Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 35
الربع رقم 2
quran-border  ما تسبق من امة اجلها وما يستاخرون ثم ارسلنا رسلنا تترى كل ما جاء امة رسولها كذبوه فاتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم احاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون ثم ارسلنا موسى واخاه هارون باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا انؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين ولقد اتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم وامه اية واويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم وان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون فتقطعوا امرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم حتى حين ايحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون
Page Number

1

23:41

{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44) ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ثم أرسلنا رسلنا تترى} قال: يتبع بعضهم بعضاً. وفي لفظ قال: بعضهم على أثر بعض. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وقتادة رضي الله عنه مثله والله أعلم.

23:44

{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46) فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47) فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {وكانوا قوماً عالين} قال: علوا على رسلهم، وعصوا رسلهم، ذلك علوهم. وقرأ {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً} [ القصص: 83].

23:46

23:46

23:46

{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)} أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} قال: ولدته مريم من غير أب هو له. وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} قال: عبرة. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {وآويناهما} قال: عيسى وأمه. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {وآويناهما} قال: عيسى وأمه حين أويا إلى الغوطة وما حولها. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وآويناهما إلى ربوة} الآية. قال: {الربوة} المستوى {والمعين} الماء الجاري، وهو النهر الذي قال الله: {قد جعل ربك تحتك سَرياًّ} [ مريم: 24]. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي المكان المرتفع من الأرض، وهي أحسن ما يكون فيه النبات {ذات قرار} ذات خصب {ومعين} ماء ظاهر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {إلى ربوة} قال: مستوية {ذات قرار ومعين} قال: ماء جار. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في الآية قال: {الربوة} المكان المرتفع وهو لبيت المقدس {والمعين} الماء الظاهر. وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر عن قتادة رضي الله عنه {وآويناهما إلى ربوة} قال: كنا نحدث أن الربوة بيت المقدس {ذات قرار} ذات ثمر كثير {ومعين} ماء جار. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن عساكر عن وهب بن منبه رضي الله عنه {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي مصر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد {وآويناهما إلى ربوة} قال: وليس الربى إلى بمصر. والماء حين يرسل يكون الربى عليها القرى لولا الربى لغرقت تلك القرى. وأخرج ابن عساكر عن زيد بن مسلم رضي الله عنه {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي الإسكندرية. وأخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد أن كلمهم طفلاً حتى بلغ ما يبلغ الغلمان الذي أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان، فلما بلغ سبع سنين أسلمته أمه إلى رجل يعلمه كما يعلم الغلمان فلا يعلمه شيئاً إلا بدره عيسى إلى علمه قبل أن يعلمه إياه فعلمه أبا جاد فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلم: لا أدري. فقال عيسى: كيف تعلمني ما لا تدري فقال المعلم: إذن فعلمني. فقال له عيسى: فقم من مجلسك فقَام. فجلس عيسى مجلسه فقال: سلني؟ فقال المعلم: ما أبو جاد؟ فقال عيسى: ألف، آلاء الله باءِ بهاء الله، جيم بهجة الله وجماله، فعجب المعلم فكان أول من فسر أبا جاد عيسى عليه السلام، وكان عيسى يرى العجائب في صباه إلهاماً من الله، ففشا ذلك اليهود وترعرع عيسى فهمت به بنو إسرائيل فخافت أمه عليه، فأوحى الله إليها: أن تنطلق به إلى أرض مصر فذلك قوله: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية} فسئل ابن عباس: ألا قال آيتان، وهما آيتان: فقال ابن عباس: إنما قال آية، لأن عيسى من آدم ولم يكن من أب لم يشاركها في عيسى أحد فصار (آية واحدة) {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: يعني أرض مصر. وأخرج وكيع والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وتمام الرازي في فضائل النبوّة وابن عساكر بسند صحيح عن ابن عباس في قوله: {إلى ربوة} قال: أنبئنا بأنها دمشق. وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن سلام في قوله: {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي دمشق. وأخرج ابن عساكر عن يزيد بن سخبرة الصحابي قال: دمشق هي الربوة المباركة. وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} «قال: أتدرون أين هي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هي بالشام بأرض يقال لها الغوطة، مدينة يقال لها دمشق هي خير مدن الشام». وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن سعيد بن المسيب {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي دمشق. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه وابن عساكر عن مرة البهزي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الرملة الربوة». وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي هريرة في قوله: {وآويناهما إلى ربوة} قال: هي الرملة في فلسطين، وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعاً. وأخرج الطبراني وابن السكن وابن منده وأبو نعيم وابن عساكر من طرق عن الأقرع بن شفي العكي رضي الله عنه قال: «دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم في مرض يعودني فقلت: لا أحسب إلا أني ميت من مرضي. قال: كلا لتبقين، ولتهاجرن منها إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة من أرض فلسطين. فمات في خلافة عمر رضي الله عنه ودفن في بالرملة». وأخرج ابن عساكر عن قتادة عن الحسن في قوله: {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: هي أرض ذات أشجار وأنهار يعني أرض دمشق. وفي لفظ قال: ذات ثمار وكثرة ماء هي دمشق.

{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)} أخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً {واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} وقال: {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي من الحرام، يمد يديه إلى السماء، يا رب يا رب، فأنى يستجاب لذلك». وأخرج أحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها «بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وهو صائم، فرد إليها رسولها، أنى لك هذا اللبن؟ قالت: من شاة لي. فرد إليها رسولها، انى لك الشاة؟ فقالت: اشتريتها من مالي. فشرب منه. فلما كان من الغد أتته أم عبد الله فقالت: يا رسول الله بعثت إليك بلبن فرددت إلي الرسول فيه فقال لها: بذلك أُمِرَتْ الرسل قبلي أن لا تأكل إلا طيباً ولا تعمل إلا صالحاً». وأخرج عبدان في الصحابة عن حفص بن أبي جبلة «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} الآية. قال: ذاك عيسى ابن مريم يأكل من غزل أمه» مرسل حفص تابعي. وأخرج سعيد بن منصور عن حفص الفزاري مثله موقوفاً عليه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحيلة عن أبي ميسرة عن عمر بن شرحبيل في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات} قال: كان عيسى ابن مريم عليه السلام يأكل من غزل أمه. وأخرج البيهقي في الشعب عن جعفر بن سليمان عن ثابت بن عبد الوهاب بن أبي حفص قال: أمسى داود عليه السلام صائماً، فلما كان عند إفطاره أتى بشربة لبن فقال: من أين لكم هذا اللبن؟ قالوا: من شاتنا. قال: ومن أين ثمنها؟ قالوا: يا نبي الله من أين تسأل؟ قال: إنا معاشر الرسل أُمِرْنا أن نأكل من الطيبات ونعمل صالحاً. وأخرج الحكيم الترمذي عن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين. اللهم ارزقني طيباً، واستعملني صالحاً». وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} قال: هذه للرسل ثم قال للناس عامة و {إن هذه أمتكم أمة واحدة} [ الأنبياء: 92] يعني. دينكم دين واحد.

23:51

{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)} أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتباً قال: وقال الحسن: تقطعوا كتاب الله بينهم فحرفوه وبدلوه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: كتب الله، حيث فرقوها قطعاً {كل حزب} يعني: كل قطعة، وهؤلاء أهل الكتاب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} قال: هذا ما اختلفوا فيه من الأديان {كل حزب} كل قوم {بما لديهم فرحون} معجبون برأيهم. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {فذرهم في غمرتهم} قال: في ضلالتهم {حتى حين} قال: الموت. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل {فذرهم في غمرتهم حتى حين} قال: يوم بدر.

23:53

{أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أيحسبون} قال: قريش. {إنما نمدهم به} قال: نعطيهم {من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات} نزيد لهم في الخير بل نملي لهم في الخير ولكن لا يشعرون. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {أيحسبون إنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} قال: مكر والله بالقوم في أموالهم وأولادهم، فلا تعتبروا الناس بأموالهم وأولادهم ولكن اعتبروهم بالإِيمان والعمل الصالح. وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة أنه قرأ {نسارع لهم في الخيرات}. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه عن الحسن؛ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بفروة كسرى فوضعت بين يديه وفي القوم سراقة بن مالك، فأخذ عمر سواريه فرمى بهما إلى سراقة، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغتا منكبيه فقال: الحمد لله سوارا كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن مالك بن جعشم، أَعرابي من بني مدلج. ثم قال: اللهم إني قد علمت أن رسولك قد كان حريصاً على أن يصيب ما لا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظراً منك وخياراً، اللهم إني أعوذ بك أن يكون هذا مكراً منك بعمر ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}. وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن ميسرة قال: أجد فيما أنزل الله على موسى، أيفرح عبدي المؤمن أن ابسط له الدنيا وهو أبعد له مني، أو يجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنيا وهو أقرب له مني، ثم تلا {أيحسبون أَنما نمدهم به من مال وبنين} {نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون}.

23:55

{إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: إن المؤمن جمع إحساناً وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة ثم تلا {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله: {إنهم إلى ربهم راجعون} وقال المنافق {إنما أوتيته على علم عندي} [ القصص: 71]. وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وابن ماجة وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة قالت: قلت: «يا رسول الله. قول الله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهو الرجل يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله؟ قال: لا ولكن الرجل يصوم، ويتصدق، ويصلي، وهو مع ذلك يخاف الله أن لا يتقبل منه». وأخرج ابن أبي الدنيا وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: «يا رسول الله {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} أهم الذين يخطئون ويعملون بالمعاصي؟ وفي لفظ: هو الذي يذنب وهو وجل منه؟ قال: لا، ولكن هم الذين يصلون، ويصومون، ويتصدقون، وقلوبهم وجلة». وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعطون ما أعطوا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: يعملون خائفين. وأخرج الفريابي وابن جرير عن ابن عمر في قوله: {والذين يؤتون ما آتوا} قال: الزكاة. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة {والذين يؤتون ما آتوا} قالت: هم الذين يخشون الله ويطيعونه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والذين يؤتون ما آتوا} قالت: هم الذين يخشون الله ويطيعونه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا {وقلوبهم وجلة} قال: مما يخافون بين أيديهم من الموقف وسوء الحساب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {والذين يؤتون ما آتوا} قال: يعطون ما أعطوا {وقلوبهم وجلة} قال المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن وقتادة أنهما كانا يقرآن {يؤتون ما آتوا} قال: يعملون ما علموا من الخيرات، ويعطون ما أعطوا على خوف من الله عز وجل. وأخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} قال: كانوا يعملون ما يعملون من أعمال البر، ويخافون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله. وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي ملكية قال: قالت: عائشة رضي الله عنها: لأن تكون هذه الآية كما أقرأ أحب إليّ من حُمُرِ النِعَمْ. فقال لها ابن عباس: ما هي؟ قالت: {الذين يؤتون ما أتوا}. وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {والذين يؤتون ما أتوا} مقصور من المجيء. وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والبخاري في تاريخه وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أشته وابن الأنباري معاً في المصاحف والدارقطني في الإِفراد والحاكم وصححه وابن مردويه عن عبيد بن عمير أنه سأل عائشة «كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية {والذين يؤتون ما أتوا، أو الذين يؤتون ما آتوا؟} فقالت: أيتهما أحب إليك؟ قلت: والذي نفسي بيده لأحداهما أحب إليّ من الدنيا جميعاً. قالت: أيهما؟ قلت: {الذين يأتون ما أتوا} فقالت: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرأها، وكذلك أنزلت ولكن الهجاء حرف». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} قال: سبقت لهم السعادة من الله.

23:57

23:57