|
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)} {فَأْهْبِطْ مِنْهَا} من السماء، أو من الجنة، قاله ربه له على لسان بعض الملائكة، أو أراه آية دلَّته على ذلك. |
{قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14)} {أَنظِرْنِى} طلب الإنظار بالعقوبة إلى يوم القيامة فأنظر بها إلى يوم القيامة، أو طلب الإنظار بالحياة إلى القيامة فأنظره إلى النفخة الأولى ليذوق الموت بين النفختين، وهو أربعون سنة، ولا يصح أجابة العصاة لأنها تكرمة ولا يستحقونها فقوله: {إِنَّكَ مِنَ المنظرين} [الأعراف: 15] ابتداء عطاء جعل عقيب سؤاله، أو يصح إجابتهم ابتلاءً وتأكيداً للحجة. |
|
{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)} {فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى} الباء للقسم، أو للمجازاة، أو التسبب. {أَغْوَيْتَنِى} أضللتني، أو خيبتني من جنتك، أو أهلكتني باللعن، غوى الفصيل: أشفى على الهلاك. {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ} على صراطك: طريق الحق، ليصدهم عنه، أو طريق مكة ليمنع من الحج والعمرة. |
{ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)} {مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} من بين أيديهم: أشككهم في الآخرة {وَمِنْ خَلفِهِمْ} أرغبهم في الدنيا {وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ} حسناتهم، {وَعَن شَمَآئِلِهِمْ} سيئاتهم. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أو «من بين أيديهم»: الدنيا «وخلفهم» الآخرة، «وأيمانهم»: الحق يشككهم فيه، وشمائلهم «الباطل» يرغبهم فيه، أو «بين أيديهم وعن أيمانهم» من حيث يبصرون، «ومن خلفهم وعن شمائلهم» من حيث لا يبصرون، أون أراد من كل جهة يمكن الاحتيال عليهم منها. {شَاكِرينَ} ظنَّ أنهم لا يشكرون فصدق ظنه، أو يمكن أن علمه من بعض الملائكة بإخبار الله تعالى. |
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (18)} {مَذْءُوماً} مذموماً، أو أسواْ حالاً من المذموم، أو لئيماً، أو مقيتاً، أو منفياً. {مَّدْحُوراً} مدفوعاً، أو مطروداً. |
|
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20)} {فَوَسْوَسَ} الوسوسة: إخفاء الصوت بالدعاء، وسوس له: أوهمه النصح، ووسوس إليه: ألقى إليه المعنى، كان في الأرض وهما في الجنة في السماء فوصلت وسوسته إليهما بقوة أعطيها قاله الحسن، أو كان في السماء، وكانا يخرجان إليه فيلقاهما هناك، أو خاطبهما من باب الجنة وهما فيها. {مَا نَهَاكُمَا} هذه وسوسته: رغَّبهما في الخلود وشرف المنزلة، وأوهمهما أنهما يتحولان في صور الملائكة، أو أنهما يصيران بمنزلة الملك في علو منزلته مع علمهما أن صورهما لا تتحول. |
|
{فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22)} {فَدَلاَّهُمَا} حطهما من منزلة الطاعة إلى منزلة المعصية. {وَطَفِقَا} جعلا {يَخْصِفَانِ} يقطعان من ورق التين. |