Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 9
الربع رقم 2
quran-border  والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون ان تضلوا السبيل
Page Number

1

4:37

4:37

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} قال: رأس نملة حمراء. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {مثقال ذرة} قال: نملة. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق عطاء عن عبد الله أنه قرأ {إن الله لا يظلم مثقال نملة}. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} قال: وزن ذرة. وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عمر قال: نزلت هذه الآية في الأعراب، من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها. فقال رجل: وما للمهاجرين؟ قال: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً} وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة. أنه تلا هذه الآية فقال: لأن تفضل حسناتي على سيئاتي بمثقال ذرة أحب إليَّ من الدنيا وما فيها. وأخرج الطيالسي وأحمد ومسلم وابن جرير عن أنس. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله لا يظلم المؤمن حسنة يثاب عليها الرزق في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة لم تكن له حسنة». وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن ماجة وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري. أي النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان» قال أبو سعيد: فمن شك فليقرأ {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: «يؤتى بالعبد يوم القيامة فينادي مناد على رؤوس الأولين والآخرين: هذا فلان بن فلان، من كان له حق فليأت إلى حقه. فيفرح والله المرء أن يدور له الحق على والده أو ولده أو زوجته فيأخذه منه وإن كان صغيراً، ومصداق ذلك في كتاب الله {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [ المؤمنون: 101] فيقال له: ائت هؤلاء حقوقهم. فيقول: أي رب ومن أين وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول الله لملائكته: انظروا أعماله الصالحة وأعطوهم منها. فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة: يا ربنا أعطينا كل ذي حق حقه وبقي له مثقال ذرة من حسنة. فيقول للملائكة: ضعفوها لعبدي، وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة، ومصداق ذلك في كتاب الله {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً} أي الجنة يعطيها. وإن فنيت حسناته وبقيت سيئاته قالت الملائكة: إلهنا فنيت حسناته وبقي طالبون كثير. فيقول الله: ضعوا عليه من أوزارهم واكتبوا له كتاباً إلى النار». وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله: {وإن تك حسنة} وزن ذرة زادت على سيئاته {يضاعفها}، فأما المشرك فيخفف به عنه العذاب ولا يخرج من النار أبداً. واخرج ابن المنذر عن أبي رجاء أنه قرأ: {وإن تك حسنة يضعفها}بتثقيل العين. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان قال: بلغني عن أبي هريرة أنه قال: إن الله يجزي المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة. فأتيته فسألته...؟ قال: نعم. وألفي ألف حسنة، وفي القرآن من ذلك {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها} فمن يدري ما ذلك الإضعاف. وأخرج ابن جرير عن أبي عثمان النهدي قال: لقيت أبا هريرة فقلت له: بلغني أنك تقول أن الحسنة لتضاعف ألف ألف حسنة! قال: وما أعجبك من ذلك؟ فوالله لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة». وأخرج ابن أبي شيبة وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة {ويؤت من لدنه أجراً عظيماً} قال: الجنة.

{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ عليَّ قلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: نعم. إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} فقال: حسبك الآن.. فإذا عيناه تذرفان». وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: «اقرأ. قال: أقرأ وعليك أنزل؟! قال: إني أحب أن أسمعه من غيري. فافتتح سورة النساء حتى بلغ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد...} الآية. فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكف عبد الله». وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري- وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وناس من أصحابه، فأمر قارئاً فقرأ، فأتى على هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه، وقال: «يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره؟». وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره». وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد} قال: رسولها يشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم {وجئنا بك على هؤلاء شهيداً} قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شهيداً عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم» والله تعالى أعلم.

{يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله: {لو تسوّى بهم الأرض} يعني أن تستوي الأرض والجبال عليهم. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية يقول: ودوا لو انخرقت بهم الأرض فساخوا فيها. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {لو تسوّى بهم الأرض} تنشق لهم فيدخلون فيها فتسوي عليهم. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: أرأيت أشياء تختلف على من في القرآن؟ فقال ابن عباس: ما هو، أشك في القرآن؟ قال: ليس شك ولكنه اختلاف. قال: هات ما اختلف عليك من ذلك. قال: اسمع الله يقول {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} [ الأنعام: 23] وقال: {ولا يكتمون الله حديثاً} فقد كتموا، واسمعه يقول {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [ المؤمنون: 101] ثم قال: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [ الصافات: 27] وقال: {أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} [ فصلت: 9] حتى بلغ {طائعين}، فبدأ بخلق الأرض في هذه الآية قبل خلق السماء ثم قال في الآية الأخرى {أم السماء بناها} [ النازعات: 27] ثم قال: {والأرض بعد ذلك دحاها} [ النازعات: 30] فبدأ بخلق السماء في هذه الآية قبل خلق الأرض، واسمعه يقول {وكان الله عزيزاً حكيماً} {وكان الله غفوراً رحيماً} {وكان الله سميعاً بصيراً}، فكأنه كان ثم مضى. وفي لفظ ما شأنه يقول {وكان الله} فقال ابن عباس: أما قوله: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} [ الأنعام: 23]، فإنهم لما رأوا يوم القيامة، وأن الله يغفر لأهل الإسلام ويغفر الذنوب ولا يغفر شركاً، ولا يتعاظمه ذنب أن يغفره جحده المشركون رجاء أن يغفر لهم فقالوا: والله ربنا ما كنا مشركين، فختم الله على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، فعند ذلك يود الذين كفروا لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً. وأما قوله: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} [ المؤمنون: 101] فهذا في النفخة الأولى {ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله} [ الزمر: 68] فلا أنساب بينهم عند ذلك ولا يتساءلون {ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} [ الزمر: 68] {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} [ الصافات: 27]. وأما قوله: {خلق الأرض في يومين} [ فصلت: 9] فإن الأرض خلقت قبل السماء، وكانت السماء دخاناً فسوّاهن سبع سموات في يومين بعد خلق الأرض. وأما قوله: {والأرض بعد ذلك دحاها} [ النازعات: 6] يقول: جعل فيها جبلاً، جعل فيها نهراً، جعل فيها شجراً، وجعل فيها بحوراً. وأما قوله: {وكان الله} فإن الله كان ولم يزل كذلك، وهو كذلك {عزيز حكيم} {عليم قدير} ثم لم يزل كذلك، فما اختلف عليك من القرآن فهو يشبه ما ذكرت لك، وأن الله لم ينزل شيئاً إلا وقد أصاب به الذي أراد ولكن أكثر الناس لا يعلمون. وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك أن نافع بن الأزرق أتى ابن عباس فقال: يا ابن عباس قول الله: {يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثاً} وقوله: {والله ربنا ما كنا مشركين} [ الأنعام: 23] فقال له ابن عباس: إني أحسبك قمت من عند أصحابك فقلت: ألقي على ابن عباس متشابه القرآن، فإذا رجعت إليهم فأخبرهم أن الله جامع الناس يوم القيامة في بقيع واحد. فيقول المشركون: إن الله لا يقبل من أحد شيئاً إلا ممن وَحَّدَهُ. فيقولون: تعالوا نقل. فيسألهم فيقولون {والله ربنا ما كنا مشركين} [ الأنعام: 23] فيختم على أفواههم وتستنطق به جوارحهم، فتشهد عليهم أنهم كانوا مشركين، فعند ذلك تمنوا لو أن الأرض سوّيت بهم ولا يكتمون الله حدثياً. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم عن حذيفة قال: «أتي بعبد آتاه الله مالاً فقال له: ماذا عملت في الدنيا- ولا يكتمون الله حديثاً- فقال: ما عملت من شيء يا رب إلا أنك آتيتني مالاً فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي أن أنظر المعسر قال الله: أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي. فقال أبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم». وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ولا يكتمون الله حديثاً} قال: بجوارحهم.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)} أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاماً، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأت: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي. أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ {قل يا أيها الكافرون} [ الكافرون: 1] فخلط فيها فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال: نزلت في أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعاماً وشراباً، فأكلوا وشربوا، ثم صلى علي بهم المغرب، فقرأ {قل يا أيها الكافرون} [ الكافرون: 1] حتى خاتمتها فقال: ليس لي دين وليس لكم دين. فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}. وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إنما الخمر والميسر...} [ المائدة: 90] الآية. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال: كان قبل أن تُحَرَّمُ الخمر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: نهوا أن يصلوا وهم سكارى، ثم نسخها تحريم الخمر. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والنحاس عن ابن عباس في قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسختها {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} [ المائدة: 6]. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} [ المائدة: 6]. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نشاوى من الشراب {حتى تعلموا ما تقولون} يعني ما تقرؤون في صلاتكم. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: لم يعن بها الخمر، إنما عنى بها سكر النوم. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {وأنتم سكارى} قال: النعاس. وأخرج البخاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف، فلينم حتى يعلم ما يقول». وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: نزلت هذه الآية في المسافر، تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي. وفي لفظ قال: لا يقرب الصلاة إلا أن يكون مسافراً، تصيبه الجنابة فلا يجد الماء فيتيمم ويصلي حتى يجد الماء. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} يقول: لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إذا وجدتم الماء، فإن لم تجدوا الماء فقد أحللت لكم أن تمسحوا بالأرض. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: هو المسافر الذي لا يجد ماء فيتيمم ويصلي. وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لا يمر الجنب ولا الحائض في المسجد، إنما نزلت {ولا جنباً إلا عابري سبيل} للمسافر، يتيمم ثم يصلي. وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: مسافرين لا تجدون ماء. وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والقاضي إسماعيل في الأحكام والطحاوي في مشكل الآثار والباوردي في الصحابة والدارقطني والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة عن الأسلع بن شريك قال: «كنت أرحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلاً من الأنصار فرحلها، ثم رضفت أحجاراً فأسخنت بها ماء، فاغتسلت به. فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل} إلى {إن الله كان عفواً غفوراً}». وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد جبير وابن جرير والطبراني في سننه من وجه آخر عن الأسلع قال: «كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له، فقال لي ذات ليلة: يا أسلع، قم فارحل لي. قلت: يا رسول الله أصابتني جنابة. فسكت عني ساعة حتى جاء جبريل بآية الصعيد فقال: قم يا أسلع فتيمم، ثم أراني الأسلع كيف علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التيمم قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض فمسح وجهه، ثم ضرب فدلك إحداهما بالأخرى، ثم نفضهما ثم مسح بهما ذراعيه ظاهرهما وباطنهما». وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس {لا تقربوا الصلاة} قال: المساجد. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه من طريق عطاء بن يسار عن ابن عباس {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب إلا عابري سبيل. قال: تمر به مراً ولا تجلس. وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: إن رجالاً من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد، فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم، فيريدون الماء ولا يجدون ممراً إلا في المسجد، فأنزل الله هذه الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: هو الممر في المسجد. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لا بأس للحائض والجنب أن يمرا في المسجد ما لم يجلسا فيه. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة قال: الجنب يمر في المسجد ولا يجلس فيه، ثم قرأ {ولا جنباً إلا عابري سبيل}. وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: الجنب يمر في المسجد. وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في سننه عن ابن مسعود. أنه كان يرخص للجنب أن يمر في المسجد مجتازاً، وقال: {ولا جنباً إلا عابري سبيل}. وأخرج البيهقي عن أنس في قوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل} قال: يجتاز ولا يجلس. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي عن جابر قال: كان أحدنا يمر في المسجد وهو جنب مجتازاً. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وإن كنتم مرضى} قال: نزلت في رجل من الأنصار، كان مريضاً فلم يستطع أن يقوم، فيتوضأ ولم يكن له خادم فينا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأنزل الله هذه الآية. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {وإن كنتم مرضى} قال: هو الرجل المجدور، أو به الجراح أو القرح، يجنب فيخاف إن اغتسل أن يموت فيتيمم. وأخرج الحاكم والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس رفعه في قوله: {وإن كنتم مرضى} قال: «إذا كانت بالرجل الجراحة في سبيل الله، أو القروح، أوالجدري، فيجنب فيخاف إن اغتسل أن يموت فليتيمم». وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد في قوله: {وإن كنتم مرضى} قال: هي للمريض، تصيبه الجنابة إذا خاف على نفسه الرخصة في التيمم، مثل المسافر إذا لم يجد الماء. وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد. أنه قال: للمريض المجدور وشبهه رخصة في أن لا يتوضأ، وتلا {وإن كنتم مرضى أو على سفر} ثم يقول: هي مما خفي من تأويل القرآن. وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال: نال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جراحة، ففشت فيهم، ثم ابتلوا بالجنابة، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت {وإن كنتم مرضى...} الآية كلها. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله: {وإن كنتم مرضى} قال: المريض الذي قد أرخص له في التيمم هو الكسير والجريح، فإذا أصابت الجنابة لا يحل جراحته إلا جراحة لا يخشى عليها. وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ومجاهد قالا في المريض تصيبه الجنابة فيخاف على نفسه: هو بمنزلة المسافر الذي لا يجد الماء يتيمم. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: المريض الذي لا يجد أحداً يأتيه بالماء، ولا يقدر عليه، وليس له خادم ولا عون، يتيمم ويصلي. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} قال: الغائط الوادي. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ومسدد وابن أبي شيبة في مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم والبيهقي من طرق عن ابن مسعود في قوله: {أو لامستم النساء} قال: اللمس. ما دون الجماع، والقبلة منه، وفيها الوضوء. وأخرج الطبراني عن ابن مسعود. أنه كان يقول في هذه الآية {أو لامستم النساء} هو الغمز. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن ابن عمر. أنه كان يتوضأ من قبلة المرأة، ويقول: هي اللماس. وأخرج الشافعي في الأم وعبد الرزاق وابن المنذر والبيهقي عن ابن عمر قال: قبلة الرجل امرأته وجسها بيده من الملامسة، فمن قبل امرأته أو جسها بيده فعليه الوضوء. وأخرج الحاكم والبيهقي عن عمر قال: إن القبلة من اللمس فتوضأ منها. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال: اللمس هو الجماع ولكن الله كنى عنه. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {أو لامستم النساء} قال: هو الجماع. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: كنا في حجرة ابن عباس ومعنا عطاء بن أبي رباح، ونفر من الموالي، وعبيد بن عمير، ونفر من العرب، فتذاكرنا اللماس فقلت أنا وعطاء والموالي: اللمس باليد. وقال عبيد بن عمير والعرب: هو الجماع. فدخلت على ابن عباس فأخبرته فقال: غُلِبَتْ الموالي وأصابت العرب. ثم قال: إن اللمس، والمس، والمباشرة إلى الجماع ما هو، ولكن الله يكني ما شاء بما شاء. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {أو لامستم النساء} قال: أو جامعتم النساء، وهذيل تقول: اللمس باليد. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. قال أما سمعت لبيد بن ربيعة حيث يقول: يلمس الاحلاس في منزله *** بيديه كاليهودي المصل وقال الأعشى: ورادعة صفراء بالطيب عندنا *** للمس الندامى من يد الدرع مفتق وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي. أنه كان يقرأ {أو لمستم النساء} قال: يعني ما دون الجماع. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة عن قوله: {أو لامستم النساء} فأشار بيده وضم أصابعه، كأنه يتناول شيئاً يقبض عليه. قال محمد: ونبئت عن ابن عمر أنه كان إذا مس مخرجه توضأ، فظننت قول ابن عمر وعبيدة شيئاً واحداً. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان قال: اللمس باليد. وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة قال: ما دون الجماع. وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: الملامسة دون الجماع. وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال: الملامسة الجماع. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {فتيمموا صعيداً طيباً} قال: تحروا تعمدوا صعيداً طيباً. وأخرج ابن جرير عن قتادة {صعيداً طيباً} قال: التي ليس فيها شجر ولا نبات. وأخرج ابن جرير عن عمرو بن قيس الملائي قال: الصعيد التراب. وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن بشير في الآية قال: الطيب. ما أتت عليه الأمطار وطهرته. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: {صعيداً طيباً} قال: حلالاً لكم. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال: إن أطيب الصعيد أرض الحرث. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن حماد قال: كل شيء وضعت يدك عليه فهو صعيد، حتى غبار لبدك فتيمم به. وأخرج الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصعيد أطيب؟ قال: أرض الحرث». وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أبي هريرة قال: «لما نزلت آية التيمم لم أدر كيف أصنع، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده، فانطلقت أطلبه فاستقبلته، فلما رآني عرف الذي جئت له، فبال ثم ضرب بيديه الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه». وأخرج ابن عدي عن عائشة قالت: «لما نزلت آية التيمم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأرض فمسح بهما وجهه، وضرب بيده الأخرى ضربة أخرى فمسح بهما كفيه». وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن عمار بن ياسر قال: كنت في سفر فاجنبت فتمعكت فصليت، ثم ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنما كان يكفيك أن تقول هكذا، ثم ضرب بيديه الأرض فمسح بهما وجهه وكفيه». وأخرج الطبراني والحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «التيمم ضربتان. ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين.». وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: «تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربنا بأيدينا على الصعيد الطيب، ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بها وجوهنا، ثم ضربنا ضربة أخرى، ثم نفضنا أيدينا فمسحنا بأيدينا من المرافق إلى الأكف على منابت الشعر من ظاهر وباطن». وأخرج ابن جرير عن أبي مالك قال: تيمم عمار، فمسح وجهه ويديه، ولم يمسح الذراع. وأخرج عن مكحول قال: التيمم ضربة للوجه والكفين إلى الكوع، فإن الله قال في الوضوء {وأيديكم إلى المرافق} [ المائدة: 6] وقال في التيمم {وأيديكم} ولم يستثن فيه كما استثنى في الوضوء إلى المرافق، وقال الله: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} [ المائدة: 38] فإنما تقطع يد السارق من مفصل الكوع. وأخرج ابن جرير عن الزهري قال: التيمم إلى الآباط. وأخرج ابن جرير والبيهقي في سننه عن عمار بن ياسر قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلك عقد لعائشة، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أضاء الصبح، فتغيظ أبو بكر على عائشة، فنزلت عليه رخصة المسح بالصعيد، فدخل أبو بكر فقال لها: إنك لمباركة، نزل فيك رخصة. فضربنا بأيدينا ضربة لوجهنا، وضربة بأيدينا إلى المناكب والآباط. قال الشافعي: هذا منسوخ، لأنه أول تيمم كان حين نزلت آية التيمم، فكل تيمم جاء بعده يخالفه، فهو له ناسخ». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والحاكم والبيهقي عن أبي ذر قال: «اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا ذر ابْدُ فيها، فبدوت فيها إلى الربذة، وكانت تصيبني الجنابة فامكث الخمسة والستة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء». وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي عثمان الهندي قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تمسحوا بها فإنها بكم بَرَّةٌ» يعني الأرض. وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس قال: من السنة أن لا يُصَلِّي الرجلُ بالتيمم إلا صلاة واحدة ثم يتيمم للأخرى. وأخرج ابن أبي شيبة عن علي قال: يُتَيَمَّمُ لكل صلاة. وأخرج ابن أبي شيبة عن عمرو بن العاص قال: يُتَيَمَّمُ لكل صلاة.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ (44) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا (45) مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46)} أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود، إذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه، وقال: ارعنا سمعك يا محمد حتى نفهمك، ثم طعن في الإسلام وعابه. فأنزل الله فيه {ألم تر الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يشترون الضلالة} إلى قوله: {فلا يؤمنون إلا قليلاً}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب} إلى قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه} قال: نزلت في رفاعة بن زيد بن التابوت اليهودي والله أعلم. وأخرج ابن أبي حاتم وهيب بن الورد قال: قال الله «يا ابن آدم اذكرني إذا غضبت أذكرك إذا غضبت، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت فاصبر وارض بنصرتي، فإن نصرتي لك خير من نصرتك لنفسك». وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه} يعني يحرفون حدود الله في التوراة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه} قال: تبديل اليهود التوراة {ويقولون سمعنا وعصينا} قالوا: سمعنا ما تقول ولا نطعيك {واسمع غير مسمع} قال: غير مقبول ما تقول {لياً بألسنتهم} قال: خلافاً يلوون به ألسنتهم {واسمع وانظرنا} قال: أفهمنا لا تعجل علينا. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه} قال: لا يضعونه على ما أنزله الله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن عباس في قوله: {واسمع غير مسمع} يقولون: اسمع لأسمعت. وفي قوله: {وراعنا} قال: كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا سمعك وإنما راعنا كقولك عاطنا. وفي قوله: {لياً بألسنتهم} قال: تحريفاً بالكذب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي قال: كان ناس منهم يقولون: اسمع غير مسمع كقولك: اسمع غير صاغر. وفي قوله: {لياً بألسنتهم} قال: بالكلام شبه الاستهزاء {وطعنا في الدين} قال: في دين محمد عليه السلام. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: اللي تحريكهم ألسنتهم بذلك.