Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 43
الربع رقم 3
quran-border  لا جناح عليهن في ابائهن ولا ابنائهن ولا اخوانهن ولا ابناء اخوانهن ولا ابناء اخواتهن ولا نسائهن ولا ما ملكت ايمانهن واتقين الله ان الله كان على كل شيء شهيدا ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا
Page Number

1

{لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آَبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)} أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لا جناح عليهن في آبائهن} حتى بلغ {ولا نسائهن} قال: أنزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وقوله: {نسائهن} يعني نساء المسلمات {أو ما ملكت أيمانهن} من المماليك والاماء، ورخص لهن أن يروهن بعد ما ضرب عليهن الحجاب. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {لا جناح عليهن في آبائهن} ومن ذكر معهن أن يروهن يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن سعد عن الزهري رضي الله عنه أنه قيل له: من كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كل ذي رحم محرم من نسب أو رضاع قيل: فسائر الناس؟ قال: كن يحتجبن منه، حتى إنهن ليكلمنه من وراء حجاب، وربما كان ستراً واحداً، إلا المملوكين والمكاتبين، فإنهن كن لا يحتجبن منهم. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن أبي جعفر محمد بن علي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كان لا يريان أمهات المؤمنين فقال ابن عباس رضي الله عنهما: أن رؤيتهما لهن لحل. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو داود في ناسخه عن عكرمة رضي الله عنه قال: بلغ ابن عباس رضي الله عنهما أن عائشة رضي الله عنها احتجبت من الحسن رضي الله عنه فقال: إن رؤيته لها لتحل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {لا جناح عليهن...} الآية. قال: لم يذكر العم والخال لأنهما ينعتانها لابنائهما.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {يصلون} يتبركون. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه قال: صلاة الله عليه: ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة عليه: الدعاء له. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن بني إسرائيل قالوا لموسى عليه السلام: هل يصلي ربك؟ فناداه ربه «يا موسى إن سألوك هل يصلي ربك؟ فقل: نعم. أنا أصلي وملائكتي على أنبيائي ورسلي» فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم {إن الله وملائكته يصلون على النبي...} الآية. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن الله وملائكته...} الآية. قال: لما نزلت جعل الناس يهنئونه بهذه الآية، وقال أبي بن كعب: ما أنزل فيك خيراً إلا خلطنا به معك إلا هذه الآية. فنزلت {وبشر المؤمنين...} [ التوبة: 112]. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: صلاة الله على النبي هي مغفرته. إن الله لا يصلي ولكن يغفر، وأما صلاة الناس على النبي صلى الله عليه وسلم فهي الاستغفار. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ «صلوا عليه كما صلّى عليه وسلموا تسليماً». وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: «لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} قلنا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك، قال قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد». وأخرج ابن جرير عن يونس بن خباب قال: «خطبنا بفارس فقال: {إن الله وملائكته..} الآية. قال: انبأني من سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: هكذا انزل فقالوا: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». وأخرج ابن جرير عن إبراهيم رضي الله عنه في قوله: {إن الله وملائكته..} قالوا: «يا رسول الله هذا السلام قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل بيته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن أبي كثير بن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: «لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي...} قالوا: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على إبراهيم، اللهم بارك على محمد كما باركت على آل إبراهيم». وأخرج عبد الرزاق من طريق أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: «قال رجل يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج أبو داود وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صل على محمد النبي، وأزواجه وذريته، وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن عدي عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على محمد، وأزواجه، وذريته، وأمهات المؤمنين، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج الدارقطني في الأفراد وابن النجار في تاريخه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: «كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فسلم، فرد النبي صلى الله عليه وسلم واطلق وجهه وأجلسه إلى جنبه، فلما قضى الرجل حاجته نهض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر هذا رجل يرفع له كل يوم كعمل أهل الأرض قلت: ولم ذاك؟ قال: إنه كلما أصبح صلى علي عشر مرات كصلاة الخلق أجمع قلت: وما ذاك؟ قال: يقول: اللهم صل على محمد النبي عدد من صلى عليه من خلقك، وصل على محمد النبي كما ينبغي لنا أن نصلي عليه، وصل على محمد النبي كما أمرتنا أن نصلي عليه». وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن أبي عاصم والهيثم بن كليب الشاشي وابن مردويه عن طلحة بن عبيدالله قال: «قلت يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: قل اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد». وأخرج ابن جرير عن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال: «أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: سمعت الله يقول {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن جرير عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: «لما نزلت {إن الله وملائكته يصلون على النبي...}. قمت إليه فقلت: السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: قل اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك قد علمناه فكيف الصلاة عليك؟ قال:قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم». وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، «أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصلي عليك؟ قال:قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم». وأخرج مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، «أن بشير بن سعد قال: يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ فسكت حتى تمنينا أنا لم نسأله، ثم قال:قولوا الله صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. والسلام كما قد علمتم». وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه، «أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن مردويه عن علي قال: «قلت يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال:قولوا اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: إذا قال الرجل في الصلاة {إن الله وملائكته يصلون على النبي..} فليصل عليه. وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، «أن رجلاً قال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فصمت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: إذا أنتم صليتم عليَّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: يتشهد الرجل، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو لنفسه. وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، فإنها له زكاة». وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم؛ شهدت له يوم القيامة بالشهادة وشفعت له». وأخرج البخاري في الأدب عن أنس ومالك بن أوس بن الحدثان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن جبريل عليه السلام جاءني فقال: من صلى عليك واحدة صلى الله عليه عشراً، ورفع له عشر درجات». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيآت». وأخرج البخاري في الأدب ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً». وأخرج البخاري في الأدب عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر، فلما رقي الدرجة الأولى قال آمين ثم رقي الثانية فقال: آمين ثم رقي الثالثة فقال: آمين. فقالوا: يا رسول الله سمعناك تقول آمين ثلاث مرات قال: لما رقيت الدرجة الأولى جاءني جبريل فقال شقي عبد أدرك رمضان فانسلخ منه ولم يغفر له، فقلت آمين. ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت آمين. ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده ولم يصل عليك، فقلت آمين». وأخرج البخاري في الأدب عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال: «آمين. آمين. آمين. قيل له: يا رسول الله ما كنت تصنع هذا؟! فقال: قال جبريل: رغم أنف عبد أدرك أبويه أو أحدهما لم يدخله الجنة، قلت: آمين. ثم قال: رغم أنف رجل دخل عليه رمضان فلم يغفر له، فقلت: آمين. ثم قال: رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت آمين». وأخرج ابن سعد وأحمد والنسائي وابن مردويه عن زيد بن أبي خارجة رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال:صلوا عليَّ واجتهدوا، ثم قولوا: اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه، «أن رهطاً من الأنصار قالوا: يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. فقال فتى من الأنصار: يا رسول الله من آل محمد؟ قال: كل مؤمن». وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال: «قلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال:قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم إنك حميد مجيد». وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم تعرضون عليَّ بأسمائكم ومسماكم، فاحسنوا الصلاة عليَّ». وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: «دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته مسروراً، فقلت: يا رسول الله ما أدري متى رأيتك أحسن بشراً، وأطيب نفساً من اليوم قال: وما يمنعني وجبريل خرج من عندي الساعة، فبشرني أن لكل عبد صلّى عليَّ صلاة يكتب له بها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات، ويرفع له بها عشر درجات، ويعرض علي كما قالها، ويرد عليه بمثل ما دعا». وأخرج عبد الرزاق عن ابن عيينة قال: أخبرني يعقوب بن زيد التيمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني آت من ربي فقال: لا يصلي عليك عبد صلاة إلا صلّى عليه عشراً. فقال رجل: يا رسول الله ألا أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت قال: ألا أجعل كل دعائي لك؟ قال: إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة». وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن النجار عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله أرأيت قول الله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}؟ قال: «إن هذا لمن المكتوم، ولولا أنكم سألتموني عنه ما أخبرتكم! إن الله وكل بي ملكين لا أذكر عند عبد مسلم فيصلي عليَّ إلا قال ذانك الملكان: غفر الله لك، وقال الله وملائكته جواباً لذينك الملكين: آمين. ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي عليّ إلا قال: ذلك الملكان لا غفر الله لك، وقال الله وملائكته لذينك الملكين: آمين». وأخرج مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشراً». وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة». وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن حبان عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة». وأخرج أحمد والترمذي عن الحسين بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ». وأخرج ابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نسي الصلاة عليَّ اخطأ طريق الجنة». وأخرج الترمذي وحسنه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم». وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن جيفة». وأخرج النسائي وابن أبي عاصم وأبو بكر في الغيلانيات والبغوي في الجعديات والبيهقي في الشعب والضياء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجلس قوم مجلساً لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة، وإن دخلوا الجنة، لما يرون من الثواب». وأخرج البيهقي في الشعب عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرىء ذكرت عنده فلم يصل عليك». وأخرج القاضي إسماعيل عن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى به شحاً أن يذكرني قوم فلا يصلون عليَّ». وأخرج الأصفهاني في الترغيب والديلمي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم عليَّ في دار الدنيا صلاة، إنه قد كان في الله وملائكته كفاية، ولكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه». وأخرج الخطيب في تاريخه والأصفهاني عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للخطايا من الماء البارد، والسلام على النبيّ صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، وحب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الأنفس، أو قال من ضرب السيف في سبيل الله». وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي الله عنهما وأبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلوا عليَّ، صلى الله عليكم». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «قال رجل يا رسول الله أرأيت ان جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال:إذاً يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والترمذي عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً طيب النفس، يرى في وجهه البشر، قالوا: يا رسول الله أصبحت اليوم طيباً يرى في وجهك البشر قال: «أتاني آت من ربي فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئآت، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها» وفي لفظ فقال: «أتاني الملك فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك يقول: إنه لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً، قال: بلى». وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر وابن المنذر في تاريخه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم عليَّ صلاة في الدنيا، من صلّى عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله بذلك ملكاً يدخله في قبري كما يدخل عليكم الهدايا، يخبرني بمن صلّى عليَّ باسمه ونسبه إلى عشرة، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء». وأخرج البيهقي في الشعب والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليَّ عند قبري سمعته، ومن صلّى عليَّ نائياً كفى أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة». وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة، فإنها معروضة عليّ». وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والطبراني والحاكم في الكنى عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى عليَّ صلاة صلّى الله عليه عشراً، فأكثروا أو أقلوا». وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجة وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إذا صليتم على النبي صلى الله عليه وسلم فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه. قالوا: فعلمنا. قال: قولوا اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه به الأوّلون والآخرون، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد. وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «قلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف نصلي عليك؟ قال:قولوا اللهم صل على محمد وأبلغه درجة الوسيلة من الجنة، اللهم اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين مودته، وفي عليين ذكره وداره، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد». وأخرج الخطيب في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج الشيرازي في الألقاب عن زيد بن وهب قال: «قال ابن مسعود رضي الله عنه: يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي ألف مرة، تقول: اللهم صل على النبي الأمي». وأخرج عبد الرزاق والقاضي إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلوا على أنبياء الله ورسله، فإن الله بعثهم كما بعثني». وأخرج ابن أبي شيبة والقاضي إسماعيل وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تصلح الصلاة على أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يدعى للمسلمين والمسلمات بالاستغفار. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن حميدة قالت: أوصت لنا عائشة رضي الله عنها بمتاعها، فكان في مصحفها {إن الله وملائكته يصلون على النبي} والذين يصفون الصفوف الأول.

{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} الآية. قال: نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذ صفية بنت حيي رضي الله عنها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزلت في عبدالله بن أُبي، وناس معه قذفوا عائشة رضي الله عنها، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «من يعذرني في رجل يؤذيني، ويجمع في بيته من يؤذيني» فنزلت. وأخرج الحاكم عن ابن أبي مليكة قال: جاء رجل من أهل الشام، فسب علياً رضي الله عنه عند ابن عباس رضي الله عنهما، فحصبه ابن عباس رضي الله عنهما وقال: يا عدوّ الله آذيت رسول الله {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً لآذتيه. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة} قال: آذوا الله فيما يدعون معه، وآذوا رسول الله قالوا: إنه ساحر مجنون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {إن الذين يؤذون الله ورسوله} قال: أصحاب التصاوير. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول فيما يروي عن ربه عز وجل «شتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني، وكذبني ولم ينبغ له أن يكذبني، فأما شتمه إياي فقوله: {اتخذ الله ولداً} [ البقرة: 116] وأنا الأحد الصمد، وأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني. قال قتادة: إن كعباً رضي الله عنه كان يقول: يخرج يوم القيامة عنق من النار فيقول: يا أيها الناس إني وكلت منكم بثلاث، بكل عزيز كريم، وبكل جبار عنيد، وبمن دعا مع الله إلهاً آخر، فيلتقطهم كما يلتقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم فتدخل النار، فتخرج عنق أخرى فتقول: يا أيها الناس أني وكلت منكم بثلاثة: بمن كذب الله، وكذب على الله، وآذى الله، فأما من كذب الله، فمن زعم أن الله لا يبعثه بعد الموت، وأما من كذب على الله، فمن زعم أن الله يتخذ ولداً، وأما من آذى الله: فالذين يصورون ولا يحيون. فتلقطهم كما تلقط الطير الحب من الأرض، فتنطوي عليهم، فتدخل النار».

{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)} أخرج الفريابي وابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} قال: يقعون {بغير ما اكتسبوا} يقول: بغير ما علموا {فقد احتملوا بهتاناً} قال: إثماً. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: يلقى الجرب على أهل النار، فيحكون حتى تبدو العظام، فيقولون: ربنا بم أصابنا هذا؟ فيقال: بأذاكم المسلمين. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: إياكم وأذى المؤمنين فإن الله يحوطهم، ويغضب لهم، وقد زعموا أن عمر بن الخطاب قرأها ذات يوم، فأفزعه ذلك حتى ذهب إلى أُبي بن كعب رضي الله عنه، فدخل عليه فقال: يا أبا المنذر إني قرأت آية من كتاب الله تعالى فوقعت مني كل موقع {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} والله إني لأعاقبهم وأضربهم فقال له: إنك لست منهم، إنما أنت معلم. وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إني لأبغض فلاناً، فقيل للرجل: ما شأن عمر رضي الله عنه يبغضك! فلما أكثر القوم في الذكر جاء فقال: يا عمر أفتقت في الإِسلام فتقاً؟ قال: لا. قال: فجنيت جناية؟ قال: لا. قال: أحدثت حدثاً؟ قال: لا. قال: فعلام تبغضني وقد قال الله: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً}؟! فقد آذيتني فلا غفرها الله لك. فقال عمر رضي الله عنه: صدق والله ما فتق فتقاً، ولا ولا فاغفرها لي، فلم يزل به حتى غفرها له. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات} إلى قوله: {وإثماً مبيناً} قال: فكيف بمن أحسن إليهم يضاعف لهم الأجر. وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبدالله بن يسر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس منَّا ذو حسد، ولا نميمة، ولا خيانة، ولا إهانة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات...}». وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه «أي الربا أربى عند الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: أربى الربا عند الله استحلال عرض امرىء مسلم، ثم قرأ {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا..}».

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)} أخرج ابن سعد والبخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجت سودة رضي الله عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر رضي الله عنه فقال: يا سودة إنك والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتعشى، وفي يده عِرْقٌ فدخلت وقالت: يا رسول الله إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه: كذا.. كذا.. فأوحي إليه ثم رفع عنه وان العِرْقَ في يده فقال: إنه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن». وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك قال: كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا: إنما نفعله بالإِماء. فنزلت هذه الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} فأمر بذلك حتى عرفوا من الأماء. وأخرج ابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة على غير منزل، فكان نساء النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن إذا كان الليل خرجن يقضين حوائجهن، وكان رجال يجلسون على الطريق للغزل، فأنزل الله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك...}. يعني بالجلباب حتى تعرف الأمة من الحرة. وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال: كان رجل من المنافقين يتعرض لنساء المؤمنين يؤذيهن، فإذا قيل له قال: كنت أحسبها أمة، فأمرهن الله تعالى أن يخالفن زي الأماء، ويدنين عليهن من جلابيبهن، تخمر وجهها إلا إحدى عينيها {ذلك أدنى أن يعرفن} يقول: ذلك أحرى أن يعرفن. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، ويبدين عيناً واحدة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان، من أكسيه سود يلبسنها. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يدع في خلافته أمة تقنع ويقول: إنما القناع للحرائر لكيلا يؤذين. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أنس رضي الله عنه قال: رأى عمر رضي الله عنه جارية مقنعة، فضربها بدرته وقال: القي القناع لا تشبهين بالحرائر. وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت: رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين...}. شققن مروطهن. فاعتجرن بها، فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما على رؤوسهن الغربان. وأخرج عبد بن حميد عن ابن شهاب رضي الله عنه أنه قيل له: الأمة تزوج فتخمر قال: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} فنهى الله الاماء أن يتشبهن بالحرائر. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: سألت عبيدة رضي الله عنه عن هذه الآية {يدنين عليهن من جلابيبهن} فرفع ملحفة كانت عليه فقنع بها، وغطى رأسه كله حتى بلغ الحاجبين، وغطى وجهه، وأخرج عينه اليسرى من شق وجهه الأيسر مما يلي العين. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يعدنها على الحواجب {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} قال: قد كانت المملوكة يتناولونها، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالاماء. وأخرج عبد بن حميد عن الكلبي في الآية قال: كن النساء يخرجن إلى الجبابين لقضاء حوائجهن، فكان الفساق يتعرضون لهن، فيؤذونهن فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن، حتى تعلم الحرة من الأمة. وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة أن ذعارا من ذعار أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل، فينظرون النساء ويغمزونهن، وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر إنما يفعلون ذلك بالإِماء، فأنزل الله هذه الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهم من جلابيبهن، وأدنى الجلباب: أن تقنع، وتشده على جبينها. وأخرج ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ} قال: أماؤكن بالمدينة يتعرض لهن السفهاء فيؤذين، فكانت الحرة تخرج، فيحسب أنها أمة فتؤذى، فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال: كان أناس من فساق أهل المدينة بالليل حين يختلط الظلام، يأتون إلى طرق المدينة فيتعرضون للنساء، وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة، فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق، فيقضين حاجتهن، فكان أولئك الفساق يتبعون ذلك منهن، فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا: هذه حرة فكفوا عنها، وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا: هذه أمة فوثبوا عليها. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: يسدلن عليهن من جلابيبهن. وهو القناع فوق الخمار، ولا يحل لمسلمة أن يراها غريب إلا أن يكون عليها القناع فوق الخمار وقد شدت به رأسها ونحرها. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في الآية قال: تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها. وأخرج ابن المنذر عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في قوله: {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: هو الرداء. وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يدنين عليهن من جلابيبهن} قال: يتجلببن بها فيعلمن أنهن حرائر، فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال: سألت عبيداً السلماني رضي الله عنه عن قول الله: {يدنين عليهن من جلابيبهن} فتقنع بملحفة، فغطى رأسه ووجهه، وأخرج احدى عينيه.

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)} أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: إن أناساً من المنافقين أرادوا أن يظهروا نفاقهم، فنزلت فيهم {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم} لنحرشنك بهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال (الارجاف) الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق ويقولون: قد أتاكم عدد وعدة. وذكر لنا: إن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض...} إلى قوله: {لنغرينك بهم} أي لنحملك عليهم، ولنحرشنك بهم، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأسروه {ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً} أي بالمدينة {ملعونين} قال: على كل حال {أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً} قال: إذا هم أظهروا النفاق {سنة الله في الذين خلوا من قبل} يقول: هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق. وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله: {لئن لم ينته المنافقون} قال: يعني المنافقين بأعيانهم {والذين في قلوبهم مرض} شك. يعني المنافقين أيضاً. وأخرج ابن سعد عن عبيد بن حنين رضي الله عنه في قوله: {لئن لم ينته المنافقون} قال: عرف المنافقين بأعيانهم {والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة} هم المنافقون جميعاً. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال: نزلت في بعض أمور النساء. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مالك بن دينار رضي الله عنه قال: سألت عكرمة رضي الله عنه عن قول الله: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض} قال: أصحاب الفواحش. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {والذين في قلوبهم مرض} قال: أصحاب الفواحش. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله: {والذين في قلوبهم مرض} قال: كانوا مؤمنين، وكان في أنفسهم أن يزنوا. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {لئن لم ينته المنافقون} قال: كان النفاق على ثلاثة وجوه: نفاق مثل نفاق عبدالله بن أبي بن سلول. ونفاق مثل نفاق عبدالله بن نبتل، ومالك بن داعس، فكان هؤلاء وجوهاً من وجوه الأنصار، فكانوا يستحبون أن يأتوا الزنا يصونون بذلك أنفسهم {والذين في قلوبهم مرض} قال: الزنا إن وجدوه عملوه، وإن لم يجدوه لم يبتغوه. ونفاق يكابرون النساء مكابرة، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء {لَنُغْرِيَنَّكَ بهم} يقول: لَنُعلِّمَنَّك بهم، ثم قال: {ملعونين} ثم فصله في الآية {أينما ثقفوا} يعملون هذا العمل مكابرة النساء {أخذوا وقتلوا تقتيلاً} قال: السدي رضي الله عنه: هذا حكم في القرآن ليس يعمل به. لو أن رجلاً أو أكثر من ذلك اقتصوا أثر امرأة، فغلبوها على نفسها، ففجروا بها كان الحكم فيهم غير الجلد والرجم. أن يؤاخذوا فتضرب أعناقهم {سنة الله في الذين خلوا من قبل} كذلك كان يفعل بمن مضى من الأمم {ولن تجد لسنة الله تبديلاً} قال: فمن كابر امرأة على نفسها فغلبها فقتل، فليس على قاتله دية لأنه مكابر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لنغرينك بهم} قال: لنسلطنك عليهم. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والخطيب في تالي التلخيص عن محمد بن سيرين رضي الله عنه في قوله: {لئن لم ينته المنافقون...} قال: لا أعلم أغري بهم حتى مات. وأخرج ابن الأنباري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {لنغرينك بهم} قال: لنولعنك قال الحارث بن حلزة: لا تخلنا على غرائك انا *** قلما قد رشى بنا الأعداء

33:60

33:60