Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 1
الربع رقم 3
quran-border  قلنا اهبطوا منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوف بعهدكم واياي فارهبون وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقو ربهم وانهم اليه راجعون يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون
Page Number

1

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى} قال: الهدى الأنبياء والرسل والبيان. وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله: {فمن تبع هداي...} الآية. قال: ما زال لله في الأرض أولياء منذ هبط آدم، ما أخلى الله الأرض لابليس إلا وفيها أولياء له يعملون لله بطاعته. وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فمن تبع هَدْي} بتثقيل الياء وفتحها. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {فلا خوف عليهم} يعني في الآخرة {ولا هم يحزنون} يعني لا يحزنون للموت. وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الإِيمان عن قتادة قال: لما هبط إبليس قال: أي رب قد لعنته فما علمه؟ قال: السحر. قال: فما قراءته؟ قال: الشعر. قال: فما كتابه؟ قال: الوشم. قال: فما طعامه؟ قال: كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه. قال: فما شرابه؟ قال: كل مسكر. قال: فأين مسكنه؟ قال: الحمام. قال: فأين مجلسه؟ قال: الأسواق. قال: فما صوته؟ قال: المزمار. قال: فما مصائده؟ قال: النساء. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال إبليس لربه تعالى: يا رب قد أهبط آدم، وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون، وكتبهم التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم، وقراءتك الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء، ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق».

2:38

{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)} أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال: إسرائيل يعقوب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إسرائيل هو يعقوب. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مجلز قال: كان يعقوب رجلاً بطيشاً فلقي ملكاً فعالجه الملك فضربه على فخذيه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بطش به فقال: ما أنا بتارك حتى تسميني اسماً فسماه إسرائيل. قال أبو مجلز: ألا ترى أنه من أسماء الملائكة إسرائيل، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل. وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كانت الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وإبراهيم، وإسمعيل، وإسحق، ومحمد عليهم السلام، ولم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا إسرائيل وعيسى، فإسرائيل يعقوب، وعيسى المسيح. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس: أن إسرائيل وميكائيل وجبريل وإسرافيل كقولك عبد الله. وأخرج ابن جرير عن عبد الله بن الحرث البصري قال ايل الله بالعبرانية. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يا بني إسرائيل} قال: للأحبار من اليهود {اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} أي آلائي عندكم وعند آبائكم لما كان نجاهم به من فرعون وقومه {وأوفوا بعهدي} الذي أخذت بأعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءكم {أوف بعهدكم} انجز لكم ما وعدتكم عليه بتصديقكم معه واتباعه بوضع ما كان عليهم من الإِصر والأغلال {وإياي فارهبون} أن انزل بكم ما أنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النقمات {وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم ولا تكونوا أوّل كافر به} وعندكم به من العلم ما ليس عند غيركم {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} أي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وأوفوا بعهدي} يقول: ما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلى الله عليه وسلم وغيره {أوف بعهدكم} يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة. وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود. مثله. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {وأفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: هو الميثاق الذي أخذ عليهم في سورة {لقد أخذ ميثاق بني إسرائيل...} [ المائدة: 12] الآية. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: العهد الذي أخذ الله عليهم وأعطاهم الآية التي في سورة المائدة {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل...} [ المائدة: 12] إلى قوله: {ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار}. وأخرج عبد حميد عن الحسن في قوله: {وأفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: أوفوا بما افترضت عليكم أوف لكم بما رأيت الوعد لكم به على نفسي. وأخرج عبد الحميد وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} قال: أوفوا بطاعتي أوف لكم بالجنة. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {وآمنوا بما أنزلت} قال القران {مصدقاً لما معكم} قال: التوراة والانجيل. وأخرج ابن جرير عن ابن جريح في وقوله: {ولا تكونوا أوّل كافر به} قال: بالقرآن. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في الآية قال: يقول يا معشر أهل الكتاب آمنوا بما أنزلت على محمد مصدقاً لما معكم لأنكم تجدونه مكتوباً عندكم في التوارة والإِنجيل {لا تكونوا أوّل كافر به} يقول: لا تكونوا أوّل من كفر بمحمد {ولا تشتروا بآياتي ثمناً} يقول: لا تأخذوا عليه أجراً. قال: وهو مكتوب عندهم في الكتاب الأوّل: يا ابن آدم علم مجاناً كما علمت مجاناً. وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية في قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً} قال: لا تأخذ على ما علمت أجراً، فإنما أجر العلماء والحكماء على الله وهم يجدونه عندهم، يا ابن آدم علم مجاناً كما علمت مجاناً. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال: لا تخلطوا الصدق بالكذب {وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} قال: لا تكتموا الحق وأنتم قد علمتم أن محمداً رسول الله. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال: لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإِسلام وأنتم تعلمون أن دين الله الإِسلام، وأن اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله {وتكتمون الحق وأنتم تعلمون} قال: كتموا محمداً وهم يعلمون أنه رسول الله يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل، يأمرهم بالمعروف ويناهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. وأخرج ابن جرير عن أبي زيد في قوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} قال: التوراة التي أنزل الله، والباطل الذي كتبوه بأيديهم. وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: {وتكتموا الحق} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن حاتم عن مجاهد في قوله: {واركعوا} قال: صلوا. وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله: {واركعوا مع الراكعين} قال: أمرهم أن يركعوا مع أمة محمد يقول: كونوا منهم ومعهم.

2:40

2:40

2:40

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44)} أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} قال: أولئك أهل الكتاب كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ولا ينتفعون بما فيه. وأخرج الثعلبي والواحدي عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة، كان الرجل منه يقول لصهره ولذوي قرابته ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين: اثبت على الدين الذي أنت عليه وما يأمرك به هذا الرجل- يعنون به محمداً صلى الله عليه وسلم- فإن أمره حق، وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {أتأمرون الناس بالبر} قال: بالدخول في دين محمد {وأنتم تتلون} يقول: تدرسون الكتاب بذلك {أفلا تعقلون} تفهمون، ينهاهم عن هذا الخلق القبيح. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: تنهون الناس عن الكفر لما عندكم من النبوة والعهد من التوراة وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسلي. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي قلابة في الآية: قال أبو الدرداء: لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت لاناس في ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً. وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبزار وابن أبي داود في البعث وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو النعيم في الحلية وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت رجعت، فقلت لجبريل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك، كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون». وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق به أقتابه، فيدور بها كما يدور الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك، ما أصابك، ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر...؟! فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه». وأخرج الخطيب في اقتضاء العلم بالعمل وابن النجار في تاريخ بغداد عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار فقالوا: بم دخلتم النار، وإنما دخلنا بتعليمكم؟! قالوا: إنا كنا نأمركم ولا نفعل». وأخرج الطبرني والخطيب في اقتضاء العلم بالعمل وابن عساكر بسند ضعيف عن الوليد بن عقبة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اناساً من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون: بم خلتم النار، فوالله مادخلنا الجنة إلا بتعليمكم؟! فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل». وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن الوليد بن عقبة أنه خطب الناس، فقال في خطبته: ليدخلن امراء النار ويدخلن من أطاعهم الجنة، فيقولون لهم وهم في النار: كيف دخلتم النار وإنما دخلنا الجنة بطاعتكم؟ فيقولون لهم: إنا كنا نأمركم بأشياء نخالف إلى غيرها. وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: يشرف قوم في الجنة على قوم في النار فيقولون: ما لكم في النار، وإنما كنا نعمل بما تعملون...؟! قالوا: كنا نعلمكم ولا نعمل..؟! قالوا: به. وأخرج ابن المبارك في الزهد عن الشعبي قال: يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار، فيقولون: ما أدخلكم النار، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم؟ قالوا: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله. وأخرج الطبراني والخطيب في الاقتضاء والأصبهاني في الترغيب بسند جيد عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه». وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن جندب البجلي قال: إن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كمثل المصباح يضيء لغيره ويحرق نفسه. وأخرج الطبراني والخطيب في الاقتضاء عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يعلم الناس وينسى نفسه كمثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها». وأخرج ابن قانع في معجمه والخطيب في الاقتضاء عن سليك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا علم العالم ولم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه». وأخرج الأصبهاني في الترغيب بسند ضعيف عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجاء بالعالم السوء يوم القيامة فيقذف في جهنم فيدور بقصبه- قلت: وما قصبه؟ قال: أمعاؤه- كما يدور الحمار بالرحى، فيقال: ياويله، بم لقيت هذا وإنما اهتدينا بك؟! قال كنت أخالفكم إلى ما انهاكم عنه». وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به لم يزل في ظل سخط الله حتى يكف أو يعمل ما قال ودع إليه». وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر عن ابن عباس. أنه جاءه رجل فقال: يا ابن عباس إني اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر قال: أو بلغت ذلك؟ قال: أرجو. قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله فافعل. قال: وما هن؟ قال: قوله عز وجل {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم} أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فالحرف الثاني قال قوله تعالى {لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [ الصف: 3] أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فالحرف الثالث قال قول العبد الصالح شعيب {ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} [ هود: 88] أحكمت هذه الآية؟ قال. لا. قال: فابدأ بنفسك. وأخرج ابن مبارك في الزهد والبيهقي في شعب الإِيمان عن الشعبي قال: ما خطب خطيب في الدنيا إلا سيعرض الله عليه خطبته ما أراد بها. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرادء قال: ويل للذي لا يعلم مرة ولو شاء الله لعلمه، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات. وأخرج أحمد في الزهد عن عبد الله بن مسعود قال: ويل للذي لا يعلم ولو شاء الله لعلمه، وويل لمن يعلم ثم لا يعمل سبع مرات.

{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45)} أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال: إنهما معونتان من الله فاستعينوا بهما. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العزاء وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: الصبر اعتراف العبد لله بما أصاب منه، واحتسابه عند الله رجاء ثوابه، وقد يجزع الرجل وهو متجلد لا يرى منه إلا الصبر. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب قال: الصبر صبران، الصبر عند المصيبة حسن، وأحسن منه الصبر عن محارم الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: الصبر في بابين، الصبر لله فيما أحب وإن ثقل على الأنفس والأبدان، والصبر لله عما كره وإن نازعت إليه الاهواء، فمن كان هكذا فهو من الصابرين الذين يسلم عليهم إن شاء الله تعالى. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصبر أبو الشيخ في الثواب والديلمي في مسند الفردوس عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصبر ثلاثة: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر على المعصية». وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده والترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان وفي الاسماء والصفات عن ابن عباس قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ قلت: بلى: قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم ليصيبك، وإن الخلائق لو اجتمعوا على أن يعطوك شيئاً لم يرد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك، أو أن يصرفوا عنك شيئاً أراد الله أن يعطيكه لم يقدروا على ذلك، وأن قد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فإذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وإذا اعتصمت فاعتصم بالله، واعمل لله بالشكر في اليقين، واعلم أن الصبر على ما تكره خير كثير، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا». وأخرج الدارقطني في الإِفراد وابن مردويه والبيهقي والأصبهاني في الترغيب عن سهل بن سعد الساعدي. أن رسول الله صلىلله عليه وسلم قال لعبد الله بن عباس «ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، فلو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، ولو جهد العباد أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله بصدق في اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً». وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن بن عباس قال: كنت ذات يوم رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أعلمك خصالاً ينفعك الله بهن؟ قلت: بلى. قال: عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده». وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان والخرائطي في كتاب الشكر عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإِيمان نصفان: فنصف في الصبر، ونصف في الشكر». وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصبر نصف الإِيمان، واليقين الإِيمان كله». وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والطبراني والبيهقي عن ابن مسعود موقوفاً مثله. وقال البيهقي: أنه المحفوظ. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال: الإِيمان على أربع دعائم: على الصبر والعدل واليقين والجهاد. وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي عن جابر بن عبد الله قال: «قيل يا رسول الله أي الإِيمان أفضل؟ قال: الصبر والسماحة. قيل: فأي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً». وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبيه عن جده قال: بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل فقال: «يا رسول الله ما الإِيمان؟ قال: الصبر والسماحة. قال: فأي الإِسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده. قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السوء. قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من أهرق دمه وعقر جواده. قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت». وأخرج أحمد والبيهقي عن عبادة بن الصامت قال: قال رجل «يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: الصبر والسماحة. قال: أريد أفضل من ذلك. قال: لا تتهم الله في شيء من قضائه». وأخرج البيهقي عن الحسن قال: الإِيمان الصبر والسماحة الصبر عن محارم الله وأداء فرائض الله. وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب الإِيمان والبيهقي عن علي قال: الصبر من الإِيمان بمنزلة الرأس من الجسد، إذا قطع الرأس نتن باقي الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له. وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ادخل نفسك في هموم الدنيا واخرج منها بالصبر، وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك». وأخرج البيهقي عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قضى نهمته في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان مهيناً في ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد أسكانه الله الفردوس حيث شاء». وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة والبيهقي واللفظ له عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافاً وصبر على ذلك». وأخرج البيهقي عن أبي الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى لمن رزقه الله الكفاف وصبر عليه». وأخرج البيهقي عن عسعس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رجلاً فسأل عنه، فجاء فقال: يا رسول الله إني اردت أن آتي هذا الجبل فأخلوا فيه واتعبد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لصبر أحدكم ساعة على ما يكره في بعض مواطن الإِسلام خير من عبادته خالياً أربعين سنة». وأخرج البيهقي من طريق عسعس بن سلامة عن أبي حاضر الأسدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رجلاً فسأل عنه، فقيل: إنه قد تفرد يتعبد. فبعث إليه فأتى إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا إن موطناً من مواطن المسلمين أفضل من عبادة الرجل وحده ستين سنة. قالها ثلاثاً». وأخرج البخاري في الأدب والترمذي وابن ماجة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم». وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم، ثم قال: ألا إن عمل الجنة خزن بربوة ثلاثاً، ألا إن عمل النار سهل لشهوة ثلاثاً، والسعيد من وقى الفتن ومن ابتلى فصبر، فيا لها ثم يا لها... !». وأخرج البيهقي وضعفه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما صبر أهل بين على جهد ثلاثاً إلا أتاهم الله برزق». وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من حديث ابن عمر. مثله. وأخرج البيهقي من وجه آخر ضعيف عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جاع أو احتاج فكتمه الناس كان حقاً على الله أن يرزقه رزق سنة من حلال». وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: ما من مؤمن تقي يحبس الله عنه الدنيا ثلاثة أيام وهو في ذلك راض عن الله من غير جزع إلا وجبت له الجنة. وأخرج البيهقي عن شريح قال: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات. أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده إذ رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني للاسترجاع لما أرجوا فيه من الثواب، وأحمده إذ لم يجعلها في ديني. وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي عن الحسن قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: «هل منكم من يريد أن يؤتيه الله علماً بغير تعلم وهدياً بغير هداية، هل منكم من يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيراً، ألا إنه من زهد الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله علماً بغير تعلم وهدى بغير هداية، ألا إنه سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغني إلا بالبخل والفجر، ولا المحبة إلا بالاستجرام في الدين واتباع الهوى، إلا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر للبغضاء وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز، لا يريد بذلك إلا وجه الله أعطاه الله ثواب خمسين صديقاً». وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الإِيمان الصبر والسماحة». وأخرج مالك وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والبيهقي عن أبي سعيد الخدري. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه من يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ولم تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر». وأخرج أحمد في الزهد عن عمر بن الخطاب قال: وجدنا خير عيشنا الصبر. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ميمون بن مهران قال: ما نال رجلاً من جسيم الخير شيء إلا بالصبر. وأما قوله تعالى: {والصلاة}. أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قال: على مرضاة الله، واعلموا أنهما من طاعة الله. وأخرج أحمد وأبو داود وابن جرير عن حذيفة قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة». وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عاساكر عن أبي الدرداء قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة ريح كان مفزعه إلى المسجد حتى يسكن، وإذا حدث في السماء حدث من كسوف شمس أو قمر كان مفزعه إلى الصلاة». وأخرج أحمد والنسائي وابن حبان عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كانوا- يعني الأنبياء- يفزعون إذا فزعوا إلى الصلاة». وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والحاكم والبيهقي في الشعب الإِيمان عن ابن عباس. أنه كان في مسير له، فنعي إليه ابن له، فنزل فصلى ركعتين ثم استرجع وقال: فعلنا كما أمرنا الله فقال: {واستعينوا بالصبر والصلاة}. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن ابن عباس. أنه نعي إليه أخوه قثم وهو في مسير فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال: لما حضرت عبادة الوفاة قال: أحرج على إنسان منكم يبكي، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجداً فيصلي، ثم يستغفر لعباده ولنفسه فإن الله تبارك وتعالى قال: {واستعينوا بالصبر والصلاة} ثم أسرعوا بي إلى حفرتي. وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أمه أم كلثوم بنت عقبة وكانت من المهاجرات الأول في وقوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} قالت: غشي على عبد الرحمن بن عبد الرحمن غشية، فظنوا أنه افاض نفسه فيها، فخرجت امرأته أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة، فلما أفاق قال: أغشي عليّ آنفاً؟ قالوا: نعم. قال: صدقتم، إنه جاءني ملكان فقالا لي: انطلق نحاكمك إلى العزيز الأمين، فقال ملك آخر: ارجعا فإن هذا ممن كتبت له السعادة وهم في بطون أمهاتهم ويستمتع به بنوه ما شاء الله، فعاش بعد ذلك شهراً ثم مات. وأخرج البيهقي في الشعب عن مقاتل بن حبان في قوله: {واستعينوا بالصبر والصلاة} يقول: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلاة، فحافظوا عليها وعلى مواقيتها وتلاوة القرآن فيها، وركوعها وسجودها وتكبيرها والتشهد فيها والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإكمال ظهورها فذلك إقامتها، وإتمامها قوله: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} يقول: صرفك عن بيت المقدس إلى الكعبة كبر ذلك على المنافقين واليهود {إلا على الخاشعين} يعني المتواضعين. وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {وإنها لكبيرة} قال: لثقيلة. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {وإنها لكبيرة} قال: قال المشركون: والله يا محمد إنك لتدعونا إلى أمر كبير. قال: إلى الصلاة والإِيمان بالله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إلا على الخاشعين} قل: المصدقين بما أنزل الله. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {إلا على الخاشعين} قال: المؤمنين حقاً. وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {إلا على الخاشعين} قال: الخائفين:

{الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كل ظن في القرآن فهو يقين. وأخرج ابن جرير عن قتادة قال: ما كان من ظن الآخرة فهو علم. أخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {وإنهم إليه راجعون} قال: يستيقنون أنهم راجعون إليه يوم القيامة.

{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى} قال: الهدى الأنبياء والرسل والبيان. وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله: {فمن تبع هداي...} الآية. قال: ما زال لله في الأرض أولياء منذ هبط آدم، ما أخلى الله الأرض لابليس إلا وفيها أولياء له يعملون لله بطاعته. وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن أبي الطفيل قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {فمن تبع هَدْي} بتثقيل الياء وفتحها. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {فلا خوف عليهم} يعني في الآخرة {ولا هم يحزنون} يعني لا يحزنون للموت. وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في شعب الإِيمان عن قتادة قال: لما هبط إبليس قال: أي رب قد لعنته فما علمه؟ قال: السحر. قال: فما قراءته؟ قال: الشعر. قال: فما كتابه؟ قال: الوشم. قال: فما طعامه؟ قال: كل ميتة وما لم يذكر اسم الله عليه. قال: فما شرابه؟ قال: كل مسكر. قال: فأين مسكنه؟ قال: الحمام. قال: فأين مجلسه؟ قال: الأسواق. قال: فما صوته؟ قال: المزمار. قال: فما مصائده؟ قال: النساء. وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال إبليس لربه تعالى: يا رب قد أهبط آدم، وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون، وكتبهم التوراة والإِنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم، وقراءتك الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء، ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق».

{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)} أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قرأت على أبي بن كعب {واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس} بالتاء {ولا تقبل منها شفاعة} بالتاء {ولا يؤخذ منها عدل} بالياء. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {لا تجزي نفس عن نفس شيئاً} قال: لا تغني نفس مؤمنة عن نفس كافرة من المنفعة شيئاً. وأخرج ابن جرير عن عمر بن قيس الملائي عن رجل من بني أمية من أهل الشام أحسن الثناء عليه قال: «قيل: يا رسول الله ما العدل؟ قال: العدل الفدية». وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ولا يؤخذ منها عدل} قال: بدل البدل الفدية. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال: في قراءتنا قبل الخمسين من البقرة مكان {لا تقبل منها شفاعة} لا يؤخذ.