{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)} {وَلِكُلٍّ} لكل عامل بطاعة أو معصية منازل سميت {دَرَجَاتٌ} لتفاضلها كتفاضل الدرج في الارتفاع يريد به الأعمال المتفاضلة، أو الجزاء المتفاضل. |
|
|
{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)} {مَكَانَتِكُمْ} طريقتكم، أو حالتكم، أو ناحيتكم، أو تمكنكم، أو منازلكم. |
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلَا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136)} {ذَرَأَ} خلق، من الظهور، ملح ذرآني لبياضه، وظهور الشيب ذرأة. {الْحَرْثِ} الزرع {وَالأَنْعَامِ} الإبل والبقر والغنم من نعمة الوطء. كان كفار قريش ومتابعوهم يجعلون الله تعالى في زرعهم ومواشيهم نصيباً، ولأوثانهم نصيباً، يصرفون نصيبها من الزرع إلى خدامها وفي الإنفاق عليها، وكذلك نصيبهم من الأنعام، أو يتقربون بذبح الأنعام للأوثان، أو البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي. {فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ} سماهم شركاءهم، لأنهم أشركوهم في أموالهم، كان إذا اختلط بأموالهم شيء مما للأوثان ردّوه، وإن اختلط بها ما جعلوه لله لم يردّوه، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، أو إذا هلك ما لأوثانهم غرموه وإذا هلك ما لله تعالى لم يغرموه، أو صرفوا بعض ما لله تعالى على أوثانهم ولا عكس، أو ما جعلوه لله تعالى من ذبائحهم لا يأكلونه حتى يذكروا عليه اسم الأوثان ولا عكس. |
{وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137)} {شُرَكَآؤُهُمْ} الشياطين، أو خدّام الأوثان، أو شركاؤهم في الشرك، أو غواة الناس، {قَتْلَ أَوْلادِهِمْ} وأد البنات، أو كان أحدهم يحلف إن وُلد له كذا وكذا غلاماً أن ينحر أحدهم كما حلف عبد المطلب في نحر ابنه عبد الله. {لِيُرْدُوهُمْ} لامها لام «كي»، لأنهم قصدوا إرداءهم وهو الهلاك أو لام «العاقبة» لأنهم لم يقصدوه. |