Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 12
الربع رقم 2
quran-border  وقفينا على اثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة واتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون افحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون
Page Number

1

{وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)} أخرج أبو الشيخ في قوله: {وقفينا على آثارهم} يقول: بعثنا من بعدهم عيسى ابن مريم. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قول الله: {وقفينا على آثارهم} قال: اتبعنا آثار الأنبياء، أي بعثنا على آثارهم، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت عدي بن زيد وهو يقول: يوم قفت عيرهم من عيرنا *** واحتمال الحي في الصبح فلق وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه} قال: من أهل الإنجيل {فأولئك هم الفاسقون} قال: الكاذبون. قال ابن زيد: كل شيء في القرآن فاسق فهو كاذب إلا قليلا، وقرأ قول الله: {إن جاءكم فاسق بنبأ} [ الحجرات: 6] فهو كاذب. قال: الفاسق هاهنا كاذب.

5:46

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)} أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال: لما أنبأكم الله عن أهل الكتاب قبلكم بأعمالهم أعمال السوء، وبحكمهم بغير ما أنزل الله وعظ نبيه والمؤمنين موعظة بليغة شافية، وليعلم من ولي شيئاً من هذا الحكم أنه ليس بين العباد وبين الله شيء يعطيهم به خيراً ولا يدفع عنهم به سوءاً إلا بطاعته والعمل بما يرضيه، فلما بيَّن الله لنبيه والمؤمنين صنيع أهل الكتاب وجورهم قال: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه} يقول: للكتب التي قد خلت قبله. وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {ومهيمناً عليه} مؤتمناً عليه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس في قوله: {ومهيمناً عليه} قال: المهيمن الأمين، والقرآن أمين على كل كتاب قبله. وأخرج أبو الشيخ عن عطية {ومهيمناً عليه} قال: أميناً على التوراة والإنجيل، يحكم عليهما ولا يحكمان عليه قال: مؤتمنا محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج آدم بن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن مجاهد {ومهيمناً عليه} قال: محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمناً على القرآن، والمهيمن الشاهد على ما قبله من الكتب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {ومهيمناً عليه} قال: شهيداً على كل كتاب قبله. وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق {ومهيمناً عليه} قال: شهيداً على خلقه بأعمالهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فاحكم بينهم بما أنزل الله} قال: بحدود الله. وأخرج عبد بن حميد وسعيد بن منصور والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله: {شرعة ومنهاجاً} قال: سبيلاً وسنة. وأخرج الطستي عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عزوجل {شرعة ومنهاجاً} قال: الشرعة الدين، والمنهاج الطريق. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول: لقد نطق المأمون بالصدق والهدى *** وبين لنا الإسلام ديناً ومنهاجاً يعني به النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} قال: الدين واحد والشرائع مختلفة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً} يقول: سبيلاً والسنن مختلفة، للتوراة شريعة، وللإنجيل من يطيعه ممن يعصيه، ولكن الدين الواحد الذي لا يقبل غيره التوحيد والإخلاص الذي جاءت به الرسل. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الله بن كثير في قوله: {ولكن ليبلوكم فيما آتاكم} قال: من الكتب.

{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)} أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: قال كعب بن أسد، وعبد الله بن صوريا، وشاس بن قيس، اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه، فأتوه فقالوا: يا محمد، إنك عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم، وإنا إن اتبعناك اتبعنا يهود ولم يخالفونا، وإن بيننا وبين قومنا خصومة، فنحاكمهم إليك، فتقضي لنا عليهم ونؤمن لك ونصدقك، فأبى ذلك، وأنزل الله عز وجل فيهم {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} إلى قوله: {لقوم يوقنون}. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} قال: أمر الله نبيه أن يحكم بينهم بعدما كان رخص له أن يعرض عنهم إن شاء، فنسخت هذه الآية ما كان قبلها. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: نسخت من هذه السورة {فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} [ المائدة: 42] قال: فكان مخيراً حتى أنزل الله: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم بما في كتاب الله. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم بينهم قال: نسخت ما قبلها {فاحكم بينهم أو أعرض عنهم} [ المائدة: 42]. وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن مسروق. أنه كان يحلف أهل الكتاب بالله، وكان يقول {وأن احكم بينهم بما أنزل الله}.

{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون} قال: يهود. وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون} قال: هذا في قتيل اليهود، إن أهل الجاهلية كان يأكل شديدهم ضعيفهم وعزيزهم ذليلهم. قال: {أفحكم الجاهلية يبغون}. وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبغض الناس إلى الله مبتغ في الإسلام سنة جاهلية، وطالب امرئ بغير حق ليريق دمه». وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال: الحكم حكمان: حكم الله، وحكم الجاهلية، ثم تلا هذه الآية {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون}. وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال: كانت تسمى الجاهلية العالمية حتى جاءت امرأة فقالت: يا رسول الله، كان في الجاهلية كذا وكذا. فأنزل الله ذكر الجاهلية.