Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 2
الربع رقم 1
quran-border  اولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون واذ اخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الا الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا واقيموا الصلاة واتوا الزكاة ثم توليتم الا قليلا منكم وانتم معرضون
Page Number

1

{أَوَلاَ يَعْلَمُونَ} يعني هؤلاء المنافقين، أو اللائمين، أو كليهما، أو إياهم والمحرفين. {أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ومن جملتهما إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان، وإخفاء ما فتح الله عليهم، وإظهار غيره، وتحريف الكلم عن مواضعه ومعانيه.

{وَمِنْهُمْ أُمّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب} جهلة لا يعرفون الكتابة فيطالعوا التوراة، ويتحققوا ما فيها. أو التوراة {إِلاَّ أَمَانِيَّ} استثناء منقطع. والأماني: جمع أمنية وهي في الأصل ما يقدره الإنسان في نفسه من منى إذا قدر، ولذلك تطلق، على الكذب وعلى ما يتمنى وما يقرأ والمعنى لكن يعتقدون أكاذيب أخذوها تقليداً من المحرفين أو مواعيد فارغة. سمعوها منهم من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هوداً، وأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة. وقيل إلا ما يقرأون قراءة عارية عن معرفة المعنى وتدبره من قوله: تَمَنَّى كِتَابَ الله أَوَّلَ لَيْلِه *** تَمني دَاودَ الزبُورَ على رِسْلِ وهو لا يناسب وصفهم بأنهم أميون. {وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} ما هم إلا قوم يظنون لا علم لهم، وقد يطلق الظن بإزاء العلم على كل رأي واعتقاد من غير قاطع، وإن جزم به صاحبه: كاعتقاد المقلد والزائغ عن الحق لشبهة.

{فَوَيْلٌ} أي تحسر وهلك. ومن قال إنه واد أو جبل في جهنم فمعناه: أن فيها موضعاً يتبوأ فيه من جعل له الويل، ولعله سماه بذلك مجازاً. وهو في الأصل مصدر لا فعل له وإنما ساغ الابتداء به نكرة لأنه دعاء. {لّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب} يعني المحرفين، ولعله أراد به ما كتبوه من التأويلات الزائغة. {بِأَيْدِيهِمْ} تأكيد كقولك: كتبته بيميني {ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِندِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} كي يحصلوا به عرضاً من أعراض الدنيا، فإنه وإن جعل قليل بالنسبة إلى ما استوجبوه من العقاب الدائم. {فَوَيْلٌ لَّهُمْ مّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} يعني المحرف. {وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} يريد به الرشى.

{وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النار} المس اتصال الشيء بالبشرة بحيث تتأثر الحاسة به، واللمس كالطلب له ولذلك يقال ألمسه فلا أجده. {إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً} محصورة قليلة، روي أن بعضهم قالوا نعذب بعدد أيام عبادة العجل أربعين يوماً، وبعضهم قالوا مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب مكان كل ألف سنة يوماً {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ الله عَهْدًا} خبراً أو وعد بما تزعمون. وقرأ ابن كثير وحفص بإظهار الذال. والباقون بإدغامه {فَلَن يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ} جواب شرط مقدر أي: إن اتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده، وفيه دليل على أن الخلف في خبره محال. {أَمْ تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} أم معادلة لهمزة الاستفهام بمعنى أي الأمرين كائن، على سبيل التقرير للعلم بوقوع أحدهما، أو منقطعة بمعنى: بل أتقولون، على التقرير والتقريع.

{أَوَلاَ يَعْلَمُونَ} يعني هؤلاء المنافقين، أو اللائمين، أو كليهما، أو إياهم والمحرفين. {أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} ومن جملتهما إسرارهم الكفر وإعلانهم الإيمان، وإخفاء ما فتح الله عليهم، وإظهار غيره، وتحريف الكلم عن مواضعه ومعانيه.

2:81

{وَإِذْ أَخَذْنَا ميثاق بَنِي إِسْراءيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله} إخبار في معنى النهي كقوله تعالى: {وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ} وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أن المنهي سارع إلى الانتهاء فهو يخبر عنه ويعضده قراءة: {لا تعبدوا}. وعطف {قُولُواْ} عليه فيكون على إرادة القول. وقيل: تقديره أن لا يعبدوا فلما حذف أن رفع كقوله: أَلا أَيّهذا الزاجري أَحضُرَ الوَغَى*** وأَنْ أشَهدَ اللذاتِ هَلْ أنتَ مُخلِدي ويدل عليه قراءة: {ألا تعبدوا}، فيكون بدلاً عن الميثاق، أو معمولاً له بحذف الجار. وقيل إنه جواب قسم دل عليه المعنى كأنه قال: وحلفناهم لا يعبدون. وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالتاء حكاية لما خوطبوا به، والباقون بالياء لأنهم غيب {وبالوالدين إحسانا} تعلق بمضمر تقديره: وتحسنون، أو أحسنوا {وَذِي القربى واليتامى والمساكين} عطف على الوالدين. {واليتامى} جمع يتيم كنديم وندامى وهو قليل. ومسكين مفعيل من السكون، كأن الفقر أسكنه {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} أي قولاً حسناً، وسماه {حَسَنًا} للمبالغة. وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب حسناً بفتحتين. وقرئ: {حَسَنًا} بضمتين وهو لغة أهل الحجاز، وحسنى على المصدر كبشرى والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} يريد بهما ما فرض عليهم في ملتهم {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} على طريقة الالتفات، ولعل الخطاب مع الموجودين منهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قبلهم على التغليب، أي أعرضتم عن الميثاق ورفضتموه {إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ} يريد به من أقام اليهودية على وجهها قبل النسخ، ومن أسلم منهم {وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ} قوم عادتكم الإعراض عن الوفاء والطاعة. وأصل الإعراض الذهاب عن المواجهة إلى جهة العرض.