنا. فبعث الله إليه جبريل يحج به، حتى إذا جاء يوم النحر عرض له إبليس فقال له جبريل: احصب. فحصب بسبع حصيات، ثم الغد، ثم اليوم الثالث فالرابع، ثم قال: أعل ثبيراً. فعلا ثبيراً فقال: أي عباد الله أجيبوا، أي عباد الله أطيعوا الله. فسمع دعوته ما بين الأبحر ممن في قلبه مثقال ذرة من الإِيمان، قالوا: لبيك أطعناك اللهم أطعناك، وهي التي أتى الله إبراهيم في المناسك: لبيك اللهم لبيك، ولم يزل على الأرض سبعة مسلمون فصاعداً، لولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها. وأخرج ابن خزيمة والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رفعه قال: لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون. وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال: إن إبراهيم لما رأى المناسك عرض له الشيطان عند المسعى، فسابق إبراهيم فسبقه إبراهيم، ثم انطلق به جبريل حتى أراه مِنى فقال: هذا مناخ الناس. فلما انتهى إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أتى به جمرة الوسطى فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم أتى به جمرة القصوى فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، فأتى به جمعاً فقال: هذا المشعر. ثم أتى به عرفة فقال: هذه عرفة. فقال له جبريل: أعرفت؟ قال: نعم. ولذلك سميت عرفة. أتدري كيف كانت التلبية؟: أن إبراهيم لما أمر أن يؤذن في الناس بالحج، أمرت الجبال فخفضت رؤوسها ورفعت له القرى، فأذن في الناس بالحج. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأرنا مناسكنا} قال: أراهما الله مناسكهما. الموقف بعرفات، والإِفاضة من جمع، ورمي الجمار والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة.

{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)} أخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى بي، ورؤيا أمي التي رأت، وكذلك أمهات النبيين يَرَيْن». وأخرج أحمد وابن سعد والطبراني وابن مردويه والبيهقي عن أبي أمامة قال: قلت «يا رسول الله ما كان بدء أمرك؟ قال: دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام». وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا دعوة إبراهيم. قال وهو يرفع القواعد من البيت {ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم} حتى أتم الآيه». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العاليه في قوله: {ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم} يعني أمة محمد. فقيل له: قد استجيب لك وهو كائن في آخر الزمان. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وابعث فيهم رسولاً منهم} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} قال: السنة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} قال: الحكمة السنة. قال: ففعل ذلك بهم، فبعث فيهم رسولاً منهم يعرفون اسمه ونسبه، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم. وأخرج أبو داود في مراسيله عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آتاني الله القرآن ومن الحكمة مِثْلَيْه». وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله: {ويزكيهم} قال: يطهرهم من الشرك ويخلصهم منه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {العزيز الحكيم} قال: عزيز في نقمته إذا انتقم حكيم في أمره.

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {ومن يرغب عن ملة إبراهيم} قال: رغبت اليهود والنصارى عن ملته، واتخذوا اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله، وتركوا ملة إبراهيم الإِسلام، وبذلك بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بملة إبراهيم. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {إلا من سفه نفسه} قال: إلا من أخطأ حظه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {ولقد اصطفيناه} قال: اخترناه.

2:130

{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)} أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن أسد بن يزيد قال: في مصحف عثمان {ووصَّى} بغير ألف. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ووصى بها إبراهيم بنيه} قال: وصاهم بالإِسلام، ووصى يعقوب بنيه مثل ذلك. وأخرج الثعلبي عن فضيل بن عياض في قوله: {فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أي محسنون بربكم الظن. وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال: ولد لإِبراهيم إسماعيل وهو أكبر ولده وأمه هاجر وهي قبطية، وإسحق وأمه سارة، ومدن ومدين، وبيشان وزمران، وأشبق وشوح وأمهم قنطوراء من العرب العاربة، فأما بيشان فلحق بنوه بمكة وأقام مدين بأرض مدين فسميت به، ومضى سائرهم في البلاد وقالوا لإِبراهيم: يا أبانا أنزلت إسماعيل وإسحق معك وأمرتنا أن ننزل أرض الغربة والوحشة؟ قال: بذلك أمرت. فعلمهم اسماً من أسماء الله، فكانوا يستسقون به ويستنصرون.

{أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {أم كنتم شهداء} يعني أهل مكة. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت} الآية. قال: يقول لم تشهد اليهود ولا النصارى ولا أحد من الناس يعقوب إذ أخذ على بنيه الميثاق إذ حضره الموت ألا تعبدوا إلا إياه، فأقروا بذلك وشهد عليهم أن قد أقروا بعبادتهم، وأنهم مسلمون. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس. أنه كان يقول: الجد أب، ويتلو {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق}. وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في الآية قال: يقال بدأ بإسمعيل لأنه أكبر. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال: سمى العم أبا. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال: الخال والد والعم والد، وتلا {قالوا نعبد إلهك وإله آبائك...} الآية. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن أنه كان يقرأ {نعبد إلهك وإله أبيك} على معنى الواحد.

{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {تلك أمة قد خلت} قال: يعني إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط.