Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 3
الربع رقم 2
quran-border  ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب اذ تبرا الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وراوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرا منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين انما يامركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعلمون
Page Number

1

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)} أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: «ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً نتقوّى به على عدوّنا، فأوحى الله إليه: إني معطيهم فأجعل لهم الصفا ذهباً، ولكن إن كفروا بعد ذلك عذبتهم عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين. فقال: رب دعني وقومي فادعوهم يوماً بيوم، فأنزل الله هذه الآية {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصفا». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال: سألت قريش اليهود فقالوا: حدثونا عما جاءكم به موسى من الآيات، فأخبروهم أنه كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله. فقالت قريش عند ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم «ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهباً فنزداد به يقيناً ونتقوّى به على عدونا، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه. فأوحى الله إليه: إني معطيكم ذلك، ولكن إن كذبوا بعد عذبتهم عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين. فقال: ذرني وقومي فأدعوهم يوماً بيوم، فأنزل الله عليه {إن في خلق السماوات والأرض...} الآية. فخلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار أعظم من أن أجعل الصفا ذهباً». وأخرج وكيع والفريابي وآدم بن أبي أياس وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي الضحى قال: لما نزلت {وإلهكم إله واحد} [ البقرة: 163] عجب المشركون، وقالوا: إن محمداً يقول: وإلهكم إله واحد فليأتنا بآية إن كان من الصادقين! فأنزل الله: {إن في خلق السماوات والأرض...} الآية يقول: إن في هذه الآيات {لآيات لقوم يعقلون}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء قال: نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [ البقرة: 163] فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؟! فأنزل الله: {إن في خلق السماوات والأرض} إلى قوله: {لقوم يعقلون} فبهذا يعلمون أنه إله واحد، وأنه إله كل شيء، وخالق كل شيء. أما قوله تعالى: {واختلاف الليل والنهار}. أخرج أبو الشيخ في العظمة عن سلمان قال: الليل موكل به ملك يقال له شراهبل، فإذا حان وقت الليل أخذ خرزة سوداء فدلاها من قبل المغرب، فإذا نظرت إليها الشمس وجبت في أسرع من طرفة عين، وقد أمرت الشمس أن لا تغرب حتى ترى الخرزة، فإذا غربت جاء الليل، فلا تزال الخرزة معلقة حتى يجيء ملك آخر يقال له هراهيل بخرزة بيضاء فيعلقها من قبل المطلع، فإذا رآها شراهيل مد إليه خرزته وترى الشمس الخرزة البيضاء فتطلع، وقد أمرت أن لا تطلع حتى تراها، فإذا طلعت جاء النهار. أما قوله تعالى: {والفلك التي تجري في البحر}. أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {والفلك} قال: السفينة. أما قوله تعالى: {وبث فيها من كل دابة}. أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وبث فيها من كل دابة} قال: بث خلق. وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقلوا الخروج إذا هدأت الرجل، إن الله يبث من خلقه بالليل ما شاء». أما قوله تعالى: {وتصريف الرياح}. أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وتصريف الرياح} قال: إذا شاء جعلها رحمة للسحاب ونشراً بين يدي رحمته، وإذا شاء جعلها عذاباً ريحاً عقيماً لا تلقح. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال: كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب. وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي بن كعب قال: لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن. قوله: {وتصريف الرياح والسحاب المسخر} ولكن قولوا: اللهم أن نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: الريح من روح الله، فإذا رأيتموها فاسألوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة عن أبيها قال: إن من الرياح رحمة ومنها رياح عذاب، فإذا سمعتم الرياح فقولوا: اللهم اجعلها رياح رحمة ولا تجعلها رياح عذاب. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: الماء والريح جندان من جنود الله، والريح جند الله الأعظم. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال: الريح لها جناحان وذنب. وأخرج أبو عبيد وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمرو قال: الرياح ثمان: أربع منها رحمة، وأربع عذاب، فأما الرحمة فالناشرات، والمبشرات، والمرسلات، والذاريات. وأما العذاب فالعقيم، والصرصر وهما في البر، والعاصف، والقاصف، وهما في البحر. وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: الريح ثمان: أربع رحمة، وأربع عذاب. الرحمة المنتشرات، والمبشرات، والمرسلات، والرخاء. والعذاب العاصف، والقاصف، وهما في البحر، والعقيم، والصرصر وهما في البر. وأخرج أبو الشيخ عن عيسى ابن أبي عيسى الخياط قال: بلغنا أن الرياح سبع: الصبا، والدبور، والجنوب، والشمال، والخروق، والنكباء، وريح القائم. فأما الصبا فتجيء من المشرق، وأما الدبور فتجيء من المغرب، وأما الجنوب فيجيء عن يسار القبلة، وأما الشمال فتجيء عن يمين القبلة، وأما النكباء فبين الصبا والجنوب، وأما الخروق فبين الشمال والدبور، وأما ريح القائم فأنفاس الخلق. وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: جعلت الرياح على الكعبة، فإذا أردت أن تعلم ذلك فاسند ظهرك إلى باب الكعبة، فإن الشمال عن شمالك وهي مما يلي الحجر، والجنوب عن يمينك وهو مما يلي الحجر الأسود، والصبا مقابلك وهي مستقبل باب الكعبة، والدبور من دبر الكعبة. وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين بن علي الجعفي قال: سألت إسرائيل بن يونس عن أي شيء سميت الريح؟ قال: على القبلة. شماله الشمال، وجنوبه الجنوب، والصبا ما جاء من قبل وجهها، والدبور ما جاء من خلفها. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة بن حبيب قال: الدبور والريح الغريبة، والقبول الشرقية، والشمال الجنوبية، واليمان القبلية، والنكباء تأتي من الجوانب الأربع. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الشمال ما بين الجدي، والدبور ما بين مغرب الشمس إلى سهيل. وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنوب من ريح الجنة». وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ريح الجنوب من الجنة وهي من اللواقح وفيها منافع للناس، والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة، فتصيبها نفحة من الجنة فبردها من ذلك». وأخرج ابن أبي شيبة وإسحق بن راهويه في مسنديهما والبخاري في تاريخه والبزار وأبو الشيخ عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله خلق في الجنة ريحاً بعد الريح بسبع سنين من دونها باب مغلق، وإنما يأتيكم الروح من خلل ذلك الباب، ولو فتح ذلك الباب لأذرت ما بين السماء والأرض، وهي عند الله الأزيب وعندكم الجنوب». وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الجنوب سيدة الأرواح واسمها عند الله الأزيب، ومن دونها سبعة أبواب، وإنما يأتيكم منها ما يأتيكم من خللها، ولو فتح منها باب واحد لأذرت ما بين السماء والأرض. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: الشمال ملح الأرض، ولولا الشمال لأنتنت الأرض. وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال: لو احتبست الريح عن الناس ثلاثة أيام لأنتن ما بين السماء والأرض. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن المبارك قال: إن للريح جناحاً، وأن القمر يأوي إلى غلاف من الماء. وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الأعرج قال: إن مساكن الرياح تحت أجنحة الكروبيين حملة العرش، فتهيج فتقع بعجلة الشمس فتعين الملائكة على جرها، ثم تهيج من عجلة الشمس فتقع في البحر، ثم تهيج في البحر فتقع برؤوس الجبال، ثم تهيج من رؤوس الجبال فتقع في البر، فأما الشمال فإنها تمر بجنة عدن فتأخذ من عرف طيبها، ثم تأتي الشمال وحدها من كرسي بنات نعش إلى مغرب الشمس، وتأتي الدبور وحدها من مغرب الشمس إلى مطلع الشمس إلى كرسي بنات نعش، فلا تدخل هذه ولا هذه في حد هذه. وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال: أخذت لنا الريح بطريق مكة، وعمر حاج، فاشتدت فقال عمر لمن حوله: ما بلغكم في الريح؟ فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الريح من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب، فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها، وعوذوا بالله من شرها». وأخرج الشافعي عن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الريح، وعوذوا بالله من شرها». وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس «أن رجلاً لعن الريح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وأنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه». وأخرج الشافعي وأبو الشيخ والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال: «ما هبت ريح قط إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه، وقال: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً، اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً» قال ابن عباس: والله إن تفسير ذلك في كتاب الله {أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً} [ القمر: 19]. {أرسلنا عليهم الريح العقيم} [ النازعات: 41] وقال: {وأرسلنا الرياح لواقح} [ الحجر: 22]. {أن يرسل الرياح مبشرات} [ الروم: 46]. وأخرج الترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى، وسلوا الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وتعوذوا بالله من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به». وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال: هاجت ريح فسبوها. فقال ابن عباس: لا تسبوها فإنها تجيء بالرحمة وتجيء بالعذاب، ولكن قولوا: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عمر. أنه كان إذا عصفت الريح فدارت يقول: شدوا التكبير فإنها مذهبة. وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الريح، فأنها تبعث عذاباً على قوم ورحمة على آخرين». أما قوله تعالى: {والسحاب المسخر بين السماء والأرض}. أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني قال: رأيت ابن عبّاس سأل تبيعا ابن امرأة كعب هل سمعت كعباً يقول في السحاب شيئاً؟ قال: نعم، سمعته يقول: إن السحاب غربال المطر، ولولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض. قال: وسمعت كعباً يذكر أن الأرض تنبت العام وتنبت نباتاً عاماً قابلاً غيره. وسمعته يقول: إن البذر ينزل من السماء مع المطر فيخرج في الأرض. قال ابن عباس: صدقت، وأنا قد سمعت ذلك من كعب. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء قال: السحاب تخرج من الأرض. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن معدان قال: أن في الجنة شجرة تثمر السحاب، فالسوداء منها الثمرة التي قد نضجت التي تحمل المطر، والبيضاء الثمرة التي لا تنضج لا تحمل المطر. أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس عن أبي المثنى أن الأرض قالت: رب أروني من الماء، ولا تنزله علي منهمراً كما أنزلته علي يوم الطوفان. قال: سأجعل لك السحاب غربالاً. وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وأبو الشيخ عن الغفاري «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ينشىء السّحاب فتنطق أحسن المنطق، وتضحك أحسن الضحك». وأخرج أبو الشيخ عن عائشة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أنشأت بحرية ثم تشامت فتلك عين، أو عام غديقة يعني مطراً كثيراً». وأخرج الطبراني في الأوسط عن علي رضي الله عنه قال: أشد خلق ربك عشرة: الجبال، والحديد ينحت الجبال، النار تأكل الحديد، والماء يطفىء النار، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح تنقل السحاب، والإِنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته، والسكر يغلب الإِنسان، والنوم يغلب السكر، والهم يمنع النوم، فأشد خلق ربك الهم. أخرج أبو الشيخ عن الحسن. أنه كان إذا نظر إلى السحاب قال فيه: والله رزقكم ولكنكم تحرمونه بذنوبكم. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحاباً ثقيلاً من أفق من آفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاة حتى يستقبله، فيقول: «اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به» فإن أمطر. قال: «اللهم سيبان نافعاً مرتين أو ثلاثاً»، وإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك.

{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله} قال: مباهاة ومضارة للحق بالأنداد {والذين آمنوا أشد حباً لله} قال: من الكفار لآلهتهم. وأخرج ابن جريرعن السدي في الآية قال: الأنداد من الرجال يطيعونهم كما يطيعون الله إذا أمر، وهم أطاعوهم وعصوا الله. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً} أي شركاء {يحبونهم كحب الله} أي يحبون آلهتهم كحب المؤمنين لله {والذين آمنوا أشد حباً لله} قال: من الكفار لآلهتهم أي لأوثانهم. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {يحبونهم كحب الله} قال: يحبونهم أوثانهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حباً لله من الكفار لأوثانهم. وأخرج ابن جرير عن الزبير في قوله: {ولو ترى الذين ظلموا} قال: ولو ترى يا محمد الذين ظلموا أنفسهم، فاتخذوا من دوني أنداداً يحبونهم كحبكم إياي حين يعاينون عذابي يوم القيامة الذي أعددت لهم، لعلمتم أن القوة كلها إليّ دون الأنداد، والآلهة لا تغني عنهم هنالك شيئاً ولا تدفع عنهم عذاباً، أحللت بهم وأيقنتهم أني شديد عذابي لمن كفرني، وادعى معي إلهاً غيري. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمد قال: كان في خاتم {أن القوة لله جميعاً}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {إذ تبرأ الذين اتبعوا} قال: هم الجبابرة والقادة والرؤوس في الشر والشرك {من الذين اتبعوا} وهم الأتباع والضعفاء. وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {إذ تبرأ الذين اتبعوا} قال: هم الشياطين تبرأوا من الإِنس. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: المودّة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: المنازل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأرحام. وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأوصال التي كانت بينهم في الدنيا والمودة. وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب} قال: الأعمال. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الربيع {وتقطعت بهم الأسباب} قال: أسباب المنازل. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وتقطعت بهم الأسباب} قال: أسباب الندامة يوم القيامة، والأسباب المواصلة التي كانت بينهم في الدنيا يتواصلون بها ويتحابون بها، فصارت عداوة يوم القيامة يلعن بعضهم بعضاً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة} قال: رجعة إلى الدنيا. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم} يقول: صارت أعمالهم الخبيثة حسرة عليهم يوم القيامة. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وما هم بخارجين من النار} قال: أولئك أهلها الذين هم أهلها. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الأوزاعي قال: سمعت ثابت بن معبد قال: ما زال أهل النار يأملون الخروج منها حتى نزلت {وما هم بخارجين من النار}.

2:165

2:165

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: «تليت هذه الآية عند النبي صلى الله عليه وسلم {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً} فقام سعد بن أبي وقاص فقال: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة. فقال: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه فما يتقبل منه أربعين يوماً، وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: عمله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما خالف القرآن فهو من خطوات الشيطان. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: خطاه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} نزعات الشيطان. وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير في قوله: {خطوات الشيطان} قال: تزيين الشيطان. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال: كل معصية لله فهي من خطوات الشيطان. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال: ما كان من يمين أو نذر في غضب فهو من خطوات الشيطان، وكفارته كفارة يمين. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود. أنه أتى بضرع وملح فجعل يأكل، فاعتزل رجل من القوم فقال ابن مسعود: ناولوا صاحبكم. فقال: لا أريد. فقال: أصائم أنت؟ قال: لا. قال: فما شأنك؟ قال: حرمت أن آكل ضرعاً أبداً. فقال ابن مسعود: هذا من خطوات الشيطان، فاطعم وكفر عن يمينك. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي مجلز في قوله: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: النذور في المعاصي. وأخرج عبد بن حميد عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي قال: جاء رجل إلى الحسن فسأله وأنا عنده فقال له: حلفت إنْ لم أفعل كذا وكذا أن أحج حبواً. فقال: هذا من خطوات الشيطان، فحج واركب وكفر عن يمينك. وأخرج عبد بن حميد عن عثمان بن غياث قال: سألت جابر بن زيد عن رجل نذر أن يجعل في أنفه حلقة من ذهب فقال: هي من خطوات الشيطان، ولا يزال عاصياً لله فليكفر عن يمينه. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: إنما سمي الشيطان لأنه يشيطن. وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {إنما يأمركم بالسوء} قال: المعصية {والفحشاء} قال: الزنا {وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} قال: هو ما كانوا يحرمون من البحائر والسوائب والوصائل والحوامي، ويزعمون أن الله حرم ذلك.

2:168