Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 39
الربع رقم 3
quran-border  ولما بلغ اشده واستوى اتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قال رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له انه هو الغفور الرحيم قال رب بما انعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين فاصبح في المدينة خائفا يترقب فاذا الذي استنصره بالامس يستصرخه قال له موسى انك لغوي مبين فلما ان اراد ان يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريد ان تكون من المصلحين وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى قال يا موسى ان الملا ياتمرون بك ليقتلوك فاخرج اني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين
Page Number

1

{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والمحاملي في أماليه من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولما بلغ أشدّه} قال: ثلاثاً وثلاثين سنة {واستوى} قال: أربعين سنة. وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المعمرين من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولما بلغ اشدّه واستوى} قال: الاشد ما بين الثماني عشرة إلى الثلاثين والاستواء ما بين الثلاثين والأربعين، فإذا زاد على الأربعين أخذ في النقصان. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولما بلغ أشدّه} قال: ثلاثاً وثلاثين سنة {واستوى} قال: أربعين سنة {آتيناه حكماً وعلماً} قال: الحكم الفقه والعقل، والعلم قال: النبوّة. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي قبيصة رضي الله عنه في الآية قال: يعني بالاستواء: خروج لحيته. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ولما بلغ أشدّه} قال: ثلاثاً وثلاثين سنة {واستوى} قال: أربعين سنة.

{وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي: إن فرعون ركب مركباً وليس عنده موسى، فلما جاء موسى عليه السلام قيل له: إن فرعون قد ركب. فركب في أثره. فأدركه المقيل بأرض يقال لها منف، فدخلها نصف النهار وقد تغلقت أسواقها، وليس في طرقها أحد. وهي التي يقول الله تعالى {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها}. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ودخل المدينة على حين غفلة} قال: نصف النهار. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {ودخل المدينة على حين غفلة} قال: نصف النهار والناس قائلون. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: دخلها عند القائلة بالظهيرة والناس نائمون. وذلك أغفل ما يكون الناس. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {حين غفلة} قال: ما بين المغرب والعشاء. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {على حين غفلة} قال: ما بين المغرب والعشاء عن أناس، وقال آخرون: نصف النهار، وقال ابن عباس: أحدهما. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته} قال: اسرائيلي {وهذا من عدوّه} قال: قبطي {فاستغاثه الذي من شيعته} الاسرائيلي {على الذي من عدوّه} القبطي {فوكزه موسى فقضى عليه} قال: فمات قال: فكبر ذلك على موسى عليه الصلاة والسلام. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {فاستغاثه الذي من شيعته} قال: من قومه من بني إسرائيل. وكان فرعون من فارس من اصطخر {فوكزه موسى} قال: بجمع كفه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فوكزه موسى} قال: بعصا، ولم يتعمد قتله. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: الذي وكزه موسى كان خبازاً لفرعون. وأخرج أحمد في الزهد عن وهب رضي الله عنه قال: قال الله عز وجل «بعزتي يا ابن عمران لو أن هذه النفس التي وكزت فقتلت، اعترفت لي ساعة من ليل أو نهار بأني لها خالق أو رازق، لأذقتك فيها طعم العذاب. ولكني عفوت عنك في أمرها انها لم تعترف لي ساعة من ليل أو نهار إني لها خالق أو رازق».

{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)} أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إني ظلمت نفسي} قال: بلغني أنه من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر. فقتله ولم يؤمر. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {قال رب إني ظلمت نفسي} قال: عرف نبي الله عليه السلام من أين المخرج. فأراد المخرج فلم يلق ذنبه على ربه. قال بعض الناس: أي من جهة المقدور.

{قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)} أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله: {فلن أكون ظهيراً للمجرمين} قال: معيناً للمجرمين. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فلن أكون ظهيراً للمجرمين} قال: إن أعين بعدها ظالماً على فجره. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبيد الله بن الوليد الرصافي رضي الله عنه؛ أنه سأل عطاء بن أبي رباح عن أخ له كاتب ليس يلي من أمور السلطان شيئاً، إلا أنه يكتب لهم بقلم ما يدخل وما يخرج، فإن ترك قلمه صار عليه دين واحتجاج، وإن أخذ به كان له فيه غنى قال: يكتب لمن؟ قال: لخالد بن عبد الله القسري قال: ألم تسمع إلى ما قال العبد الصالح {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين}؟ فلا يهتم بشيء وليرم بقلمه فإن الله سيأتيه برزق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حنظلة جابر بن حنظلة الكاتب الضبي قال: قال رجل لعامر: يا أبا عمرو أني رجل كاتب، أكتب ما يدخل وما يخرج، آخذ ورقاً استغني به أنا وعيالي قال: فلعلك تكتب في دم يسفك؟ قال: لا. قال: فلعلك تكتب في مال يؤخذ؟ قال: لا. قال: فلعلك تكتب في دار تهدم؟ قال: لا. قال: أسمعت بما قال موسى عليه الصلاة والسلام {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين} قال: رضي الله عنه قال: صليت إلى جنب ابن عمر رضي الله عنهما العصر، فسمعته يقول في ركوعه {رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين}. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن سلمة بن نبيط رضي الله عنه قال: بعث عبد الرحمن بن مسلم إلى الضحاك فقال: اذهب بعطاء أهل بخارى فاعطهم فقال: اعفني فلم يزل يستعفيه حتى أعفاه فقال له بعض أصحابه: ما عليك أن تذهب فتعطيهم وأنت لا ترزؤهم شيئاً؟ فقال: لا أحب أن أعين الظلمة على شيء من أمرهم.

{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)} أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فأصبح في المدينة خائفاً} قال: خائفاً أن يؤخذ. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {يترقب} قال: يتلفت. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يترقب} قال: يتوحش. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه} قال: هو صاحب موسى الذي استنصره بالأمس. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: الذي استنصره: هو الذي استصرخه. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه {فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه} قال: الاستصراخ: الاستغاثة. قال: والاستنصار والاستصراخ واحد. {قال له موسى إنك لغوي مبين} فاقبل عليه موسى عليه السلام فظن الرجل أنه يريد قتله فقال: يا موسى {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس} قال: قبطي قريب منهما يسمعهما فافشى عليهما. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {فلما أن أراد أن يبطش} قال: ظن الذي من شيعته إنما يريده فذلك قوله: {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس} أنه لم يظهر على قتله أحد غيره. فسمع قوله: {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس} عدوّهما فأخبر عليه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الشعبي قال: من قتل رجلين فهو جبار، ثم تلا هذه الآية {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض}. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال: لا يكون الرجل جباراً حتى يقتل نفسين. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني قال: آية الجبابرة القتل بغير حق. والله أعلم.

28:18

{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)} أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} قال: مؤمن آل فرعون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الذي قال لموسى {إن الملأ يأتمرون بك} شمعون. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} قال: يعمل، ليس بالسيد؛ اسمه حزقيل. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: ذهب القبطي فافشى عليه: أن موسى هو الذي قتل الرجل فطلبه فرعون وقال: خذوه فإنه الذي قتل صاحبنا وقال الذين يطلبونه: اطلبوه في ثنيات الطريق، فإن موسى غلام لا يهتدي للطريق. وأخذ موسى عليه السلام في ثنيات الطريق، وقد جاءه الرجل فأخبره {إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج...، فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين} فلما أخذ في ثنيات الطريق جاءه ملك على فرس بيده عنزة، فلما رآه موسى عليه السلام سجد له من الفرق. فقال: لا تسجد لي، ولكن اتبعني، فتبعه وهداه نحو مدين. فانطلق الملك حتى انتهى به إلى المدين، فلما أتى الشيخ، وقص عليه القصص {قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} [ القصص: 25] فأمر احدى ابنتيه أن تأتيه بعصا. وكانت تلك العصا عصا استودعه إياها ملك في صورة رجل فدفعها إليه، فدخلت الجاريه فأخذت العصا فأتته بها، فلما رآها الشيخ قال لابنته: ائتيه بغيرها. فألقتها وأخذت تريد غيرها، فلا يقع في يدها إلا هي، وجعل يرددها وكل ذلك لا يخرج في يدها غيرها، فلما رآى ذلك عهد إليه فأخرجها معه فرعى بها، ثم إن الشيخ ندم وقال: كانت وديعة فخرج يتلقى موسى عليه السلام فلما رآه قال: أعطني العصا. فقال موسى عليه السلام: هي عصاي! فأبى أن يعطيه، فاختصما، فرضيا أن يجعلا بينهما أول رجل يلقاهما. فاتاهما ملك يمشي، فقضى بينهما فقال: ضعوها في الأرض فمن حملها فهي له. فعالجها الشيخ فلم يطقها، وأخذها موسى عليه السلام بيده فرفعها، فتركها له الشيخ، فرعى له عشر سنين. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى} قال: هو مؤمن آل فرعون جاء يسعى وفي قوله: {فخرج منها خائفاً يترقب} قال: أن يأخذه الطلب.

28:20