Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 1
الربع رقم 3
quran-border  واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون ابناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم واغرقنا ال فرعون وانتم تنظرون واذ واعدنا موسى اربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وانتم ظالمون ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم واذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون
Page Number

1

{وَإِذْ نجيناكم مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ} تفصيل لما أجمله في قوله: {اذكروا نِعْمَتِيَ التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} وعطف على {نِعْمَتِيَ} عطف {جبريل} و{ميكائيل} على {الملائكة}، وقرئ: {أنجيتكم}. وأصل {ءالَ} أهل لأن تصغيره أهيل، وخص بالإضافة إلى أولي الخطر كالأنبياء والملوك. و{فِرْعَوْنُ} لقب لمن ملك العمالقة ككسرى وقيصر لملكي الفرس والروم. ولعتوهم اشتق منه تفرعن الرجل إذا عتا وتجبر، وكان فرعون موسى، مصعب بن ريان، وقيل ابنه وليد من بقايا عاد. وفرعون يوسف عليه السلام، ريان وكان بينهما أكثر من أربعمائة سنة. {يَسُومُونَكُمْ} يبغونكم، من سامه خسفاً إذا أولاه ظلماً، وأصل السوم الذهاب في طلب الشيء. {سُوء العذاب} أفظعه فإنه قبيح بالإضافة إلى سائره، والسوء مصدر ساء يسوء ونصبه على المفعول ليسومونكم، والجملة حال من الضمير في نجيناكم، أو من {آل فِرْعَوْنَ}، أو منهما جميعاً لأن فيها ضمير كل واحد منهما. {يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} بيان ليسومونكم ولذلك لم يعطف، وقرئ: {يَذْبَحُونَ} بالتخفيف. وإنما فعلوا بهم ذلك لأن فرعون رأى في المنام، أو قال له الكهنة: سيولد منهم من يذهب بملكه، فلم يرد اجتهادهم من قدر الله شيئاً. {وَفِي ذلكم بَلاء} محنة، إن أشير بذلكم إلى صنيعهم، ونعمة إن أشير به إلى الإنجاء، وأصله الاختبار لكن لما كان اختبار الله تعالى عباده تارة بالمحنة وتارة بالمنحة أطلق عليهما، ويجوز أن يشار بذلكم إلى الجملة ويراد به الامتحان الشائع بينهما. {مّن رَّبّكُمْ} بتسليطهم عليكم، أو ببعث موسى عليه السلام وتوفيقه لتخليصكم، أو بهما. {عظِيمٌ} صفة بلاء. وفي الآية تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر إختبار من الله تعالى، فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره ليكون من خير المختبرين.

{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البحر} فلقناه وفصلنا بين بعضه وبعض حتى حصلت فيه مسالك بسلوككم فيه. أو بسبب إنجائكم، أو ملتبساً بكم كقوله: تَدُوسُ بِنَا الجَماجِم والتَّرِيبا *** وقرئ: {فَرَقْنَا} على بناء التكثير لأن المسالك كانت اثني عشر بعدد الأسباط. {فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} أراد به فرعون وقومه، واقتصر على ذكرهم للعلم بأنه كان أولى به، وقيل شخصه كما روي أن الحسن رضي الله تعالى عنه كان يقول: اللهم صل على آل محمد: أي شخصه واستغني بذكره عن ذكر أتباعه. {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} ذلك، أي غرقهم وإطباق البحر عليهم، أو انفلاق البحر عن طرق يابسة مذللة، أو جثثهم التي قذفها البحر إلى الساحل، أو ينظر بعضكم بعضاً. روي أنه تعالى أمر موسى عليه السلام أن يسري ببني إسرائيل، فخرج بهم فصبحهم فرعون وجنوده، وصادفوهم على شاطئ البحر، فأوحى الله تعالى إليه أن أضرب بعصاك البحر، فضربه فظهر فيه اثنا عشر طريقاً يابساً فسلكوها فقالوا: يا موسى نخاف أن يغرق بعضنا ولا نعلم، ففتح الله فيها كوى فتراؤوا وتسامعوا حتى عبروا البحر، ثم لما وصل إليه فرعون ورآه منفلقاً اقتحم فيه هو وجنوده فالتطم عليهم وأغرقهم أجمعين. واعلم أن هذه الواقعة من أعظم ما أنعم الله به على بني إسرائيل، ومن الآيات الملجئة إلى العلم بوجود الصانع الحكيم وتصديق موسى عليه الصلاة والسلام، ثم إنهم بعد ذلك اتخذوا العجل وقالوا: {لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حتى نَرَى الله جَهْرَةً} ونحو ذلك، فهم بمعزل في الفطنة والذكاء وسلامة النفس وحسن الاتباع عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن ما تواتر من معجزاته أمور نظرية مثل: القرآن والتحدي به والفضائل المجتمعة فيه الشاهدة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم دقيقة تدركها الأذكياء، وإخباره عليه الصلاة والسلام عنها من جملة معجزاته على ما مر تقريره.

{وَإِذْ واعدنا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} لما عادوا إلى مصر بعد هلاك فرعون وعد الله موسى أن يعطيه التوراة، وضرب له ميقاتاً ذا القعدة وعشر ذي الحجة وعبر عنها بالليالي لأنها غرر الشهور. وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي {واعدنا} لأنه تعالى وعده الوحي. ووعده موسى عليه السلام المجيء للميقات إلى الطور. {ثُمَّ اتخذتم العجل} إلها أو معبوداً. {مِن بَعْدِهِ} من بعد موسى عليه السلام، أو مُضِيِّهِ. {وَأَنتُمْ ظالمون} بإشراككم.

{وَإِذْ نجيناكم مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ} تفصيل لما أجمله في قوله: {اذكروا نِعْمَتِيَ التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} وعطف على {نِعْمَتِيَ} عطف {جبريل} و{ميكائيل} على {الملائكة}، وقرئ: {أنجيتكم}. وأصل {ءالَ} أهل لأن تصغيره أهيل، وخص بالإضافة إلى أولي الخطر كالأنبياء والملوك. و{فِرْعَوْنُ} لقب لمن ملك العمالقة ككسرى وقيصر لملكي الفرس والروم. ولعتوهم اشتق منه تفرعن الرجل إذا عتا وتجبر، وكان فرعون موسى، مصعب بن ريان، وقيل ابنه وليد من بقايا عاد. وفرعون يوسف عليه السلام، ريان وكان بينهما أكثر من أربعمائة سنة. {يَسُومُونَكُمْ} يبغونكم، من سامه خسفاً إذا أولاه ظلماً، وأصل السوم الذهاب في طلب الشيء. {سُوء العذاب} أفظعه فإنه قبيح بالإضافة إلى سائره، والسوء مصدر ساء يسوء ونصبه على المفعول ليسومونكم، والجملة حال من الضمير في نجيناكم، أو من {آل فِرْعَوْنَ}، أو منهما جميعاً لأن فيها ضمير كل واحد منهما. {يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} بيان ليسومونكم ولذلك لم يعطف، وقرئ: {يَذْبَحُونَ} بالتخفيف. وإنما فعلوا بهم ذلك لأن فرعون رأى في المنام، أو قال له الكهنة: سيولد منهم من يذهب بملكه، فلم يرد اجتهادهم من قدر الله شيئاً. {وَفِي ذلكم بَلاء} محنة، إن أشير بذلكم إلى صنيعهم، ونعمة إن أشير به إلى الإنجاء، وأصله الاختبار لكن لما كان اختبار الله تعالى عباده تارة بالمحنة وتارة بالمنحة أطلق عليهما، ويجوز أن يشار بذلكم إلى الجملة ويراد به الامتحان الشائع بينهما. {مّن رَّبّكُمْ} بتسليطهم عليكم، أو ببعث موسى عليه السلام وتوفيقه لتخليصكم، أو بهما. {عظِيمٌ} صفة بلاء. وفي الآية تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر إختبار من الله تعالى، فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره ليكون من خير المختبرين.

2:52

{وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ ياقوم إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ باتخاذكم العجل فَتُوبُواْ إلى بَارِئِكُمْ} فاعزموا على التوبة والرجوع إلى من خلقكم براءٍ من التفاوت، ومميزاً بعضكم عن بعض بصور وهيئات مختلفة، وأصل التركيب لخلوص الشيء عن غيره، إما على سبيل التقصي كقولهم: بريء المريض من مرضه والمديون من دينه، أو الإنشاء كقولهم: برأ الله آدم من الطين أو فتوبوا. {فاقتلوا أَنفُسَكُمْ} إتماماً لتوبتكم بالبخع، أو قطع الشهوات كما قيل من لم يعذب نفسه لم ينعمها ومن لم يقتلها لم يحيها. وقيل أمروا أن يقتل بعضهم بعضاً. وقيل أمر من لم يعبد العجل أن يقتل العبدة. روي أن الرجل كان يرى بعضه وقريبه فلم يقدر على المضي لأمر الله، فأرسل الله ضبابة وسحابة سوداء لا يتباصرون، فأخذوا يقتتلون من الغداة إلى العشي حتى دعا موسى وهارون فكشفت السحابة ونزلت التوبة، وكانت القتلى سبعين ألفاً. والفاء الأولى للتسبب، والثانية للتعقيب. {ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ} من حيث إنه طهرة من الشرك، ووصلة إلى الحياة الأبدية والبهجة السرمدية. {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} متعلق بمحذوف إن جعلته من كلام موسى عليه السلام لهم تقديره: إن فعلتم ما أمرتم به فقد تاب عليكم، أو عطف على محذوف إن جعلته خطاباً من الله تعالى لهم على طريقة الالتفات، كأنه قال: ففعلتم ما أمرتم به فتاب عليكم بارئكم. وذكر البارئ وترتيب الأمر عليه إشعار بأنهم بلغوا غاية الجهالة والغباوة، حتى تركوا عبادة خالقهم الحكيم إلى عبادة البقر التي هي مثل في الغباوة، وأن من لم يعرف حق منعمه حقيق بأن لا يسترد منه، ولذلك أمروا بالقتل وفك التركيب. {إِنَّهُ هُوَ التواب الرحيم} للذي يكثر توفيق التوبة، أو قبولها من المذنبين، ويبالغ في الإنعام عليهم.

{وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ} أي لأجل قولك، أو لن نقر لك. {حتى نَرَى الله جَهْرَةً} عياناً وهي في الأصل مصدر قولك: جهرت بالقراءة، استعيرت للمعاينة، ونصبها على المصدر لأنها نوع من الرؤية، أو الحال من الفاعل، أو المفعول. وقرئ جهرة بالفتح على أنها مصدر كالغلبة، أو جمع جاهر كالكتبة فيكون حالاً من الفاعِل قطعاً، والقائلون هم السبعون الذين اختارهم موسى عليه السلام للميقات. وقيل عشرة آلاف من قومه. والمؤمن به: إن الله الذي أعطاك التوراة وكلمك، أو إنك نبي. {فَأَخَذَتْكُمُ الصاعقة} لفرط العناد والنعت وطلب المستحيل، فإنهم ظنوا أنه تعالى يشبه الأجسام فطلبوا رؤيته رؤية الأجسام في الجهات والأحياز المقابلة للرائي، وهي محال، بل الممكن أن يرى رؤية منزهة عن الكيفية، وذلك للمؤمنين في الآخرة ولأفراد من الأنبياء في بعض الأحوال في الدنيا. قيل جاءت نار من السماء فأحرقتهم. وقيل صيحة. وقيل جنود سمعوا بحسيسها فخروا صعقين ميتين يوماً وليلة. {وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} ما أصابكم بنفسه أو أثره.

{ثُمَّ بعثناكم مّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ} بسبب الصاعقة، وقيد للبعث لأنه قد يكون عن إغماء، أو نوم كقوله تعالى: {ثُمَّ بعثناهم} {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} نعمة البعث، أو ما كفرتموه لما رأيتم بأس الله بالصاعقة.

{وَإِذْ نجيناكم مّنْ ءالِ فِرْعَوْنَ} تفصيل لما أجمله في قوله: {اذكروا نِعْمَتِيَ التى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} وعطف على {نِعْمَتِيَ} عطف {جبريل} و{ميكائيل} على {الملائكة}، وقرئ: {أنجيتكم}. وأصل {ءالَ} أهل لأن تصغيره أهيل، وخص بالإضافة إلى أولي الخطر كالأنبياء والملوك. و{فِرْعَوْنُ} لقب لمن ملك العمالقة ككسرى وقيصر لملكي الفرس والروم. ولعتوهم اشتق منه تفرعن الرجل إذا عتا وتجبر، وكان فرعون موسى، مصعب بن ريان، وقيل ابنه وليد من بقايا عاد. وفرعون يوسف عليه السلام، ريان وكان بينهما أكثر من أربعمائة سنة. {يَسُومُونَكُمْ} يبغونكم، من سامه خسفاً إذا أولاه ظلماً، وأصل السوم الذهاب في طلب الشيء. {سُوء العذاب} أفظعه فإنه قبيح بالإضافة إلى سائره، والسوء مصدر ساء يسوء ونصبه على المفعول ليسومونكم، والجملة حال من الضمير في نجيناكم، أو من {آل فِرْعَوْنَ}، أو منهما جميعاً لأن فيها ضمير كل واحد منهما. {يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ} بيان ليسومونكم ولذلك لم يعطف، وقرئ: {يَذْبَحُونَ} بالتخفيف. وإنما فعلوا بهم ذلك لأن فرعون رأى في المنام، أو قال له الكهنة: سيولد منهم من يذهب بملكه، فلم يرد اجتهادهم من قدر الله شيئاً. {وَفِي ذلكم بَلاء} محنة، إن أشير بذلكم إلى صنيعهم، ونعمة إن أشير به إلى الإنجاء، وأصله الاختبار لكن لما كان اختبار الله تعالى عباده تارة بالمحنة وتارة بالمنحة أطلق عليهما، ويجوز أن يشار بذلكم إلى الجملة ويراد به الامتحان الشائع بينهما. {مّن رَّبّكُمْ} بتسليطهم عليكم، أو ببعث موسى عليه السلام وتوفيقه لتخليصكم، أو بهما. {عظِيمٌ} صفة بلاء. وفي الآية تنبيه على أن ما يصيب العبد من خير أو شر إختبار من الله تعالى، فعليه أن يشكر على مساره ويصبر على مضاره ليكون من خير المختبرين.