Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 15
الربع رقم 2
quran-border  فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الايات لقوم يذكرون لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون يا معشر الجن والانس الم ياتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على انفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون
Page Number

1

{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125)} أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي جعفر المدائني رجل من بني هاشم وليس هو محمد بن علي قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس؟ قال: «أكثرهم ذكراً للموت وأحسنهم لما بعده استعداداً. قال: وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح له. قالوا فهل لذلك من إمارة يعرف بها؟ قال: الإِنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت». وأخرج عبد بن حميد عن الفضيل «أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت قول الله: {من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} فكيف الشرح؟ قال: إذا أراد الله بعبد خيراً قذف في قلبه النور فانفسح لذلك صدره، فقال: يا رسول الله هل لذلك من آية يعرف بها؟ قال: نعم. قال: فما آية ذلك؟ قال: التجافي عن دار الغرور، والإِنابة إلى دار الخلود، وحسن الإِستعداد للموت قبل نزول الموت». وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} قام رجل إلى رسول الله صلى الله وسلم فقال: هل لهذه الآية علم تعرف به؟ قال «نعم، الإِنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل أن ينزل». وأخرج ابن شيبة وابن أبي الدنيا وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب من طرق عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام} قال: «إذا أدخل الله النورَ القلبَ انشرحَ وانفسحَ. قالوا: فهل لذلك من آية يعرف بها؟ قال: الإِنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والإِستعداد للموت قبل نزول الموت». وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: قال رجل: يا رسول الله أي المؤمنين أكيس؟ قال «أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً». ثم تلا رسول الله صلى الله وعليه وسلم {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} قلت: وكيف يشرح صدره للإِسلام؟ قال: «هو نور يقذف فيه، إن النور إذا وقع في القلب انشرح له الصدر وانفسح». قالوا: يا رسول الله هل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال: «نعم، الإِنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والإِستعداد للموت قبل الموت». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بئس القوم لا يقومون لله بالقسط، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط». وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن عبد الله بن المسور وكان من ولد جعفر بن أبي طالب قال: «تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} قالوا: يا رسول الله ما هو هذا الشرح؟ قال: نور يقذف به في القلب ينفسح له القلب. قالوا: فهل لذلك من إمارة يعرف بها؟ قال: نعم، الإِنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور والإِستعداد للموت قبل الموت». وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإِسلام} يقول يوسع قلبه للتوحيد والإِيمان به {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً} يقول: شاكاً {كأنما يصّعَّد في السماء} يقول: كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإِيمان قلبه حتى يدخله الله في قلبه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي الصلت الثقفي. أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً} بنصب الراء، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله {حرجاً} بالخفض. فقال عمر: أبغوني رجلاً من كنانة وأجعلوه راعياً، ولكن مدلجيا. فأتوه به فقال له عمر: يا فتى ما الحرجة فيكم؟ قال: الحرجة فينا: الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء. فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم. أنه قرأ {ضيقاً حرجاً} بكسر الراء. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة {ضيقاً حرجاً} أي ملتبساً. وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {ضيقاً حرجاً} أي بلا إله إلا الله لا يستطيع أن يدخلها في صدره، لا يجد لها في صدره مساغاً. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد {كأنما يصعد في السماء} من شدة ذلك عليه. وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً} يقول: من أراد الله أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإِسلام عليه ضيقاً والإِسلام واسع، وذلك حين يقول: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} [ الحج: 78] يقول: ما في الإِسلام من ضيق. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء الخرساني في قوله: {يجعل صدره ضيقاً حرجاً} قال: ليس للخير فيه منفذ {كأنما يصعد في السماء} يقول: مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {كذلك يجعل الله الرجس} قال: الرجس ما لا خير فيه.

6:125

{وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)} وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فصلنا الآيات} قال: بينا الآيات. وفي قوله: {لهم دار السلام} قال: الجنة. وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن زيد قال: السلام: هو الله. وأخرج أبو الشيخ عن السدي {لهم دار السلام} قال: الله هو السلام، وداره الجنة.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {قد استكثرتم من الإِنس} يقول: في ضلالتكم إياهم، يعني أضللتم منهم كثيراً. وفي قوله: {قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله} قال: إن هذه الآية لا ينبغي لأحد أن يحكم على الله في خلقه لا ينزلهم جنة ولا ناراً. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله: {يا معشر الجن قد استكثرتم من الإِنس} قال: استكثرتم ربكم أهل النار يوم القيامة {وقال أولياؤهم من الإِنس ربنا استمتع بعضنا ببعض} قال الحسن: وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن القيامة {وقال أولياؤهم من الإِنس ربنا استمتع بعضنا ببعض} قال الحسن: وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإِنس. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {ربنا استمتع بعضنا ببعض} قال: الصحابة في الدنيا {وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا} قال: الموت. وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله: {ربنا استمتع بعضنا ببعض} قال: كان الرجل في الجاهلية ينزل بالأرض فيقول: أعوذ بكبير هذا الوادي. فذلك استمتاعهم فاعتذروا به يوم القيامة {وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا} قال: الموت.

{وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)} أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً} قال: ظالمي الجن وظالمي الإِنس، وقرأ {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين} [ الزخرف: 36] قال: ونسلط ظلمة الجن على ظلمة الإِنس. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً} قال: يولي الله بعض الظالمين بعضاً في الدنيا، يتبع بعضهم بعضاً في النار. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً} قال: إنما يولي الله بين الناس بأعمالهم فالمؤمن ولي المؤمن من أين كان وحيثما كان، والكافر ولي الكافر من أين كان وحيثما كان، ليس الإيمان بالله بالتمني ولا بالتحلي، ولعمري لو عملت بطاعة الله ولم تعرف أهل طاعة الله ما ضرك ذلك، ولو عملت بمعصية الله وتوليت أهل طاعة الله ما نفعك ذلك شيئاً. وأخرج أبو الشيخ عن منصور بن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً}، ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: سمعتهم يقولون إذا فسد الناس أُمِّرَ عليهم شرارهم. وأخرج ابن أبي حاتم أبو الشيخ من مالك بن دينار قال: قرأت في الزبور: إني أنتقم من المنافق بالمنافق، ثم أنتقم من المنافقين جميعاً، وذلك في كتاب الله قول الله: {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون}. وأخرج الحاكم في التاريخ والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق يحيى بن هاشم، ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كما تكونون كذلك يؤمر عليكم» قال البيهقي: هذا منقطع ويحيى ضعيف. وأخرج البيهقي عن كعب الأحبار قال: إن لكل زمان ملكاً يبعثه الله على نحو قلوب أهله، فإذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحاً، وإذا أراد هلكتهم بعث عليهم مترفهم. وأخرج البيهقي عن الحسن أن بني إسرائيل سألوا موسى فقالوا: سل لنا ربك يبين لنا علم رضاه عنا وعلم سخطه، فسأله فقال: يا موسى أنبئهم إن رضاي عنهم أن استعمل عليهم خيارهم، وأن سخطي عليهم أن استعمل عليهم شرارهم. وأخرج البيهقي من طريق عبد الملك بن قريب الأصمعي، ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: حدثت أن موسى أو عيسى قال: يا رب ما علامة رضاك عن خلقك؟ قال: أن أنزل عليهم الغيث إبان زرعهم وأحبسه إبان حصادهم، واجعل أمورهم إلى حلمائهم، وفيئهم في أيدي سمحائهم. قال: يا رب فما علامة السخط؟ قال: أن أنزل عليهم الغيث إبان حصادهم وأحبسه إبان زرعهم، واجعل أمورهم إلى سفهائهم، وفيئهم في أيدي بخلائهم. والله تعالى أعلم.

{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)} أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {يا معشر الجن والإِنس ألم يأتكم رسل منكم} قال: ليس في الجن رسل إنما الرسل في الإِنس والنذارة في الجن، وقرأ {فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين} [ الأحقاف: 29]. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {رسل منكم} قال: رسل الرسل {ولوا إلى قومهم منذرين} [ الأحقاف: 29]. وأخرج ابن جرير عن الضحاك. أنه سئل عن الجن هل كان فيهم نبي قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ألم تسمع إلى قول الله: {يا معشر الجن والإِنس ألم يأتكم رسل منكم} يعني بذلك أن رسلاً من الإِنس ورسلاً من الجن {قالوا بلى}.

6:130