Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 16
الربع رقم 2
quran-border  يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ولكل امة اجل فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون يا بني ادم اما ياتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا باياتنا واستكبروا عنها اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى اذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا اين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على انفسهم انهم كانوا كافرين
Page Number

1

{يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)} أخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس: أن النساء كن يطفن عراة إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة، وتقول: اليوم يبدو بعضه أو كله *** وما بدا منه فلا أحله وأخرج عبد حميد عن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون: لا نطوف في ثياب اذنبنا فيها، فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت، ووضعت يدها على قلبها وقالت: اليوم يبدو بعضه أو كله *** فما بدا منه فلا أحله فنزلت هذه الآية {خذوا زينتكم عند كل مسجد} إلى قوله: {والطيبات من الرزق}. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة، والزينة اللباس، وهو ما يواري السوءة وما سوى ذلك من جيّد البز والمتاع. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: ما وارى العورة ولو عباءة. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في قوله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: الثياب. وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن طاوس قال: الشملة من الزينة. وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال: كان المشركون يطوفون بالبيت عراة، يأتون البيوت من ظهورها فيدخلونها من ظهورها، وهم حي من قريش يقال لهم الحمس، فأنزل الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان ناس من العرب يطوفون بالبيت عراة حتى ان كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة، فأنزل الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: كانوا يطوفون عراة بالليل، فأمرهم الله تعالى أن يلبسوا ثيابهم ولا يتعروا. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كانت العرب إذا حجوا فنزلوا أدنى الحرم، نزعوا ثيابهم ووضعوا رداءهم ودخلوا مكة بغير رداء، إلا أن يكون للرجل منهم صديق من الحمس فيعيره ثوبه ويطعمه من طعامه، فأنزل الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج ابن حميد وأبو الشيخ عن عطاء قال: كان المشركون في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: كان حي من أهل اليمن يطوفون بالبيت وهم عراة، إلا أن يستعير أحدهم مئزراً من ميازر أهل مكة فيطوف فيه، فأنزل الله: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن طاوس في الآية قال: لم يأمرهم بلبس الحرير والديباج، ولكنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة، وكانوا إذا قدموا يضعون ثيابهم خارجاً من المسجد ثم يدخلون، وكان إذا دخل رجل وعليه ثيابه يضرب وتنزع منه ثيابه، فنزلت هذه الآية {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وأخرج ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خذوا زينة الصلاة قالوا: وما زينة الصلاة؟ قال: البسوا نعالكم فصلوا فيها». وأخرج العقيلي وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله: {خذوا زينتكم عند كل مسجد} قال: «صلوا في نعالكم». وأخرج ابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مما أكرم الله به هذه الأمة لبس نعالهم في صلاتهم». وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا نعالهم». وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحداً، ليجعلهما بين رجليه أو لِيُصَلِّ فيهما». وأخرج أبو يعلى بسند ضعيف عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «زين الصلاة الحذاء». وأخرج البزار بسند ضعيف عن أنس «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خالفوا اليهود وصلوا في نعالكم، فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم». وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من تمام الصلاة الصلاة في النعلين». وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على مشيخة من الأنصار بيض لحاهم، فقال: يا معشر الأنصار حمِّرُوا وصفِّروا وخالفوا أهل الكتاب. قيل يا رسول الله إن أهل الكتاب. يتسرولون ولا يأتزرون؟ فقال رسول الله: تسرولوا وائتزروا وخالفوا أهل الكتاب. قلنا: يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون؟ فقال: تخففوا وانتعلوا وخالفوا أهل الكتاب، قلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم فقال: قصوا سبالكم ووفِرُوا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب». وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أنس «أنه سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال: نعم». وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: وجهني على بن أبي طالب إلى اين الكواء وأصحابه وعليَّ قميص رقيب وحلة، فقالوا لي: أنت ابن عباس وتلبس مثل هذه الثياب؟! فقلت: أول ما أخاصمكم به قال الله: {قل من حَرَّمَ زينة الله التي أخرج لعباده} [ الأعراف: 32] و {خذوا زينتكم عند كل مسجد} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس في العيدين بردي حبرة. وأخرج أبو داود عن ابن عباس قال: لما خرجت الحرورية أتيت علياً فقال: ائت هؤلاء القوم. فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن، فأتيتهم فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس ما هذه الحلة؟! قلت: ما تعيبون عليّ؟ لقد رأيت على رسول الله صلى عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل. وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم فليلبس ثوبيه، فإن الله عز وجل أحق من تزين له، فإن لم يكن ثوبان فليتزر إذا صلى، ولا يشتمل أحدكم في صلاته اشتمال اليهود». وأخرج الشافعي وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء». وأخرج أبو داود والبيهقي عن بريدة قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل في لحاف لا يتوشح به، ونهى أن يصلي الرجل في سراويل وليس عليه رداء». وأخرج ابن ماجة عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحسن ما زرتم الله به في قبوركم ومساجدكم البياض». وأخرج أبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم». وأخرج الترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألبسوا ثياب البياض فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا فيها موتاكم». وأخرج أبو داود عن أبي الأحوص عن أبيه قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب دون، فقال: ألك مال؟ قال: نعم. قال: من أي المال؟ قال: قد آتاني الله من الإِبل والغنم والخيل والرقيق. قال: فإذا آتاك الله فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته». وأخرج الترمذي وحسنه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن يرى نعمته على عبده». وأخرج أحمد ومسلم عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. قال رجل: يا رسول الله انه يعجبني أن يكون ثوبي غسيلاً، ورأسي دهيناً، وشراك نعلي جديداً، وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه فمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال: لا، ذاك الجمال، إن الله عز وجل جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس». وأخرج ابن سعد عن جندب بن مكيث قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر عليه أصحابه بذلك». وأخرج أحمد عن سهل بن الحنظلية قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنكم قادمون على إخوانكم، فأصلحوا رحالكم واصلحوا لباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش». أما قوله تعالى: {وكلوا واشربوا} الآية. أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس قال: احل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفاً ومخيلة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفاً أو مخيلة. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إنه لا يحب المسرفين} قال: في الطعام والشراب. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله: {ولا تسرفوا} قال: في الثياب والطعام والشراب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {ولا تسرفوا} قال: لا تأكلوا حراماً، ذلك إسراف. وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله سبحانه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده». وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة قالت «رآني النبي صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين، فقال: يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك؟ الأكل في اليوم مرتين من الإِسراف، والله لا يحب المسرفين». وأخرج ابن ماجة وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من الإِسراف أن تأكل كل ما اشتهيت». وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال: دخل عمر على ابنه عبدالله بن عمر إذا عندهم لحم، فقال: ما هذا اللحم؟ قال: اشتهيته: قال وكلما اشتهيت شيئاً أكلته؟! كفى بالمرء: إسرافاً أن يأكل كلما اشتهى. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عباس قال: كل ما شئت، واشرب ما شئت، والبس ما شئت، إذا أخطأتك اثنتان سرف أو مخيلة. وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه قال: من السرف أن يكتسي الإِنسان ويأكل ويشرب ما ليس عنده. وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير. أنه سئل ما الإِسراف في المال؟ قال: أن يرزقك الله مالاً حلالاً فتنفقه في حرام حرمه عليك. وأخرج ابن ماجة عن سلمان. أنه أكره على طعام يأكله فقال: حسبي أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة». وأخرج الترمذي وحسنه وابن ماجة عن ابن عمر قال: تجشى رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كف جشاك عنا، فإن أطولكم جوعاً يوم القيامة أكثركم شبعاً في دار الدنيا». وأخرج أحمد والترمذي وحسنه النسائي وابن حبان وابن السني في الطب والحاكم وصححه وأبن نعيم في الطب والبيهقي في شعب الإِيمان عن المقدام بن معدي كرب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه». وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن عبد الرحمن بن المرقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لم يخلق وعاء إذا ملىء شراً من بطن، فإن كان لا بد فاجعلوا ثلثاً للطعام وثلثاً للشراب، وثلثاً للريح». وأخرج ابن السني وأبو نعيم عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أصل كل داء البردة». وأخرج ابن السني وأبو نعيم من حديث أبي سعيد الخدري. مثله. وأخرج أبو نعيم عن عمر بن الخطاب قال: إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وأن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه. وأخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن أرطاة قال: اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك من الملوك، فسألهم ما رأس دواء المعدة؟ فقال كل رجل منهم قولاً وفيهم رجل ساكت، فلما فرغوا قال: ما تقول أنت؟ قال: ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء: لا تأكل طعاماً أبداً إلا وأنت تشتهيه، ولا تأكل لحماً يُطْبَخُ لك حتى تنعم إنضاجه، ولا تبتلع لقمة أبداً حتى تمضغها مضغاً شديداً لا يكون على المعدة فيها مؤونة. وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الموصلي قال: أخرج من جميع الكلام أربعة الآف كلمة، وأخرج منها أربعمائة كلمة، وأخرج منها أربعون كلمة، وأخرج منها أربع كلمات، أولها لا تثقن بالنساء، والثانية لا تحمل معدتك ما لا تطيق، والثالثة لا يغرنك المال، والرابعة يكفيك من العلم ما تنتفع به. وأخرج أبو محمد الخلال عن عائشة «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تشتكي، فقال لها: يا عائشة الازم دواء والمعدة بيت الادواء، وعودوا بدنا ما اعتاد». وأخرج البيهقي عن ابن محب عن أبيه قال: المعدة حوض الجسد والعروق تشرع فيه، فما ورد فيها بصحة صدر بصحة، وما ورد فيها بسقم صدر بسقم. وأخرج الطبراني في الأوسط وابن السني وأبو نعيم معافى الطب النبوي والبيهقي في شعب الإِيمان وضعفه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم».

{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال: كانت قريش يطوفون بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون، فأنزل الله: {قل من حرم زينة الله} فأمروا بالثياب أن يلبسوها {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} قال: ينتفعون بها في الدنيا لا يتبعهم فيها إثم يوم القيامة. وأخرج وكيع في الغرر عن عائشة. أنها سئلت عن مقانع القز؟ فقالت: ما حرم الله شيئاً من الزينة. وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن الضحاك {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} قال: المشركون يشاركون المؤمنين في زهرة الدنيا وهي خالصة يوم القيامة للمؤمنين دون المشركين. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس والطيبات من الرزق قال: الودك واللحم والسمن. وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد قال: كان قوم يحرمون من الشاة لبنها ولحمها وسمنها، فأنزل الله: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} قال: والزينة الثياب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {والطيبات من الرزق} قال: هو ما حرم أهل الجاهلية عليهم في أموالهم البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامي. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها، وهو قول الله: {قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً} [ يونس: 59] وهو هذا، فأنزل الله: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا} يعني شارك المسلمون الكفار في الطيبات في الحياة الدنيا، فأكلوا من طيبات طعامها ولبسوا من جياد ثيابها، ونكحوا من صالح نسائها، ثم يخلص الله الطيبات في الآخرة للذين آمنوا، وليس للمشركين فيها شيء. وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: الزينة تخلص يوم القيامة لمن آمن في الدنيا. وأخرج عبد بن حميد عن عاصم قال: سمعت الحجاج بن يوسف يقرأ {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة} بالرفع. قال عاصم: ولم يبصر الحجاج اعرابها، وقرأها عاصم بالنصب {خالصة}.

{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال: ما ظهر العرية وما بطن الزنا، كانوا يطوفون بالبيت عراة. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن». وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن مردويه عن المغيرة بن شعبة قال: قال سعد بن عبادة: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أتعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أَغْيَرُ مِنْ سعد، والله أغْيَرُ مني، ومن أجله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا شخص أغير من الله». وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله أما تغار؟ قال: «والله إني لأغار، والله أغْيَرُ مني، ومن غيرته نهى عن الفواحش». وأخرج أبو الشيخ عن الحسن {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} قال: ما ظهر منها الاغتسال بغير سترة. وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير «أن رجلاً قال: يا رسول الله إني أصبت حداً فأقمه عليَّ. فجلده ثم صعد المنبر والغضب يعرف في وجهه، فقال: أيها الناس إن الله حرم عليكم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فمن أصاب منها شيئاً فليستتر بستر الله، فإنه من يرفع إلينا من ذلك شيئاً نقمة عليه». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني غيور، وإن إبراهيم كان غيوراً، وما من امرىء لا يغار إلا منكوس القلب». وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {والإِثم} قال: المعصية والبغي. قال: إن تبغى على الناس بغير حق.

{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34)} أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والخطيب في تالي التلخيص وابن النجار في تاريخه عن أبي الدرداء قال: تذاكرنا زيادة العمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: من وصل رحمه أنسىء في أجله. فقال «إنه ليس بزائدة في عمره، قال الله: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} ولكن الرجل يكون له الذرية الصالحة فيدعون الله له من بعده فيبلغه ذلك، فذلك الذي ينسأ في أبده»، وفي لفظ: «فيلحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر». وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي عروبة قال: كان الحسن يقول: ما أحمق هؤلاء القوم... ! يقولون. اللهم أطل عمره، والله يقول {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر من طريق الزهري عن ابن المسيب قال: لما طعن عمر قال كعب: لو دعا الله عمر لأَخَّر في أجله. فقيل له: أليس قد قال الله: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}؟ فقال كعب: وقد قال الله: {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} [ فاطر: 11] قال الزهري: وليس أحد إلا له عمر مكتوب، فرأى أنه ما لم يحضر أجله فإن الله يؤخر ما شاء وينقص {فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}. وأخرج ابن سعد في الطبقات عن كعب قال: كان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر وإذا ذكرنا عمر ذكرناه، وكان إلى جنبه يوحى إليه، فأوحى الله إلى النبي أن يقول له: أعهد عهدك واكتب إلى وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام، فأخبره النبي بذلك، فلما كان في اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير، ثم جار إلى ربه فقال: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم، وإذا اختلفت الأمور ابتعت هداك، وكنت فزدني في عمري حتى يكبر طفلي وتربوا أمتي. فأوحى الله إلى النبي: أنه قد قال كذا وكذا وقد صدق: وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة، ففي ذلك ما يكبر طفله وتربو أمته، فلما طعن عمر قال كعب: لئن سأل عمر ليبقينه، فأخبر بذلك عمر فقال: اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم. وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال: لما طعن عمر جاء كعب، فجعل يبكي بالباب ويقول قال: والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخره لأخَّرَهُ، فدخل ابن عباس عليه فقال: يا أمير المؤمنين هذا كعب يقول كذا وكذا؟ قال: إذاً والله لا أسأله. وأخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده قال: جاء سعد بن أبي وقاص فقال: يا رب إن لي بنين صغاراً فأخِّر عني الموت حتى يبلغوا، فأخر عنه الموت عشرين سنة. وأخرج أحمد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره النسأ في الأجل والزياده في الرزق فليصل رحمه». وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم «من ولي من أمر أمتي شيئاً فحسنت سريرته رزق الهيبة من قلوبهم، وإذا بسط يده لهم بالمعروف رزق المحبة منهم، وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله، وإذا أنصف الضعيف من القوي قوّى الله سلطانه، وإذا عدل مدَّ في عمره». وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال: من اتقى ربه، ووصل رحمه، نسىء له في عمره، وربا ماله، وأحبه أهله.

{يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)} أخرج ابن جرير عن أبي سيار السلمي فقال: إن الله تبارك وتعالى جعل آدم وذريته في كفه فقال: {يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، ثم نظر إلى الرسل فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم} [ المؤمنون: 51] {وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون} [ المؤمنون: 53] ثم بثهم.

7:35

{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37)} أخرج الفريابي وابن جرير وأبو الشيخ وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال: ما قدر لهم من خير وشر. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال: من الأعمال، من عمل خيراً جزى به ومن عمر شراً جزى به. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله و {نصيبهم من الكتاب} قال: ما كتب عليهم من الشقاء والسعادة. وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال: قوم يعملون أعمالاً لا بد لهم أن يعملوها. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال: ما سبق من الكتاب. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {نصيبهم من الكتاب} قال: ما وعدوا فيه من خير أو شر. وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال: رزقه وأجله وعمله. وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي صالح في قوله: {نصيبهم من الكتاب} قال: من العذاب. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن. مثله. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله: {ينالهم نصيبهم من الكتاب} قال مما كتب لهم من الرزق.