Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 37
الربع رقم 2
quran-border  والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراما والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما قل ما يعبا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما
Page Number

1

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)} أخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال: «سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أكبر؟ قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك قلت: ثم أي؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك» فأنزل الله تصديق ذلك {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن ناساً من أهل الشرك قد قتلوا فأكثروا، وزنوا ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه لَحَسَنٌ لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة؛ فنزل {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر...} ونزلت {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...} [ الزمر: 53]. وأخرج البخاري وابن المنذر من طريق القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جبير هل لمن قتل مؤمناً متعمداً من توبة؟ فقرأت عليه {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق} فقال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليَّ فقال: هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء. وأخرج ابن المبارك عن شفي الأصبحي قال: إن في جهنم جبلاً يدعى: صعوداً. يطلع فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يرقاه، وإن في جهنم قصراً يقال له: هوى. يرمى الكافر من أعلاه فيهوي أربعين خريفاً قبل أن يبلغ أصله. قال تعالى {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى} [ طه: 81] وأن في جهنم وادياً يدعى: أثاماً. فيه حيات وعقارب في فقار احداهن مقدار سبعين قلة من السم، والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة، وإن في جهنم وادياً يدعى: غياً. يسيل قيحاً ودماً. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلوات لمواقيتهن. قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله، ولو استزدته لزادني. وسألته أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: الشرك بالله قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك أن يطعم معك» فما لبثنا إلا يسيراً حتى أنزل الله: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون}. وأخرج ابن مردويه عن عون بن عبد الله قال: سألت الأسود بن يزيد هل كان ابن مسعود يفضل عملاً على عمل؟ قال: نعم. سألت ابن مسعود قال: سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت «يا رسول الله أي الأعمال أحبها إلى الله وأقربها من الله؟ قال: الصلاة لوقتها قلت: ثم ماذا على اثر ذلك؟ قال: ثم بر الوالدين قلت: ثم ماذا على أثر ذلك؟ قال: الجهاد في سبيل الله، ولو استزدته لزادني قلت: فأي الأعمال أبغضها إلى الله وأبعدها من الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، وأن تقتل ولدك أن يأكل معك، وإن تزاني حليلة جارك، ثم قرأ {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر..}». وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل «إن الله ينهاك أن تعبد المخلوق وتذر الخالق، وينهاك أن تقتل ولدك وتغدو كلبك، وينهاك أن تزني بحليلة جارك». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن عمر في قوله: {يلق أثاماً} قال: واد في جهنم. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {يلق أثاماً} قال: واد في جهنم من قيح ودم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: {أثام} أودية في جهنم فيها الزناة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {يلق أثاماً} قال: نكالاً. وكنا نحدث أنه واد في جهنم، وذكر لنا أن لقمان كان يقول: يا بني إياك والزنا فإن أوّله مخافة، وآخره ندامة. وأخرج ابن المبارك في الزهد عن شفي الأصبحي قال: إن في جهنم وادياً يدعى: أثاماً. فيه حيات وعقارب في فقار إحداهن مقدار سبعين قلة من السم، والعقرب منهن مثل البغلة الموكفة. وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {يلق أثاماً} ما الأثام؟ قال: الجزاء قال فيه عامر بن الطفيل: وروّينا الأسنة من صداء *** ولاقت حمير منا أثاما وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ومن يفعل ذلك يلق أثاماً}. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ «يضاعف» بالرفع «له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه» بنصب الياء ورفع اللام. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {ويخلد فيه} يعني في العذاب {مهاناً} يعني يهان فيه. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} اشتد ذلك على المسلمين فقالوا: ما منا أحد إلا أشرك، وقتل، وزنى، فأنزل الله: {يا عبادي الذين أسرفوا...} [ الزمر: 53]. يقول لهؤلاء الذين أصابوا هذا في الشرك، ثم نزلت بعده {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فأبدلهم الله بالكفر الإِسلام، وبالمعصية الطاعة، وبالانكار المعرفة، وبالجهالة العلم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال: نزلت آية من تبارك بالمدينة في شأن قاتل حمزة وحشي وأصحابه كانوا يقولون: انا لنعرف الإِسلام وفضله فكيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان، وقتلنا أصحاب محمد، وشربنا الخمور، ونكحنا المشركات؟! فأنزل الله فيهم {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر..} الآية. ثم أنزلت توبتهم {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} فأبدلهم الله بقتال المسلمين قتال المشركين، ونكاح المشركات نكاح المؤمنات، وبعبادة الأوثان عبادة الله. وأخرج عبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن هذه الآية {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر}. قال: هؤلاء كانوا في الجاهلية فأشركوا، وقتلوا وزنوا. فقالوا: لن يغفر الله لنا. فأنزل الله: {إلا من تاب}. قال: كانت التوبة والإِيمان والعمل الصالح، وكان الشرك والقتل والزنا. كانت ثلاث مكان ثلاث. وأخرج ابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: قرأنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سنين {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرّم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً} ثم نزلت {إلا من تاب وآمن} فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فرح بشيء قط فرحه بها، وفرحه بأنا {فتحنا لك فتحاً مبيناً} [ الفتح: 1]. وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك قال: لما نزلت {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} قال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كنا أشركنا في الجاهلية، وقتلنا، فنزلت {إلا من تاب}. وأخرج أبو داود في تاريخه عن ابن عباس {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً} ثم استثنى {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي هريرة قال: «صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة ثم انصرفت، فاذا امرأة عند بابي فقالت: جئتك أسألك عن عمل عملته هل ترى لي منه توبة؟ قلت: وما هو؟ قالت: زنيت وولد لي وقتلته قلت: لا.. ولا كرامة. فقامت وهي تقول: واحسرتاه.. ! أيخلق هذا الجسد للنار؟ فلما صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح من تلك الليلة قصصت عليه أمر المرأة قال: ما قلت لها؟ قلت لا.. ولا كرامة قال: بئس ما قلت. أما كنت تقرأ هذه الآية! {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} إلى قوله: {إلا من تاب} الآية. قال أبو هريرة: فخرجت فما بقيت دار بالمدينة ولا خطة إلا وقفت عليها فقلت: إن كان فيكم المرأة التي جاءت أبا هريرة فلتأت ولتبشر. فلما انصرفت من العشي إذا هي عند بابي فقلت: ابشري إني ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم ما قلت لي، وما قلت لك فقال: بئس ما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية! وقرأتها عليها فخرجت ساجدة وقالت: أحمد الله الذين جعل لي توبة ومخرجاً، أشهد أن هذه الجارية لجارية معها وابن لها حران لوجه الله، وإني قد تبت مما عملت». وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: هم المؤمنون؛ كانوا من قبل إيمانهم على السيئات، فرغب الله بهم عن ذلك، فحولهم إلى الحسنات، فأبدلهم مكان السيئات الحسنات. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {إلا من تاب} قال: من ذنبه {وآمن} قال: بربه. {وعمل صالحاً} قال: فيما بينه وبين ربه {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: إنما التبديل طاعة الله بعد عصيانه، وذكر الله بعد نسيانه، والخير تعمله بعد الشر. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: التبديل في الدنيا يبدل الله بالعمل السيء العمل الصالح، وبالشرك اخلاصاً، وبالفجور عفافاً، ونحو ذلك. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن مجاهد {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: الإِيمان بعد الشرك. وأخرج عبد بن حميد عن مكحول {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: إذا تابوا جعل الله ما عملوا من سيئاتهم حسنات. وأخرج عبد بن حميد عن علي بن الحسين {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: في الآخرة وقال الحسن: في الدنيا. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي عثمان النهدي قال: إن المؤمن يعطى كتابه في ستر من الله فيقرأ سيئاته، فإذا قرأ تغير لها لونه حتى يمر بحسناته فيقرأها فيرجع إليه لونه، ثم ينظر فإذا سيئاته قد بُدِّلَتْ حسنات فعند ذلك يقول {هاؤم اقرأوا كتابيه} [ الحاقة: 19]. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سلمان قال: يعطى رجل يوم القيامة صحيفة فيقرأ أعلاها فإذا سيئاته، فإذا كاد يسوء ظنه نظر في أسفلها فإذا حسناته، ثم ينظر في أعلاها فإذا هي قد بدلت حسنات. وأخرج أحمد وهناد ومسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه، فيعرض عليه صغارها وينحى عنه كبارها فيقال: عملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا وهو مقر ليس ينكر، وهو مُشْفِقٌ من الكبار أن تجيء فيقال: اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة». وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين ناس يوم القيامة ودوا أنهم استكثروا من السيئات قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين بدل الله سيئاتهم حسنات». وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن ميمون {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: حتى يتمنى العبد أن سيئاته كانت أكثر مما هي. وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية أنه قيل له: إن أناساً يزعمون أنهم يتمنون أن يستكثروا من الذنوب قال: ولم ذاك؟ قال: يتأوّلون هذه الآية {يبدل الله سيئاتهم حسنات} فقال أبو العالية: وكان إذا أخبر بما لا يعلم قال: آمنت بما أنزل الله من كتاب. ثم تلا هذه الآية {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً}. وأخرج ابن أبي حاتم عن مكحول قال: «جاء شيخ كبير فقال: يا رسول الله رجل غدر وفجر فلم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطعها بيمينه، ولو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم. فهل له من توبة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أسلمت..؟ قال: نعم. قال: فإن الله غافر لك، ومبدل سيئاتك حسنات قال: يا رسول الله وغدارتي... وفجراتي.. قال: وغدراتك وفجراتك». وأخرج الطبراني عن سلمة بن كهيل قال: «جاء شاب فقال: يا رسول الله أرأيت من لم يدع سيئة إلا عملها، ولا خطيئة إلا ركبها، ولا أشرف له سهم فما فوقه إلا اقتطعه بيمينه، ومن لو قسمت خطاياه على أهل المدينة لغمرتهم؟ فقال النبي: صلى الله عليه وسلم أأسلمت...؟ قال: أما أنا فاشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قال: اذهب فقد بدل الله سيئاتك حسنات قال: يا رسول الله وغدارتي.. وفجراتي.. قال: وغدراتك وفجراتك ثلاثاً» فولى الشاب وهو يقول: الله أكبر. وأخرج البغوي وابن قانع والطبراني عن أبي طويل شطب الممدود أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها؟ فذكر نحوه. وأخرج ابن مردويه عن أبي موسى قال: التبديل يوم القيامة إذا وقف العبد بين يدي الله والكتاب بين يديه ينظر في السيئات والحسنات فيقول: قد غفرت لك ويسجد بين يديه فيقول: قد بدلت فيسجد فيقول: قد بدلت فيسجد فيقول الخلائق: طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل سيئة قط. وأخرج الطبراني عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان: اعطني صحيفتك فيعطيه إياها، فما وجد في صحيفته من حسنة محا بها عشر سيئات من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات، فإذا أراد أحدكم أن ينام فليكبر ثلاثاً وثلاثين تكبيرة، ويحمد أربعاً وثلاثين تحميدة، ويسبح ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، فتلك مائة». وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول في قوله: {يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال: يجعل مكان السيئات الحسنات قال: فرأيت مكحولاً غضب حتى جعل يرتعد.

25:68

25:68

25:68

{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)} أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: إن الزور كان صنماً بالمدينة يلعبون حوله كل سبعة أيام، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مروا به مروا كراماً لا ينظرون إليه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك {والذين لا يشهدون الزور} قال: الشرك. وأخرج الخطيب عن ابن عباس في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: أعياد المشركين. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {والذين لا يشهدون الزور} قال: الكذب. وأخرج عبد بن حميد وابن حاتم عن قتادة رضي الله عنه {والذين لا يشهدون الزور...} قال: لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم، ولا يمالؤونهم فيه. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي {والذين لا يشهدون الزور} قال: مجالس السوء. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة {والذين لا يشهدون الزور} قال: لعب كان في الجاهلية. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن محمد بن الحنفية {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء واللهو. وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجحاف {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {والذين لا يشهدون الزور} قال: الغناء النياحة. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد {والذين لا يشهدون الزور} قال: مجالس الغناء {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: إذا أوذوا صفحوا. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: يعرضون عنهم لا يكلمونهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: هي مكية. وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن إبراهيم بن ميسرة رضي الله عنه قال: بلغني ان ابن مسعود مر معرضاً ولم يقف فقال النبي صلى الله عليه وسلم «لقد أصبح ابن مسعود أو أمسى كريماً، ثم تلا إبراهيم {وإذا مروا باللغو مروا كراماً}». وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: لم يكن اللغو من حالهم ولا بالهم. وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: {وإذا مروا باللغو} قال: اللغو كله المعاصي. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: كانوا إذا أتوا على ذكر النكاح كفوا عنه. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً} قال: لم يصموا عن الحق، ولم يعموا عنه، هم قوم عقلوا عن الله فانتفعوا بما سمعوا من كتاب الله. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {لم يخروا عليها صماً وعمياناً} قال: كم من قارئ يقرأها بلسانه يخر عليها أصم أعمى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: يعنون من يعمل بالطاعة فتقر به أعيننا في الدنيا والآخرة. {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: أئمة هدى يهتدى بنا، ولا تجعلنا أئمة ضلالة لأنه قال لأهل السعادة {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} [ الأنبياء: 73] ولأهل الشقاوة {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} [ القصص: 41]. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالاً، ولكن أرادوا أن يكونوا مطيعين. وأخرج ابن المبارك في البر والصلة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن الحسن أنه سئل عن هذه الآية {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} أهذه القرة أعين في الدنيا أم في الآخرة؟ قال: لا والله بل في الدنيا. قيل: وما هي؟ قال: هي أن يرى الرجل المسلم من زوجته، من ذريته، من أخيه، من حميمه، طاعة الله ولا والله ما شيء أحب إلى المرء المسلم من أن يرى ولداً، أو والداً، أو حميماً، أو أخاً مطيعاً لله. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قال: يحسنون عبادتك ولا يجرون عليها الجرائر {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: اجعلنا مؤتمين بهم مقتدين بهم. وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن المقداد بن الأسود قال: لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبياً من الأنبياء في قومه من جاهلية، ما يرون أن ديناً أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق به بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافراً وقد فتح الله قفل قلبه بالإِيمان ويعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار. إنها للتي قال الله: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ «هب لنا من أزواجنا وذريتنا واحدة». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {واجعلنا للمتقين إماماً} يقول: قادة في الخير ودعاة وهداة يؤتم بهم في الخير. وأخرج الفريابي عن أبي صالح في قوله: {واجعلنا للمتقين إماماً} قال: أئمة يقتدى بهدانا والله تعالى أعلم.

25:72

25:72

{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {أولئك يجزون الغرفة} قال: هي من ياقوته حمراء، أو زبرجدة خضراء، أو درة بيضاء، ليس فيها قصم ولا وهم. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {أولئك يجزون الغرفة} قال: الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي جعفر في قوله: {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا} قال: على الفقر في دار الدنيا. وأخرج زاهر بن طاهر الشحامي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة لغرفاً ليس فيها مغاليق من فوقها ولا عماد من تحتها قيل: يا رسول الله وكيف يدخلها أهلها؟ قال: يدخلونها أشباه الطير قيل يا رسول الله: لمن هي؟ قال: لأهل الاسقام والأوجاع والبلوى». وأخرج أحمد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى والناس نيام». وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {أولئك} يعني الذين في هؤلاء الآيات {يجزون الغرفة} يعني في الآخرة {الغرفة} الجنة {بما صبروا} على أمر ربهم {ويلقون فيها} يعني تتلقاهم الملائكة بالتحية والسلام {خالدين فيها} لا يموتون {حسنت مستقراً} يعني مستقرهم في الجنة {ومقاماً} يعني مقام أهل الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم قال: لقي ابن سيرين رجل فقال: حياك الله فقال: إن أفضل التحية تحية أهل الجنة السلام. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {أولئك يجزون الغرفة واحدة بما صبروا ويلقون} خفيفة منصوبة الياء والله تعالى أعلم.

25:75

{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} يقول: لولا إيمانكم. فاخبر الله أنه لا حاجة له بهم إذ لم يخلقهم مؤمنين، ولو كانت له بهم حاجة لحبب إليهم الإِيمان كما حببه إلى المؤمنين {فسوف يكون لزاماً} قال: موتاً. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {قل ما يعبأ بكم ربي} قال: ما يفعل {لولا دعاؤكم} قال: لولا دعاؤه إياكم لتعبدوه وتطيعوه. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الوليد بن أبي الوليد قال: بلغني أن تفسير هذه الآية {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم} أي ما خلقتكم لي بكم حاجة إلا أن تسألوني فأغفر لكم، وتسألوني فأعطيكم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزبير، انه قرأ في صلاة الصبح الفرقان، فلما أتى على هذه الآية قرأ {فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاماً}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قرأ {فقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاماً}. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {فسوف يكون لزاماً} قال: موتاً. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتاده {فسوف يكون لزاماً} قال أبي بن كعب: هو القتل يوم بدر. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال (اللزام) هو القتل الذي أصابهم يوم بدر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه عن ابن مسعود قال: قد مضى اللزام كان يوم بدر؛ قتلوا سبعين، وأسروا سبعين. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن مسعود قال: خمس قد مضين: الدخان، والقمر، والروم، والبطشة، واللزام. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة قال: كنا نحدث أن (اللزام) يوم بدر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {فسوف يكون لزاماً} قال: يوم بدر. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك. مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن {فسوف يكون لزاماً} قال: ذاك يوم القيامة. وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: مضى خمس آيات وبقي خمس منها. انشقاق القمر وقد رأيناه، ومضى الدخان، ومضت البطشة الكبرى، ومضى اليوم العقيم، ومضى اللزام، والله أعلم.