Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 52
الربع رقم 4
quran-border  وكم اهلكنا قبلهم من قرن هم اشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وادبار السجود واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج انا نحن نحيي ونميت والينا المصير يوم تشقق الارض عنهم سراعا ذلك حشر علينا يسير نحن اعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار فذكر بالقران من يخاف وعيد والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات امرا انما توعدون لصادق وان الدين لواقع
Page Number

1

{ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)} أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {ق} قال: هو اسم من أسماء الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: خلق الله تعالى من وراء هذه الأرض بحراً محيطاً بها ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له {ق} السماء الدنيا مترفرفة عليه، ثم خلق من وراء ذلك الجبل أرضاً مثل تلك الأرض سبع مرات، ثم خلق من وراء ذلك بحراً محيطاً بها، ثم خلق من وراء ذلك جبلاً يقال له ق السماء الثانية مترفرفة عليه حتى عد سبع أرضين وسبعة أبحر وسبعة أجبل وسبع سموات، قال: وذلك قوله: {والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} [ لقمان: 27]. وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ والحاكم عن عبد الله بن بريدة في قوله: {ق} قال: جبل من زمرد محيط بالدنيا عليه كتفا السماء. وأخرج ابن أبي الدنيا في العقوبات وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال: خلق الله جبلاً يقال له {ق} محيط بالعالم وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض، فإذا أراد الله أن يزلزل قرية أمر ذلك الجبل فحرك العرق الذي يلي تلك القرية فيزلزلها ويحركها، فمن ثم تحرك القرية دون القرية. وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد قال: {ق} جبل محيط بالأرض. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة {ق} إسم من أسماء القرآن. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس {والقرآن المجيد} قال: الكريم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {والقرآن المجيد} ليس شيء أحسن منه ولا أفضل منه. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ذلك رجع بعيد} قال: أنكروا البعث فقالوا: من يستطيع أن يرجعنا ويحيينا؟. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس: {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: من أجسادهم وما يذهب منها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} قال: ما تأكل الأرض من لحومهم وأشعارهم وعظامهم. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يعني الموتى تأكلهم الأرض إذا ماتوا. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك {وعندنا كتاب حفيظ} قال: لعدتهم وأسمائهم. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: مختلف. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق أبي جمرة عن ابن عباس أنه سئل عن قوله: {في أمر مريج} يقول: الشيء المريج الشيء المنكر المتغير، أما سمعت قول الشاعر: فجالت والتمست به حشاها *** فخر كأنه خوط مريج وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس {في أمر مريج} يقول: في أمر ضلالة. وأخرج ابن الأنباري في كتاب الوقف، والخطيب في تالي التلخيص، والطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {في أمر مريج} قال: مختلط. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول الشاعر: فراغت فانتفذت به حشاها *** فخر كأنه خوط مريج وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {في أمر مريج} قال: ملتبس وفي قوله: {ما لها من فروج} قال: شقوق. وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى {من كل زوج بهيج} قال: الزوج الواحد والبهيج الحسن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول: وكل زوج من الديباج يلبسه *** أبو قدامة محبوك يداه معاً وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {كل زوج بهيج} قال: حسن {تبصرة} قال: نعم تبصرة للعباد {وذكرى لكل عبد منيب} قال: المنيب المقبل قلبه إلى الله. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {تبصرة} قال: بصيرة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء في قوله: {لكل عبد منيب} قال: مخبت. وأخرج في الأدب عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا أمطرت السماء يقول: يا جارية أخرجي سرجي أخرجي ثيابي، ويقول {وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً}. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في قوله: {وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً} قال: المطر. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وحب الحصيد} قال: الحنطة. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {وحب الحصيد} قال: هو البر والشعير. وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن قطبة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح فلما أتى على هذه الآية {والنخل باسقات لها طلع نضيد} قال قطبة: فجعلت أقول ما أطولها. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والنخل باسقات} قال: الطول. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: سألت عكرمة عن {النخل باسقات} فقلت: ما بسوقها؟ قال: بسوقها طلعها، ألم تر أنه يقال للشاة إذا حان ولادها بسقت؟ قال: فرجعت إلى سعيد بن جبير، فقلت له: فقال: كذب، بسوقها طولها في كلام العرب ألم تر أن الله قال: {والنخل باسقات} ثم قال: {طلع نضيد}. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عبد الله بن شداد في قوله: {والنخل باسقات} قال: استقامتها. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: بسوقها التفافها. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {لها طلع نضيد} قال: متراكم بعضه على بعض.

50:1

50:1

50:1

50:1

50:1

50:35

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: أثروا. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: هربوا بلغة اليمن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول عدي بن زيد: نقبوا في البلاد من حذر الموت *** وجالوا في الأرض أيَّ مجال وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: ضربوا في الأرض. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {هل من محيص} قال: هل من مهرب يهربون من الموت. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فنقبوا في البلاد هل من محيص} قال: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركاً. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال: كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال آنفاً؟ ليس معهم قلوب. وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميزان، ولا وحشة أشد من العجب. وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أو ألقى السمع} قال: لا يحدث نفسه بغيره {وهو شهيد} قال: شاهد بالقلب. وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: يستمع وقلبه شاهد لا يكون قلبه مكاناً آخر. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي محمداً مكتوباً.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نزل الله من ابن آدم أرفع المنازل هو أقرب إليه من حبل الوريد، وهو يحول بين المرء وقلبه، وهو آخذ بناصية كل دابة، وهو معهم أينما كانوا». وأخرج ابن المنذر عن جويبر رضي الله عنه قال: سألت الضحاك عن قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} قال: ليس شيء أقرب إلى ابن آدم من حبل الوريد والله أقرب إليه منه. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حبل الوريد} قال: عرق العنق. وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {من حبل الوريد} قال: نياط القلب وما حمل. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {من حبل الوريد} قال: الذي في الحلق.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الأحد والإِثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت، فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: قالت اليهود: إن الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله في ذلك فقال: {وما مسنا من لغوب}. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: من نصب. وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: اللغوب النصب. تقول اليهود إنه أعيا بعد ما خلقهما. وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوّام بن حوشب قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى فقال لا بأس به، إنما كره ذلك اليهود زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب}. قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} الآية. أخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} قال: قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل الغروب صلاة العصر». أما قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}. أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {ومن الليل فسبحه} قال: العتمة {وأدبار السجود} النوافل. وأخرج ابن جرير عن مجاهد {ومن الليل فسبحه} قال: الليل كله. وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه «عن ابن عباس قال: بتّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة، فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر أدبار النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود». وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدبار النجوم والسجود فقال: «أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة». وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطوّعاً منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وأدبار السجود، قال: الركعتين بعد المغرب. وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله: {وأدبار السجود} قال: ركعتان بعد المغرب {وأدبار النجوم} قال: ركعتان قبل الفجر. وأخرج ابن المنذر وابن نصر عن أبي تميم الجيشاني قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأدبار السجود} هما الركعتان بعد المغرب». وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال: كان يقال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: {أدبار السجود} الركعتان بعد المغرب. وأخرج عن قتادة والشعبي والحسن مثله. وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي أنه سئل عن الركعتين بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى {فسبحه وأدبار السجود}. وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن نصر وابن مردويه من طريق مجاهد قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أدبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولفظ البخاري أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واستمع يوم يناد المناد} قال: هي الصيحة. وأخرج ابن عساكر والواسطي في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول: يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب. وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: ملك قائم على صخرة بيت القدس ينادي يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وأخرج ابن جرير عن بريدة قال: ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع إصبعيه في أذنيه ينادي يقول: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي عن قتادة في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض، وحدثنا أن كعباً قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً. وأخرج الواسطي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: من صخرة بيت المقدس. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يوم يسمعون الصيحة بالحق} قال: يسمع النفخة القريب والبعيد. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذلك يوم الخروج} قال: يوم يخرجون إلى البعث من القبور. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} قال: تمطر السماء عليهم حتى تشقق الأرض عنهم. وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة» وتلا ابن عمر {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال لا تتجبر عليهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال: إن الله كره لنبيه الجبرية، ونهى عنها، وقدم فيها، فقال: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}. وأخرج الحاكم عن جرير قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه، فقال: هوّن عليك فإنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء» ثم تلا جرير {وما أنت عليهم بجبار}. وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو خوّفتنا، فنزلت {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}.

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: أثروا. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: هربوا بلغة اليمن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول عدي بن زيد: نقبوا في البلاد من حذر الموت *** وجالوا في الأرض أيَّ مجال وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: ضربوا في الأرض. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {هل من محيص} قال: هل من مهرب يهربون من الموت. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فنقبوا في البلاد هل من محيص} قال: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركاً. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال: كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال آنفاً؟ ليس معهم قلوب. وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميزان، ولا وحشة أشد من العجب. وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أو ألقى السمع} قال: لا يحدث نفسه بغيره {وهو شهيد} قال: شاهد بالقلب. وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: يستمع وقلبه شاهد لا يكون قلبه مكاناً آخر. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي محمداً مكتوباً.

50:40

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الأحد والإِثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت، فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: قالت اليهود: إن الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله في ذلك فقال: {وما مسنا من لغوب}. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: من نصب. وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: اللغوب النصب. تقول اليهود إنه أعيا بعد ما خلقهما. وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوّام بن حوشب قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى فقال لا بأس به، إنما كره ذلك اليهود زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب}. قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} الآية. أخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} قال: قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل الغروب صلاة العصر». أما قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}. أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {ومن الليل فسبحه} قال: العتمة {وأدبار السجود} النوافل. وأخرج ابن جرير عن مجاهد {ومن الليل فسبحه} قال: الليل كله. وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه «عن ابن عباس قال: بتّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة، فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر أدبار النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود». وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدبار النجوم والسجود فقال: «أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة». وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطوّعاً منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وأدبار السجود، قال: الركعتين بعد المغرب. وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله: {وأدبار السجود} قال: ركعتان بعد المغرب {وأدبار النجوم} قال: ركعتان قبل الفجر. وأخرج ابن المنذر وابن نصر عن أبي تميم الجيشاني قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأدبار السجود} هما الركعتان بعد المغرب». وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال: كان يقال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: {أدبار السجود} الركعتان بعد المغرب. وأخرج عن قتادة والشعبي والحسن مثله. وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي أنه سئل عن الركعتين بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى {فسبحه وأدبار السجود}. وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن نصر وابن مردويه من طريق مجاهد قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أدبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولفظ البخاري أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واستمع يوم يناد المناد} قال: هي الصيحة. وأخرج ابن عساكر والواسطي في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول: يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب. وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: ملك قائم على صخرة بيت القدس ينادي يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وأخرج ابن جرير عن بريدة قال: ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع إصبعيه في أذنيه ينادي يقول: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي عن قتادة في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض، وحدثنا أن كعباً قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً. وأخرج الواسطي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: من صخرة بيت المقدس. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يوم يسمعون الصيحة بالحق} قال: يسمع النفخة القريب والبعيد. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذلك يوم الخروج} قال: يوم يخرجون إلى البعث من القبور. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} قال: تمطر السماء عليهم حتى تشقق الأرض عنهم. وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة» وتلا ابن عمر {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال لا تتجبر عليهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال: إن الله كره لنبيه الجبرية، ونهى عنها، وقدم فيها، فقال: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}. وأخرج الحاكم عن جرير قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه، فقال: هوّن عليك فإنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء» ثم تلا جرير {وما أنت عليهم بجبار}. وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو خوّفتنا، فنزلت {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}.

{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: أثروا. وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: هربوا بلغة اليمن. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم أما سمعت قول عدي بن زيد: نقبوا في البلاد من حذر الموت *** وجالوا في الأرض أيَّ مجال وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {فنقبوا في البلاد} قال: ضربوا في الأرض. وأخرج ابن المنذر عن الضحاك في قوله: {هل من محيص} قال: هل من مهرب يهربون من الموت. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله: {فنقبوا في البلاد هل من محيص} قال: حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله لهم مدركاً. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} قال: كان المنافقون يجلسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرجون فيقولون ماذا قال آنفاً؟ ليس معهم قلوب. وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإِيمان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال والنفس في الرئة. وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميزان، ولا وحشة أشد من العجب. وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد في قوله: {أو ألقى السمع} قال: لا يحدث نفسه بغيره {وهو شهيد} قال: شاهد بالقلب. وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: يستمع وقلبه شاهد لا يكون قلبه مكاناً آخر. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله: {أو ألقى السمع وهو شهيد} قال: هو رجل من أهل الكتاب ألقى السمع أي استمع للقرآن وهو شهيد على ما في يديه من كتاب الله أنه يجد النبي محمداً مكتوباً.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: قالت اليهود ابتدأ الله الخلق يوم الأحد والإِثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة واستراح يوم السبت، فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب}. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: قالت اليهود: إن الله خلق الخلق في ستة أيام وفرغ من الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت فأكذبهم الله في ذلك فقال: {وما مسنا من لغوب}. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: من نصب. وأخرج آدم بن أبي إياس والفريابي وابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات عن مجاهد في قوله: {وما مسنا من لغوب} قال: اللغوب النصب. تقول اليهود إنه أعيا بعد ما خلقهما. وأخرج الخطيب في تاريخه عن العوّام بن حوشب قال: سألت أبا مجلز عن الرجل يجلس فيضع إحدى رجليه على الأخرى فقال لا بأس به، إنما كره ذلك اليهود زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح يوم السبت فجلس تلك الجلسة فأنزل الله: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب}. قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون} الآية. أخرج الطبراني في الأوسط وابن عساكر عن جرير بن عبد الله «عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} قال: قبل طلوع الشمس صلاة الصبح، وقبل الغروب صلاة العصر». أما قوله تعالى: {ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}. أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {ومن الليل فسبحه} قال: العتمة {وأدبار السجود} النوافل. وأخرج ابن جرير عن مجاهد {ومن الليل فسبحه} قال: الليل كله. وأخرج الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه «عن ابن عباس قال: بتّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر ثم خرج إلى الصلاة، فقال يا ابن عباس ركعتان قبل صلاة الفجر أدبار النجوم وركعتان بعد المغرب أدبار السجود». وأخرج مسدد في مسنده وابن المنذر وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدبار النجوم والسجود فقال: «أدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وأدبار النجوم الركعتان قبل الغداة». وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات تطوّعاً منها أربع في كتاب الله ومن الليل فسبحه وأدبار السجود، قال: الركعتين بعد المغرب. وأخرج ابن المنذر ومحمد بن نصر في الصلاة عن عمر بن الخطاب في قوله: {وأدبار السجود} قال: ركعتان بعد المغرب {وأدبار النجوم} قال: ركعتان قبل الفجر. وأخرج ابن المنذر وابن نصر عن أبي تميم الجيشاني قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأدبار السجود} هما الركعتان بعد المغرب». وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال: كان يقال أدبار السجود الركعتان بعد المغرب. وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال: {أدبار السجود} الركعتان بعد المغرب. وأخرج عن قتادة والشعبي والحسن مثله. وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي أنه سئل عن الركعتين بعد المغرب فقال هما في كتاب الله تعالى {فسبحه وأدبار السجود}. وأخرج البخاري وابن جرير وابن أبي حاتم وابن نصر وابن مردويه من طريق مجاهد قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما: أدبار السجود التسبيح بعد الصلاة ولفظ البخاري أمره أن يسبح في أدبار الصلوات كلها. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {واستمع يوم يناد المناد} قال: هي الصيحة. وأخرج ابن عساكر والواسطي في فضائل بيت المقدس عن يزيد بن جابر في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: يقف إسرافيل على صخرة بيت المقدس فينفخ في الصور فيقول: يا أيتها العظام النخرة والجلود المتمزقة والأشعار المتقطعة إن الله يأمرك أن تجتمعي لفصل الحساب. وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: ملك قائم على صخرة بيت القدس ينادي يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وأخرج ابن جرير عن بريدة قال: ملك قائم على صخرة بيت المقدس واضع إصبعيه في أذنيه ينادي يقول: يا أيها الناس هلموا إلى الحساب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والواسطي عن قتادة في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: كنا نحدث أنه ينادي من بيت المقدس من الصخرة، وهي أوسط الأرض، وحدثنا أن كعباً قال: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً. وأخرج الواسطي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {يوم يناد المناد من مكان قريب} قال: من صخرة بيت المقدس. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يوم يسمعون الصيحة بالحق} قال: يسمع النفخة القريب والبعيد. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ذلك يوم الخروج} قال: يوم يخرجون إلى البعث من القبور. وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} قال: تمطر السماء عليهم حتى تشقق الأرض عنهم. وأخرج الحاكم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة» وتلا ابن عمر {يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً} الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال لا تتجبر عليهم. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أنت عليهم بجبار} قال: إن الله كره لنبيه الجبرية، ونهى عنها، وقدم فيها، فقال: {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}. وأخرج الحاكم عن جرير قال: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل ترعد فرائصه، فقال: هوّن عليك فإنما أنا ابن إمرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء» ثم تلا جرير {وما أنت عليهم بجبار}. وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويتبع الجنائز، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته اكاف من ليف. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يا رسول الله لو خوّفتنا، فنزلت {فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}.

50:44