Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 10
الربع رقم 1
quran-border  الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم اولياء حتى يهاجروا في سبيل الله فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا الا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق او جاءوكم حصرت صدورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ستجدون اخرين يريدون ان يامنوكم ويامنوا قومهم كل ما ردوا الى الفتنة اركسوا فيها فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا ايديهم فخذوهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم واولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانا مبينا
Page Number

1

{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)} أخرج ابن المنذر والخطيب عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه فقال: «يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه أنه من أطاعني فقد أطاع الله؟ قالوا: بلى، نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله، وإن من طاعته طاعتك. قال: فإن من طاعة الله أن تطيعوني، وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم، وإن صلوا قعوداً فصلوا قعوداً أجمعين». وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن المنذر عن ربيع بن خثيم، قال: حرف، وأيما حرف {من يطع الرسول فقد أطاع الله} فوض إليه فلا يأمر إلا بخير. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد. أنه سئل عن قوله: {فما أرسلناك عليهم حفيظاً} قال: هذا أول ما بعثه قال: إن عليك إلا البلاغ، ثم جاء بعد هذا يأمره بجهادهم والغلظة عليهم حتى يسلموا.

{فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (89)} أخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن زيد بن ثابت. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد، فرجع ناس خرجوا معه، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين. فرقة تقول نقتلهم، وفرقة تقول. لا. فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين...} الآية كلها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها طيبة، وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة». وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن ابن سعد بن معاذ الأنصاري. أن هذه الآية أنزلت فينا {فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: «من لي بمن يؤذيني ويجمع لي في بيته من يؤذيني؟ فقام سعد بن معاذ فقال: إن كان منا يا رسول الله قتلناه، وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فاطعناك. فقام سعد بن عبادة فقال: ما بك يا ابن معاذ طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن عرفت ما هو منك. فقام أسيد بن حضير فقال: إنك يا ابن عبادة منافق تحب المنافقين. فقال محمد بن مسلمة فقال: استكوا أيها الناس، فإن فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأمرنا فننفذ لأمره. فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين...} الآية». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: «إن قوماً كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا فيهم بأس، وإن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم. وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله... ! تقتلون قوماً قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم تستحل دماؤهم وأموالهم، فكانوا كذلك فئتين والرسول عندهم لا ينهى واحداً من الفريقين عن شيء. فنزلت {فما لكم في المنافقين فئتين} إلى قوله: {حتى يهاجروا في سبيل الله} يقول: حتى يصنعوا كما صنعتم {فإن تولوا} قال: عن الهجرة». وأخرج أحمد بسند فيه انقطاع عن عبد الرحمن بن عوف أن قوماً من العرب أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فأسلموا وأصابهم وباء المدينة حماها فاركسوا، خرجوا من المدينة، فاستقبلهم نفر من الصحابة فقالوا لهم: ما لكم رجعتم؟ قالوا: أصابنا وباء المدينة فقالوا: ما لكم في رسول الله اسوة حسنة. فقال بعضهم: نافقوا. وقال بعضهم: لم ينافقوا، إنهم مسلمون. فأنزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين...} الآية. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أبي سلمة عن عبد الرحمن. أن نفراً من طوائف العرب هاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمكثوا معه ما شاء الله أن يمكثوا، ثم ارتكسوا فرجعوا إلى قومهم، فلقوا سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفوهم فسألوهم ما ردكم؟ فاعتلوا لهم فقال بعض القوم لهم: نافقتم، فلم يزل بعض ذلك حتى فشا فيهم القول، فنزلت هذه الآية {فما لكم في المنافقين فئتين}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} قال: قوم خرجوا من مكة حتى جاؤوا المدينة، يزعمون أنهم مهاجرون ثم ارتدوا بعد ذلك، فاستأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليأتوا ببضائع لهم يتجرون فيها، فاختلف فيهم المؤمنون فقائل يقول: هم منافقون. وقائل يقول: هم مؤمنون، فبين الله نفاقهم، فأمر بقتلهم، فجاءوا ببضائعهم يريدون هلال بن عويمر الأسلمي وبينه وبين محمد عليه السلام حلف، وهو الذي حصر صدره أن يقاتل المؤمنين أو يقاتل قومه، فدفع عنهم بأنهم يؤمون هلالاً وبينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} قال: ذكر لنا أنهما كانا رجلين من قريش، كانا مع المشركين بمكة، وكانا قد تكلما بالإسلام ولم يهاجرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيهما ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما مقبلان إلى مكة، فقال بعضهم: إن دماءهما وأموالهما حلال. وقال بعضهم: لا يحل ذلك لكم. فتشاجروا فيهما، فانزل الله: {فما لكم في المنافقين فئتين} حتى بلغ {ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم}. وأخرج ابن جرير عن معمر بن راشد قال: بلغني أن ناساً من أهل مكة كتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد أسلموا، أو كان ذلك منهم كذباً، فلقوهم فاختلف فيهم المسلمون فقالت طائفة: دماؤهم حلال. وطائفة قالت: دماؤهم حرام. فأنزل اله {فما لكم في المنافقين فئتين}. وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية قال: هم ناس تخلفوا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأقاموا بمكة وأعلنوا الإيمان ولم يهاجروا، فاختلف فيهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتولاهم ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من ولايتهم آخرون، وقالوا: تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجروا فسماهم الله منافقين، وبرأ المؤمنين من ولايتهم، وأمرهم أن لا يتولوهم حتى يهاجروا. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: كان ناس من المنافقين أرادوا أن يخرجوا من المدينة، فقالوا للمؤمنين: إنا قد أصابنا أوجاع في المدينة واتخمناها، فلعلنا أن نخرج إلى الظهر حتى نتماثل ثم نرجع، فإنا كنا أصحاب برية. فانطلقوا واختلف فيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت طائفة: أعداء الله منافقون، وددنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لنا فقاتلناهم. وقالت طائفة: لا، بل إخواننا تخمتهم المدينة فاتخموها، فخرجوا إلى الظهر يتنزهون فإذا برئوا رجعوا. فأنزل الله في ذلك {فما لكم في المنافقين فئتين}. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال: أخذ ناس من المسلمين أموالاً من المشركين فانطلقوا بها تجاراً إلى اليمامة، فاختلف المسلمون فيهم، فقالت طائفة: لو لقيناهم قتلناهم وأخذنا ما في أيديهم. وقال بعضهم: لا يصلح لكم ذلك، إخوانكم انطلقوا تجاراً. فنزلت هذه الآية {فما لكم في المنافقين فئتين}. وأخرج ابن جرير من طريق ابن وهب عن ابن زيد في قوله: {فما لكم في المنافقين فئتين} قال: هذا في شأن ابن أبي، حين تكلم في عائشة ما تكلم، فنزلت إلى قوله: {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله} فقال سعد بن معاذ: فإني أبرأ إلى الله وإلى رسوله منه. يريد عبد الله بن أبي بن سلول. وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: «كيف ترون في الرجل يخاذل بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسيء القول لأهل رسول الله وقد برأها الله»، ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة، فنزل القرآن في ذلك {فما لكم في المنافقين فئتين...} الآية. فلم يكن بعد هذه الآية ينطق ولا يتكلم فيه أحد. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {والله أركسهم} يقول: أوقعهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس {أركسهم} قال: ردهم. وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قول {أركسهم} قال: حبسهم في جهنم بما عملوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أمية بن الصلت في شعره: أركسوا في جهنم أنهم كانوا عتاة *** يقولوا مينا وكذبا وزورا وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة {أركسهم بما كسبوا} قال: أهلكهم بما عملوا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي {أركسهم} قال: أضلهم.

{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)} أخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن سلمان الفارسي قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال: وعليك ورحمة الله، ثم أتى آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال له: وعليك. فقال له الرجل: يا نبي الله- بأبي أنت وأمي- أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي؟! فقال: إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} فرددناها عليك». وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة «أن رجلاً مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلس فقال: سلام عليكم. فقال: عشر حسنات. فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: عشرون حسنة. فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: ثلاثون حسنة». وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال: «جاء رجل فسلم فقال: السلام عليكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشر. فجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرون. فجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: ثلاثون». وأخرج البيهقي عن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: السلام عليكم كتب الله له عشر حسنات، فإن قال: السلام عليكم ورحمة الله كتب الله له عشرين حسنة، فإن قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثين حسنة». وأخرج أحمد والدرامي وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي عن عمران بن حصين «أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم. فرد عليه وقال: عشر. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فرد عليه ثم جلس فقال: عشرون. ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد عليه ثم جلس فقال: ثلاثون». وأخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه زاد، ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله ورحمته وبركاته ومغفرته. فقال: أربعون. قال: هكذا تكون الفضائل». وأخرج ابن جرير عن السدي {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} يقول: «إذا سلم عليك أحد فقل أنت: وعليك السلام ورحمة الله، أو تقطع إلى السلام عليك كما قال لك». وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء في قوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} قال: ذلك كله في أهل الإسلام. وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر. أنه كان إذا سلم عليه إنسان رد كما يسلم عليه، يقول: السلام عليكم. فيقول عبد الله: السلام عليكم. وأخرج البيهقي أيضاً عن عروة بن الزبير. أن رجلاً سلم عليه فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال عروة: ما ترك لنا فضل، إن السلام انتهى إلى وبركاته. وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن سالم مولى عبد الله بن عمر قال: كان ابن عمر إذا سلم عليه فرد زاد، فاتيته فقلت: السلام عليكم. فقال: السلام: عليكم ورحمة الله، ثم أتيته مرة أخرى فقلت: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أتيته مرة أخرى فقلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطيب صلواته. وأخرج البيهقي من طريق المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله: {فحيوا بأحسن منها} قال: تقول إذا سلم عليك أخوك المسلم فقال: السلام عليك. فقل: السلام عليكم ورحمة الله {أو ردوها} يقول: إن لم تقل له السلام عليك ورحمة الله فرد عليه كما قال: السلام عليكم كما سلم، ولا تقل وعليك. وأخرج ابن المنذر من طريق يونس بن عبيد عن الحسن في الآية قال: {أحسن منها} للمسلمين {أو ردوها} على أهل الكتاب قال: وقال الحسن: كل ذلك للمسلم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه، وإن كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، ذلك بأن الله يقول {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها}. وأخرج البخاري في الأدب وابن المنذر عن ابن عباس قال: لو أن فرعون قال لي: بارك الله فيك. لقلت: وفيك بارك الله. وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير عن الحسن قال: السلام تطوّع، والرد فريضة. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض: فافشوه بينكم، وإذا مر رجل بالقوم فسلم عليهم فردوا كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم السلام، وإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأفضل». وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن ابن مسعود. موقوفاً. وأخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض، فافشوا السلام بينكم». وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فافشوه بينكم». وأخرج البيهقي عن ابن عمر قال: السلام اسم من أسماء الله، فإذا أنت أكثرت منه أكثرت من ذكر الله. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن السلام اسم من أسماء الله جعله بين خلقه، فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير». وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام بينكم فإنها تحية أهل الجنة، فإذا مر رجل على ملأ فسلم عليهم كان له عليهم درجة وإن ردوا عليه، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم الملائكة». وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي بكر الصديق قال: السلام أمان الله في الأرض. وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من بدا بالسلام فهو أولى بالله ورسوله». وأخرج البخاري في الأدب وابن مردويه عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين» ولفظ ابن مردويه قال: «إن اليهود قوم حسد، وإنهم لن يحسدوا أهل الإسلام على أفضل من السلام، أعطانا الله في الدنيا وهو تحية أهل الجنة يوم القيامة، وقولنا وراء الإمام آمين». وأخرج البيهقي عن الحارث بن شريح. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المسلم أخو المسلم، إذا لقيه رد عليه من السلام بمثل ما حياه به أو أحسن من ذلك، وإذا استأمره نصح له، وإذا استنصره على الأعداء نصره، وإذا استنعته قصد السبيل يسره ونعت له، وإذا استغاره أحد على العدو أغاره، وإذا استعاره الحد على المسلم لم يعره، وإذا استعاره الجنة أعاره لا يمنعه الماعون. قالوا: يا رسول الله وما الماعون؟ قال: الماعون في الحجر والماء والحديد. قالوا: وأي الحديد؟ قال: قدر النحاس وحديد الفاس الذي تمتهنون به. قالوا: فما هذا الحجر؟ قال: القدر من الحجارة». وأخرج البيهقي عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا التقى المؤمنان فسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا، كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشراً لصاحبه ونزلت بينهما مائة رحمة، للبادي تسعون وللمصافح عشر». وأخرج البيهقي عن الحسن. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه». وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي أمامة. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله جعل السلام تحية لأمتنا، وأماناً لأهل ذمتنا». وأخرج البيهقي عن زيد بن أسلم. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير، والصغير على الكبير، وإذا مر بالقوم فسلم منهم واحداً أجزأ عنهم، وإذا رد من الآخرين واحد أجزأ عنهم». وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمرو قال: «مر على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران فسلم عليه، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم». وأخرج البيهقي عن سعيد بن أبي هلال الليثي قال: سلام الرجل يجزي عن القوم، ورد السلام يجزي عن القوم. وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال: إني لأرى جواب الكتاب حقاً، كما أرى حق السلام. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة في قوله: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} قال: ترون هذا في السلام وحده؟ هذا في كل شيء، من أحسن إليك فأحسن إليه وكافئه، فإن لم تجد فادع له أو أثن عليه عند إخوانه. وأخرج عن سعيد بن جبير في قوله: {إن الله كان على كل شيء} يعني من التحية وغيرها {حسيباً} يعني شهيداً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {حسيباً} قال: حفيظاً.

{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا (90)} وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال: «لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على أهل بدر وأحد، وأسلم من حولهم قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة. فقالوا: مه. فقال: دعوه، ما تريد؟ قلت: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي، وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن لقلوب قومك عليهم. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد خالد فقال: اذهب معه فافعل ما يريد، فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم. فأنزل الله: {ودوا لو تكفرون} حتى بلغ {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق} يقول: إذا أظهروا كفرهم فاقتلوهم حيث وجدتموهم، فإن أحد منهم دخل في قوم بينكم وبينهم ميثاق فاجروا عليه مثل ما تجرون على أهل الذمة. وأخرج أبو داود في ناسخه وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله: {إلا الذين يصلون إلى قوم} الآية. قال: نسختها براءة {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [ التوبة: 5]. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {حصرت صدورهم} قال: عن هؤلاء، وعن هؤلاء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن السدي {أو جاءوكم} يقول: رجعوا فدخلوا فيكم {حصرت صدورهم} يقول: ضاقت صدورهم. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة. أنه قرأ {حصرت صدورهم} أي كارهة صدورهم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع {وألقوا إليكم السلم} قال: الصلح. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس عن قتادة في قوله: {فإن اعتزلوكم} الآية. قال: نسختها {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [ التوبة: 5]. وأخرج ابن جرير عن الحسن وعكرمة في هذه الآية قالا: نسخها في براءة.

{سَتَجِدُونَ آَخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (91)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {ستجدون آخرين} الآية. قال: ناس من أهل مكة كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم، فيسلمون رياء، ثم يرجعون إلى قريش فيرتكسون في الأوثان، يبتغون بذلك أن يأمنوا هاهنا وههنا، فأمر بقتالهم إن لم يعتزلوا ويصالحوا. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} يقول: كلما أرادوا أن يخرجوا من فتنة أركسوا فيها، وذلك أن الرجل كان يوجد قد تكلم بالإسلام، فيتقرب إلى العود والحجر، وإلى العقرب والخنفساء، فيقول المشركون لذلك المتكلم بالإسلام: قل هذا ربي، للخنفساء والعقرب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ستجدون آخرين...} الآية. قال: حي كانوا بتهامة قالوا: يا نبي الله لا نقاتلك ولا نقاتل قومنا، وأرادوا أن يأمنوا نبي الله ويأمنوا قومهم، فأبى الله ذلك عليهم فقال: {كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} يقول: كلما عرض لهم بلاء هلكوا فيه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال: ثم ذكر نعيم بن مسعود الأشجعي، وكان يأمن في المسلمين والمشركين بنقل الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين، فقال: {ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كلما ردوا إلى الفتنة} يقول: إلى الشرك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها} قال: كلما ابتلوا بها عموا فيها.