Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 5
الربع رقم 4
quran-border  وان كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فان امن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
Page Number

1

{وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (283)} أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف من طرق عن ابن عباس أنه قرأ {ولم تجدوا كتاباً}وقال: قد يوجد الكاتب ولا يوجد القلم ولا الدواة ولا الصحيفة، والكتاب يجمع ذلك كله قال: وكذلك كانت قراءة أبي. وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه كان يقرأ {فإن لم تجدوا كتاباً} قال: يوجد الكاتب ولا توجد الدواة ولا الصحيفة. وأخرج ابن الأنباري عن الضحاك. مثله. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن الأنباري عن عكرمة أنه قرأها {فإن لم تجدوا كتاباً}. وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن الأنباري عن مجاهد أنه قرأها {فإن لم تجدوا كتاباً}قال: مداداً. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه كان يقرأها {فإن لم تجدوا كتاباً} وقال: الكتاب كثير لم يكن حواء من العرب إلا كان فيهم كاتب، ولكن كانوا لا يقدرون على القرطاس والقلم والدواة. وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أنه كان يقرأ {ولم تجدوا كتاباً}بضم الكاف وتشديد التاء. وأخرج الحاكم وصححه عن زيد بن ثابت قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم {فرهن مقبوضة}بغير ألف. وأخرج سعيد بن منصور عن حميد الأعرج وإبراهيم أنهما قرآ {فرهن مقبوضة}. وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن وأبي الرجاء أنهما قرآ {فرهان مقبوضة}. وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {وإن كنتم على سفر...} الآية. قال: من كان على سفر فبايع بيعاً إلى أجل فلم يجد كاتباً فرخص له في الرهان المقبوضة، وليس له أن وجد كاتباً أن يرتهن. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً فرهان مقبوضة} قال: لا يكون الرهان إلا في السفر. وأخرج البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن عائشة قالت «اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً من يهودي بنسيئة ورهنه درعاً له من حديد». وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتباً} يعني لم تقدروا على كتابة الدين في السفر {فرهان مقبوضة} يقول: فليرتهن الذي له الحق من المطلوب {فإن أمن بعضكم بعضاً} يقول: فإن كان الذي عليه الحق أميناً عند صاحب الحق فلم يرتهن لثقته وحسن ظنه {فليؤد الذي ائتمن أمانته} يقول: ليؤد الحق الذي عليه إلى صاحبه، وخوّف الله الذي عليه الحق فقال: {وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة} يعني عند الحكام يقول: من أشهد على حق فليقمها على وجهها كيف كانت {ومن يكتمها} يعني الشهادة ولا يشهد بها إذا دعي لها {فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم} يعني من كتمان الشهادة وإقامتها. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لا يكون الرهن إلا مقبوضاً يقبضه الذي له المال ثم قرأ {فرهان مقبوضة}. وأخرج البخاري في التاريخ الكبير وأبو داود والنحاس معاً في الناسخ وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في سننه بسند جيد عن أبي سعيد الخدري. أنه قرأ هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين} حتى إذا بلغ {فإن أمن بعضكم بعضاً} قال: هذه نسخت ما قبلها. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي عن الشعبي قال: لا بأس إذا أمنته أن لا تكتب ولا تشهد لقوله: {فإن أمن بعضكم بعضاً}. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع {ولا تكتموا الشهادة} قال: لا يحل لأحد أن يكتم شهادة هي عنده، وإن كانت على نفسه أو الوالدين أو الأقربين. وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {آثم قلبه} قال: فاجر قلبه.

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284)} أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} قال: نزلت في الشهادة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عباس في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه...} الآية. قال: نزلت في كتمان الشهادة وإقامتها. وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جثوا على الركب، فقالوا: يا رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق الصلاة، والصيام، والجهاد، والصدقة، وقد أنزل عليك هذه الآية ولا نطيقها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [ البقرة: 285]» فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في أثرها {آمن الرسول} [ البقرة: 285] الآية. فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [ البقرة: 286] إلى آخرها. وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} دخل في قلوبهم منه شيء لم يدخل من شيء فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا». فألقى الله الإِيمان في قلوبهم، فأنزل الله: {آمن الرسول...} [ البقرة: 285] الآية {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [ البقرة: 286] قال: قد فعلت {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} قال: قد فعلت {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: قد فعلت {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا...} الآية قال: قد فعلت. وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال: دخلت على ابن عباس فقلت: كنت عند ابن عمر فقرأ هذه الآية فبكى. قال: أية آية؟ قلت {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} قال ابن عباس: إن هذه الآية حين أنزلت غمت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غماً شديداً وغاظتهم غيظاً شديداً، وقالوا: يا رسول الله هلكنا إن كنا نؤاخذ بما تكلمنا وبما نعمل، فأما قلوبنا فليست بأيدينا؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «قولوا سمعنا وأطعنا». قال: فنسختها هذه الآية {آمن الرسول} [ البقرة: 285] إلى {وعليها ما اكتسبت} فتجوّز لهم عن حديث النفس وأخذوا بالأعمال. وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب عن سعيد بن مرجانة. أنه بينما هو جالس مع عبد الله بن عمر تلا هذه الآية {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه...} الآية. فقال: والله لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه، قال ابن مرجانة: فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر وما فعل حين تلاها. فقال ابن عباس: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد عبد الله بن عمر، فأنزل الله بعدها {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [ البقرة: 286] إلى آخر السورة قال ابن عباس: فكانت هذه الوسوسة مما لا طاقة للمسلمين بها، وصار الأمر إلى أن قضى الله أن للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت من القول والعمل. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير والنحاس في ناسخه والحاكم وصححه عن سالم أن أباه قرأ {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} فدمعت عيناه، فبلغ صنيعه ابن عباس فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن لقد صنع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت، فنسختها الآية التي بعدها {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد عن نافع قال: لقلما أتى ابن عمر على هذه الآية إلا بكى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} إلى آخر الآية. ويقول: إن هذا لاحصاء شديد. وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن مروان الأصغر عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه ابن عمر {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} قال: نسختها الآية التي بعدها. وأخرج عبد بن حميد والترمذي عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله...} الآية. أحزنتنا قلنا: أيحدث أحدنا نفسه فيحاسب به لا ندري ما يغفر منه ولا ما لا يغفر منه؟! فنزلت هذه الآية بعدها فنسختها {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني عن ابن مسعود في الآية قال: كانت المحاسبة قبل أن تنزل {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} فلما نزلت نسخت الآية التي كانت قبلها. وأخرج ابن جرير من طريق قتادة عن عائشة أم المؤمنين في الآية قال: نسختها {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت}. وأخرج سفيان وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم وتعمل به». وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال: «ما بعث الله من نبي ولا أرسل من رسول أنزل عليهم الكتاب إلا أنزل عليه هذه الآية {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} فكانت الأمم تأبى على أنبيائها ورسلها، ويقولون: نؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا؟! فيكفرون ويضلون، فلما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم اشتد على المسلمين ما اشتد على الأمم قبلهم، فقالوا: يا رسول الله أنؤاخذ بما نحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا؟ قال: نعم، فاسمعوا وأطيعوا واطلبوا إلى ربكم، فذلك قوله: {آمن الرسول} [ البقرة: 285] الآية. فوضع الله عنهم حديث النفس إلا ما عملت الجوارح، لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [ البقرة: 286] قال: فوضع عنهم الخطأ والنسيان {ربنا ولا تحمل علينا إصرا...} الآية. قال: فلم يكلفوا ما لم يطيقوا، ولم يحمل عليهم الإِصر الذي جعل على الأمم قبلهم، وعفا عنهم وغفر لهم ونصرهم». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} فذلك سرائرك وعلانيتك {يحاسبكم به الله} فإنها لم تنسخ، ولكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول: إني أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما لم تطلع عليه ملائكتي، فأما المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم وهو قوله: {يحاسبكم به الله} يقول: يخبركم، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب وهو قوله: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم} [ البقرة: 225]. وأخرج عبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن مجاهد في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه} قال: من اليقين والشك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه} فذلك سر عملك وعلانيته {يحاسبكم به الله} فما من عبد مؤمن يسر في نفسه خيراً ليعمل به فإن عمل به كتبت له عشر حسنات، وإن هو لم يقدر له أن يعمل كتب له به حسنة من أجل أنه مؤمن، والله رضي سر المؤمنين وعلانيتهم، وان كان سوءاً حدث به نفسه اطلع الله عليه أخبره الله به يوم تبلى السرائر، فإن هو لم يعمل به لم يؤاخذه الله به حتى يعمل به، فإن هو عمل به تجاوز الله عنه كما قال: {أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم} [ الأحقاف: 16]. وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} نسخت فقال: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [ البقرة: 286]. وأخرج الطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} قال: لما نزلت اشتد ذلك على المسلمين وشق عليهم فنسخها الله، فانزل الله: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [ البقرة: 286]. وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن ابن عباس قال: لما نزلت {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه...} الآية أتى أبو بكر، وعمر، ومعاذ بن جبل، وسعد بن زرارة، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما نزل علينا آية أشد من هذه. وأخرج ابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس في الآية قال: إن الله يقول يوم القيامة: إن كتابي لم يكتبوا من أعمالكم إلا ما ظهر منها، فأما ما أسررتم في أنفسكم فأنا أحاسبكم به اليوم، فأغفر لمن شئت وأعذب من شئت. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في الآية قال: هي محكمة لم ينسخها شيء يعرفه الله يوم القيامة إنك أخفيت في صدرك كذا وكذا ولا يؤاخذه. وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أمية، أنها سألت عائشة عن قول الله تعالى {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} وعن قوله: {من يعمل سوءاً يجز به} [ النساء: 123] فقالت: ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: هذه معاتبة الله العبد فيما يصيبه من الحمى والنكبة، حتى البضاعة يضعها في يد قميصه فيفقدها فيفزع لها ثم يجدها في ضبينه، حتى إن العبد ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير من طريق الضحاك عن عائشة في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم...} الآية. قالت: هو الرجل يهم بالمعصية ولا يعملها، فيرسل عليه من الغم والحزن بقدر ما كان هم من المعصية، فتلك محاسبته. وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت: كل عبد هم بسوء ومعصية وحدث به نفسه حاسبه الله به في الدنيا، يخاف ويحزن ويشتد همه لا يناله من ذلك شيء، كما هم بالسوء ولم يعمل منه شيئاً. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} بالرفع فيهما. وأخرج عن الأعمش: انه قرأ بجزمهما. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش. أنه قال: في قراءة ابن مسعود {يحاسبكم به الله يغفر لمن يشاء}بغير فاء. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فيغفر لمن يشاء...} الآية. قال: يغفر لمن يشاء الكبير من الذنوب، ويعذب من يشاء على الصغير.

{آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} أخرج سعيد بن منصور وعبد حميد عن مجاهد قال: «لما نزلت {وإن تبدوا ما في أنفسكم...} [ البقرة: 284] الآية. شق ذلك عليهم قالوا: يا رسول الله إنا لنحدث أنفسنا بشيء ما يسرنا أن يطلع عليه أحد من الخلائق، وإن لنا كذا وكذا. قال: أو قد لقيتم هذا؟ ذلك صريح الإِيمان، فأنزل الله: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه...} الآيتين». وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب من طريق يحيى بن أبي كثير عن أنس قال: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} قال النبي صلى الله عليه وسلم «وحق له أن يؤمن». قال: الذهبي منقطع بين يحيى وأنس. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا نزلت هذه الآية قال «وحق له أن يؤمن». قلت هذا شاهد لحديث أنس. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن علي بن أبي طالب. أنه قرأ {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه وآمن المؤمنون}. وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس. أنه كان يقرأ {كل آمن بالله وملائكته وكتابه}. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت هذه الآية قال المؤمنون: آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان لا نفرق بين أحد من رسله، لا نكفر بما جاءت به الرسل، ولا نفرق بين أحد منهم، ولا نكذب به {وقالوا سمعنا} للقرآن الذي جاء من الله {وأطعنا} اقروا الله أن يطيعوه في أمره ونهيه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن يحيى بن عمير. أنه كان يقرأ {لا يفرق بين أحد من رسله}يقول: كل آمن، وكل لا يفرق. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {غفرانك ربنا} قال: قد غفرت لكم {وإليك المصير} قال: إليك المرجع والمآب يوم يقوم الحساب. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن حكيم بن جابر قال: لما نزلت {آمن الرسول} قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك فسل تعطه. فسأل {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} حتى ختم السورة بمسألة محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} قال: هم المؤمنون، وسع الله عليهم أمر دينهم فقال: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [ الحج: 78] وقال: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} [ البقرة: 185] وقال: {فاتقوا الله ما استطعتم} [ التغابن: 19]. وأخرج البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عمران بن حصين قال: كانت لي بواسير، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال: «صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب». وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} قال: من العمل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق الزهري عن ابن عباس قال: لما نزلت ضج المؤمنون منها ضجة، وقالوا: يا رسول الله: هذا نتوب من عمل اليد والرجل واللسان كيف نتوب من الوسوسة؟ كيف نمتنع منها؟ فجاء جبريل بهذه الآية {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا من الوسوسة. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {إلا وسعها} قال: إلا طاقتها. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {إلا وسعها} قال: إلا ما تطيق. وأخرج سفيان والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم به». وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي بكر الهذلي عن شهر عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، والاستكراه. قال أبو بكر: فذكرت ذلك للحسن فقال: أجل، اما تقرأ بذلك قرآنا {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}». وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن حبان والطبراني والدارقطني والحاكم والبيهقي في سننه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج ابن ماجة عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج الطبراني عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وضع الله عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج ابن عدي في الكامل وأبو نعيم في التاريخ عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رفع الله عن هذه الأمة الخطأ، والنسيان، والأمر يكرهون عليه». وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تجوّز لهذه الأمة الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه». وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ، والنسيان، والإِكراه». وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تجاوز الله لابن آدم عما أخطأ، وعما نسي، وعما أكره وعما غلب عليه». وأخرج ابن جرير عن السدي قال: إن هذه الآية حين نزلت {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال له جبريل: إن الله قد فعل ذلك يا محمد. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إصراً} قال: عهداً. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {ولا تحمل علينا إصراً} قال: عهداً. وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} قال: عهداً كما حملته على اليهود، فمسختهم قردة وخنازير. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت أبا طالب وهو يقول: أفي كل عام واحد وصحيفة *** يشد بها أمر وثيق وأيصره وأخرج ابن جرير عن ابن جريج {ولا تحمل علينا إصراً} قال: عهداً لا نطيقه ولا نستطيع القيام به {كما حملته على الذين من قبلنا} اليهود والنصارى فلم يقوموا به فأهلكتهم {ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: مسخ القردة والخنازير. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} قال: كم من تشديد كان على من كان قبلنا {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: كم من تخفيف ويسر وعافية في هذه الأمة. وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح {ولا تحمل علينا إصراً} قال: لا تمسخنا قردة وخنازير. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع في قوله: {ولا تحمل علينا إصراً} يقول: التشديد الذي شدد به على من كان من أهل الكتاب. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن عبد الرحمن بن حسنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قرضوه بالمقاريض». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال: كانت بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم البول يتبعه بالمقراضين. وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة قالت «دخلت على امرأة من اليهود فقالت: إن عذاب القبر من البول. قلت: كذبت. قالت: بلى. قالت: إنه ليقرض منه الجلد والثوب، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدقت». وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: لا تحمل علينا ذنباً ليس فيه توبة ولا كفارة. وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل في قوله: {ولا تحمل علينا إصراً} قال: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب قيل له: توبتك أن تقتل نفسك فيقتل نفسه، فوضعت الاصار عن هذه الأمة. وأخرج ابن جرير عن الضحاك {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} قال: لا تحملنا من الأعمال ما لا نطيق. وأخرج ابن جرير عن السدي {ما لا طاقة لنا به} من التغليظ والأغلال التي كانت عليهم من التحريم. وأخرج ابن جرير عن سلام بن سابور {ما لا طاقة لنا به} قال: الغلمة. وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول {ما لا طاقة لنا به} قال: الغربة والغلمة والانعاظ. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {واعف عنا} إن قصرنا عن شيء مما أمرتنا به {واغفر لنا} إن انتهكنا شيئاً مما نهيتنا عنه {وارحمنا} يقول: لا ننال العمل بما أمرتنا به، ولا ترك ما نهيتنا عنه إلا برحمتك. قال: ولم ينج أحد إلا برحمته. وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في شعب الإِيمان عن الضحاك قال: جاء بها جبريل ومعه من الملائكة ما شاء الله {آمن الرسول} إلى قوله: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا} قال: ذلك لك، وهكذا عقب كل كلمة. وأخرج سفيان بن عيينة وعبد بن حميد عن الضحاك قال: «أقرأ جبريل النبي آخر سورة البقرة، فلما حفظها قال: اقرأها. فقرأها، فجعل كلما مر بحرف قال: ذلك لك حتى فرغ منها». وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: «لما نزلت هذه الآيات {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} فكلما قالها جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين رب العالمين». وأخرج عبد بن حميد عن أبي ذر قال: هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. وأخرج ابن جرير عن الضحاك في هذه الآية قال: كان عليه الصلاة والسلام فسألها نبي الله ربه، فاعطاه اياها، فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة. وأخرج أبو عبيد عن أبي ميسرة «أن جبريل لقن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خاتمة البقرة: آمين». وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر عن معاذ بن جبل. أنه كان إذا فرغ من قراءة هذه السورة {وانصرنا على القوم الكافرين} قال: آمين. وأخرج أبو عبيد عن جبير بن نغير. أنه كان إذا قرأ خاتمة البقرة يقول: آمين، آمين. وأخرج ابن السني والبيهقي في الشعب عن حذيفة قال: «صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة البقرة، فلما ختمها قال: اللهم ربنا ولك الحمد عشراً أو سبع مرات». وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن الضريس والبيهقي في سننه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه». وأخرج أبو عبيد والدارمي والترمذي والنسائي وابن الضريس ومحمد بن نصر وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». وأخرج أحمد وأبو عبيد ومحمد بن نصر عن عقبة بن عامر «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرأوا هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة، فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش». وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال: ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة {آمن الرسول} إلى خاتمتها، فإن الله اصطفى بها محمداً. وأخرج أحمد والنسائي والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب بسند صحيح عن حذيفة «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي». أخرج إسحاق بن راهويه وأحمد والبيهقي في الشعب عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطهن نبي قبلي». وأخرج مسلم عن ابن مسعود قال: «لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى، فأعطي ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله شيئاً من أمته المقحمات». وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهما وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء». وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وجعفر الفريابي في الذكر عن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر سورة البقرة «إنهن قرآن، وإنهن دعاء، وإنهن يدخلن الجنة، وإنهن يرضين الرحمن». وأخرج الديلمي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آيتان هما قرآن، وهما يشفيان، وهما مما يحبهما الله، الآيتان من آخر البقرة». وأخرج الطبراني بسند جيد عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان». وأخرج مسدد عن عمر قال: ما كنت أرى أحداً يعقل ينام حتى يقرأ الآيات الأواخر من سورة البقرة، فإنهن من كنز تحت العرش. وأخرج الدارمي ومحمد بن نصر وابن الضريس وابن مردويه عن علي قال: ما كنت أرى أن أحداً يعقل ينام حتى يقرأ هؤلاء الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة، وإنهن لمن كنز تحت العرش. وأخرج الفريابي وأبو عبيد والطبراني ومحمد بن نصر عن ابن مسعود قال: أنزلت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش. وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: من قرأ في ليلة آخر سورة البقرة فقد أكثر وأطاب. وأخرج الخطيب في تلخيص المتشابه عن ابن مسعود قال: من قرأ الثلاث الأواخر من سورة البقرة فقد أكثر وأطاب. وأخرج ابن عدي عن ابن مسعود الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل». وأخرج ابن الضريس عن ابن مسعود البدري قال: من قرأ خاتمة سورة البقرة في ليلة أجزأت عنه قيام ليلة، وقال: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش. وأخرج أبو يعلى عن ابن عباس قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر، في الركعة الأولى {آمن الرسول} حتى ختمها، وفي الثانية من آل عمران {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء..} [ آل عمران: 64] الآية». وأخرج أبو عبيد عن كعب أن محمداً صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، وإن موسى أعطي آية لم يعطها محمد صلى الله عليه وسلم. قال: والآيات التي أعطيهن محمد {لله ما في السماوات وما في الأرض} حتى ختم البقرة، فتلك ثلاث آيات، وآية الكرسي حتى تنقضي، والآية التي أعطيها موسى اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه، من أجل أن لك الملكوت والأيد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء والدهر الداهر أبداً أبداً، آمين آمين. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن، أنه كان إذا قرأ آخر البقرة قال: يا لك نعمة، يا لك نعمة. وأخرج ابن جرير في تهذيب الآثار عن أيوب. إن أبا قلابة كتب إليه بدعاء الكرب وأمره أن يعلمه ابنه. لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم، سبحانك يا رحمن ما شئت أن يكون كان وما لم تشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله، أعوذ بالذي يمسك السموات السبع ومن فيهن أن يقعن على الأرض من شر ما خلق ومن شر ما برأ، وأعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر السامة، والهامة، ومن الشر كله في الدنيا والآخرة، ثم يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة.

2:285