|
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)} {مُكَآءً} إدخال أصابعهم في أفواههم، أو أن يشبك بين أصابعه ويُصفِّر في كفه بفمه، والمكاء الصفير، قاله: .......................... *** تمكو فريصته كشدق الأعلم {وَتَصْدِيَةً} التصفيق، أو الصد عن البيت الحرام، أو تصدى بعضهم لبعض ليفعل مثل فعله ويُصفِّر له إن غفل عنه، أو من صد يصد إذا ضج، أو الصدى الذي يجيب الصائح فيرد عليه مثل قوله، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صلّى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه يصفران صفير المكاء وهو طائر ورَجُلان عن يساره يصفقان بأيديهما ليخلطوا على الرسول صلى الله عليه وسلم القراءة والصلاة، فنزلت، وسماها صلاة لأنهم أقاموها مقام الدعاء والتسبيح، أو كانوا يعملون كعمل الصلاة. {فَذُوقُواْ} فالقوا، أو فجربوا عذاب السيف ببدر، أو يقال لهم ذلك في عذاب الآخرة. |
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)} {يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ} نفقة قريش في القتال ببدر، أو استأجر أبو سفيان يوم أُحُد ألفين من الأحابيش من كنانة. |
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)} {الْخَبِيثَ} الحرام، والطيب: الحلال، أو الخبيث: ما لم تُخرج منه حقول الله تعالى والطيب: ما أُخرجت منه حقوقه. {بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ} يجمعه في الآخرة وإن تفرقا في الدنيا. {فَيَرْكُمَهُ} يجعل بعضه فوق بعض. {فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} يعذبون به {يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [التوبة: 35] أو يجعلها معهم في النار ذلاًّ وهواناً كما كانت في الدنيا نعيماً وعزّاً. |
{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38)} {وَإِن يَعُودُواْ} إلى الحرب {فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ} قتلى بدر وأسرارهم، أو إن يعودوا إلى الكفر فقد مضت سنة الله تعالى بإهلاك الكفرة، ابن عباس رضي الله تعالى عنهما نزلت لما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح فقال: ما في ظنكم وما ترون أني صانع بكم، فقالوا: ابن عم كريم فإن تعفُ فذاك الظن بك، وإن تنتقم فقد أسأنا، فقال: بل أقول كما قال يوسف لإخوته: {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ اليوم} [يوسف: 92] فنزلت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم «اللهم كما أذقت أول قريش نكالاً فأذق أخرهم نوالاً». |
|
|