Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 44
الربع رقم 2
quran-border  وان يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك والى الله ترجع الامور يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر كبير افمن زين له سوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون والله الذي ارسل الرياح فتثير سحابا فسقناه الى بلد ميت فاحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر اولئك هو يبور والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم ازواجا وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير
Page Number

1

35:2

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)} أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: الغرة في الحياة الدنيا أن يغتر بها، وتشغله عن الآخرة؛ أن يمهد لها، ويعمل لها كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرة {يا ليتني قدمت لحياتي} [ الفجر: 24] والغرة بالله: أن يكون العبد في معصية الله، ويتمنى على الله المغفرة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدواً} قال: عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته، وعداوته أن يعاديه بطاعة الله. وفي قوله: {إنما يدعو حزبه} قال: أولياءه {ليكونوا من أصحاب السعير} أي ليسوقهم إلى النار، فهذه عداوته. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله: {إنما يدعو حزبه...} الآية. قال يدعو حزبه إلى معاصي الله، وأصحاب معاصي الله أصحاب السعير، وهؤلاء حزبه من الإِنس ألا تراه يقول: {أولئك حزب الشيطان} [ المجادلة: 19] قال: والحزب ولاية الذين يتولاهم ويتولونه. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {لهم مغفرة وأجر كبير} قال: كل شيء في القرآن {لهم مغفرة وأجر كبير} ورزق كريم فهو الجنة.

35:5

35:5

{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)} أخرج ابن أبي حاتم عن أبي قلابة أنه سئل عن هذه الآية {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} أهم عمالنا هؤلاء الذين يصنعون؟ قال: ليس هم. إن هؤلاء ليس أحدهم يأتي شيئاً مما لا يحل له إلا قد عرف أن ذلك حرام عليه. إن أتى الزنا فهو حرام، أو قتل النفس فهو حرام، إنما أولئك أهل الملل. اليهود، والنصارى، والمجوس، وأظن الخوارج منهم، لأن الخارجي يخرج بسيفه على جميع أهل البصرة، وقد عرف أنه ليس ينال حاجته منهم، وأنهم سوف يقتلونه، ولولا أنه من دينه ما فعل ذلك. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن في قوله: {أفمن زين له سوء عمله} قال: الشيطان زين لهم- والله- الضلالات {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} أي لا تحزن عليهم. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} قال: هذا المشرك {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} كقوله: {لعلك باخع نفسك} [ الكهف: 6]. وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه قال: أنزلت هذه الآية {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً} حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم أعِزَّ دينَكَ بعمر بن الخطاب، أو بأبي جهل بن هشام، فهدى الله عمر رضي الله عنه، وأضل أبا جهل. ففيهما أنزلت».

{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور} قال: أحيا الله هذه الأرض الميتة بهذا الماء، كذلك يبعث الناس يوم القيامة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه، فلا يبقى خلق لله في السموات والأرض {إلا ما شاء الله...} [ الأعلى: 7]، ثم يرسل الله من تحت العرش منياً كمني الرجال، فتنبت أجسامهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه {الله الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور} ويكون بين النفختين ما شاء الله، ثم يقوم ملك فينفخ فيه، فتنطلق كل نفس إلى جسدها. وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى؟ قال: أما مررت بأرض مجدبة، ثم مررت بها مخضبة تهتز خضراء؟ قال: بلى. قال: كذلك يحيي الله الموتى وكذلك النشور.

{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)} أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {من كان يريد العزة} قال: بعبادة الأوثان {فلله العزة جميعاً} قال: فليتعزز بطاعة الله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله. إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله، قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه، ثم يصعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن، ثم قرأ {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}. وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: ذكر الله {والعمل الصالح يرفعه} قال: أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله ذكر الله فصعد به إلى الله، ومن ذكر الله ولم يؤد فرائضه وكلامه على عمله، وكان عمله أولى به. وأخرج آدم بن أبي أياس والبغوي والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد رضي الله عنه {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: هو الذي يرفع الكلام الطيب. وأخرج الفريابي عن سعيد بن جبير رضي الله عنه، مثله. وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: القرآن. وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر رضي الله عنه في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} قال: الدعاء. وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {إليه يصعد الكَلِمُ الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب إلى الله، ويعرض القول على العمل، فإن وافقه رفع وإلا رد. وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن شهر بن حوشب في الآية قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب. وأخرج ابن المنذر عن مالك بن سعد قال: إن الرجل ليعمل الفريضة الواحدة من فرائض الله وقد أضاع ما سواها، فما زال الشيطان يمنيه فيها، ويزين له حتى ما يرى شيئاً دون الجنة، فقبل أن تعملوا أعمالكم فانظروا ما تريدون بها، فإن كانت خالصة لله فامضوها، وإن كانت لغير الله فلا تشقوا على أنفسكم، ولا شيء لكم فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، فإنه قال تبارك وتعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والعمل الصالح يرفعه} قال: لا يقبل قول إلا بعمل. وقال الحسن: بالعمل قبل الله. وأخرج ابن المبارك عن قتادة رضي الله عنه {والعمل الصالح يرفعه} قال: يرفع الله العمل الصالح لصاحبه. وأخرج عبد بن حميد والبيهقي عن الحسن رضي الله عنه قال: ليس الإِيمان بالتمني ولا بالتخلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. من قال حسناً، وعمل غير صالح، رده الله على قوله. ومن قال حسناً، وعمل صالحاً، رفعه العمل ذلك، لأن الله قال: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه سئل: أتقطع المرأة، والكلب، والحمار، الصلاة؟ فقال: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} فما يقطع هذا، ولكنه مكروه. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله: {والذين يمكرون السيئات} قال: هم أصحاب الرياء وفي قوله: {ومكر أولئك هو يبور} قال: الرياء. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن شهر بن حوشب في قوله: {والذين يمكرون السيئات} قال: يراؤون {ومكر أولئك هو يبور} قال: هم أصحاب الرياء لا يصعد عملهم. وأخرج عن ابن زيد في قوله: {والذين يمكرون السيئات} قال: هم المشركون {ومكر أولئك هو يبور} قال: بار فلم ينفعهم، ولم ينتفعوا به وضرهم. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {والذين يمكرون السيئات} قال: يعملون السيئات {ومكر أولئك هو يبور} قال: يفسد. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {ومكر أولئك هو يبور} قال: يهلك فليس له ثواب في الآخرة.

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والله خلقكم من تراب} يعني خلق آدم من تراب {ثم من نطفة} يعني ذريته، {أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً} [ الشورى: 50]. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما يعمر من معمر...} الآية. يقول: ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر، وقد قضيت له ذلك، فإنما ينتهي له الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه، وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتب له. فذلك قوله: {ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} يقول: كل ذلك في كتاب عنده. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} يقول: لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد. لهذا عمر، ولهذا عمر هو أنقص من عمره، كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال: ما من يوم يعمر في الدنيا إلا ينقص من أجله. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} قال: ليس يوم يسلبه من عمره إلا في كتاب كل يوم في نقصان. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره} إلا في كتاب، قال: مكتوب في أوّل الصحيفة عمره كذا وكذا، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره. وأخرج ابن أبي حاتم عن حسان بن عطية في قوله: {ولا ينقص من عمره} قال: كل ما ذهب من يوم وليلة، فهو نقصان من عمره. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله: {وما يعمر من معمر} إلا كتب الله له أجله في بطن أمه {ولا ينقص من عمره} يوم تضعه أمه بالغاً ما بلغ يقول: لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد. لذا عمر، ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا، وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغاً ما بلغ. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: ألا ترى الناس يعيش الإِنسان مائة سنة. وآخر يموت حين يولد، فهو هذا. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال: ليس من مخلوق إلا كتب الله له عمره جملة، فكل يوم يمر به أو ليلة يكتب: نقص من عمر فلان كذا وكذا... حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب، فعمره جميعاً في كتاب، ونقصانه في كتاب. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني في الآية قال: لا يذهب من عمر إنسان يوم، ولا شهر، ولا ساعة، إلا ذلك مكتوب، محفوظ، معلوم. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: أما العمر فمن بلغ ستين سنة. وأما الذي ينقص من عمره، فالذي يموت قبل أن يبلغ ستين سنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وما يعمر من معمر} قال: في بطن أمه. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولا ينقص من عمره} قال: ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس وأربعين ليلة فيقول: أي رب أشقي، أم سعيد؟ أذكر، أم أنثى؟ فيقول الله... ويكتبان، ثم يكتب عمله، ورزقه، وأجله، وأثره، ومصيبته، ثم تنطوي الصحيفة فلا يزاد فيها، ولا ينقص منها». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة: اللهم أمتعني بزوجي النبي صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «فإنك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، ولن يعجل شيئاً قبل حله، أو يؤخر شيئاً عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار، أو عذاب القبر، كان خيراً وأفضل». وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان في بني إسرائيل اخوان ملكان على مدينتين، وكان أحدهما باراً برحمه، عادلاً على رعيته. وكان الآخر عاقاً برحمه، جائراً على رعيته. وكان في عصرهما نبي، فأوحى الله إلى ذلك النبي أنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة، فأخبر النبي رعية هذا، ورعية هذا، فأحزن ذلك رعية العادل، وأفرح ذلك رعية الجائر، ففرقوا بين الأمهات والأطفال، وتركوا الطعام والشراب، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل، ويزيل عنهم، الجائر، فأقاموا ثلاثاً، فأوحى الله إلى ذلك النبي: أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم، وأجبت دعاءهم، فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار، فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث سنين، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير}».