{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131)} {الْحَسنَةُ} الخصب، والسيئة: الجدب، أو الحسنة: السلامة والأمن، والسيئة: الأمراض والخوف. {لَنَا هَذِهِ} أي كانت هذه حالنا في أوطاننا قبل اتباعنا لك. {يَطَّيَّرُواْ} يتشاءموا، يقولون: هذه بطاعتنا لك. {طَآئِرُهُمْ} حظهم من العقاب، أو طائر البركة، والشؤم من الخير والشر والنفع والضر من عند الله تعالى لا صنع فيه لمخلوق. |
|
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آَيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)} {الطُّوفَانَ} الغرق بالماء الزائد، أو الطاعون، أو الموت، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الطوفان: الموت» أو أمر من الله تعالى طاف بهم، أو المطر والريح، أو عذاب، «قيل: دام بهم ثمانية أيام من السبت إلى السبت، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: فما زال الطوفان حتى خرج زرعهم حسناً، فقالوا: هذه نعمة فأرسل الله تعالى عليهم الجراد بعد شهر فأكل جميع نبات الأرض وبقي من السبت إلى السبت، ثم طلع بعد الشهر من الزرع ما قالوا هذا يكفينا فأرسل الله تعالى عليهم القُمَّل فسحقها»، وهو الدبا صغار الجراد لا أجنحة له، أو سوس الحنطة، أو البراغيث، أو القردان، أو ذوات سود صغار. {وَالدَّمَ} الرعاف، أو صار ماء شربهم دماً عبيطاً. {مُّفَصَّلاتٍ} مبينات لنبوة موسى عليه الصلاة والسلام أو انفصل بعضها عن بعض فكان بين كل آيتين شهر. {فَأسْتَكْبَرُواْ} عن الإيمان بموسى عليه الصلاة والسلام، أو عن الاتعاض بالآيات. |
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)} {الرِّجْزُ} العذاب، أو طاعون أهلك من القبط سبعين ألفاً {بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} الباء للقسم، أو بما أوصاك أن تفعله في قومك، أو بما عهده إليك أن تدعوه به فيجيبك. |
|
|
{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)} {مَشَارِقَ الأَرْضِ} الشرق والغرب، أو أرض الشام ومصر، أو الشام وحدها شرقها وغربها. {بَارَكْنَا فِيهَا} بالخصب، أو بكثرة الثمار والأشجار والأنهار. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ} بإهلاك عدوهم واستخلافهم او بما وعدهم به بقوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ} الآيتين [القصص: 5، 6] {الْحُسْنَى} لأنها وعد بما يحبون. {بِمَا صَبَرُواْ} على طاعة الله تعالى أو على أذى فرعون. |