{فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249)} {بِنَهَرْ} نهر بين الأردن وفلسطين، أو نهر فلسطين ابتلوا به لشكايتهم قلة الماء وخوف العطش. {مِنِّى} من أهل ولايتي. {غُرْفَةَ} الفعل والغُرفة اسم المغروف. {قَليلآً} ثلاثمائة وبضعة عشر عدة أهل بدر، ومن استكثر منه عطش. {جَاوَزَهُ} مع المؤمنين والكافرين ثم انخزلوا عن المؤمنين، وقالوا: لا طاقة لنا اليوم بجالوت، أو لم يجاوزه إلا مؤمن. {قَالُواْ لا طَاقَةَ} قاله الكفار المنخزلون، أو من قلّت نصرته من المؤمنين. {يَظُنُّونَ} يوقنون، أو يتوقعون {أَنَّهُم مُّلاَقُواْ اللَّهِ} بالقتل في تلك الواقعة. {مَعَ الصَّابِرِينَ} بالنصر والمعونة. |
|
{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)} {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ} بنصر الله، أضاف الهزيمة إليهم تجاوزاً لأنهم بالإلجاء إليها صاروا سبباً لها. {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} رماه بحجر بين عينيه فخرج من قفاه فقتل جماعة من عسكره، وكان نبياً قبل قتله لوقوع هذا الخارق على يديه، أو لم يكن نبياً، لأنه لا يجوز أن يولى على النبي من ليس بنبي. {الْمُلْكَ} السلطان. {وَالْحِكْمَةَ} النبوة. {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} قيل صنعة الدروع، والتقدير في السرد. {دَفْعُ اللَّهِ} الهلاك عن البر الفاجر، أو يدفع باللطف للمؤمن وبالرعب في قلب الكافر. {لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} لعم فسادها. |
|