{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)} {الْبِرَّ} ثواب الله تعالى، أو فعل الخير الذي يستحق به الثواب، أو الجنة. {تُنفِقُواْ} الصدقة المفروضة، أو الفرض والتطوع، أو الصدقة وغيرها من وجوه البر. |
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (93)} {كُلًّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ} لما أنكرت اليهود تحليل النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الإبل أخبر الله تعالى أنه أحلها إلى أن حرمها إسرائيل على نفسه، لما أصابه وجع النسا نذر تحريم العروق على نفسه وأحب الطعام إليه، وكانت لحوم الإبل من أحب الطعام إليه، ونذر ذلك بإذن الله تعالى، أو باجتهاده، فحرمت اليهود ذلك تباعاً لإسرائيل على الأصح، أو نزلت التوراة بتحريمها. |
|
|
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96)} {أُوَّلَ بَيْتٍ} اتفقوا أنه أول بيت وضع للعبادة، وهل كانت قبله بيوت؟ أو لم تكن قبله؟ مذهبان. {بِبَكَّةَ} ومكة واحد، أو بكة المسجد، ومكة الحرم كله، أو بكة بطن مكة، أخذت بكة من الزحمة، تَبَاكَّ القوم ازدحموا، أو تَبُك أعناق الجبابرة، إذا ظلموا فيها لم يمهلوا. {مُّبَارَكاً} بحصول الثواب لقصاده، أو يأمن داخله حتى الوحش. |
{فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97)} {ءَايَاتٌ بَيِّنَاتٌ} أثر قدمي إبراهيم عليه الصلاة والسلام في المقام: وهو حجر صلد في غير المقام أمن الخائف، وهيبة البيت، وتعجيل عقوبة من عتا فيه وقصة أصحاب الفيل. {وَمَن دَخَلَهُ} في الجاهلية من الجناة أمن، وفي الإسلام يأمن من النار، أو من القتال، فإنه محظور على داخليه، ويقام الحد على من جنى فيه وإن دخله الجاني ففي إقامة الحد عليه مذهبان؟ {مَنِ اسْتَطَاعَ} بالزاد والراحلة، أو بالبدن وحده، أو بالمال والبدن. {وَمَن كَفَرَ} بفرض الحج، أو لم يَرَ حَجَّهُ بِراً وتركه إثماً، أو نزلت في اليهود لما نزل قوله تعالى {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] قالوا نحن مسلمون، فأُمروا بالحج فامتنعوا فنزلت... |
|
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)} {تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ} هم اليهود أغَروْا بين الأوس والخزرج بتذكيرهم حروباً كانت بينهم في الجاهلية، ليفترقوا بذلك، أو هم اليهود والنصارى صدوا الناس بإنكارهم صفة محمد صلى الله عليه وسلم. {شُهَدَآءُ} على صدكم، أو على عنادكم، أو عقلاء. |
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} {يَاأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ} الأوس والخزرج. {إِن تُطِيعُواْ} اليهود. {يَرُدُّوكُم} إلى الكفر بإغرائهم بينكم. |