Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 36
الربع رقم 2
quran-border  رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور الم تر ان الله يسبح له من في السماوات والارض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون ولله ملك السماوات والارض والى الله المصير الم تر ان الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار
Page Number

1

{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} أخرج أحمد عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير مساجد النساء قعر بيوتهن». وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي حميد الساعدي عن أبيه عن جدته أم حميد قالت: قلت يا رسول الله تمنعنا أزواجنا أن نصلي معك، ونحب الصلاة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن، وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في الجماعة». وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: ما صلت امرأة قط صلاة أفضل من صلاة تصليها في بيتها، إلا أن تصلي عند المسجد الحرام؛ إلا عجوز في منقلبها يعني حقبها. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة «عن رسول الله في قوله تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله». وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي سعيد الخدري «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: هم الذين يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: كانوا رجالاً يبتغون من فضل الله يشترون ويبيعون، فإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما بأيديهم وقاموا إلى المسجد فصلوا. وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: أما والله ولقد كانوا تجاراً، فلم تكن تجارتهم ولا بيعهم يلهيهم عن ذكر الله. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس في الآية قال: ضرب الله هذا المثل قوله: {مثل نوره كمشكاة} لأولئك القوم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وكانوا اتجر الناس وأبيعهم، ولمن لم تكن تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: عن شهود الصلاة المكتوبة. وأخرج الفريابي عن عطاء مثله. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر: انه كان في السوق، فأقيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتهم، ثم دخلوا المسجد فقال ابن عمر: فيهم نزلت {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير والطبراني والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود: أنه رأى ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان، فتركوا أمتعتهم، وقاموا إلى الصلاة فقال: هؤلاء الذين قال الله: {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال: هم في أسواقهم يبيعون ويشترون، فإذا جاء وقت الصلاة لم يلههم البيع والشراء عن الصلاة {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} قال: تتقلب في الجوف، ولا تقدر تخرج حتى تقع في الحنجرة، فهو قوله: {إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين} [ غافر: 18]. وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله: {يخافون يوماً} قال يوم القيامة. وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد عن أبي الدرداء قال: أحب أن أبايع على هذا الدرج، وأربح كل يوم ثلثمائة دينار، وأشهد الصلاة في الجماعة، أما أنا لا أزعم أن ذلك ليس بحلال، ولكنني أحب أن أكون من الذين قال الله: {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. وأخرج هناد بن السري، في الزهد ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر؛ فيقوم مناد فينادي: أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء؟ فيقومون- وهم قليل- فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود فينادي أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ فيقومون- وهم قليل- فيدخلون الجنة بغير حساب، فيعود فينادي أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؟ فيقومون- وهم قليل- فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون». وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عقبة بن عامر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال: «يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر، ويسمعهم الداعي، فينادي مناد: سيعلم أهل الموقف لمن الكرم اليوم ثلاث مرات، ثم يقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع؟ ثم يقول: أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة؟ إلى آخر الآية. ثم يقول: أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم». وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يقول الرب عز وجل سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال: أهل الذكر في المساجد». وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم. أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون؟ فيقومون فيتخطون رقاب الناس، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم. أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله؟ فيقومون فيتخطون رقاب الناس، ثم ينادي أيضاً فيقول: سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم. أين الحمادون لله على كل حال؟ فيقومون وهم كثير. ثم تكون التبعة والحساب على من بقي.

24:37

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {والذين كفروا أعمالهم كسراب} الآية. قال: هو مثل ضربه الله لرجل عطش، فاشتد عطشه، فرأى سراباً، فحسبه ماء، فظن أنه قدر عليه حتى أتى، فلما أتاه لم يجده شيئاً وقبض عند ذلك يقول الكافر: كذلك أن عمله يغني عنه أو نافعه شيئاً. ولا يكون على شيء حتى يأتيه الموت، فأتاه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئاً، ولم ينفعه إلا كما يقع العطشان المشتد إلى السراب {أو كظلمات في بحر لجي} قال: يعني بالظلمات: الأعمال. وبالبحر اللجي: قلب الإِنسان. {يغشاه موج} يعني بذلك الغشاوة التي على القلب، والسمع والبصر. وأخرج أبن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {كسراب بقيعة} يقول: أرض مستوية. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {كسراب بقيعة} قال: بقاع من الأرض، والسراب عمل الكافر {حتى إذا جاءه لم يجِدْهُ شيئاً} واتيانه إياه. موته وفراقه الدنيا {ووجد الله عنده} ووجد الله عند فراقه الدنيا {فوفاه حسابه}. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {كسراب بقيعة} قال: بقيعة من الأرض. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبيه عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: «إن الكفار يبعثون يوم القيامة رداً عطاشاً فيقولون: أين الماء؟ فيمثل لهم السراب، فيحسبونه ماء، فينطلقون إليه، فيجدون الله عنده، فيوفيهم حسابهم. والله سريع الحساب». وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {أو كظلمات في بحر لجي} قال: اللجي: العميق القعر. {يغشاه موج من فوقه موج...} قال: هذا مثل عمل الكافر في ضلالات ليس له مخرج ولا منفذ. أعمى فيها لا يبصر. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: {إذا أخرج يده لم يكد يراها} قال: أما رأيت الرجل يقول: والله ما رأيتها، وما كدت أن أراها. وأخرج ابن المنذر عن أبي امامة أنه قال: أيها الناس إنكم قد أصبحتم وأمسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، ويوشك أن تظعنوا منه إلى منزل آخر وهو القبر. بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الضيق إلا ما وسع الله، ثم تنقلون إلى مواطن يوم القيامة، وإنكم لفي بعض تلك المواطن حين يغشى الناس أمر من أمر الله، فتبيض وجوه وتسود وجوه، ثم تنتقلون إلى منزل آخر، فيغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يقسم النور، فيعطى المؤمن نوراً، ويترك الكافر والمنافق فلا يعطى شيئاً، وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه {أو كظلمات في بحر لجي} إلى قوله: {فما له من نور} فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن كما لا يستضيء الأعمى ببصر البصير.

24:39

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (42)} أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن مجاهد في قوله: {ألم تر أن الله يسبح له} إلى قوله: {كل قد علم صلاته وتسبيحه} قال: الصلاة للإِنسان، والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {والطير صافات} قال: بسط أجنحتهن. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {والطير صافات} قال: صافات بأجنحتها. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مسعر في قوله: {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه} قال: قد سمي لها صلاة، ولم يذكر ركوعاً ولا سجوداً.

24:41

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ (43) يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (44)} أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {فترى الودق} قال: المطر. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {فترى الودق} قال: القطر. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بجيلة عن أبيه قال: {الودق} البرق. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {من خلاله} قال: السحاب. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قرأها {من خلله} بفتح الخاء من غير ألف. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال: لو أن الجليد ينزل من السماء الرابعة، لم يمر بشيء إلا أهلكه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يكاد سنا برقه} يقول: ضوء برقه. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يكاد سنا برقه} قال: السنا الضوء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت أبا سفيان بن الحارث وهو يقول: يدعو إلى الحق لا يبغي به بدلاً *** يجلو بضوء سناه داجي الظلم وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {يكاد سنا برقه} قال: لمعان البرق. وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب أن كعباً سأل عبد الله بن عمرو عن البرق قال: هو ما يسبق من البرد. وقرأ {جبال فيها من برد يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار}. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {يقلب الله الليل والنهار} قال: يأتي الليل، ويذهب بالنهار، ويأتي بالنهار، ويذهب بالليل.