Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 48
الربع رقم 4
quran-border  ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ان كنتم اياه تعبدون فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسامون
Page Number

1

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32)} أخرج الترمذي والنسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن عدي وابن مردويه قال: قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: «قد قالها ناس من الناس ثم كفر أكثرهم، فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها». وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور ومسدد وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن عمران عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال الاستقامة أن لا تشركوا بالله شيئاً. وأخرج ابن راهويه وعبد بن حميد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: ما تقولون في هاتين الآيتين {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} {والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} [ الأنعام: 82] قالوا: لم يذنبوا قال: لقد حملتموها على أمر شديد {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} يقول: بشرك {والذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان. وأخرج ابن مردويه من طريق الثوري رضي الله عنه عن بعض أصحابه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: على فرائض الله. وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: على شهادة أن لا إله إلا الله. وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: استقاموا بطاعة الله ولم يروغوا روغان الثعلب. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه سئل أي آية في كتاب الله أرحب؟ قال: قوله: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} على شهادة أن لا إله إلا الله قيل له: فأين قوله تعالى {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم...} [ الزمر: 53] زاد قرأ {وأنيبوا إلى ربكم} [ الزمر: 54] فيهما علقه اعملوا. وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم ومجاهد رضي الله عنهما في قوله: {ثم استقاموا} قال: قالوا لا إله إلا الله لم يشركوا بعدها بالله شيئاً حتى يلقوه. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {قالوا ربنا الله} وحده {ثم استقاموا} يقول: على أداء فرائض الله {تتنزل عليهم الملائكة} قال: في الآخرة. وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي والبخاري في تاريخه ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن سفيان الثقفي أن رجلاً قال: «يا رسول الله مرني بأمر في الإِسلام لا أسأل عنه أحداً بعدك؟ قال: قل آمنت بالله ثم استقم قلت: فما اتقى؟ فأوما إلى لسانه». وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله: {تتنزل عليهم الملائكة} قال: عند الموت. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: {أن لا تخافوا} مما تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة {ولا تحزنوا} على ما خلفتم من أمر دنياكم من ولد وأهل ودين مما استخلفكم في ذلك كله. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال: يؤتى المؤمن عند الموت فيقال: لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه، ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها، وأبشر بالجنة فيموت وقد قر الله عينه. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في الآية قال: يبشر بها عند موته، وفي قبره، ويوم يبعث، فإنه لقي الجنة وما رميت فرحة البشارة من قلبه. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال: {لا تخافوا} من ضيعتكم. وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن علي بن أبي طالب قال: حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم مصيرها؟ وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال: إن المؤمن يبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه. وأخرج أحمد والنسائي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه قلنا: يا رسول الله كلنا يكره الموت قال: ليس ذلك كراهية الموت ولكن المؤمن إذا احتضر جاءه البشير من الله بما هو صائر إليه، فليس شيء أحب إليه من أن يكون لقي الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر والفاجر إذا احتضر جاءه بما هو صائر إليه من الشر فكره الله لقاءه». وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ثابت أنه قرأ السجدة حتى بلغ {تتنزل عليهم الملائكة} فوقف قال: بلغنا أن العبد المؤمن يبعثه الله من قبره يتلقاه ملكاه اللذان كانا معه في الدنيا فيقولان له: لا تخف ولا تحزن وأبشر بالجنة التي كنت توعد فيؤمن الله خوفه، ويقر عينه، وبما عصمه ألا وهي للمؤمن قرة عين لما هداه الله تعالى ولما كان يعمل في الدنيا. وأخرج ابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {نحن أولياؤكم...} قال: رفقاؤكم في الدنيا لا نفارقكم حتى ندخل معكم الجنة، ولفظ عبد بن حميد قال: قرناؤهم الذين معهم في الدنيا. فإذا كان يوم القيامة قالوا: لن نفارقكم حتى ندخلكم الجنة. وأخرج أبو نعيم في صفة الجنة والبيهقي في البعث عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أهل الجنة في مجلس لهم إذ سطع لهم نور على باب الجنة، فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف فقال يا أهل الجنة سلوني فقالوا: نسألك الرضا عنا قال: رضاي أَحَلَّكُمْ داري، وأنَالَكُم كرامتي هذه وأيها تسألوني؟ قالوا: نسألك الزيادة قال: فيؤتون بنجائب من ياقوت أحمر، أزمتها زبرجد أخضر، وياقوت أحمر فجاؤوا عليها تضع حوافرها عند منتهى طرفها، فأمر الله بأشجار عليها الثمار، فتجيء حور من العين وهن يقلن: نحن الناعمات فلا نباس، ونحن الخالدات فلا نموت، أزواج قوم مؤمنين كرام، ويأمر الله بكثبان من مسك أبيض أذفر فتنثر عليهم ريحاً يقال لها المثيرة حتى تنتهي بهم إلى جنة عدن وهي قصبة الجنة فتقول الملائكة: يا ربنا قد جاء القوم فيقول: مرحباً بالصادقين فيكشف لهم الحجاب، فينظرون إلى الله فيتمتعون بنور الرحمن حتى لا يبصر بعضهم بعضاً. ثم يقول ارجعوهم إلى القصور بالتحف، فيرجعون وقد أبصر بعضهم بعضاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذلك قوله تعالى {نزلاً من غفور رحيم}». وأخرج ابن النجار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، مثله سواء.

41:30

41:30

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)} أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} قالت: المؤذن {وعمل صالحاً} قالت: ركعتان فيما بين الآذان والإِقامة. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه من وجه آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذنين {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله}. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} قال: هو النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن سيرين رضي الله عنه في قوله: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} قال: ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في الآية قال: هو المؤمن عمل صالحاً ودعا إلى الله تعالى. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} قال: هذا عبد صدق قوله، وعمله، ومولجه، ومخرجه، وسره، وعلانيته، ومشهده، ومغيبه. وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} قال: قول لا إله إلا الله يعني المؤذن {وعمل صالحاً} صام وصلى. وأخرج الخطيب في تاريخه عن قيس بن أبي حازم رضي الله عنه في قوله: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله} قال: الأذان {وعمل صالحاً} قال: الصلاة بين الآذان والاقامة قال الخطيب: قال أبو بكر النقاش رضي الله عنه، قال لي أبو بكر بن أبي داود في تفسيره عشرون ومائة ألف حديث ليس فيه هذا الحديث. وأخرج سعيد بن منصور عن عاصم بن هبيرة قال: إذا فرغت من اذانك فقل: لا إله إلا الله، والله أكبر، وأنا من المسلمين، ثم قرأ {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}. وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن معاوية رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن المؤذنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة». وأخرج ابن أبي شيبة والديلمي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلال سيد المؤذنين يوم القيامة ولا يتبعه إلا مؤمن، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه كل رطب ويابس». وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه أنه قال لرجل: ما عملك؟ قال: الآذان قال: نعم العمل عملك، يشهد لك كل شيء سمعك. وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لو أطقت الآذان مع الخليفي لأذنت. وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد رضي الله عنه قال: لأن أقوى على الآذان أحب إليّ من أن أحج، أو أعتمر، أو أجاهد. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لو كنت مؤذناً ما باليت أن لا أحج، ولا أغزو. وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب رضي الله عنه قال: من أذن كتب له سبعون حسنة، وإن أقام فهو أفضل. وأخرج ابن أبي شيبة من طريق هشام عن يحيى رضي الله عنه قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو علم الناس ما في الآذان لتجاذبوه قال: وكان يقال: ابتدروا الآذان ولا تبتدروا الإِمامة». وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن الحسن رضي الله عنه قال: المؤذن المحتسب أول ما يكسى يوم القيامة.

{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} قال: أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإِساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم {كأنه ولي حميم}. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن} قال: ألقه بالسلام {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}. وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ادفع بالتي هي أحسن} قال: السلام، إن تسلم عليه إذا لقيته. وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه {ادفع بالتي هي أحسن} قال: السلام. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {كأنه ولي حميم} قال: ولي رقيب. وفي قوله: {إلا ذو حظ عظيم} قال: الجنة. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {وما يلقاها إلا الذين صبروا} قال: والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظاً، ويصفح عن بعض ما يكره. وأخرج ابن المنذر عن أنس رضي الله عنه في قوله: {وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} قال: الرجل يشتمه أخوه فيقول إن كنت صادقاً يغفر الله لي، وإن كنت كاذباً يغفر الله لك. والله أعلم.

41:34

{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)} أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والحاكم وابن مردويه عن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فاشتد غضب أحدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقال الرجل أمجنون تراني؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}». وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجه أحدهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إتقوا الغضب فإنها جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم ترَ انتفاخ أوداجه، وحمرة عينيه، فمن أحس من ذلك شيئاً فليلزق بالأرض». وأخرج ابن أبي شيبة عن خيثمة رضي الله عنه قال: كان يقال إن الشيطان يقول: كيف يغلبني ابن آدم إذا رضي حيث أكون في قلبه، وإذا غضب طرت حيث أكون على رأسه؟. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله} قال: «ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي إذ جعل يسند حتى يستند السارية، ثم يقول ألعنك بلعنة الله التامة فقال بعض أصحابه: يا نبي الله ما شيء رأيناك تصنعه؟ قال: أتاني الشيطان بشهاب من نار ليحرقني به، فلعنته بلعنة الله التامة، فانكب لفيه وطفئت ناره».

{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)} أخرج أبو يعلى وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الليل والنهار، ولا الشمس ولا القمر، ولا الرياح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذاباً لقوم». وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {لا يسأمون} قال: لا يملون ولا يفترون قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر: من الخوف لا ذي سأمة من عبادة *** ولا مؤمن طول التعبد يجهد وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يسجد بآخر الآيتين من {حم} السجدة، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسجد الأولى منهما. وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إسحاق قال: كان عبدالله رضي الله عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى. وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بني سليم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بالآية الأولى. وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسجد بالآية الأولى. وأخرج البخاري عن عبدة بن حسن البصري رضي الله عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من {حم}. وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة.

41:37