Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 32
الربع رقم 1
quran-border  ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم اهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من احد او تسمع لهم ركزا طه ما انزلنا عليك القران لتشقى الا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الارض والسماوات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وهل اتاك حديث موسى اذ راى نارا فقال لاهله امكثوا اني انست نارا لعلي اتيكم منها بقبس او اجد على النار هدى فلما اتاها نودي يا موسى اني انا ربك فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى
Page Number

1

{كهيعص (1)} {كهيعص} اسم للسورة أو للقرآن أو لله تعالى أو استفتاح للسورة أو تفسير «لا إله إلا الله» من حروف الجُمَّل، الكاف عشرون، والهاء خمسة والياء عشرة، والعين سبعون، والصاد تسعون، كذلك عدد حروف لا إله إلا الله، أو حروف من حروف أسماء الرب، الكاف من كبير أو كافٍ أو كريم، والهاء من هادٍ، والياء من حكيم أو يمين أو أمين أو يا من يجيب من دعاه ولا يخيب من رجاه، أو يا من يجير ولا يجار عليه، قاله الربيع بن أنس، والعين من عزيز أو عالم أو عدل، والصاد من صادق.

{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3)} {خَفِيّاً} لا رياء فيه، أو أخفاه لئلا يستهزأ به لبعد ما طلبه.

{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4)} {وَهَنَ} ضعف وإذا وهن العظم مع قوته فوهن اللحم والجلد أولى، أو شكا ضعف البطش الذي يقع بالعظم دون اللحم {وَاشْتَعَلَ} شبه انتشار الشيب في الرأس بانتشار النار في الحطب. {شَقِيّاً} خائباً، كنت لا تخيبني إذا دعوتك.

{وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5)} {خِفْتُ الْمَوَالِىَ} العصبة، أو الكلالة، أو بنو العم وكانوا شرار بني إسرائيل، سموا موالي لأنهم يلونه في النسب بعد الصلب، أو الأولياء أن يرثوا علمي دون نسلي، وخافهم على الفساد في الأرض، أو على نفسه في حياته، وعلى أسبابه بعد موته {وَرَآءِى} قدامي، أو بعد موتي.

{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)} {يَرِثُنِى} مالي {وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ} النبوة، أو يرثهما العلم والنبوة، أو منه النبوة ومن آل يعقوب الأخلاق، أو يرث مني العلم ومن آل يعقوب الملك، فأجيب إلى وراثة العلم دون الملك، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما روي عن الرسول صلى الله عليه سلم قال: «يرحم الله زكريا ما كان عليه من ورثة» {رَضِيّاً} مرضي الأخلاق والأفعال، أو راضياً بقضائك وقدرك.

{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7)} {نُبَشِّرُكَ} بإجابة الدعوة، وإعطاء الولد، وتفرد الرب عز وجل بتسميته اختصاصاً له واصطفاء، سمي يحيى، لأنه حَيَ بين شيخ وعجوز. {سَمِيّاً} لم تلد العواقر مثله فلا مثل له ولا نظير، أو لم نجعل لزكريا قبل يحيى ولداً، أو لم نُسمِّ أحداً قبله باسمه.

{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8)} {عَاقِراً} لا تلد؛ لأنها تعقر النسل أي تقطعه، أو لعقر رحمها للمني وإفساده وسأل عن أن الولد يأتيهما شابين أو شيخين. {عِتِيّاً} يسباً وجفافاً، أو نحول العظم، أو سناً. قال: إنما يُعذر الوليد ولا يُع *** ذر من كان في الزمان عتيا

{قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا (10)} {ءَايَةً} دالة على الحمل، أو على أن البُشرى من الله دون إبليس لأن الشيطان أوهمه ذلك، قاله الضحاك {ثَلاثَ لَيَالٍ} اعتقل لسانه ثلاثاً من غير مرض ولا خرس عن كلام الناس دون ذكر الله تعالى {سَوِيّاً} صحيحاً من غير خرس، أو يرجع إلى الليالي أي متتابعات.

{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (11)} {فَخَرَجَ} أشرف على قومه. {مِنَ الْمِحْرَابِ} المصلى، أو ما ينصب ليصلى بإزائه لأن المصلي كالمحارب للشيطان، أو من مجلس الأشراف الذي يحارب دونه ذباً عن أهله فكأن الملائكة تحارب عن المصلي ذباً عنه. {فَأَوْحَى} أومى، أو أشار، أو كتب على الأرض، والوحي الكتابة قال: كأن أخا اليهود يخط وحياً *** بكاف من منازلها ولام {سَبِّحُواْ} صلوا سميت به لاشتمالها على التسبيح.

{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)} {خُذِ الْكِتَابَ} قاله زكريا عليه الصلاة والسلام ليحيى حين نشأ، أو قاله الله تعالى حين بلغ، والكتاب: التوراة، أو صحف إبراهيم. {بِقُوَّةٍ} بجد واجتهاد، أو بامتثال الأمر واجتناب المناهي. {الْحُكْمَ} اللب، أو الفهم، أو العلم أو الحكمة، قال له الصبيان: اذهب بنا نلعب فقال: ما للعب خُلقت قيل كان ابن ثلاث سنين.

{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا (96)} {وُدّاً} محبة في الدنيا من الأبرار وهيبة عند الفجار، أو يحبهم الله تعالى ويحببهم إلى الناس، قال «ع» نزلت في علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97)} {لُّدّاً} فجاراً، أو أهل لجاج وخصام من اللدود للزومهم الخصام كما يحصل اللدود في الأفواه أو الجدل في الباطل من اللدد وهو شدة الخصومة.

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا (98)} {رِكْزاً} صوتاً، أو حساً، أو ما لا يفهم من صوت أو حركة.