{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} {مِّنَ الظُّلُمَاتِ} الضلالة إلى الهدى. {مِّنَ النُّورِ إِلى الظُّلُمَاتِ} نزلت في مرتدين، أو في كافر أصلي، لأنهم بمنعهم من الإيمان كأنهم أخرجوهم منه. {الَّذِى حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ} عليه الصلاة والسلام: النمرود بن كنعان أو من تجبر في الأرض وأدّعى الربوبية. {ءَاتَاهُ اللَّهُ الُمُلْكَ} الضمير لإبراهيم عليه الصلاة والسلام، أو لنمرود. {أُحْىِ وَأُمِيتُ} أترك من لزمه القتل، وأقتل بغير سبب يوجب القتل. عارض اللفظ بمثله، وعدل عن اختلاف الفعلين، فلذلك عدل إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى حجة أخرى لظهور فساد ما عارض به، أو عدل عما شغب به إلى ما لا إشغاب فيه، استظهاراً عليه. {فَأًتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ} لم يعارضه نمرود بأن يأتي بها ربه، لأن الله خذله بالصَّرفة عن ذلك، أو علم أنه لو طلب ذلك لفعل لما رآه من الآيات فخاف ازدياد الفضيحة. {فَبُهِتَ} تحيّر، أو انقطع. |
|
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)} {كَالِّذِى مَرَّ} عُزير، أو أرميا، أو الخضر. {قَرْيَةٍ} بيت المقدس لما خربه بختنصر، أو القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت. {خَاوِيَةٌ} خراب، أو خالية من الخواء وهو الخلو، ومنه خوت الدار، والخواء الجوع لخلو البطن. {عُرُوشِهَا} العروش البناء. {يُحْىِ هَذِهِ اللَّهُ} بالعمارة {بَعْدَ مَوْتِهَا} بالخراب. {يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} قال ذلك، لأنه مات أول النهار، وعاش بعد المائة آخر النهار فقال: يوماً، ثم رأى بقية الشمس فقال: أو بعض يوم. {لَمْ يَتَسَنَّهْ} لم يأتِ عليه السنون فيتغير، أو لم يتغير بالأسن. {نُنِشزُهَا} نحييها، من نشر الثوب، لأن الميت كالثوب المطوي، لانقباضه عن التصرف فإذا عاش فقد انتشر بالتصرف. {نُنِشزُهَا} نرفع بعضها إلى بعض، النشز المكان المرتفع، نشزت المرأة لارتفاعها عن طاعة زوجها، قاله ملك، أو نبي، أو بعض المعمرين ممن شاهد موته وحياته. |