{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154)} {أَمَنَةً نُعَاسًا} لما توعد الكفار المؤمنين يوم أُحُد بالرجوع تأهب للقتال أبو طلحة، والزبير، وعبدالرحمن بن عوف، وغيرهم، تحت حُجَفهم فناموا حتى أخذتهم الأَمنة. {وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُم} بالخوف فلم يناموا، لظنهم {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} في التكذيب بوعد الله. {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَىْءٌ} ما خرجنا أي أُخرجنا كَرْهاً، أو الأمر: النصر أي ليس لنا من الظفر شيء كما وعدنا تكذيباً منهم بذلك. {لَبَرَزَ} لخرج {الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ} منكم ولم ينجهم قعودهم، أو لو تخلفتم لخرج المؤمنون ولم يتخلفوا بتخلفكم. {وَلِيَبْتَلِىَ اللهُ} يعاملكم معاملة المبتلي، أو ليبتلي أولياؤه فأضافه إليه تفخيماً. |
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} {تَوَلَّوْاْ} عن المشركين بأُحد، أو من قرب من المدينة وقت الهزيمة. {بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ} محبة الغنائم والحرص على الحياة، أو استزلهم بذكر خطايا أسلفوها فكرهوا القتل قبل أن يتوبوا منها. {عَفَا اللهُ عَنْهُمْ} لم يعاجلهم بالعقوبة، أو غفر خطيئتهم ليدل على إخلاصهم التوبة، وقيل الذين بقوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهزموا ثلاثة عشر. |
|
|