Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 7
الربع رقم 3
quran-border  وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ونعم اجر العاملين قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين
Page Number

1

{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبدالله قال: فينا نزلت. في بني حارثة، وبني سلمة {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} وما يسرني أنها لم تنزل لقول الله: {والله وليهما}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد {إذ همت طائفتان} قال: بنو حارثة كانوا نحو أحد، وبنو سلمة نحو سلع. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة {إذ همَّت طائفتان} قال: ذلك يوم أحد {والطائفتان} بنو سلمة، وبنو حارثة، حيان من الأنصار هموا بأمر فعصمهم الله من ذلك، وقد ذكر لنا أنه لما أنزلت هذه الآية قالوا: ما يسرنا أنَّا لم نهم بالذي هممنا به وقد أخبرنا الله أنه ولينا. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {إذ همَّت طائفتان} قال: هم بنو حارثة، وبنو سلمة. وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: نزلت في بني سلمة من الخزرج، وبني حارثة من الأوس {إذ همت طائفتان} الآية. وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج قال ابن عباس: الفشل الجبن والله أعلم.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الذين ينفقون في السراء والضراء} يقول: في العسر واليسر {والكاظمين الغيظ} يقول: كاظمون على الغيظ كقوله: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} [ الشورى: 37] يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه كان حراماً فيغفرون ويعفون، يلتمسون وجه الله بذلك {والعافين عن الناس} كقوله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة...} [ النور: 22] الآية. يقول: تقسموا على أن لا تعطوهم من النفقة واعفوا واصفحوا. وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله والكاظمين الغيظ ما الكاظمون؟ قال: الحابسون الغيظ قال عبد المطلب بن هاشم: فخشيت قومي واحتبست قتالهم *** والقوم من خوف قتالهم كظم وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {والعافين عن الناس} قال عن المملوكين. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله: {والعافين عن الناس} قال: يغيظون في الأمر فيغفرون ويعفون عن الناس، ومن فعل ذلك فهو محسن {والله يحب المحسنين} بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك «هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيراً في الأمم التي مضت». وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن أبي هريرة في قوله: {والكاظمين الغيظ} أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظاً وهو يقدر على انفاذه ملأه الله أمنا وإيماناً». وأخرج أحمد والبيهقي في الشعب بسند حسن عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد. ما كظم عبد الله إلا ملأ الله جوفة إيماناً». وأخرج البيهقي عن ابن عمر. مثله. وأخرج أحمد وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي في الشعب عن معاذ بن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحوَّر شاء». وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب». وأخرج البيهقي عن عامر بن سعد «أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بناس يتحادون مهراساً فقال: أتحسبون الشدة في حمل الحجارة؟ إنما الشدة أن يمتلئ الرجل غيظاً ثم يغلبه». وأخرج ابن جرير عن الحسن قال: يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر، فما يقوم إلا إنسان عفا. وأخرج الحاكم عن أبي بن كعب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يشرف له البنيان، وترفع له الدرجات فليعف عمن ظلمه، ويعطِ من حرمه، ويصل من قطعه». وأخرج البيهقي عن علي بن الحسين، أن جارية جعلت تسكب عليه الماء يتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها على وجهه فشجه، فرفع رأسه إليها فقالت: إن الله يقول {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت غيظي قالت {والعافين عن الناس} قال: قد عفا الله عنك قالت {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة. وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن عائشة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وجبت محبة الله على من أغضب فحلم». وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عمرو بن عبسة «أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما الإيمان؟ فقال: الصبر، والسماحة، وخلق حسن». وأخرج البيهقي عن كعب بن مالك «أن رجلاً من بني سلمة سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: حسن الخلق. ثم راجعه الرجل فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حسن الخلق. حتى بلغ خمس مرات». وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وضعفه عن جابر قال: «قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الشؤم؟ قال: سوء الخلق». وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب وضعفه عن عائشة مرفوعاً قال: «الشؤم سوء الخلق». وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس بن مالك قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد». وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم «الخلق السوء يفسد الإيمان كما يفسد الصبر الطعام» قال أنس: وكان يقال: إن المؤمن أحسن شيء خلقاً. وأخرج ابن عدي والطبراني والبيهقي وضعفه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وان الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل». وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن حسن الخلق يذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل». وأخرج البيهقي وضعفه عن طريق سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حسن الخلق زمام من رحمة الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الملك، والملك يجره إلى الخير، والخير يجره إلى الجنة. وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه، والزمام بيد الشيطان، والشيطان يجره إلى الشر، والشر يجره إلى النار». وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول: والله ما حسن الله خلق رجل ولا خلقه فتطعمه النار». وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي عن أبي هريرة: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سعادة ابن آدم حسن الخلق، ومن شقوته سوء الخلق». وأخرج الخرائطي والبيهقي عن ابن عمرو قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء يقول: اللهم إني أسألك الصحة، والعفة، والأمانة، وحسن الخلق، والرضا بالقدر». وأخرج أحمد والبيهقي بسند جيد عن عائشة قالت «كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهم كما حسنت خلقي فاحسن خلقي». وأخرج الخرائطي والبيهقي عن أبي مسعود البدري قال: «كان من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللَّهم حسنت خلقي فاحسن خلقي». وأخرج ابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلى والحاكم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق». وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة: «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه». وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً». وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان هيناً قريباً حرمه الله على النار». وأخرج البخاري والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرني ولا تكثر فلعلي أعقله فقال: لا تغضب. فأعاد عليه فقال: لا تغضب». وأخرج الحاكم والبيهقي عن جارية بن قدامة قال: «قلت: يا رسول الله قل لي قولاً ينفعني واقلل لعلي أعقله قال: لا تغضب». وأخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبعدني من غضب الله؟ قال: لا تغضب». وأخرج الطيالسي وأحمد والترمذي وحسنه والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلى مغيربان الشمس، حفظها ونسيها من نسيها، وأخبر ما هو كائن إلى يوم القيامة، «حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا خضرة حلوة، وان الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون. ألا فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء. ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى، فمنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت مؤمناً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت كافراً، ومنهم من يولد مؤمناً ويحيا مؤمناً ويموت كافراً، ومنهم من يولد كافراً ويحيا كافراً ويموت مؤمناً. ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم. ألم تروا إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئاً فليلزق بالأرض. ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب، سريع الفيء. وشر الرجال من كان بطيء الفيء، سريع الغضب. فإذا كان الرجل سريع الغضب سريع الفيء فانها بها، وإذا كان بطيء الغضب بطيء الفيء فإنها بها. ألا وإن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيء القضاء سيء الطلب. فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب فإنها بها، وإذا كان الرجل سيء القضاء حسن الطلب فإنها بها. ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يقول بالحق إذا علمه. ألا إن لكل غادر لواء بقدر غدرته يوم القيامة. ألا وإن أكبر الغدر أمير العامة. ألا وإن أفضل الجهاد من قال كلمة الحق عند سلطان جائر. فلما كان عند مغرب الشمس قال: ألا إن ما بقي من الدنيا فيما مضى منه كمثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى». وأخرج الحكيم في نوادر الأصول والبيهقي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: «قلت: يا رسول الله أخبرني بوصية قصيرة فألزمها قال: لا تغضب يا معاوية بن حيدة، ان الغضب ليفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل». وأخرج الحكيم عن ابن مسعود قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب ميسم من نار جهنم يضعه الله على نياط أحدهم. ألا ترى أنه إذا غضب احمرت عيناه، واربَدَّ وجهه، وانتفخت أوداجه؟». وأخرج البيهقي عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم. ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه؟ فمن حس من ذلك شيئاً فإن كان قائماً فليقعد، وان كان قاعداً فليضطجع». وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي عن الحسن قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كظمها رجل، أو جرعة صبر عند مصيبة. وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم في سبيل الله». وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: ثلاث كلهن حق: ما من أحد يظلم مظلمة فيغض عنها إلا زاده الله بها عزا، وما من أحد يفتح باب مسألة ليزداد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة، وما من أحد يفتح باب عطية أو صلة إلا زاده الله بها كثرة». وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمرو قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً، ولا متفحشاً، وكان يقول: «إن من خياركم أحاسنكم أخلاقاً». وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وصححه والبزار وابن حبان والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطيَ حظه من الرفق أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير، وقال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذيء، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة». وأخرج الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي في الزهد عن أبي هريرة قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الأجوفان. الفم والفرج». وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن عائشة قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله». وأخرج أحمد وأبو داود وابن حبان والحاكم وصححه عن عائشة «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجات القائم الليل الصائم النهار». وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليبلغ العبد بحسن الخلق درجة الصوم والصلاة». وأخرج الطبراني والخرائطي عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرفات المنازل وأنه لضعيف العبادة وأنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درجة في جهنم». وأخرج أحمد والطبراني والخرائطي عن ابن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوّام القوّام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته». وأخرج ابن أبي الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها علىلبدن. الصمت وحسن الخلق». وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن العلاء بن الشخير «أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق. ثم أتاه عن يمينه فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق ثم أتاه عن شماله فقال: أي العمل أفضل؟ قال: حسن الخلق، ثم أتاه من بعده يعني من خلفه فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك لا تفقه... ! حسن الخلق أفضل. لا تغضب إن استطعت». وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة عن أبي أُمامة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه». وأخرج الترمذي وحسنه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً». وأخرج الطبران عن عمار بن ياسر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق خلق الله الأعظم». وأخرج الطبراني عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام: «يا خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مع الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله تحت عرشي، وأن أسقيه من حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري». وأخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟ قالوا: نعم. يا رسول الله قال: أحسنكم خلقاً». وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال: «لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلُّك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله الله قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما». وأخرج أبو الشيخ بن حيان في الثواب بسند رواه عن أبي ذر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ألا أدلك على أفضل العبادة، وأخفها على البدن، وأثقلها في الميزان، وأهونها على اللسان؟ قلت: بلى، فذاك أبي وأمي قال: عليك بطول الصمت، وحسن الخلق، فإنك لست بعامل بمثلهما». وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا الدرداء ألا أنبئك بأمرين خفيفةٍ مؤنتُهما عظيم أجرُهما، لم تلق الله عز وجل بمثلهما؟ طول الصمت، وحسن الخلق». وأخرج البزار وابن حبان عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: اطولكم اعماراً، وأحسنكم اخلاقاً». وأخرج الطبراني وابن حبان عن اسامة بن شريك قال: «قالوا: رسول الله ما خير ما أُعطي الإنسان؟ قال: خلق حسن». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والطبراني بسند جيد عن جابر بن سمرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً». وأخرج ابن حبان والحاكم وصححه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمرو أن معاذ بن جبل أراد سفراً فقال: «يا نبي الله أوصني قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئاً قال: يا نبي الله زدني قال: إذا أسأت فأحسن. قال: يا نبي الله زدني قال: استقم ولتحسن خلقك». وأخرج أحمد والترمذي والحاكم وصححاه والخرائطي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقِ الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئة الحسنة تمحُها، وخالقِ الناس بخلق حسن». وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الأخلاق من الله، فمن أراد به خيراً منحه خلقاً حسناً، ومن أراد به سوءاً منحه خلقاً سيئاً». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن حبان والطبراني عن أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحبكم إليَّ وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني في الآخرة أسوأكم أخلاقاً الثرثارون، المتشدقون، المتفيقهون». وأخرج البزار والطبراني والخرائطي عن أنس قال: قالت: أم حبيبة «يا رسول الله المرأة يكون لها زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون. للأوّل أو للآخر؟ قال: تخير فتختار أحسنهما خلقاً كان معها في الدنيا يكون زوجها في الجنة، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة». وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه». وأخرج أبو داود والنسائي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: «اللهمَّ إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق». وأخرج الخرائطي عن جرير بن عبد الله قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك امرؤ قد حسن الله خلقك فحسن خلقك». وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم أحاسنكم أخلاقاً». وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً». وأخرج الخرائطي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة منهن فلا يعتدن بشيء من عمله. تقوى تحجزه عن معاصي الله عز وجل، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس». وأخرج الخرائطي عن عائشة قالت «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليمن حسن الخلق». وأخرج الخرائطي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة ابن آدم حسن الخلق». وأخرج القضاعي في مسند الشهاب عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن الحسن الخلق الحسن». وأخرج الخرائطي عن الفضيل بن عياض قال: «إذا خالطت الناس فخالط الحسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير». وأخرج أحمد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الدنيا والآخرة، وصلة الرحم. وحسن الخلق، وحسن الجوار، يعمران الديار ويزيدان في الاعمار». وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت «قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرفق يمن، والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق. إن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شأنه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة. ولو كان الحياء رجلاً كان رجلاً صالحاً، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً يمشي في النار لكان رجلاً سوءاً». وأخرج أحمد في الزهد عن أم الدرداء قالت: بات أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهمَّ أحسنت خلقي فاحسن خلقي. حتى إذا أصبح فقلت: يا أبا الدرداء أما كان دعاؤك منذ الليلة إلا في حسن الخلق؟ فقال: يا أم الدرداء إن العبد المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، ويسوء خلقه حتى يدخله سوء خلقه النار. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً، وأفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم». وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أمتي خمسمائة والابدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، وكلما مات بدل ادخل الله عز وجل من الخمسمائة مكانه وادخل في الأربعين مكانهم، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون فقالوا: يا رسول الله دلنا على أعمال هؤلاء فقال: هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم، ويواسون مما آتاهم الله. قال: وتصديق ذلك في كتاب الله {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}». وأخرج ابن لال والديلمي عن أنس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي قصوراً مستوية على الجنة فقلت: يا جبريل لمن هذا؟ فقال: {للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}»

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} أخرج ابن جرير عن الحسن أنه قرأ {الذين ينفقون في السراء والضراء...} [ آل عمران: 134] الآية. ثم قرأ {والذين إذا فعلوا فاحشة...} الآية فقال: إن هذين النعتين لعنت رجل واحد. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: هذان ذنبان. فعلوا فاحشة ذنب، وظلموا أنفسهم ذنب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد في قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة} قال: زنا القوم ورب الكعبة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {فعلوا فاحشة} قال: الزنا. وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود أنه ذكرعنده بنو إسرائيل وما فضلهم الله به فقال: كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولاً تقولونه تستغفرون الله فيغفر لكم. والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها {والذين إذا فعلوا فاحشة...} الآية. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي الدنيا وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال: إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنباً فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر له {والذين إذا فعلوا فاحشة...} الآية. وقوله: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه...} [ النساء: 110] الآية. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن ثابت البناني قال: بلغني أن إبليس حين نزلت هذه الآية بكى {والذين إذا فعلوا فاحشة...} الآية. وأخرج الحكيم الترمذي عن عطاف بن خالد قال: بلغني أنه لما نزل قوله: {ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا} صاح إبليس بجنوده، وحثا على رأسه التراب، ودعا بالويل والثبور حتى جاءته جنوده من كل بر وبحر. فقالوا: ما لك يا سيدنا؟ قال: آية نزلت في كتاب الله لا يضر بعدها أحداً من بني آدم ذنب قالوا: ما هي؟ فاخبرهم قالوا: نفتح لهم باب الأهواء فلا يتوبون ولا يستغفرون ولا يرون إلا أنهم على الحق، فرضي منهم ذلك. وأخرج الطيالسي وأحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والدارقطني والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيذكر ذنبه، فيتطهر ثم يصلي ركعتين، ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك إلا غفر الله له. ثم قرأ هذه الآية {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله} إلى آخر الآية. وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أذنب عبد ذنباً ثم توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى بزار من الأرض فصلى فيه ركعتين، واستغفر الله من ذلك الذنب إلا غفر الله له». وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل شيء يتكلم به ابن آدم فانه مكتوب عليه، فإذا أخطأ خطيئة وأحب أن يتوب إلى الله فليأت بقعة رفيعة، فليمدد يديه إلى الله ثم ليقل: إني أتوب إليك فيها لا أرجع إليها أبداً، فانه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك». وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهمَّ اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساؤوا استغفروا». وأخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة في حديقة قدس الجنة: المعتصم بلا إله إلا الله لا يشك فيها، ومن إذا عمل حسنة سرته وحمد الله عليها، ومن إذا عمل سيئة ساءته واستغفر الله منها، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون». وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن رجلاً أذنب ذنباً فقال: رب إني أذنبت ذنباً فاغفره فقال الله: عبدي عمل ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب إني عملت ذنباً فاغفره فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنباً آخر فقال: رب إني عملت ذنباً فاغفره فقال الله: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، أشهدكم إني قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء». وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم». وأخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال إبليس يا رب وعزتك لا أزال أغوي بني آدم ما كانت أرواحهم في أجسادهم فقال الله: وعزتي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني». وأخرج أبو يعلى عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار، فأكثروا منهما فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء وهم يحسبون أنهم مهتدون». وأخرج البزار والبيهقي في الشعب عن أنس قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله إني أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا أذنبت فاستغفر ربك» قال: فإني استغفر ثم أعود فأذنب فقال: «إذا أذنبت فاستغفر ربك»، ثم عاد فقال في الرابعة: «استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحسور». وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر الجهني أن رجلاً قال: «يا رسول الله أحدنا يذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود ويذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه قال: فيعود ويذنب قال: يكتب عليه قال: ثم يستغفر منه ويتوب قال: يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ولم يصروا على ما فعلوا} قال: لم يقيموا على ذنب وهم يعلمون أنه يغفر لمن استغفر، ويتوب على من تاب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: إياكم والإصرار، فإنما هلك المصرون الماضون قدماً، لا ينهاهم مخافة الله عن حرام حرمه الله عليهم، ولا يتوبون من ذنب أصابوه حتى أتاهم الموت وهم على ذلك. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري في الأدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر لكم. ويل لأقماع القول يعني الآذان ويل للمصِّرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون». وأخرج ابن أبي الدنيا في التوبة والبيهقي عن ابن عباس قال: كل ذنب أصر عليه العبد كبر وليس بكبير ما تاب منه العبد. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: إتيان الذنب عمداً إصرار حتى يتوب. وأخرج البيهقي عن الأوزاعي قال: الإصرار أن يعمل الرجل الذنب فيحتقره. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {ولم يصروا على ما فعلوا} فينكبوا ولا يستغفروا وهم يعلمون أنهم قد أذنبوا، ثم أقاموا ولم يستغفروا. وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة». وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل {ونعم أجر العاملين} بطاعة الله الجنة.

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذرعن عطاء بن أبي رباح قال: «قال المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا. كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه. أجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت. فنزلت هذه الآيات {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلكم ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم». وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قال التكبيرة الأولى. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وسارعوا} يقول: سارعوا بالأعمال الصالحة {إلى مغفرة من ربكم} قال: لذنوبكم {وجنة عرضها السماوات والأرض} يعني عرض سبع سموات وسبع أرضين، لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن. وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس في الآية قال: تقرن السموات السبع، والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض. فذاك عرض الجنة. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال: أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية {جنة عرضها السماوات والأرض} فأخرج أسفار موسى، فجعل ينظر قال: سبع سموات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض، هذا عرضها؛ وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله. وأخرج ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال: «قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه: إنك كتبت تدعوني إلى {جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله... ! فأين الليل إذا جاء النهار؟». وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ قال: أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله قال: فكذلك حيث شاء الله». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب، أن ناساً من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الأصم، أن رجلاً من أهل الأديان قال لابن عباس: تقولون {جنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ فقال له ابن عباس: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار فأين الليل؟. وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم. قال: بخ بخٍ... لا والله يا رسول الله لا بد أن أكون من أهلها قال: فإنك من أهلها. فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل».

{قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {قد خلت} يعني مضت. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قد خلت من قبلكم سنن} يعني تداول من الكفار والمؤمنين في الخير والشر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين} قال: عاقبة الأولين والأمم قبلكم، كان سوء عاقبتهم متعهم الله قليلاً ثم صاروا إلى النار.

{هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)} أخرج ابن أبي شيبة في كتاب المصاحف عن سعيد بن جبير قال: أول ما نزل من آل عمران {هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} ثم أنزل بقيتها يوم أحد. وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: {هذا بيان للناس} قال: هذا القرآن. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {هذا بيان} الآية. قال: هو هذا القرآن جعله الله بياناً للناس عامة {وهدى وموعظة للمتقين} خصوصاً. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي في الآية قال: {بيان} من العمى {وهدى} من الضلالة {وموعظة} من الجهل.

{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذرعن عطاء بن أبي رباح قال: «قال المسلمون يا رسول الله بنو إسرائيل كانوا أكرم على الله منا. كانوا إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وكفارة ذنبه مكتوبة في عتبة بابه. أجدع أنفك، اجدع أذنك، افعل كذا وكذا. فسكت. فنزلت هذه الآيات {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} إلى قوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير من ذلكم ثم تلا هؤلاء الآيات عليهم». وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك في قوله: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قال التكبيرة الأولى. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وسارعوا} يقول: سارعوا بالأعمال الصالحة {إلى مغفرة من ربكم} قال: لذنوبكم {وجنة عرضها السماوات والأرض} يعني عرض سبع سموات وسبع أرضين، لو لصق بعضهم إلى بعض فالجنة في عرضهن. وأخرج ابن جرير من طريق السدي عن ابن عباس في الآية قال: تقرن السموات السبع، والأرضون السبع كما تقرن الثياب بعضها إلى بعض. فذاك عرض الجنة. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كريب قال: أرسلني ابن عباس إلى رجل من أهل الكتاب أسأله عن هذه الآية {جنة عرضها السماوات والأرض} فأخرج أسفار موسى، فجعل ينظر قال: سبع سموات وسبع أرضين تلفق كما تلفق الثياب بعضها إلى بعض، هذا عرضها؛ وأما طولها فلا يقدر قدره إلا الله. وأخرج ابن جرير عن التنوخي رسول هرقل قال: «قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب هرقل وفيه: إنك كتبت تدعوني إلى {جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} فأين النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله... ! فأين الليل إذا جاء النهار؟». وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت قوله: {وجنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ قال: أرأيت الليل إذا لبس كل شيء فأين النهار؟ قال: حيث شاء الله قال: فكذلك حيث شاء الله». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن طارق بن شهاب، أن ناساً من اليهود سألوا عمر بن الخطاب عن جنة عرضها السموات والأرض فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار أين الليل؟ فقالوا: لقد نزعت مثلها من التوراة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن يزيد بن الأصم، أن رجلاً من أهل الأديان قال لابن عباس: تقولون {جنة عرضها السماوات والأرض} فأين النار؟ فقال له ابن عباس: إذا جاء الليل فأين النهار؟ وإذا جاء النهار فأين الليل؟. وأخرج مسلم وابن المنذر والحاكم وصححه عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض فقال عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم. قال: بخ بخٍ... لا والله يا رسول الله لا بد أن أكون من أهلها قال: فإنك من أهلها. فأخرج تميرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل».

{إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)} وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {إن يمسسكم} قال: أن يصبكم. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} برفع القاف فيهما. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {إن يمسسكم قرح} قال: جراح وقتل. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله} قال: إن يقتل منكم يوم أحد فقد قتلتم منهم يوم بدر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: نام المسلمون وبهم الكلوم يعني يوم أحد قال عكرمة: وفيهم أنزلت {إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس} وفيهم أنزلت {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون} [ النساء: 104]. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {وتلك الأيام نداولها بين الناس} فانه كان يوم أحد بيوم بدر. قتل المؤمنون يوم أحد اتخذ الله منهم شهداء، وغلب رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم بدر، فجعل له الدولة عليهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وتلك الأيام نداولها بين الناس} قال: فانه أدال المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبلغني أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أحد بضعة وسبعين رجلاً، عدد الأسارى الذين أسروا يوم بدر من المشركين، وكان عدد الأسارى ثلاثة وسبعين رجلاً. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن {وتلك الأيام نداولها بين الناس} قال: جعل الله الأيام دولاً. مرة لهؤلاء، ومرة لهؤلاء. أدال الكفار يوم أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية قال: والله لولا الدول ما أودى المؤمنون، ولكن قد يدال للكافر من المؤمن ويُبْتَلى المؤمن بالكافر، ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه، ويعلم الصادق من الكاذب. وأخرج عن السدي {وتلك الأيام نداولها بين الناس} يوماً لكم ويوماً عليكم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي حاتم عن ابن سيرين {وتلك الأيام نداولها بين الناس} يعني الأمراء. وأخرج ابن المنذر عن أبي جعفر قال: إن للحق دولة وإن للباطل دولة من دولة الحق. إن إبليس أمر بالسجود لأدم فأديل آدم على إبليس، وابتلي ادم بالشجرة فأكل منها فأديل إبليس على آدم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} قال: إن المسلمين كانوا يسألون ربهم اللهم: ربنا أرنا يوماً كيوم بدر، نقاتل فيه المشركين، ونبليك فيه خيراً، ونلتمس فيه الشهادة. فلقوا المشركين يوم أحد، فاتخذ منهم شهداء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: كان المسلمون يسألون ربهم أن يريهم يوماً كيوم بدر. يبلون فيه خيراً، ويرزقون فيه الشهادة، ويرزقون الجنة والحياة والرزق. فلقوا يوم أحد، فاتخذ الله منهم شهداء، وهم الذين ذكرهم الله تعالى فقال: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً} [ البقرة: 154] الآية. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} قال: يكرم الله أولياءه بالشهادة بأيدي عدوهم، ثم تصير حواصل الأمور وعواقبها لأهل طاعة الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيدة {وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء} يقول: أن لا تقتلوا لا تكونوا شهداء. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الضحى قال: نزلت {ويتخذ منكم شهداء} فقتل منهم يومئذ سبعون، منهم أربعة من المهاجرين: منهم حمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار، والشماس بن عثمان المخزومي، وعبد الله بن جحش الأسدي، وسائرهم من الأنصار. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقتولان على دابة أو على بعير فقالت امرأة من الأنصار: من هذان؟ قالوا: فلان وفلان. أخوها وزوجها. أو زوجها وابنها، فقالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: حي... قالت: فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء. ونزل القرآن على ما قالت {ويتخذ منكم شهداء}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق ابن جريج عن ابن عباس {وليمحص الله الذين آمنوا} قال: يبتليهم {ويمحق الكافرين} قال: ينقصهم. وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين. إنه كانت إذا تلا هذه الآية قال: اللهمَّ محصناً ولا تجعلنا كافرين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسحاق {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة} وتصيبوا من ثوابي الكرامة {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} يقول: ولمَ اختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره؟ حتى أعلم صدق ذلك منكم. الإيمان بي، والصبر على ما أصابكم فيّ.