Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 6
الربع رقم 2
quran-border  هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامراتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء قال رب اجعل لي اية قال ايتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والابكار واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين
Page Number

1

{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)} أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لما رأى ذلك زكريا يعني فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف عند مريم قال: إن الذي يأتي بهذا مريم في غير زمانه قادر أن يرزقني ولداً فذلك حين دعا ربه. وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال: لما وجد زكريا عند مريم ثمر الشتاء في الصيف وثمر الصيف في الشتاء يأتيها به جبريل قال لها: أنى لك هذا في غيره حينه؟ فقالت: هذا رزق من عند الله يأتي به الله {أن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فطمع زكريا في الولد فقال: أن الذي أتى مريم بهذه الفاكهة في غير حينها لقادر أن يصلح لي زوجتي، ويهب لي منها ولداً، فعند ذلك {دعا زكريا ربه} وذلك لثلاث ليال بقين من المحرم. قام زكريا فاغتسل ثم ابتهل في الدعاء إلى الله قال: يا رازق مريم ثمار الصيف في الشتاء وثمار الشتاء في الصيف هب لي من لدنك يعني من عندك ذرية طيبة يعني تقيا. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي {ذرية طيبة} يقول: مباركة.

{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {فنادته الملائكة} قال: جبريل. وأخرج ابن جرير عن عبدالرحمن بن أبي حماد قال: في قراءة ابن مسعود {فناداه جبريل وهو قائم يصلي في المحراب}. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود قال: ذكروا الملائكة ثم تلا {إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى} [ النجم: 27] وكان يقرأها {فناداه الملائكة}. وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {فناداه الملائكة} بالتاء. وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم قال: كان عبد الله يذكر الملائكة في القرآن. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأ {فنادته الملائكة} بالتاء {أن الله} بنصب الألف {يبشرك} مثقلة. قوله تعالى: {وهو قائم يصلي}. أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت قال: الصلاة خدمة الله في الأرض، ولو علم الله شيئاً أفضل من الصلاة ما قال: {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي}. قوله تعالى: {في المحراب}. أخرج ابن المنذر عن السدي. المحراب المصلى. وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا هذه المذابح. يعني المحاريب». وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن موسى الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى». وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: اتقوا هذه المحاريب. وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن أبي الجعد قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أن من أشراط الساعة أن تتخذ المذابح في المساجد. يعني الطاقات. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر قال: أن من أشراط الساعة أن تتخذ المذابح في المساجد. وأخرج ابن أبي شيبة عن علي. أنه كره الصلاة في الطاق. وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم. أنه كان يكره الصلاة في الطاق. وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم بن أبي الجعد. أنه يكره المذابح في المساجد. وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب. أنه كره المذابح في المسجد. وأخرج ابن جرير عن معاذ الكوفي قال: من قرأ {يبشر} مثقلة فإنه من البشارة، ومن قرأ {يبشر} مخففة بنصب الباء فإنه من السرور. وأخرج ابي جرير وابن المنذر عن قتادة قال: أن الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {أن الله يبشرك بيحيى} قال: إنما سمي يحيى لأن الله أحياه بالإِيمان. وأخرج ابن عدي والدارقطني في الافراد والبيهقي وابن عساكر عن ابن مسعود مرفوعاً: «خلق الله فرعون في بطن أمه كافراً، وخلق يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً». وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {مصدقاً بكلمة من الله} قال: عيسى ابن مريم، والكلمة يعني تكوّن بكلمة من الله. وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير عن مجاهد قال: قالت امرأة زكريا لمريم: إني أجد الذي في بطني يتحرك للذي في بطنك، فوضعت امرأة زكريا يحيى عليه السلام، ومريم عيسى عليه السلام. وذلك قوله: {مصدقاً بكلمة من الله} قال: يحيى مصدق بعيسى. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله: {مصدقاً بكلمة من الله} قال: كان يحيى أول من صدق بعيسى، وشهد أنه كلمة من الله. قال: وكان يحيى ابن خالة عيسى، وكان أكبر من عيسى. وأخرج ابن جرير عن قتادة {مصدقاً بكلمة من الله} يقول: مصدق بعيسى، وعلى سنته ومنهاجه. وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس {مصدقاً بكلمة من الله} قال: كان عيسى ويحيى ابني خالة، وكانت أم يحيى تقول لمريم: إني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك، فذلك تصديقه بعيسى سجوده في بطن أمه وهو أول من صدق بعيسى، وكلمة عيسى. ويحيى أكبر من عيسى. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: لقيت أم يحيى أم عيسى وهذه حامل بيحيى، وهذه حامل بعيسى فقالت امرأة زكريا: إني وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك. فذلك قوله تعالى {مصدقاً بكلمة من الله}. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وسيداً} قال: حليماً تقياً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال: (السيد) الكريم على الله. وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن جرير عن عكرمة قال: (السيد) الذي لا يغلبه الغضب. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال: (السيد) الفقيه العالم. وأخرج أحمد في الزهد والخرائطي في مكارم الأخلاق عن الضحاك قال: (السيد) الحسن الخلق {والحصور} الذي حصر عن النساء. وأخرج أحمد في البيهقي في سننه عن مجاهد قال: (الحصور) الذي لا يأتي النساء. وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منبه قال: نادى منادٍ من السماء أن يحيى بن زكريا سيد من ولدت النساء، وأن جورجيس سيد الشهداء. وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سعيد بن جبير قال: (السيد)الحليم (والحصور) الذي لا يأتي النساء. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن عباس في قوله: {وسيداً وحصوراً} قال: (السيد) الحليم و(الحصور) الذي لا يأتي النساء. وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: (الحصور) الذي لا ينزل الماء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن مسعود قال: (الحصور) الذي لا يقرب النساء. ولفظ ابن المنذر: العنين. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يلقى الله إلاّ ذا ذنب إلاّ يحيى بن زكريا، فإن الله يقول: {وسيداً وحصوراً} قال: وإنما كان ذكره مثل هدبة الثوب، وأشار بأنملته». وخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي هريرة من وجه آخر عن ابن عمرو. موقوفاً وهو أقوى اسناداً من المرفوع. وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن أبي هريرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم يلقى الله بذنب قد أذنبه يعذبه عليه إن شاء أو يرحمه إلاّ يحيى بن زكريا، فإنه كان {سيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين} ثم أهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال: كان ذكره مثل هذه القذاة». وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال: قال رسول الله: «أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة، وأمنت الملائكة: رجل جعله الله ذكراً فأنث نفسه وتشبه بالنساء، وامرأة جعلها الله أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال، والذي يضل الأعمى، ورجل حصور، ولم يجعل الله حصوراً إلا يحيى بن زكريا». وأخرج ابن عساكر عن معاوية بن صالح عن بعضهم رفع الحديث «لعن الله والملائكة رجلاً تحصر بعد يحيى بن زكريا». وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب في قوله: {وحصوراً} قال: لا يشتهي النساء، ثم ضرب بيده إلى الأرض فأخذ نواة فقال: ما كان معه مثل هذه. وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {وحصوراً} قال: ألذي لا يأتي النساء. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر: وحصور عن الخنا يأمر النا *** س بفعل الحراب والتشمير

{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (40) قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (41)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: لما سمع زكريا النداء جاءه الشيطان فقال له: يا زكريا إن الصوت الذي سمعت ليس هو من الله إنما هو من الشيطان ليسخر بك، ولو كان من الله أوحى إليك كما يوحي إليك في غيره من الأمر. فشك مكانه وقال: {أَنى يكون لي غلام}. وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: أتاه الشيطان فأراد أن يكدر عليه نعمة ربه قال: هل تدري من ناداك؟ قال: نعم. ناداني ملائكة ربي قال: بل ذلك الشيطان لو كان هذا من ربك لأخفاه إليك كما أخفيت نداءك فقال: {رب اجعل لي آية}. أما قوله تعالى: {وامرأتي عاقر}. أخرج ابن جرير وابن حاتم عن شعيب الجبائي قال اسم أم يحيى أشيع. قوله تعالى: {قال كذلك يفعل الله ما يشاء}. أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {كذلك} يعني هكذا. وفي قوله: {ربي اجعل لي آية} قال: قال زكريا: رب فإن كان هذا الصوت منك فاجعل لي آية. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {رب اجعل لي آية} قال بالحمل له. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام} قال: إنما عوقب بذلك لأن الملائكة شافهته بذلك مشافهة فبشرته بيحيى، فسأل الآية بعد كلام الملائكة إياه فأخذ عليه بلسانه. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الرحمن السلمي قال: اعتقل لسانه من غير مرض. وأخرج عن السدي قال: اعتقل لسانه ثلاثة أيام، وثلاث ليال. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن جبير بن نفير قال: رب لسانه في فيه حتى ملأه فمنعه الكلام، ثم أطلقه الله بعد ثلاث. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إلاَّ رمزاً} قال: (الرمز) بالشفتين. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {إلاَّ رمزاً} قال: إيماؤه بشفتيه. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {إلاَّ رمزاً} قال: الاشارة. وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: (الرمز) أن يشير بيده أو رأسه ولا يتلكم. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال: الرمز أن أخذ بلسانه فجعل يكلم الناس بيده. وأخرج الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {إلاَّ رمزاً} قال: الاشارة باليد، والوحي بالرأس قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت قول الشاعر: ما في السماء من الرحمن مرتمز *** إلا إليه وما في الأرض من وزر وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم عن محمد بن كعب القرظي قال: لو رخص الله لأحد في ترك الذكر لرخص لزكريا عليه السلام حيث قال: {آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً} ولو رخص في ترك الذكر لرخص للذين يقاتلون في سبيل الله قال الله: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً} [ الأنفال: 45]. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وسبِّح بالعشي والإِبكار} قال: {العشي} ميل الشمس إلى أن تغيب {والإبكار} أول الفجر.

3:40

{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45)} أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله: {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} قال: كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش. أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده». قال أبو هريرة: ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً قط. أخرجه الشيخان بدون الآية. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن علي «سمعت رسول الله يقول: خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد». وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل نساء العالمين خديجة، وفاطمة، ومريم، وآسية امرأة فرعون». وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى على نساء العالمين أربعاً: آسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم». وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية ارمأة فرعون» وأخرجه ابن أبي شيبة عن الحسن. مرسلاً. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير عن أبي موسى قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء: إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام». وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن فاطمة رضي الله عنها قالت: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول». وأخرج ابن جرير عن عمار بن سعد قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين». وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران، ثم فاطمة، ثم خديجة، ثم آسية امرأة فرعون». وأخرج ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أربع نسوة سيدات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأفضلهن عالماً فاطمة». وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة ابنة خويلد». وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش. أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على بعل في ذات يده، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيراً ما فضلت عليها أحداً». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {إن الله اصطفاك وطهرك} قال: جعلك طيبة ايماناً. وأخرج ابن حاتم عن السدي {وطهرك} قال: من الحيض {واصطفاك على نساء العالمين} قال: على نساء ذلك الزمان الذي هم فيه. وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال: كانت مريم حبيساً في الكنيسة ومعها في الكنيسة غلام اسمه يوسف، وقد كان أمه وأبوه جعلاه نذيراً حبيساً فكانا في الكنيسة جميعاً، وكانت مريم إذا نفذ ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما فانطلقا إلى المفازة التي فيها الماء، فيملآن ثم يرجعان والملائكة في ذلك مقبلة على مريم {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} فإذا سمع ذلك زكريا قال: إن لابنة عمران لشأنا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {يا مريم اقنتي لربك} قال: اطيلي الركود يعني القيام. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال: لما قيل لها {اقنتي لربك} قامت حتى ورمت قدماها. وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي قال: كانت مريم تقوم حتى يسيل القيح من قدميها. وأخرج ابن عساكر عن ابن سعيد قال: كانت مريم تصلي حتى ترم قدماها. وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير {اقنتي لربك} قال: اخلصي. وأخرج عن قتادة قال: {اقنتي لربك} قال: أطيعي ربك. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود أنه كان يقرأ {واركعي واسجدي في الساجدين}. وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله: {وما كنت لديهم} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} قال: إن مريم عليها السلام لما وضعت في المسجد اقترع عليها أهل المصلى وهم يكتبون الوحي، فاقترعوا بأقلامهم أيهم يكفلها فقال الله لمحمد: {وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون}. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم} قال: ألقوا أقلامهم في الماء فذهبت مع الجرية، وصعد قلم زكريا فكفلها زكريا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع قال: ألقوا أقلامهم يقال: عصيهم تلقاء جرية الماء، فاستقبلت عصا زكريا عليه السلام جرية الماء فقرعهم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: {أقلامهم} قال: التي يكتبون بها التوراة. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد. مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطاء {أقلامهم} يعني قداحهم. وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال: لما وهب الله لزكريا يحيى، وبلغ ثلاث سنين بشر الله مريم بعيسى. فبينما هي في المحراب إذ قالت الملائكة- وهو جبريل وحده- {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} من الفاحشة {واصطفاك} يعني اختارك {على نساء العالمين} عالم امتها {يا مريم اقنتي لربك} يعني صلي لربك يقول: اركدي لربك في الصلاة بطول القيام، فكانت تقوم حتى ورمت قدماها {واسجدي واركعي مع الراكعين} يعني مع المصلين مع قراء بيت المقدس. يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} يعني بالخبر {الغيب} في قصة زكريا ويحيى ومريم {وما كنت لديهم} يعني عندهم {إذ يلقون أقلامهم} في كفالة مريم ثم قال يا محمد يخبر بقصة عيسى {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا} يعني مكيناً عند الله في الدنيا من المقربين في الآخرة {ويكلم الناس في المهد} يعني في الخرق {وكهلاً} ويكلمهم كهلاً إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء {ومن الصالحين} يعني من المرسلين. وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عن وهب قال: لما استقر حمل مريم وبشرها جبريل. وثقت بكرامة الله واطمأنت، فطابت نفساً واشتد ازرها، وكان معها في المحررين ابن خال لها يقال له يوسف، وكان يخدمها من وراء الحجاب، ويكلمها ويناولها الشيء من وراء الحجاب وكان أول من اطلع على حملها هو، واهتم لذلك واحزنه، وخاف منه البلية التي لا قبل بها، ولم يشعر من اين اتيت مريم، وشغله عن النظر في أمر نفسه وعمله لأنه كان رجلاً متعبداً حكيماً، وكان من قبل أن تضرب مريم الحجاب على نفسها تكون معه، ونشأ معها. وكانت مريم إذا نفد ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما ثم انطلقا إلى المفازة التي فيها الماء، فيملآن قلتيهما ثم يرجعان إلى الكنيسة والملائكة مقبلة على مريم بالبشارة {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} فكان يعجب يوسف ما يسمع. فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها حتى كاد أن يفتتن، فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهرها الله واصطفاها، وما وعد الله أمها أنه يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم، وما سمع من قول الملائكة {يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك} فذكر الفضائل التي فضلها الله تعالى بها وقال: إن زكريا قد أحرزها في المحراب قلا يدخل عليها أحد وليس للشيطان عليها سبيل فمن أين هذا؟ فلما رأى من تغير لونها، وظهور بطنها، عظم ذلك عليه، فعرض لها فقال: يا مريم هل يكون زرع من غير بذر؟ قالت: نعم. قال: وكيف ذلك؟! قالت: إن الله خلق البذر الأول من غير نبات، وأنبت الزرع الأول من غير بذر، ولعلك تقول: لولا أنه استعان عليه بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أنه يخلقه ولا ينبته. قال يوسف: أعوذ بالله أن أقول ذلك. قد صدقت وقلت بالنور والحكمة، وكما قدر أن يخلق الزرع الأول وينتبه من غير بذر، يقدر على أن يجعل زرعاً من غير بذر، فاخبريني هل ينبت الشجر من غير ماء ولا مطر؟ قالت: ألم تعلم أن للبذور والزرع والماء والمطر والشجر خالقاً واحداً! فلعلك تقول لولا الماء والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر. قال: أعوذ بالله أن أقول ذلك! قد صدقت. فاخبريني هل يكون ولد أو رجل من غير ذكر؟ قالت: نعم. قال: وكيف ذلك؟ قالت: ألم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا أنثى ولا ذكر قال: بلى. فاخبريني خبرك؟ قالت: بشرني الله {بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم} إلى قوله: {ومن الصالحين} فعلم يوسف أن ذلك أمر من الله لسبب خير أراده بمريم، فسكت عنها. فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق، فنوديت أن أخرجي من المحراب فخرجت. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك} قال: شافهتها الملائكة بذلك. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {يبشرك بكلمة منه} قال: عيسى هو الكلمة من الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا عيسى ومحمد عليهما السلام. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم قال: المسيح الصديق. وأخرج ابن جرير عن سعيد قال: إنما سمي المسيح لأنه مسح بالبركة. وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن عبد الرحمن الثقفي. أن عيسى كان سائحاً ولذلك سمي المسيح. كان يمسي بأرض ويصبح بأخرى، وانه لم يتزّوج حتى رفع. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {ومن المقربين} يقول: ومن المقربين عند الله يوم القيامة.

3:42

3:42

3:42