Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 7
الربع رقم 1
quran-border  ولله ما في السماوات وما في الارض والى الله ترجع الامور كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون لن يضروكم الا اذى وان يقاتلوكم يولوكم الادبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة اين ما ثقفوا الا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون الانبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين
Page Number

1

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109)} {السماوات} (109)- جَميعُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَبيدٌ للهِ، وَهُمْ مُلْكٌ لَهُ، يَتَصَّرفُ فِي شُؤُونِهِمْ بِحَسَب سُنَنهِ الحَكِيمَةِ التِي لا تَغْيِيرَ فِيها وَلا تَبْدِيلَ، وَهُوَ الحَاكِمُ المُتَصَرِّفُ فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وَإليهِ تَصيرُ أمُورُ الخَلْقِ جَميعاً فَيُحَاسِبُهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)} {آمَنَ} {الكتاب} {الفاسقون} (110)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ أَنَّهُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ فِي الوُجُودِ، لأنَّهُمْ يُؤْمِنُونَ إِيمَاناً صَادِقاً بِاللهِ، وَيَظْهَرُ أثَرُهُ فِي نُفُوسِهِمْ، فَيَنْزِعُهُمْ عَنِ الشَّرِّ، وَيَصْرِفُهُمْ إلَى الخَيْرِ، فَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَيَنْهَونَ عَنِ المُنْكَرَاتِ وَمَا حَرَّمَ اللهُ مِنَ الظُّلْمِ وَالبَغْي. وَلَوْ آمَنَ أهْلُ الكِتَابِ إِيمَاناً صَحِيحاً يَسْتَوْلي عَلَى النُّفُوسِ، وَيَمْلِكُ أَزِمَّةِ القُلُوبِ فَيَكُونُ مَصْدَرَ الفَضَائِلِ وَالأَخْلاقِ الحَسَنَةِ، كَمَا تُؤْمِنُونَ أَنْتُمْ، أَيُّها المُسْلِمُونَ، لَكَانَ ذَلِكَ خَيْراً لَهُمْ مِمَّا يَدَّعُونَهُ مِنْ إِيمَانٍ لا يَزَعُ النُّفُوسَ عَنِ الشُّرُورِ، وَلا يُبْعِدُهَا عَنِ الرَّذَائِلِ. وَبَيْنَ أهْلِ الكِتَابِ جَمَاعَةٌ مُؤْمِنُونَ مُخْلِصُونَ فِي إيمَانِهِمْ، وَلَكِنّ أكْثَرَهُمْ فَاسِقُونَ عَنْ دِينِهِمْ، مُتَمَرِّدُونَ فِي الكُفْرِ. كُنْتُمْ- وُجِدْتُم وَخُلِقْتُمْ. أُخْرِجَتْ- أُظْهِرَتْ. الفُسُوقُ- الخُرُوجُ عَنِ الطَّاعَةِ.

{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111)} {يُقَاتِلُوكُمْ} (111)- لَنْ يَضُرَّ هَؤُلاءِ الفَاسِقُونَ، مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، المُؤْمِنِينَ ضَرَراً بَلِيغاً يُصِيبُ أَصْلَ العَقِيدَةِ الإِسْلامِيَّةِ، وَلَنْ يُؤثِّرُوا فِي وُجُودِ الجَمَاعَةِ المُسْلِمَةِ فِي الأَرْضِ، وَإِنَّمَا يَكُونُ ضَرَرُهُمْ عَرَضيّاً كَالإِيذَاءِ بِالهِجَاءِ القَبِيحِ، وَالطَّعْنِ فِي الدِّينِ، وَإِلقَاءِ الشُّبُهَاتِ، وَتَحْرِيفِ النُّصُوصِ.. وَحِينَ يُرِيدُونَ قِتَالَ المُسْلِمِينَ، وَيَشْتَبِكُونَ مَعَهُمْ فِي الحَرْبِ، فَالهَزِيمَةُ مَكْتُوبَةُ عَلَيهمْ، وَالنَّصْرُ لِلْمُؤْمِنينَ فِي النِّهَايَةِ، وَلا نَاصِرَ لَهُمْ مِنْ بَأْسِ اللهِ وَبَأْسِ المُؤْمِنينَ. يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ- يَنْهَزِمُونَ. الأذَى- الإِيذَاءُ وَالضَّرَرُ العَارِضُ اليَسِيرُ.

{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)} {وَبَآءُوا} {بِآيَاتِ} (112)- ضَرَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمُ الذِّلَّةَ وَألْزَمَهُمْ بِها، وَجَعَلَهَا لَهُمْ مَصِيراً أَيْنَمَا وُجِدُوا. وَلا يَعْصِمُهُمْ مِنْ بَأسِ المُسْلِمِينَ إِلا دُخُولُهُمْ فِي ذِمَّتِهِمْ، فَيَعْصِمُ ذَلِكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاّ بِحَقِّهَا، أَيْ إنَّهُمْ لا تَعْصِمُهُمْ مِنْ بَأْسِ المُسْلِمِينَ إِلا ذِمَّةُ اللهِ، وَذِمَّةُ المُسْلِمِينَ. وَرَجَعَ هَذَا الفَرِيقُ مِنْ أهْلِ الكِتَابِ، مِنْ عِدَائِهِمْ لِلإِسْلامِ وَالمُسْلِمِينَ، يَحْمِلُونَ غَضَبَ اللهِ، وَيَسْتَوْجِبُونَ سَخَطَهُ. وَأَلْزَمَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالاسْتِكَانَةِ وَالخُضُوعِ لِغَيْرِهِمْ؛ لأَنَّهُمْ عَصَوْا وَاعْتَدَوْا فِي دِينِهِ عَلَى الحُرُمَاتِ: فَقَدْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ، وَاعْتَدَوْا عَلَى حُدُودِ اللهِ، وَقَتَلُوا الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَقَتَلُوا الذِينَ يَأْمُرُونَ بِالعَدْلِ مِنَ النَّاسِ، وَهَذَا مَا يَجْعَلُهُمْ أَهْلاً لِلْعَذابِ، وَلِمَا فَرَضَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنَ الذِّلَّةِ وَالمَسْكَنَةِ. بَاءَ- حَمَلَ أَوْ لَبِثَ وَحَلَّ. ثَقِفَ- وَجَدَ وَأَدْرَكَ. المَسْكَنَةُ- فقُر النَّفْسِ وَشُحُّهَا. حَبْلٌ مِنَ اللهِ- عَهْدٌ مِنَ اللهِ وَهُوَ الإِسْلامُ. ضُرِبَتْ عَلَيهِمُ الذِّلَّةُ- فُرِضَتْ عَلَيهِمْ وَألْزِمُوا بِهَا.

{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)} {الكتاب} {قَآئِمَةٌ} {آيَاتِ} {الليل} (113)- وَيَسْتَثْنِي اللهُ تَعَالَى بَعْضَ أهْلِ الكِتَابِ مِنْ الكُفْرِ وَالعِصْيَانِ، فَيَقُولُ: إنَّ مِنْهُمْ جَمَاعَةً مُهْتَدِيةً، آمَنُوا إيمَاناً صَادِقاً، وَأقَامُوا عَلَى أمْرِ اللهِ لَمْ يَنْزَعُوا عَنْهُ، وَلَمْ يَتْرُكُوهُ، وَانْضَمُّوا إلى الصَّفِّ المُسْلِمِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَيَسْجُدُونَ للهِ. (وَيَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ: إنَّ المُرَادَ بِهَذِهِ الأمَّةِ جَمَاعَةٌ مِنَ اليَهُودِ أَسْلَمُوا كَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاّمٍ وَثَعْلَبَةَ بْنِ سَعِيدٍ). لَيْسُوا سَواءً- لَيْسُوا مُتَسَاوِينَ. قَائِمَةٌ- مُسْتَقِيمَةٌ عَادِلَةٌ.

{يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114)} {وَيُسَارِعُونَ} {الخيرات} {وأولئك} {الصالحين} (114)- وَقَدْ آمَنُوا بِاللهِ، وَبِالَيْومِ الآخِرِ، إيمَاناً صَادِقاً، وَنَهَضُوا بِتَكَالِيفِ الجَمَاعَةِ المُسْلِمَةِ، فَأمَرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَنَهُوا عَنِ المُنْكَرِ، وَعَمِلُوا الخَيْرَ، فَجَعَلَهُمُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الصَّالِحِينَ، وَشَهِدَ لَهُمْ بِهَذَا الصَّلاحِ.

{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (115)} (115)- وَجَمِيع مَا يَفْعَلُونَهُ، مِنَ الخَيْرِ وَالطَّاعَاتِ، فَلَنْ يُحْرَمُوا ثَوَابَهُ، وَسَيَجْزِيهِمُ اللهُ عَلَيْهِ، وَلَنْ يَنْقُصَهُمْ مِنْهُ شَيئاً، وَاللهُ عَلِيمٌ بِالمُتَّقِينَ. لَنْ يُكْفَرُوهُ- لَنْ يُحْرَمُوا ثَوَابَهُ.