Loading...
السورة
الأية
الجزء

الحزب رقم 21
الربع رقم 2
quran-border  التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرا منه ان ابراهيم لاواه حليم وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ان الله بكل شيء عليم ان الله له ملك السماوات والارض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رءوف رحيم
Page Number

1

{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)} {التَّآئِبُونَ} من الذنوب. {الْعَابِدونَ} بالطاعة، أو بالتوحيد، أو بطول الصلاة. {الْحَامِدُونَ} على السراء والضراء، أو على الإسلام. {السَّائِحُونَ} المجاهدون واستؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في السياحة فقال: «سياحة أُمتي الجهاد»، أو الصائمون، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «سياحة أُمتي الصوم» «ع»، أو المهاجرون أو طلبة العلم. {بِالْمَعْرُوفِ} التوحيد، أو الإسلام. {الْمُنكَرِ} الشرك، أو الذين لم يَنْهوا عنه حتى انتهوا عنه. {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ} القائمون بأمره، أو بفرائض حلاله وحرامه، أو لشرطه في الجهاد. {الْمُؤْمِنِينَ} المصدقين بما وعدوا في هذه الآيات، أو بما ندبوا إليه فيها. لما نزل {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} جاء رجل من المهاجرين فقال: يا رسول الله، وإن زنا وإن سرق وإن شرب الخمر فنزلت {التَّآئِبُونَ}.

{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)} {مَا كَانَ لِلنَّبِىِّ} لما زار الرسول صلى الله عليه وسلم قبر أمه، وقال: «استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي واستأذنته في الدعاء لها فلم يأذن لي» فنزلت، أو نزلت في أبي طالب لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك»، أو سمع علي رضي الله تعالى عنه رجلاً يستغفر لأبويه فقال: أتستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبويه فذكره علي رضي الله تعالى عنه للرسول صلى الله عليه وسلم فنزلت.

{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)} {مَّوْعِدَةٍ} وعد إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام أبوه أنه إن استغفر له آمن، أو وعد إبراهيمُ عليه الصلاة والسلام أباه أن يستغفر له لرجائه إيمانه فلما مات على شركه تبرأ من أفعاله ومن الاستغفار له. {لأَوَّاهٌ} دَعَّاء، أو رحيم، أو موقن، أو مؤمن بلغة الحبشة «ع»، أو مُسبِّح، أو مكثر من تلاوة القرآن، أو متأوه، أو فقيه، أو متضرع خاشع مروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إذا ذكر ذنوبه استغفر منها. وأصل التأوه التوجع. {حَلِيمٌ} صبور على الأذى، أو صفوح عن الذنب.

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ} أسلم قوم من الأعراب ورجعوا إلى بلادهم يعملون بما شاهدوه من الرسول صلى الله عليه وسلم من صوم أيام البيض والصلاة إلى بيت المقدس، ثم قدموا إليه فوجدوه يصوم رمضان ويصلي إلى الكعبة، فقالوا: يا رسول الله دِنَّا بعدك بالضلالة إنك على أمر وإنا على غيره فنزلت.

{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117)} {تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِىِّ وَالْمُهَاجرِينَ} توبة لعونه بإنقاذهم من شدة العسرة، أو تخليصهم من نكاية العدو وغيره، أي رجعهم إلى ما كانوا فيه من الحالة الأولى. {الْعُسْرَةِ} في غزوة تبوك كانوا في قلة من الظَّهر فيتناوب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وتعسر الزاد فيشق الرجلان التمرة بينهما، أو يمص النفر التمرة والواحدة ثم يشربون عليها الماء وذلك في شدة الحر، واشتد عطشهم حتى نحروا الإبل وعصروا أكراشها فشربوا ماءها. {يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ} يتلف بالجهد والشدة، أو يعدل عن المتابعة والنصرة {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} التوبة الأولى في الذهاب والثانية في الرجوع، أو الأولى في السفر، والثانية بعد الرجوع إلى المدينة.